خطاب نتانياهو في الكونغرس.. رسائل معروفة بشأن جبهة حزب الله
تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT
أنهى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، خطابه أمام الكونغرس الأميركي، لتبدأ التحليلات حول ما حملته كلمته بشأن مستقبل الصراع في المنطقة، لاسيما مصير الحرب في غزة والمواجهات على جبهة جنوب لبنان، ومدى احتمال توجه الأمور نحو الحل أو التصعيد.
وفي كلمته، أكد نتانياهو أن "محور الإرهاب بقيادة إيران يهدد الولايات المتحدة وإسرائيل والعالم العربي"، موضحاً أن "الحرب ستنتهي في غزة غداً إذا استسلمت حماس وسلمت سلاحها وأعادت الرهائن، مشدداً على أن إسرائيل لن ترضى بأقل من ذلك.
وفيما يتعلق بحزب الله، أشار نتانياهو إلى أن الحزب يهاجم إسرائيل منذ الثامن من أكتوبر، مما تسبب في تهجير 80 ألف نازح، مؤكداً التزام إسرائيل بإعادة النازحين من الشمال، ومشيراً إلى أن إسرائيل تفضل الحلول الدبلوماسية، لكنها ستفعل ما يلزم لضمان الأمن شمالاً.
يثير هذا الخطاب تساؤلات حول ما إذا كان يحمل مؤشرات لحرب طويلة ستخوضها إسرائيل مع حزب الله، يمكن أن تتوسع في أي لحظة وتنزلق معها المنطقة إلى ما لا يتنماه أي من الأطراف.
منذ بدء التصعيد عند الحدود استهدفت إسرائيل مرارا قادة وعناصر من الجماعة الإسلامية وحزب الله تهديدات تتجاوز لبنانخطاب نتانياهو أمام الكونغرس هو "بمثابة تذكير للعالم بأن الحديث عن وجود تيارات متعددة في أميركا تنقسم بين مؤيد ومعارض لإسرائيل هو ضرب من الخيال" بحسب ما يعتبر الباحث والكاتب السياسي اللبناني الدكتور مكرم رباح.
ويشير رباح في حديث لموقع "الحرة" إلى أن تصريح نتانياهو بأن الحرب مستمرة يعني أنها "مستمرة مع إيران وليس فقط مع أذرعها". ويقول "لم يكن التركيز على حزب الله بقدر ما كان على الحوثي، ولكن في نفس الوقت لا تريد الإدارة الأميركية الحالية حرباً مفتوحة مع الحزب. لكن إذا قرر الإسرائيلي أن يخطو هذه الخطوة، فسيكون الأميركي في المقدمة، وليس فقط داعماً لهذه الخطوة".
وفيما يتعلق بجبهة جنوب لبنان، يقول رباح "الحرب مستمرة لأن حزب الله لا يشكل خطراً على إسرائيل من هذه الجبهة فقط، بل يحاول تطويق إسرائيل بقيادة الميليشيات التابعة لإيران، وعلى رأسها الحوثي".
أما المحلل السياسي اللبناني، فيصل عبد الساتر، فيرى أن خطاب نتانياهو يحمل مؤشرات على استمرار الحرب لتحقيق الأهداف في غزة. ومع ذلك، يقول "بالنسبة للجبهة اللبنانية، الأمور ليست واضحة، حيث لا تزال الإدارة الأميركية على موقفها بعدم توسيع الحرب، وذلك لأسباب تتعلق بعدم إدخال المنطقة في صراع أوسع".
ويشير عبد الساتر في حديث لموقع "الحرة" إلى أن "الكونغرس الأميركي أظهر دعمه الواضح لنتانياهو، من خلال التصفيق الحار له، مما يعني ضمنياً أن الولايات المتحدة تؤيد استمرار الحرب لتحقيق أهداف نتانياهو المعلنة".
وعن التطورات المحتملة على جبهة جنوب لبنان، يقول عبد الساتر "هذا الأمر مرهون بما سيحدث في غزة. إذا استمر نتانياهو في حربه دون رد فعل فعّال من المجتمع الدولي والدول العربية، فمن المؤكد أن جبهات الإسناد ستتحرك، وقد تتسع المواجهات بشكل كبير. لا أريد استخدام كلمة حرب، لكن المواجهات قد تتوسع لأن جبهات الإسناد لن تبقى صامتة إزاء ما يجري في غزة، ونتانياهو مصرّ على استكمال أهدافه".
وانخرط حزب الله (المصنف كمنظمة إرهابية) في حرب غزة، من خلال فتح جبهة جنوب لبنان في الثامن من أكتوبر كجبهة "دعم وإسناد" لحركة حماس، وذلك بإطلاق النار على أهداف إسرائيلية. وبعد التزام الحزب وإسرائيل بقواعد الاشتباك بداية، تصاعدت وتيرة هجماتهما تدريجياً من حيث نوعية السلاح المستخدم والعمق الجغرافي للاستهدافات.
