غارات الإحتلال تتواصل على القطاع .. واليونيسف: الوضع الإنساني يتفاقم في غزة
تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT
قطاع غزة رام الله "أ ف ب" "د ب أ": واصلت الطائرات الحربية الإسرائيلية غاراتها الخميس على قطاع غزة المحاصر والمدمر، بينما أعلن جيش الإحتلال استعادة جثث خمسة أشخاص بينهم امرأة وجنديان قتلوا جميعا خلال هجوم حركة حماس على إسرائيل ونقلوا إلى القطاع.
بعد إلقائه كلمة في الكونغرس الأمريكي دافع فيها عن الحرب في قطاع غزة، يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الخميس في واشنطن الرئيس الأميركي جو بايدن ثم نائبته كامالا هاريس في اجتماعين لا يتوقع أن يلقى خلالهما التجاوب نفسه كما في الكونغرس.
وفي قطاع غزة، يواصل الجيش الإسرائيلي غاراته في مدينة غزة وبيت لاهيا (شمال)، حيث قتل أربعة أشخاص بحسب مصادر طبية، وفي البريج (وسط) حيث أصيب سبعة فلسطينيين، معظمهم أطفال، بحسب مصادر طبية وكذلك يشن غارات في خان يونس ورفح (جنوب).
وفي بيت لاهيا، شنت طائرات إسرائبيلية غارات وادت إلى مقتل خمسة أشخاص، بحسب ما اعلن مدير الدفاع المدني في شمال القطاع أحمد الكحلوت.
وقال "قبل لحظات استهدفت طائرات الاحتلال الاسرائيلية هذه المنطقة وهذا المكان المكتظ بالسكان. استهدفت مجموعة من المواطنين كانوا يجلسون على جانب بيوتهم بطريقة آمنة. استشهد خمسة من المواطنين وهناك اثنان في حالة خطرة".
والى مستشفى كمال عدوان في المدينة، وصل مصابون وجثث وسط حالة من الفوضى في شاحنات صغيرة أو على نقالات.
وفر آلاف من الفلسطينيين مرة اخرى هربا من القصف، بعد أوامر إخلاء جديدة من الجيش الإسرائيلي.
ولان لا مكان آخر تقصده، لجأت عائلات فلسطينية إلى الشوارع أو إلى جانب مقبرة في خان يونس.
وقالت ريتال مطلق التي نزحت مع عائلتها "أتينا مشيا على الأقدام بسبب عدم توافر المواصلات. نعيش الآن إلى جانب مقبرة. نعيش إلى جانب الاموات. نحن والأموات واحد لكن نحن نتفس وهم لا يتنفسون".
وأدى هجوم حماس في السابع من اكتوبر إلى مقتل 1197 شخصا، معظمهم مدنيون، حسب حصيلة لفرانس برس تستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
واحتجز المهاجمون 251 رهينة، ما زال 111 منهم في غزة، بينهم 39 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم قتلوا.
ردت إسرائيل على هجوم حماس متوعدة "بالقضاء" على الحركة، وتنفذ مذاك حملة قصف مدمرة وهجمات برية أسفرت عن سقوط 39175 قتيلا على الأقل، معظمهم مدنيون ولا سيما من النساء والأطفال، وفق أرقام وزارة الصحة التابعة لحماس في القطاع.
إعتقالات بالضفة
اعتقلت قوات الإحتلال الليلة الماضية وفجر اليوم 25 فلسطينيا على الأقل من الضفة، بينهم صحفي، وطفل، إضافة إلى أسرى سابقين.
وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير، في بيان صحفي مشترك اليوم إن عمليات الاعتقال تركزت في محافظتي رام الله، والخليل، فيما توزعت بقيتها على محافظتي طولكرم، والقدس، ورافقها "اعتداءات وتهديدات بحق المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب تدمير وتخريب منازل المواطنين".
وأشار البيان إلى أن "حصيلة الاعتقالات بلغت أكثر من 9800، منذ بدء عدوان الاحتلال في السابع من أكتوبر 2023، وتشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا إلى تسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن".
في الأثناء هدمت الجرافات الإسرائيلية، اليوم ثلاث منشآت سكنية لفلسطينيين في قرية الجفتلك بالأغوار في الضفة الغربية .
ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية ( وفا ) عن مصادر محلية قولها إن الاحتلال هدم منشأتين سكنيتين مسقوفتين بالصفيح، مساحة إحداهما 120 مترا مربعا، والأخرى 160 مترا مربعا تعودان لمواطن من "تل الصمادي"، ومنشأة سكنية أخرى تعود لمواطن من "خربة علان" في قرية الجفتلك بالأغوار.
وكانت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان قالت إن سلطات الاحتلال هدمت 318 منشأة بالضفة الغربية خلال النصف الأول من عام 2024، ووزعت إخطارات لهدم 359 منشأة أخرى، كما اقتلعت نحو 10 آلاف شجرة.
تدهور الوضع الإنساني
حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من تدهور الوضع الإنساني في غزة، مشيرة إلى أن ما لا يقل عن 278 من عمال الإغاثة قد قُتلوا في القطاع حتى الآن، وأن المستشفى الأهلي في شمال غزة استأنف خدماته الصحية جزئياً بعد توقفها نتيجة انعدام الأمن في المنطقة. وأوضحت كاثرين راسل المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، أن 24 شاحنة وقود، دخلت قطاع غزة يوم الأحد، بينما دخلت 46 شاحنة الجمعة، وبلغ إجمالي عدد الشاحنات التي دخلت القطاع في يوليو حتى الآن 674 شاحنة، حيث دخل إلى غزة أكثر من 2.1 مليون لتر من الوقود بين 1 و21 يوليو، بما في ذلك 378700 لتر في 21 من الشهر الجاري. وذكرت اليونيسف أنه تم فحص 170000 طفل دون سن الخامسة و10000 امرأة حامل ومرضعة للكشف عن سوء التغذية، مع تلقي 11500 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد العلاج اللازم. وفي الضفة الغربية، ذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن خمسة فلسطينيين استشهدوا في غارات بطائرات بدون طيار في طولكرم، وأن قوات الاحتلال الإسرائيلية قامت بـ169 عملية تفتيش واعتقال بين 15 و21 يوليو. وأفادت التقارير بهدم خمسة منازل في قرية الولجة يوم 15 يوليو، كما أظهرت البيانات وقوع أكثر من 820 عملية هدم لمبان مملوكة للفلسطينيين منذ بداية العام، مع توقعات بأن يصل العدد إلى 1400 مبنى بحلول نهاية العام، متجاوزاً الرقم القياسي السابق البالغ 1177 في عام 2023 و1094 في عام 2016.
"أزمة ثقة"
اعلن جيش الإحتلال استعادة جثث خمسة أشخاص بينهم امرأة وجنديان قتلوا جميعا خلال هجوم حركة حماس على إسرائيل ونقلوا إلى القطاع.
وأوضح جيش الإحتلال في بيان العثور على جثث مايا غورين وأورين غولدين ورافيد كاتس من سكان كيبوتسين قريبين من حدود قطاع غزة، فضلا عن الجنديين تومير أخيماس وكيريل برودسكي.
ولفت الى أنه تم العثور على الجثث خلال عملية في خان يونس بجنوب قطاع غزة.
وقتل الخمسة خلال الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر.
وأكد منتدى عائلات الرهائن المحتجزة لدى حماس مطالبة الحكومة بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار الذي سيساعد في استعادة باقي المحتجزين.
وقال في بيان اليوم إن استعادة الجثث الخمس "هو عمل عسكري حاسم ينهي ألم عائلاتهم ويمنح القتلى الراحة الأبدية".
وأضاف المنتدى "من واجب إسرائيل إعادة جميع القتلى لدفنهم بكرامة وجميع الرهائن الأحياء لإعادة تأهيلهم".
وفي بيان آخر منفصل، طالب المنتدى بعقد اجتماع عاجل مع فريق التفاوض الإسرائيلي بسبب ظهور "أزمة ثقة".
ورأت العائلات أنه "بات من الواضح أن المعلومات المقدمة لعائلات الرهائن لا تعكس حقيقة الوضع بدقة".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: قطاع غزة إلى جانب
إقرأ أيضاً:
خبير إسرائيلي: حماس تخطط تحويل قطاع غزة إلى نموذج حزب الله
تحدث خبير إسرائيلي عن تخطيط حركة حماس لتحويل قطاع غزة إلى نموذج يحاكي حزب الله في جنوب لبنان، وذك في ظل انشغال تل أبيب في مصير المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى.
