25 يوليو، 2024

بغداد/المسلة الحدث: تشهد الأروقة السياسية العراقية تحركات مكثفة ومناورات تهدف إلى تعديل النظام الداخلي لمجلس النواب، بما في ذلك إعادة فتح باب الترشيح لمنصب رئيس البرلمان.

لكن هذه الخطوة التي تبدو بعيدة المنال، تواجه معارضة شديدة من العديد من القوى السياسية التي تعتبرها محاولة لتغيير قواعد اللعبة في منتصف الطريق.

ورغم ضغوط بعض الأطراف، فإن هذا الخيار يظل ضعيفاً في ضوء التحديات السياسية الراهنة.

والواضح أن المرشحين المحتملين لمنصب رئيس البرلمان قد باتوا معروفين، ولا حاجة لإعادة الترشيح مرة أخرى. بل إن الحسم سيكون من نصيب من يحظى بثقة أعضاء مجلس النواب. ومع ذلك، فإن المشكلة الرئيسية تكمن في أن كل مرشح يمثل حزبه الخاص ويتبعه جمهور من المؤيدين، مما يصعب الوصول إلى إجماع حول مرشح واحد.

وقال القيادي في تحالف العزم النائب رعد الدهكلي، الخميس، إن “الأبواب مغلقة” بوجه من يريد تعديل النظام الداخلي لمجلس النواب فيما يتعلق بملف الترشيح لمنصب رئيس جديد للمجلس النيابي المتعثر منذ إنهاء عضوية محمد الحلبوسي بقرار قضائي.

أكبر معضلة تواجه هذه العملية هي رؤية القوى السنية للمنصب. فالكثير منها تعتبره مغنماً كبيراً يتيح تمرير العديد من الامتيازات والعقود والصفقات، نظراً للدور الهام الذي يلعبه رئيس البرلمان في إدارة القرارات السياسية السنية. وهذا التصور يعزز من تعقيد الأمور، ويجعل من الصعب التوصل إلى توافق بشأن المرشح الأنسب.

من جهة أخرى، يرى بعض المحللين أن التركيز على إعادة الترشيح قد يفتح الباب أمام صراعات داخلية قد تؤدي إلى تفاقم الأزمات السياسية بدلاً من حلها. فالوضع الحالي يتطلب استقراراً سياسياً لتعزيز قدرة المجلس على تنفيذ مهامه التشريعية والرقابية بكفاءة، وليس الدخول في دوامة من المناورات الانتخابية التي قد تشتت الجهود وتزيد من حالة الانقسام.

من ناحية أخرى، يمكن فهم هذه المناورات كجزء من الصراع الأكبر على النفوذ والسلطة داخل المشهد السياسي العراقي. فالتنافس على المناصب الرئيسية، مثل رئيس البرلمان، يعكس التوازنات الدقيقة بين مختلف القوى السياسية والطوائف، وهو ما يجعل من الصعب على أي طرف تحقيق أهدافه دون موافقة ودعم الآخرين. هذا التوازن المعقد يبرز الحاجة إلى التفاهم والتعاون بدلاً من الصراع والمواجهة.

وفي السياق ذاته، يجب عدم اغفال أهمية تعزيز الشفافية والنزاهة في العملية السياسية، وخاصة في ما يتعلق بالانتخابات الداخلية للمناصب القيادية، وفتح باب الترشيح مرة أخرى قد يكون خطوة في هذا الاتجاه، شريطة أن يتم ذلك وفق آليات واضحة وشفافة تضمن مشاركة عادلة للجميع، وتحد من نفوذ المصالح الضيقة.

ومنذ أن قررت المحكمة الاتحادية العليا (أعلى سلطة قضائية في العراق) في شهر تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2023 انهاء عضوية رئيس مجلس النواب السابق محمد الحلبوسي ولغاية الآن لم تتمكن الأطراف والقوى السياسية من تسمية رئيس جديد للبرلمان بسبب الخلافات القائمة فيما بينها.

وكان الإطار التنسيقي، قد حدد يوم 20 تموز الجاري موعداً لحسم الخلاف السني على تسمية رئيس جديد للبرلمان العراقي، وقال إن بعد هذا الموعد سيترك الأمر لأعضاء مجلس النواب ليختاروا بأنفسهم من يرونه مناسباً لهذا المنصب.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: رئیس البرلمان

إقرأ أيضاً:

لمنح أوكرانيا طاقة جديدة.. أكبر تعديل وزاري في تاريخ الحرب

قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الأربعاء، إن بلاده تحتاج إلى "طاقة جديدة"، وذلك في إطار إجراء تعديل وزاري كبير يأتي في وقت حاسم خلال الحرب التي تشنها روسيا على أراضي دولته.

وقال زيلينسكي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإيرلندي، سايمون هاريس، في كييف إن "بعضهم كان يتولى منصب وزير منذ خمس سنوات ونحن بحاجة إلى طاقة جديدة".

وقدم ستة وزراء من بينهم وزير الخارجية، دميترو كوليبا، استقالاتهم وقبل البرلمان استقالة أربعة منهم، بحسب وكالة رويترز.