وكرر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، أن الحزب ماضٍ في معركته حتى تتوقف الحرب في غزة.
يتبادل حزب الله والجيش الإسرائيلي إطلاق النار منذ أكثر من تسعة أشهر رسائل معروفةهناك من يرى أن خطاب نتانياهو لم يحمل جديداً، منهم المحلل السياسي الإسرائيلي يوآب شتيرن الذي يؤكد أن "المضامين التي تضمنها هي نفسها التي يرددها المسؤولون الإسرائيليون باستمرار".
ويقول شتيرن لموقع "الحرة" "لا أعتقد أن خطاب نتانياهو يحمل مؤشرات لحرب طويلة مع حزب الله، بل يتعلق بالوضع في غزة. نتانياهو يعرف ذلك جيداً، لكنه لا يستطيع أن يقبل بهذه المعادلة، وهو بالفعل يفضّل الحلول الدبلوماسية على الحرب، لأن مواجهة حزب الله ستكون قاسية وصعبة جداً".
كذلك يرى الباحث في الشأن السياسي نضال السبع أن "الأمور تتجه نحو الحل في قطاع غزة وليس نحو مزيد من التأزم، مما يعزز فرصة تحقيق استقرار إقليمي أوسع، لكن مدة الحل في القطاع تعتمد عن الترتيبات السياسية والأمنية التي توصلت إليها الفصائل الفلسطينية خلال اجتماعها في بكين، ومن المؤكد أن الحل السياسي وإنهاء الحرب في غزة سينعكسان على لبنان".
ويقول السبع لموقع "الحرة" "قدَّم نتانياهو نفسه كجبهة دفاع متقدمة للولايات المتحدة، عندما تحدث عن قتاله ضد حلفاء إيران. والتصفيق الذي حظي به في الكونغرس يعكس حجم الدعم الأميركي له، مما يشير إلى أن العمليات العسكرية في غزة ستستمر في هذه المرحلة".
وفيما يتعلق بجبهة جنوب لبنان، يشير السبع إلى أن "نتانياهو أعلن في خطابه استمراره في القتال ضد حزب الله في جنوب لبنان دون أن يغلق الباب أمام الخيار الدبلوماسي، خاصة وأن المبعوث الأميركي عاموس هوكستين أنجز حوالي 90% من التفاهمات مع اللبنانيين، وهو بانتظار انتهاء العمليات العسكرية في القطاع".
وكان هوكستين وصل إلى لبنان في 18 يونيو الماضي، حيث التقى برئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، وقائد الجيش العماد جوزيف عون، في محاولة لتجنب اندلاع "حرب أكبر" بين حزب الله وإسرائيل، كما أعلن.
عناصر من الشرطة الإسرائيلية خلال إطلاق حزب الله صواريخ على منطقة الجولان ما بعد العمليات العسكريةحديث البعض عن أن تدمير حماس أمر غير ممكن "غير منطقي"، كما يشدد رباح، ويقول "يمكن تدمير حماس، لكن المشكلة تكمن فيمن سيحكم بعدها، لأن عدم وجود طرح سياسي يجعل العمليات العسكرية خياراً محدوداً في هذه المرحلة".
أما السبع فيتعبر أن حديث نتانياهو المتكرر عن عدم معرفته بما سيحدث بعد انتهاء العمليات العسكرية في غزة "غير دقيق"، ووفقاً له "نتانياهو يدرك تماماً مسار الأمور في القطاع، وهو تنفيذ ما نص عليه البيان الرسمي الذي توصلت إليه الفصائل الفلسطينية في بكين، والذي يتضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية، وتفكيك المؤسسات التابعة لحماس ودمجها في السلطة الفلسطينية، ما يمهد الطريق لحكم محمود عباس لقطاع غزة، وهو ما يبدو جزءاً من المشروع الإسرائيلي".
ومن على منصة الكونغرس، أوضح نتانياهو أن إسرائيل "لا تسعى للاستيطان في غزة، ولكنها تريد سيطرة أمنية"، مؤكداً أنه "يجب أن تكون لغزة إدارة مدنية يديرها فلسطينيون لا يسعون إلى تدمير إسرائيل".
واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس، إثر هجوم الحركة "غير المسبوق" على مناطق ومواقع محاذية لقطاع غزة في السابع من أكتوبر، والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.
ورداً على الهجوم، تعهدت إسرائيل "القضاء على حماس"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر.
وفيما يتعلق بإمكانية توسيع المواجهة في حال نفذ الحوثيون توعدهم بالرد على إسرائيل بعد قصفها ميناء الحديدة الاستراتيجي في 20 يوليو الجاري، وذلك بعد تبنّي المتمرّدين اليمنيين هجوماً بمسيّرة مفخّخة أوقع قتيلاً في تل أبيب قبل ذلك بيوم، يرى السبع أن "اليمنيين سيبذلون قصارى جهدهم لتوجيه ضربات للإسرائيليين باستخدام الطائرات المسيّرة أو الصواريخ، واستمرار إشغالهم والأميركيين في البحر الأحمر عبر استهداف السفن، لكن معركة الحوثيين أصبحت منفصلة وغير مرتبطة بالتهدئة في غزة إذا حدثت".