وقال رئيس معهد "مسغاف" للأمن القومي والاستراتيجي الإسرائيلي مائير بن شبات، في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم"، إنّ "العالم العربي وحماس يعجلون في المناقشات حول الصيغ التي ستسمح بالوصول إلى اليوم التالي في غزة، دون تجديد القتال ودون خطة ترامب".
وتابع قائلا: "الكم الهائل من التصريحات من المتحدثين باسم حماس بشأن موافقة الحركة على ترك مكانها في إدارة الشؤون المدنية للقطاع والسماح للجهات الأخرى بذلك، يهدف إلى تزويد مصر وقطر بالشرط الأساسي لدفع المبادرة التي ستحل محل الأفكار التي يتم مناقشتها في واشنطن والقدس".
ولفت إلى أن "قمة الطوارئ العربية التي من المتوقع أن تعقدها مصر في 4 مارس حول "القضية الفلسطينية" ستوفر المنصة والتغليف السياسي لتلك المبادرة. يأمل مؤيدوها أن يؤدي وضعها على جدول الأعمال إلى تقليص الاهتمام السياسي والجماهيري بخطة ترامب، التي منذ عرضها تهز الشارع العربي وتهدد، من وجهة نظرهم، النظام الإقليمي".
وذكر أنه "في ضوء الجهود التي سيتم بذلها من قبل المبادرين، لتسويق الخطة كحل يلبي احتياجات جميع الأطراف، ويسمح بالتقدم نحو رؤية الرئيس ترامب للتطبيع الإقليمي، من المفيد أن نستمع إلى الصياغات الدقيقة التي يستخدمها المتحدثون باسم حماس، مع الألغام المخبأة فيها".
وأوضح أن "حماس تؤكد أن موقفها بشأن مستقبل القطاع يعتمد على مبدأين. المبدأ الأول هو أن إدارة القطاع هي مسألة فلسطينية داخلية وتتطلب "موافقة وطنية" - وهو رمز يدخل السلطة الفلسطينية في الأمر ويسمح لحماس بوضع شروط ومتطلبات لها".
وأردف بقوله: "المبدأ الثاني هو "المقاومة المسلحة للاحتلال الإسرائيلي هي حق لكل الشعب الفلسطيني على كل الأراضي الفلسطينية وليس فقط حق حماس"، ما يعني - ليس فقط أن حماس تعارض نزع السلاح من قطاع غزة من القدرات العسكرية، بل تطلب شرعية لبنائها واستخدامها أيضًا في بقية المناطق. بعبارة أخرى: لن يكون هناك نزع سلاح".
ورجح أن يكون الرد على ذلك من "الوسطاء" من خلال إظهار التزام أكبر لمنع تسليح حماس، مبينا أنهم "سيقولون إن هذه عملية طويلة الأمد ومتعددة الأبعاد ستتعامل أيضًا مع جذور العداء وتتطلب صبرًا. وفقًا لهم، من الأفضل إدارتها هكذا وعدم الانجرار إلى اتجاهات مغامرة تعتمد على الوهم الكاذب "الضربة القاضية وتنتهي".
ورأى أنه "بحال انتقلت الإدارة المدنية من يد حركة حماس، وبقيت الحركة كقوة رئيسية في قطاع غزة، فإنه سيتم تحويل غزة إلى نموذج حزب الله، وسيكون برعاية "اللجنة الإدارية"، التي ستعيد حماس بناء قوتها العسكرية في القطاع، وستمسك بالخيوط في غزة والضفة الغربية".
وشدد على أن "التدخل العربي والدولي في تنفيذ هذا النموذج سيزيد من العبء على إسرائيل. يجب على تل أبيب أن توضح أنها لن تتنازل عن مطلبها بنزع السلاح من القطاع بجانب انهيار حكم حماس، وليس استبداله. نية وزير الدفاع لإنشاء إدارة للهجرة الطوعية لسكان القطاع هي جزء من الرد الإسرائيلي على المبادرة، ولكن من المهم توضيح أن إسرائيل لن توافق على أفكار من هذا النوع، لذا من الأفضل عدم التسرع في هذا الاتجاه"".