الوطن:
2024-12-23@07:06:29 GMT

السعيد غنيم يكتب: «الحبس» والتحول الرقمي

تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT

السعيد غنيم يكتب: «الحبس» والتحول الرقمي

الحبس الاحتياطى من الملفات التى تحظى باهتمام من قبل القوى السياسية والحزبية، وذلك نتيجة للاهتمام الموجود فى الشارع المصرى، ومناقشة الملف فى الحوار الوطنى تأكيد على أن نبض الشارع يحظى باهتمام القيادة السياسية، وأن المواطن أصبح محور الأحداث، خاصة أن الملف من الملفات الشائكة التى تستوجب وضع حدود فاصلة.

الحبس الاحتياطى هو إجراء من إجراءات التحقيق الجنائى يصدر عمن منحه المشرع هذا الحق، ويتضمن أمراً لمدير السجن بقبول المتهم وحبسه به، ويبقى محبوساً مدة قد تطول أو تقصر حسب ظروف كل دعوى حتى ينتهى إما بالإفراج عن المتهم أثناء التحقيق الابتدائى أو أثناء المحاكمة، وإما بصدور حكم فى الدعوى ببراءة المتهم أو بالعقوبة وبدء تنفيذها عليه.

كما أنه يُعد إجراء من إجراءات التحقيق غايته ضمان سلامة التحقيق الابتدائى، من خلال وضع المتهم تحت تصرف المحقق وتيسير استجوابه أو مواجهته كلما استدعى التحقيق ذلك، والحيلولة دون تمكينه من الهرب أو العبث بأدلة الدعوى أو التأثير على الشهود أو تهديد المجنى عليه، وكذلك وقاية المتهم من احتمالات الانتقام منه وتهدئة الشعور العام الثائر بسبب جسامة الجريمة.

وهذا يستوجب ضرورة أن تكون بدائل الحبس الاحتياطى فى سياق واحد مع الحبس الاحتياطى، ويتم النص عليها بالتدرج وفقاً للسلطة التقديرية للقاضى والتوسع فى استعمالها، ويجب أن يصبح الحبس الاحتياطى مجرد إجراء احترازى وليس عقوبة، وفى نفس الوقت يجب أن تكون هناك ضمانات محددة لا يمكن تجاوزها، وتخفيض مدة الحبس الاحتياطى لتصبح 4 أشهر بدلاً من 6 أشهر فى قضايا الجنح، و12 شهراً بدلاً من 18 شهراً فى الجنايات، و18 شهراً بدلاً من سنتين إذا كانت العقوبة المقررة للجريمة السجن المؤبد أو الإعدام، وهذا يعنى ضرورة وضع حد أقصى للحبس الاحتياطى من محكمة جنايات الدرجة الثانية أو محكمة النقض فى الجرائم المعاقب عليها بالإعدام أو السجن المؤبد، ليصبح سنتين بحد أقصى بدلاً من عدم التقيد بمدد.

وفى نفس الوقت، يجب أن تكون الضمانات الممنوحة للمتهم متوازنة مع حقوق المجنى عليه والادعاء بالحق المدنى، وهذا يستوجب أن يكون الحبس الاحتياطى إجراء احترازياً، دون أن يتحول لعقوبة لتحقيق القاعدة الدستورية أن الأصل فى المتهم البراءة، ووقف تدوير المتهمين فى قضايا جديدة بذات الاتهامات بعد مضى مدة الحبس الاحتياطى.

وضرورة التوصل إلى صياغة قانون يُقلص مدة الحبس الاحتياطى فى السجون، ولحين خروج القانون للنور يجب أن يتم الأخذ بالاعتبار فى عدد من البدائل التى سبق وتم ذكرها بالأعلى، خاصة أنها مطبقة فى العديد من الدول وأثبتت نجاحها، منها على سبيل المثال إلزام المتهم بعدم ترك مسكنه مع الرقابة عليه عبر الإسورة الإلكترونية.

وحَظر ارتياد الموقوفين احتياطياً أماكن محددة، وإلزام المُتهم بأن يقدم نفسه لمقر الشرطة فى أوقات محددة، والإقامة الجبرية أو المراقبة الإلكترونية، فى حالات مُعينة وفقاً لنوع القضية، وفى ظل الرقمنة والميكنة والتحول الرقمى الدولة المصرية لديها من الإمكانيات ما يجعلها مؤهلة لتطبيق أى من هذه البدائل للحبس الاحتياطى لحين البت فى الأمر بصورة كاملة.

