يرى الباحث في مجلس السياسة الخارجية الأميركية ألكسندر غراي أن الحرب في أوكرانيا كشفت عن نقاط ضعف كبيرة في قدرات موسكو العسكرية، إلا أنه ألقى أيضا ضوءا سلبيا على جوانب الموقف الإستراتيجي لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، مما يحتم على الولايات المتحدة وحلفائها اتخاذ إجراءات استباقية لسد هذه الثغرات قبل أن يستغلها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأضاف في مقال نشرته مجلة (فورين بوليسي) أنه لا تزال هناك أوجه قصور مقلقة على طول الجانب الشمالي للناتو، لا سيما في القطب الشمالي والمنطقة القريبة منه، والتي تكشف عن إخفاقات جوهرية من قبل العديد من أعضاء الحلف الرئيسيين في الوفاء بالتزاماتهم في مواجهة اهتمام موسكو الثابت في أقصى الشمال.

ولفت الباحث إلى نجاح روسيا في استغلال عدة عوامل لكسب مساحة مناورة في المنطقة، كما في حالة أرخبيل سفالبارد النرويجي في المحيط المتجمد الشمالي، وجزر فارو الدانماركية، وغرينلاند الدانماركية أيضا المتمتعة بالحكم الذاتي. وفي كل حالة وسعت موسكو نفوذها بمقاومة لا تكاد تذكر من قبل أوسلو أو كوبنهاغن.

وقال إن الجناح الشمالي للناتو يعاني أيضا من الإهمال الإستراتيجي من جانب كندا في ظل حكومة رئيس الوزراء جاستن ترودو التي تنفق حاليا نحو 1.3% من الناتج المحلي على الدفاع، وهو أقل بكثير من متطلبات الناتو البالغة 2%.

واعتبر الباحث ذلك من التحديات التي تتطلب حلولا جادة من كل الناتو، بدءا من إستراتيجيته المتكاملة في القطب الشمالي التي تعتمد على العمل الذي قام به الأعضاء الفرديون (كما هو الحال في إستراتيجية القطب الشمالي الأخيرة للولايات المتحدة)، لتوليد إدراك مشترك لتحدي الدفاع في أقصى الشمال، وتخصيص موارد كافية للقيام بذلك بشكل فعال.


ساحات الحرب

ومن المحتمل أن يشمل ذلك قيادة موحدة للناتو في القطب الشمالي لتوجيه الموارد بشكل مناسب عبر ساحات الحرب، وتنسيق التدريب المشترك للحرب في القطب الشمالي، والاستفادة بشكل مناسب من القدرات التي تم توفيرها للحلف من خلال انضمام فنلندا وقريبا السويد، بما في ذلك مهارات كسر الجليد والحرب في القطب الشمالي.

وتابع المقال أنه يجب أن تعمل الولايات المتحدة مع شركائها في الدانمارك والنرويج وكندا لتشجيع موقف عازم على المضي إلى الأمام في أقصى الشمال. كما يجب عليها أن تعمل بشكل متعدد الأطراف من خلال الناتو، وبشكل منفرد مع الدانماركيين والنرويجيين والكنديين لتوفير الدعم الاستخباراتي الضروري لحماية الجناح الشمالي للناتو من أي تهديد.

وختم بأنه لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به في تأمين الجناح الشمالي للناتو وتوفير المظلة الأمنية. ومع اقتراب الذكرى السنوية الـ75 لتأسيس الحلف في العام المقبل، فإن هذا الوقت يعد مناسبا لإعادة التنظيم لمواجهة تهديدات اليوم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی القطب الشمالی

إقرأ أيضاً:

مسؤول أميركي يقلّل من احتمال أن يغيّر الصاروخ الروسي الجديد مسار الحرب في أوكرانيا

قال مسؤول أميركي، الخميس، إن بلاده تجري "تحليلًا دقيقًا" للصاروخ الباليستي التجريبي متوسط المدى الذي استخدمته روسيا في أوكرانيا، وقلّل من احتمال أن "يغير الصاروخ الجديد مسار الحرب"، وفق ما ذكرت مراسلة الحرة.