وزير خارجية أوكرانيا يقدم استقالته قال رئيس البرلمان الأوكراني، رسلان ستيفانتشوك، الأربعاء، إن وزير الخارجية، دميترو كوليبا قد قدم استقالته.

وذكرت وكالة فرانس برس أن التغييرات شملت إقالة مستشار رئاسي في سياق تعديل وزاري كبير.

وقال المشرعون إن الاستقالات تضمنت نائب رئيس الوزراء المكلف بالتكامل الأوروبي، ووزير الصناعات الاستراتيجية المسؤول عن إنتاج الأسلحة في أوكرانيا، بالإضافة إلى وزيرين آخرين.

وكان كوليبا (43 عاما)، الذي من المتوقع أن ينظر البرلمان في استقالته الخميس، أشهر شخصية أوكرانية في الخارج بعد زيلينسكي وكان يلتقي بزعماء العالم ويضغط من أجل حصول بلاده على دعم عسكري وسياسي ويتحدث الإنكليزية بطلاقة.

وأشار محللون إلى أن إعادة ضبط الحكومة الأوكرانية كانت مخططة منذ فترة، إلا أنها تأجلت بسبب تركيز زيلينسكي على المحادثات مع الشركاء الغربيين خلال الصيف، بهدف تأمين المساعدات العسكرية والمالية.

وقال فولوديمير فيسينكو، وهو محلل سياسي مقيم في كييف، "هذه عملية إصلاح مخطط لها للحكومة"، بحسب ما نقلت عنه رويترز.

وأضاف "الآن سيتم تجديد نصف الحكومة. هذا هو أسلوب زيلينسكي. إنه يعتقد أن الوزير الجديد يجلب طاقة جديدة ونهجا مبتكرا ويعمل بنشاط أكبر. إنه يتوقع هذا التأثير بالضبط".

ولم يتوقع فيسينكو حدوث تغيير كبير في السياسة الخارجية بعدكوليبا.

ومن المتوقع أن يكون النائب الأول لوزير الخارجية أندري سيبها من بين المرشحين الأوفر حظا لتولي المنصب بعد كوليبا، بحسب رويترز.

ويأتي التعديل الوزاري الكبير، بعد أيام من إقالة قائد سلاح الجو، ميكولا أوليشتشوك، الجمعة، من منصبه.

وجاءت هذه الإقالة بعد إعلان الجيش الأوكراني تحطم مقاتلة من طراز إف-16 ومقتل طيارها خلال صد ضربة روسية كبيرة.

إقالة قائد سلاح الجو الأوكراني بعد تحطم مقاتلة إف-16 أظهر مرسوم رئاسي أوكراني أن الرئيس، فولوديمير زيلينسكي، أقال قائد سلاح الجو، ميكولا أوليشتشوك، الجمعة، من منصبه.

وأعلن الكرملين أن التغييرات الحكومية في أوكرانيا لن تؤثر على عملية مفاوضات السلام بأي شكل من الأشكال. ومع ذلك، يبدو أن مثل هذه المحادثات تظل احتمالية بعيدة في ظل تباعد أهداف الطرفين المتحاربين.

وتتقدم القوات الروسية في شرق أوكرانيا، بينما توغلت القوات الأوكرانية بشكل مفاجئ داخل منطقة كورسك الروسية.

وكثفت روسيا هجماتها بالطائرات المسيرة والصواريخ في الأسابيع القليلة الماضية، بينما شنت كييف هجوما كبيرا بالطائرات المسيرة على البنية التحتية الروسية للطاقة في مطلع الأسبوع.

ومنذ بداية الحرب، أجرى زيلينسكي تعديلات وزارية عديدة، من بينها إقالته في سبتمبر وزير الدفاع، أوليكسي ريزنيكوف، بعد فضائح فساد، واستبداله رئيس أركان الجيش، رستم أميروف، إثر انتكاسات منيت بها القوات المسلحة في ساحة المعركة.

وبدأت الولاية الرئاسية الأولى لزيلينسكي، في عام 2019 وانتهت في مايو الماضي، لكنّه باق في منصبه بموجب الأحكام العرفية المعمول بها منذ بدء الغزو الروسي.

مقالات مشابهة

  • قريبا.. واتساب ومسنجر تتيحان مراسلة تطبيقات أخرى
  • صورة العراق على المحك: لماذا الإهمال لأماكن العبادة في مطار بغداد؟
  • كرموس: تكالة استلم مقراً جديداً لمجلس الدولة بدعم من الدبيبة
  • الضمان والبرلمان.. تحالف وعلاقة مهمة.!
  • أوكرانيا تعيّن وزير خارجية جديدا في تعديل وزاري
  • زيلينسكي يستعد لتعيين حكومة جديدة في أكبر تعديل وزاري منذ بدء الحرب
  • المالكي: التجاوز على القضاء أو الحكومة أو البرلمان بداية لتداعيات أكثر خطورة من الإرهاب
  • محافظ سوهاج يلتقي رئيس جهاز الاستثمار الداخلي لبحث سبل التعاون
  • خمسة قوانين تخص النفط والغاز في البرلمان
  • لمنح أوكرانيا طاقة جديدة.. أكبر تعديل وزاري في تاريخ الحرب