من أبرز مطالب القوى السياسية حول ملف الحبس الاحتياطى عدم تجاوز مدة الحبس الاحتياطى فى مرحلة التحقيق الابتدائى وسائر مراحل الدعوى الجنائية ثلث الحد الأقصى للعقوبة السالبة للحرية، بحيث لا تتجاوز ستة أشهر فى الجنح وثمانية عشر شهراً فى الجنايات، وسنتين إذا كانت العقوبة المقررة السجن المؤبد أو الإعدام، وهنا يطرح تساؤل، هل سيكون هناك توصية من قبل الحوار الوطنى للبت فى هذا الملف على وجه التحديد؟

الحبس الاحتياطى من الملفات الشائكة، التى تستهدف تعزيز ملف الحريات وفى نفس الوقت الحفاظ على حق المواطنين، وأيضاً حقوق الدولة، والحديث عنه لا بد أن يكون بقدر كبير من العقلانية، والاستفادة من تجارب بعض الدول خاصة التى تتشابه مع الدولة المصرية.

والبدء على سبيل المثال فى التطبيق الجزئى لحين التوصل لصيغة نهائية وبناء على ذلك يتم التعميم، حتى لا يكون هناك لغط حال خروج تشريع للنور غير ملبٍ للآمال والطموحات ولا يتناسب مع مطالب القوى السياسية والحزبية ومن قبل المواطنين، ولهذا يجب التأنى كثيراً فى مناقشة الملف للخروج بتوصيات ملزمة وقابلة للتطبيق فى نفس الوقت

* النائب الأول لرئيس حزب المؤتمر

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الحبس الاحتياطي الحوار الوطني البرلمان یجب أن

إقرأ أيضاً:

الصحة: تقديم الخدمات الطبية لـ 17 مليون مواطن في القاهرة خلال 11 شهرا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلنت وزارة الصحة والسكان، تقديم الخدمات الطبية بمستشفيات ومراكز الرعاية الأولية في محافظة القاهرة لـ 17 مليون و278 ألفاً و216 مواطنا منذ بداية شهر يناير حتى نهاية شهر نوفمبر 2024، وذلك تنفيذاً لتوجيهات الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، لتحقيق التنمية المستدامة، ورؤية «مصر 2030».

وأشار الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إلى تقديم الخدمات الطبية لـ6 ملايين و40 ألفاً و539 مواطنا من خلال مستشفيات مديرية الشئون الصحية بالقاهرة، 
مضيفا أن الخدمات الطبية  المقدمة للمواطنين تضمنت استقبال 3 ملايين و 505 آلاف و872 مواطنا بالعيادات الخارجية بالمستشفيات، و290 ألف و99 مواطن بالعيادات المسائية.

وأضاف أن الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين تضمنت 121 ألفاً و120 جلسة غسيل كلوي، إلى جانب 87 ألفاً و351 خدمة في أقسام الاستقبال والطوارئ، بجانب تفعيل منظومة التشخيص «عن بُعد» بمستشفى المنيرة العام، ومستشفى الحوض المرصود، وتقديم الخدمة لـ8 آلاف و70 مواطنا، وتقديم خدمات العلاج الطبيعي لـ 471 ألفاً و 480 مواطنا، شاملة (علاج حركي، وعلاج حركي للأطفال، وموجات فوق صوتية، وموجات تصادمية، وتنبيه كهربي، ومساج علاجي، وليزر)، علاوة على إصدار 162 ألفاً و 386 قرار على نفقة الدولة.

وأوضح «عبدالغفار» أن القوافل الطبية قدمت خدماتها لـ 119 ألفاً و 503 مواطنين، من خلال 71 قافلة طبية لتخصصات مختلفة على مستوى المحافظة، كما تم استقبال 3 ملايين و467 ألفاً و100 مواطن، من خلال العيادات الصباحية بمراكز الرعاية الأولية، واستقبال 385 ألف و 320 مواطن بالعيادات المسائية، وتقديم خدمات تنظيم الأسرة لـ907 ألف و 511 سيدة من خلال 118 عيادة تنظيم أسرة، كما قامت الرائدات الريفيات بـ 35 ألفاً و 84 زيارة منزلية، بالإضافة إلى تقديم المشورة والتوعية لـ1502 منتفعة من مبادرة «الألف يوم الذهبية».

وقال «عبدالغفار» إنه تم تطوير ورفع كفاءة مستشفى صدر العباسية، حيث يجري إنشاء قسما للكبد والجهاز الهضمي، وقسما للأطفال، وتطوير مبنى الاستقبال والطوارئ، بجانب إنشاء مبنى لمعهد التمريض، وجاري الانتهاء من تسليم المبنى المطور بالمستشفى لزيادة السعة الاستيعابية، بالإضافة إلى تطوير مستشفى عين شمس العام، وإنشاء مدرسة تمريض بها، وتطوير ورفع كفاءة مستشفى بولاق أبوالعلا، لتقديم أفضل الخدمات الطبية.

وأشار إلى استحداث قسم الرعاية المركزة بمستشفى دار السلام العام بسعة استيعابية 9 أسرة رعاية مركزة و 2 رعاية متوسطة، بالإضافة لتجهيزات الرعايات المركزة، كما تم توفير 626 جهاز طبي ما بين (ماكينات غسيل كلوي، وأشعة موجات فوق الصوتية،  ورسم قلب، ومونيتور، ومستلزمات جراحية متعددة) تم توزيعهم على  المستشفيات الأكثر احتياجا، علاوة على إصلاح 226 جهاز معطل.

وأضاف «عبدالغفار» ان تم إستحداث 11 عيادة متخصصة في 6 مستشفيات، تضمنت عيادات (التغذية العلاجية،و التأهيل والرماتيزم، والعلاج الطبيعي، ومخ وأعصاب أطفال) بمستشفى روض الفرج العام، و3 عيادات (نفسية وعصبية، وعيادة أطفال مبسترين، وغدد) بمستشفى الشروق المركزي، وعيادة قياس السمع بمستشفى حلوان العام، وعيادة التامين الصحي بمستشفى الحوض المرصود، وعيادة كشف كلي مسائي بمستشفى حميات حلوان، بالإضافة إلى خدمات المعامل المستحدثة في مستشفيات (عين شمس العام، وحلوان العام، والخليفة العام، ودار السلام العام، والشروق العام) .

ومن جانبه، أشار الدكتور حمودة الجزار مدير مديرية الشئون الصحية بمحافظة القاهرة، إلى تكثيف الحملات المرورية على المنشآت الصحية الحكومية وغير الحكومية، حيث تم المرور على 5 آلاف و89 منشأه طبية، وترخيص 838 منشأة طبية، بالإضافة إلى المرور 17 ألف و 989 منشاه غذائية، وسحب 6 آلاف و268 عينة، مضيفا أنه تم تنشيط 57 وحدة يقظة دوائية بالمنشآت الصحية، لجمع وتقييم المعلومات عن سلامة المستحضرات الطبية والأدوية، وتدشين برنامج (pharma D) الخاص بطلبة كليات الصيدلة بمستشفى منشية البكري العام .

ونوه «الجزار» إلى رفع كفاءة العاملين بالمنشآت الصحية من خلال التعليم الطبي المستمر، وتقديم 5 آلاف و720 دورة تدريبية تخصصية وإدارية وورش عمل، بجانب 44 مؤتمر بمختلف المجالات الطبية، لـ49 ألفا و577 مستفيد، وحصول 33 متدرب على منحة TOT من جامعة هارفارد، حيث تم الإشراف على 18 مدرسة تمريض بنات وبنين تدرس المناهج العلمية لـ2377 طالبا وطالبة، وافتتاح معهد فني للتمريض بـ15 مايو، يستوعب 128 طالبا وطالبة.

IMG-20241222-WA0013 IMG-20241222-WA0014 IMG-20241222-WA0015 IMG-20241222-WA0011 IMG-20241222-WA0012 IMG-20241222-WA0009 IMG-20241222-WA0010 IMG-20241222-WA0008 IMG-20241222-WA0006 IMG-20241222-WA0007 IMG-20241222-WA0003 IMG-20241222-WA0004 IMG-20241222-WA0005 IMG-20241222-WA0002

مقالات مشابهة

  • ما الذي ينتظر منفذ هجوم ألمانيا الدموي؟ تفاصيل مصير المتهم بعد التحقيق
  • «المصريين الأحرار»: مصر تسير بخطى ثابتة نحو التنمية والتحول الرقمي
  • محمود الجارحي يكتب: سفاح التجمع على موعد مع عشماوي
  • الصحة: تقديم الخدمات الطبية لـ 17 مليون مواطن في القاهرة خلال 11 شهرا
  • د.حماد عبدالله يكتب: " بلطجة " التعليم الخاص !!
  • محمود الجارحي يكتب: من وقائع جلسات محاكمة سفاح التجمع.. ماذا قال المتهم؟
  • بعد 20 شهراً من الحرب.. هل يتعرض السودان للتقسيم؟
  • منير أديب يكتب: سوريا المستقبل من بين رحم المؤامرة
  • جمال الدويري يكتب .. ترى اسوارة احمد عحسابنا
  • ندوة عن الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي بمركز شباب أحمد عبده بالسويس