وأوضح المسؤول في إحاطة غير مصورة، أن الولايات المتحدة تجري "تحليلًا دقيقًا" للصاروخ، "لتحديد تداعياته على التزامات موسكو بموجب معاهدات الحد من التسلح"، وكذلك على موقف الردع والدفاع لحلف شمال الأطلسي. 

وقلّل من احتمال أن يغير الصاروخ مسار الحرب، "خصوصا أن روسيا تمتلك على الأرجح عددًا محدودًا جدًا من هذه الصواريخ التجريبية، وأن أوكرانيا تمكنت من الصمود في وجه هجمات روسية متعددة، بما في ذلك هجمات بصواريخ ذات رؤوس حربية أكبر بكثير من هذا الصاروخ".

وأشار المسؤول إلى أن "واشنطن أبلغت كييف في الأيام الأخيرة باحتمال استخدام موسكو صواريخ باليستية"، منوها بأن روسيا "قد تلجأ إلى استخدام هذه القدرات لترهيب أوكرانيا وحلفائها وخلق ضجة إعلامية".

كما أكد أن الرئيس الأميركي جو بايدن، "ملتزم بمواصلة تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا حتى انتهاء ولايته".

الصاروخ الروسي الجديد في أوكرانيا.. بوتين يلجأ لـ "رسائل الترهيب" أثار استخدام روسيا صاروخا بالستيا جديدا متوسط المدى لقصف أوكرانيا قلق المجتمع الدولي، في خطوة وصفتها الأمم المتحدة بأنها "تطور جديد يثير القلق والانشغال. كل هذا يسير في الاتجاه الخاطئ".

والخميس، أعلن المتحدث باسم الكرملين، كما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية، أن "موسكو أبلغت واشنطن قبل 30 دقيقة من إطلاقها صاروخا باليستيا فرط صوتي على أوكرانيا".

وقال ديمتري بيسكوف إن "الإبلاغ تم إرساله في شكل تلقائي قبل 30 دقيقة من عملية الإطلاق"، موضحا أنّ عملية الإخطار تمّت عبر قناة "تواصل دائمة" تربط بين روسيا والولايات المتحدة، للحد من خطر الأسلحة النووية.

وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، إن قواته ضربت أوكرانيا مستخدمة صاروخا بالستيا جديدا فرط صوتي متوسط المدى، وذلك بعد استهدافها مدينة دنيبرو.

وعلقت الباحثة في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، إيفانا ستاردنز، في حديث لقناة "الحرة"، على هذه التطورات، معتبرة أن خطوة موسكو تمثل "الطريقة الروسية لترهيب الغرب وأوكرانيا".

وأضافت أن لبوتين "تاريخ طويل فيما يتعلق بترهيب الولايات المتحدة وأوروبا، والخطوة الأخيرة تأتي للترهيب وللتأكد من أن أوكرانيا لا تحصل على الأسلحة التي تحتاجها.. والصاروخ جزء من التهديدات الروسية للتأكد من أننا لا نساعد أوكرانيا".

وتخشى أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون أن يضعف الدعم الأميركي لها بعد تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب الرئاسة، أو أن يفرض عليها اتفاق يتضمن تنازلها عن مناطق لروسيا.

مقالات مشابهة

  • أمن العالم .. تفاصيل اجتماع ترامب مع الأمين العام لحلف الناتو
  • ناقشا قضايا الأمن الدولي.. تفاصيل لقاء الأمين العام للناتو مع ترامب
  • مسؤول بمركز إسلامي أميركي: فوز ترامب لم يفاجئنا وعلينا أن نكون قوة سياسية
  • الأمين العام للناتو يلتقي ترامب في فلوريدا
  • الأمين العام للناتو يلتقي ترامب في الولايات المتحدة
  • العقبات التي تواجه اعتقال نتنياهو وغالانت
  • الدوما : الناتو يحارب روسيا وسيتم الرد على ذلك بشكل أقوى
  • مسؤول أميركي يقلّل من احتمال أن يغيّر الصاروخ الروسي الجديد مسار الحرب في أوكرانيا
  • ذاكرة الحروب والفيتو
  • لحج.. إقرار لجنة لمعالجة الصعوبات التي تواجه المستثمرين