أصوات تحت الركام.. تحقيق يكشف أهوال مأساة المفقودين في غزة
تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT
ودّ أنس جحا لو استطاع إيهام نفسه أن بين أنقاض بيته في حي الفيومي بمدينة غزة من نجا من الغارة الإسرائيلية في السادس من ديسمبر/كانون الأول الماضي، التي هدمت المنزل على رؤوس 117 فردا من عائلته، لم تُنتشل إلا جثث 57 منهم، وما زال الآخرون تحت الأنقاض، كحال آلاف المفقودين منذ بداية الحرب، وفقا لما وثقه موقع "سيحا ميكوميت" الاستقصائي الإسرائيلي في تقرير مطول.
لم ينجُ أنس إلا لأنه كان في بيت أبيه المجاور لحظة الغارة، وعندما هُرع عائدا ليطمئن على ذويه بعد الانفجار، لم يجد إلا عمودًا من الدخان والغبار.
"كل البناية دمرت.. كل ما كنت أفكر فيه 140 شخصا كانوا داخلها" يقول أنس للموقع العبري.
ويوصف موقع "سيحا ميكوميت" في أوساط الناشطين اليساريين الإسرائيليين بأنه منصة للإعلام البديل تسعى لفضح ممارسات الاحتلال وسياساته العنصرية.
بدأ أنس رحلة مجنونة للبحث عن أبناء عائلته، ومعه اثنان من أبناء عمومته نجيا بأعجوبة هما أيضا بعد أن قذف بهما الانفجار خارج المبنى، وأصيبا بجروح.
لم تصل سيارات الإسعاف إلى موقع الغارة إلا بعدما نُقل أول الجرحى بسيارات خاصة إلى المستشفى المعمداني، فقد تعذر بداية إبلاغ الدفاع المدني بالغارة لانقطاع شبكة الاتصالات حينها.
زوجة أنس وطفلاهما لم يكونوا بين من انتشلوا، ولم يُعثر أيضا على والدي زوجته وأخيها.
تحت هول الصدمة لم يستطع أنس لوهلة استذكار أسماء كل ذويه، ولا حتى زوجته وأطفاله، لكنه تمكن أخيرا من تدوين أسماء ذويه الستين المفقودين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً: