د. هشام عناني يكتب: بين تحقيق العدالة وحقوق الإنسان
تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT
ملف الحبس الاحتياطى هو أحد الملفات الشائكة التى تناولها الحوار الوطنى فى مرحلته الثانية، وهو الملف الذى تمت إحالته من الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الحوار الوطنى ليخضع إلى عصف ذهنى مجتمعى، تشترك فيه كل ألوان الطيف السياسى، باعتباره إحدى القضايا التى تشغل بال الرأى العام المصرى.
ملف الحبس الاحتياطى من الملفات المهمة التى ترسم الطريق إلى مستقبل الجمهورية الجديدة ودولة القانون، ففكرة طرح الملف نفسها خطوة كبيرة فى طريق طويل لتنفيذ الاستراتيجية المصرية لحقوق الإنسان، التى بدأت منذ عام 2021، تلك الاستراتيجية التى حرصت الدولة على تنفيذها منذ انطلاقها بوتيرة ليست بالسريعة ولا بالبطيئة، ولكن ما هو واضح هو وجود إرادة سياسية لحل ملف الحبس الاحتياطى ووضع حلول له.
وبالرغم أن ملف الحبس الاحتياطى مهم فإنه يجب حال تناوله أن يوضع فى الاعتبار أمن الوطن باعتباره خطاً أحمر لا يمكن أن يتم المساس به، وبالتالى ظلت دائماً مناقشة هذا الملف محفوفة بالحذر حتى يتم التوازن بين كيفية وضع حلول وتعديلات للحبس الاحتياطى مع الحفاظ على أمن الوطن.
إذا كان الهدف من الحبس الاحتياطى ضمان تحقيق العدالة وتيسير سير التحقيقات بصورة أيسر وأنجز، يجب أن نضع فى عين الاعتبار أطروحات كثيرة حول كيفية وضع بدائل وتعديل مدته، ووضع الضوابط الخاصة بالسفر، وغيرها من الأمور المتعلقة بهذا الملف.
وأرى أن ما تم من مناقشات داخل غرف الحوار أكد أن هناك رؤى قابلة للتطبيق، مثل طرح عدم الحبس الاحتياطى فى الجنح التى تشمل عقوبتها عامين، وأن تحديد إقامة المتهم بضوابط معينة لتحركه وضمان مثوله للتحقيق حال طلبه من خلال وسائل إلكترونية لتحديد حركته ومنعه من الوجود فى الأماكن العامة أعتقد أنه لاقى قبولاً من العديد من المهتمين بالملف.
من النقاط المهمة أيضاً فى هذا الملف، هو وجوب تقصير المدد الخاصة بالحبس الاحتياطى إن لم توضع له بدائل، وتكون المدة مرتبطة بنوع وعقوبة القضية، هذا بالإضافة إلى وجوب الاتفاق على ماهية التعويضات حال وجود حبس احتياطى خطأ أو براءة المتهم، وتحديد جهة الصرف وإنجاز الصرف دون تأخير، فضلاً عن وجوب وجود حلول للحبس للمتهمين على ذمة قضايا واستجدت ضرورة صحية أو للعلاج فى الخارج، وهى من الأمور الشائكة فى هذا الملف، وأعتقد أن هناك اتفاقاً على استثناء قضايا الإرهاب أو حال وجود أى خطر على أمن الوطن والمواطن.
ختاماً، لا شك أن طرح هذا الملف وتناوله وتناول ملف الحريات عموماً بكل أنواعها فى الحوار الوطنى قد قطع الطريق على المشككين، ويؤكد أن هناك إرادة ونية حقيقية للمضى قدماً فى تعزيز ملف حقوق الإنسان، من خلال موجات عفو رئاسى وتعظيم دور لجنة العفو الرئاسى، بالإضافة إلى تناول كل ما يخص الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان على الحوار الوطنى، حتى يتم التنفيذ على أكمل وجه
*رئيس حزب المستقلين الجدد
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الحبس الاحتياطي الحوار الوطني البرلمان الحوار الوطنى هذا الملف
إقرأ أيضاً:
28 حلقة للتسويق.. والندوات ساعدت في تحقيق وفرة محصول القطن بالشرقية
انتهى مزارعو الشرقية من جمع محصول القطن فى مراكز المحافظة وتم تسليم الأقطان إلى حلقات التجميع التى حددتها مديرية الزراعة.
وقال مجدى البقرى، أحد المزارعين بقرية شرارة التابعة لمركز الحسينية، إن معظم المزارعين فى مراكز شمال الشرقية يهتمون بزراعة القطن، خاصة أنه من المحاصيل التى تلائم التربة الزراعية فى هذه الأماكن، والقطن لا يحتاج إلى الكثير من المياه، ويمتص نسبة الملوحة من التربة، مشيراً إلى أنه زرع فداناً بالقطن هذا العام، وحرص العديد من المزارعين على زراعة القطن.
وأوضح أن مساحة القطن المنزرعة فى المركز بلغت أكثر من 600 فدان، وتم حصاد المساحة بالكامل، مضيفاً أن الندوات الزراعية التى عقدت للمزارعين فى نطاق المركز كانت مثمرة، وتم الرد على كافة أسئلة واستفسارات المزارعين ولتعريفهم بأساليب الزراعة الحديثة، واستخدام المبيدات المناسبة للقضاء على الآفات والحشائش، والمحصول حقق إنتاجاً جيداً هذا العام.
وقال محمد إبراهيم، مزارع بمركز أولاد صقر، إن محصول القطن يُعد من أهم المحاصيل الاستراتيجية، التى تحقق إنتاجية عالية وتدر دخلاً جيداً للفلاح ويعود بالنفع على الدولة لتعود مصر رائدة فى تصدير القطن مرة أخرى.
وأضاف: «مديرية الزراعة فتحت كل حلقات تجميع محصول القطن فى المحافظة لتسلمه من المزارعين تمهيداً لطرحه فى مزاد القطن الأول وتم إعداد 28 حلقة تسويقية استعداداً لتجميع المحصول فى جميع مراكز المحافظة الـ19».
وتابع: «تم هذا الموسم عمل عدة ندوات للمزارعين عن الجنى المحسن للقطن، وإصدار التوصيات للمزارعين أولاً بأول للحصول على أعلى إنتاجية من القطن»، مشيراً إلى أنه تمت زراعة صنف جيزة 94 فى غالبية مراكز المحافظة، وهو يتميز بمقاومة الأمراض وملاءمة الظروف الجوية، والنمو والنضج المبكر والإنتاجية المرتفعة، وتمت زراعة صنف جيزة 97 لأول مرة هذا العام فى 4 مراكز هى «بلبيس - ديرب نجم - منيا القمح - الزقازيق».