باحث أميركي: إخفاقات جوهرية تواجه الجناح الشمالي لحلف الناتو
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
يرى الباحث في مجلس السياسة الخارجية الأميركية ألكسندر غراي أن الحرب في أوكرانيا كشفت عن نقاط ضعف كبيرة في قدرات موسكو العسكرية، إلا أنه ألقى أيضا ضوءا سلبيا على جوانب الموقف الإستراتيجي لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، مما يحتم على الولايات المتحدة وحلفائها اتخاذ إجراءات استباقية لسد هذه الثغرات قبل أن يستغلها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأضاف في مقال نشرته مجلة (فورين بوليسي) أنه لا تزال هناك أوجه قصور مقلقة على طول الجانب الشمالي للناتو، لا سيما في القطب الشمالي والمنطقة القريبة منه، والتي تكشف عن إخفاقات جوهرية من قبل العديد من أعضاء الحلف الرئيسيين في الوفاء بالتزاماتهم في مواجهة اهتمام موسكو الثابت في أقصى الشمال.
ولفت الباحث إلى نجاح روسيا في استغلال عدة عوامل لكسب مساحة مناورة في المنطقة، كما في حالة أرخبيل سفالبارد النرويجي في المحيط المتجمد الشمالي، وجزر فارو الدانماركية، وغرينلاند الدانماركية أيضا المتمتعة بالحكم الذاتي. وفي كل حالة وسعت موسكو نفوذها بمقاومة لا تكاد تذكر من قبل أوسلو أو كوبنهاغن.
وقال إن الجناح الشمالي للناتو يعاني أيضا من الإهمال الإستراتيجي من جانب كندا في ظل حكومة رئيس الوزراء جاستن ترودو التي تنفق حاليا نحو 1.3% من الناتج المحلي على الدفاع، وهو أقل بكثير من متطلبات الناتو البالغة 2%.
واعتبر الباحث ذلك من التحديات التي تتطلب حلولا جادة من كل الناتو، بدءا من إستراتيجيته المتكاملة في القطب الشمالي التي تعتمد على العمل الذي قام به الأعضاء الفرديون (كما هو الحال في إستراتيجية القطب الشمالي الأخيرة للولايات المتحدة)، لتوليد إدراك مشترك لتحدي الدفاع في أقصى الشمال، وتخصيص موارد كافية للقيام بذلك بشكل فعال.
ساحات الحرب
ومن المحتمل أن يشمل ذلك قيادة موحدة للناتو في القطب الشمالي لتوجيه الموارد بشكل مناسب عبر ساحات الحرب، وتنسيق التدريب المشترك للحرب في القطب الشمالي، والاستفادة بشكل مناسب من القدرات التي تم توفيرها للحلف من خلال انضمام فنلندا وقريبا السويد، بما في ذلك مهارات كسر الجليد والحرب في القطب الشمالي.
وتابع المقال أنه يجب أن تعمل الولايات المتحدة مع شركائها في الدانمارك والنرويج وكندا لتشجيع موقف عازم على المضي إلى الأمام في أقصى الشمال. كما يجب عليها أن تعمل بشكل متعدد الأطراف من خلال الناتو، وبشكل منفرد مع الدانماركيين والنرويجيين والكنديين لتوفير الدعم الاستخباراتي الضروري لحماية الجناح الشمالي للناتو من أي تهديد.
وختم بأنه لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به في تأمين الجناح الشمالي للناتو وتوفير المظلة الأمنية. ومع اقتراب الذكرى السنوية الـ75 لتأسيس الحلف في العام المقبل، فإن هذا الوقت يعد مناسبا لإعادة التنظيم لمواجهة تهديدات اليوم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی القطب الشمالی
إقرأ أيضاً:
ظاهرة “عنيفة للغاية” شكلت أخاديد ضخمة على القمر في 10 دقائق فقط!
الولايات المتحدة – كشفت دراسة حديثة لوكالة ناسا أن اصطدام كويكب ضخم بالقمر قبل مليارات السنين أدى إلى تشكيل أخاديد عملاقة على الجانب البعيد من القمر، الذي لا يرى من الأرض.
ووفقا للدراسة، مر الكويكب فوق القطب الجنوبي للقمر قبل الاصطدام، ما تسبب في تكوين حوض ضخم وإطلاق تيارات من الصخور بسرعة تقارب الميل في الثانية الواحدة (3600 ميل في الساعة/ 5793 كم في الساعة).
وبحسب الدراسة، فإن الحطام الناتج عن الاصطدام سقط مثل الصواريخ، محدثا أخدودين ضخمين بحجم الأخدود الكبير في ولاية أريزونا، وذلك في غضون 10 دقائق فقط.
وتشكلت هذه الأخاديد على سطح القمر قبل نحو 3.8 مليار سنة عندما ضرب الحطام الصخري الناتج عن كويكب أو مذنب سطح القمر، في الفوهة الصدمية “شرودنجر” (Schrödinger)، الواقعة بالقرب من القطب القمري الجنوبي على الجانب البعيد من القمر، والتي لا يمكن رؤيتها إلا من المدار.
ووصف ديفيد كرينغ، المؤلف الرئيسي للدراسة من معهد القمر والكواكب في هيوستن، هذه العملية بأنها “عنيفة للغاية ومثيرة”.
وأعرب العلماء في وكالة ناسا عن ترحيبهم بهذا الاكتشاف، خاصة أن الوكالة تخطط لإرسال رواد فضاء إلى القطب الجنوبي للقمر الذي لم يتأثر بهذا الاصطدام ويحتوي على صخور أقدم محفوظة في حالتها الأصلية.
واستخدم العلماء البريطانيون والأمريكيون صورا وبيانات من مسبار “لونار ريكونيسانس أوربيتر” التابع لناسا لرسم خريطة للمنطقة وحساب مسار الحطام الذي شكل هذه الأخاديد قبل نحو 3.8 مليار سنة.
وقدر كرينغ وفريقه أن عرض الكويكب بلغ نحو 15 ميلا، وأن الطاقة الناتجة عن الاصطدام كانت تعادل أكثر من 130 مرة الطاقة الموجودة في جميع الأسلحة النووية الحالية في العالم. وأضاف أن معظم الحطام الناتج عن الاصطدام تم إلقاؤه بعيدا عن القطب الجنوبي للقمر، ما يعني أن منطقة الاستكشاف المستهدفة لناسا لن تكون مدفونة تحت الحطام، ما يبقي الصخور القديمة التي يعود تاريخها إلى أكثر من أربعة مليارات سنة مكشوفة لجمعها من قبل رواد الفضاء في المستقبل.
ويأمل العلماء أن تساعد هذه الصخور القديمة في الكشف ليس فقط عن أصول القمر، ولكن أيضا عن تاريخ الأرض. ومن غير الواضح ما إذا كانت هذه الوديان مغطاة بظلال دائمة مثل بعض الفوهات في القطب الجنوبي للقمر والتي يعتقد أنها تحتوي على كميات كبيرة من الجليد يمكن تحويلها إلى وقود صواريخ ومياه صالحة للشرب في المستقبل.
المصدر: إكسبريس