كذلك يؤكد عبد الساتر أن "هناك رداً يمنياً قادماً بلا شك، ولكن كيف سيكون هذا الرد، وكيف ستتفاعل الجبهات الأخرى معه، وما هي تداعياته، هذا ما لا يمكن التنبؤ به".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: العملیات العسکریة جبهة جنوب لبنان خطاب نتانیاهو وفیما یتعلق عبد الساتر حزب الله فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
ميقاتي: لبنان نفذ البنود المطلوبة من التفاهم إلا أن إسرائيل تماطل
أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال بلبنان نجيب ميقاتي، أن بلاده نفذ البنود المطلوبة من التفاهم إلا أن إسرائيل تماطل في تطبيقها وتنتهك القرار 1701، وفقا لما ذكرته فضائية “القاهرة الإخبارية” في نبأ عاجل.
لبنان: شهيدان و17 مصابا جراء اعتداءات الاحتلال سقوط شهيدًا وإصابة آخرين جراء استهداف الاحتلال جنوب لبنان
وفي إطار أكدت الصحة اللبنانية، سقوط شهيدان و17 مصابا جراء اعتداءات الاحتلال على عدد من البلدات جنوبي البلاد.
وأعلنت وسائل اعلام لبنانية عن عدة إصابات جراء إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على لبنانيين عند مدخل مارون الراس ومركبا وحولا.
وقالت كالة الأنباء اللبنانية، إن مسيّرة إسرائيلية عمدت عصر اليوم إلى إلقاء قنبلة قرب الأهالي المحتشدين عند مدخل بلدة يارون للدخول إلى بلدتهم ومحاولة ترهيبهم ولم يفد عن إصابات، وأن جيش الاحتلال الإسرائيلي أطلق النار على أهالي بلدتي عديسة وكفر كلا وسط استمرار محاولات دخول أهالي بلدة عيترون بمواكبة من الجيش.
وأعلنت الصحة اللبنانية عن استشهاد 24 مواطنا واصابة 134 آخرين اثر اعتداءات قوات الاحتلال جنوبي لبنان أمس الأحد.
وأعلن البيت الأبيض مساء أمس الأحد، تمديد ترتيبات اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل حتى 18 فبراير المقبل، وبدء محادثات بوساطة أميركية بشأن إعادة المعتقلين اللبنانيين الذين تم أسرهم بعد السابع من أكتوبر 2023. بعد عدم التزام إسرائيل الموعد النهائي لسحب قواتها من الجنوب اللبناني.
وعلى صعيد آخر، نفذت إسرائيل عملية تفجير كبيرة في كفر كلا، ليل الأحد، سمع صداها في أرجاء جنوب لبنان.
وعاد العنف إلى جنوب لبنان، الأحد، حيث أعلنت السلطات أن 22 شخصا قتلوا برصاص القوات الإسرائيلية.
وجاءت هذه الوقائع بعد انتهاء المهلة المحددة لانسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله اللبناني.
وكانت إسرائيل أعلنت أنها لن تلتزم بالموعد المحدد لانسحاب قواتها من جنوب لبنان.
وفي وقت سابق، أكد الجيش اللبناني السبت جاهزيته للانتشار في المناطق الحدودية بجنوب البلاد، متهما اسرائيل بـ”المماطلة” بالانسحاب بموجب اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله، وذلك غداة إعلان الدولة العبرية أنها ستبقي على قوات بعد انقضاء مهلة الستين يوما.
وكانت إسرائيل أعلنت الجمعة أن انسحاب قواتها من جنوب لبنان سيتواصل بعد انقضاء مهلة الستين يوما المنصوص عليها في الاتفاق الذي بدأ تطبيقه فجر 27 نوفمبر، معتبرة أن لبنان لم يحترم التزاماته بشكل كامل.
وشدد الجيش اللبناني في بيان على أن وحداته تواصل تطبيق خطة عمليات تعزيز الانتشار في منطقة جنوب (نهر) الليطاني بتكليف من مجلس الوزراء، منذ اليوم الأول لدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وفق مراحل متتالية ومحددة، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على تطبيق الاتفاق (Mechanism) وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل”.
وأضاف حدث تأخير في عدد من المراحل نتيجة المماطلة في الانسحاب من جانب العدو الإسرائيلي، ما يعقّد مهمة انتشار الجيش، مع الإشارة إلى أنّه يحافظ على الجهوزيّة لاستكمال انتشاره فور انسحاب العدو الإسرائيلي.
وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو شدد الجمعة على أن بما أن اتفاق وقف إطلاق النار لم ينفّذ بشكل كامل من جانب لبنان، فإن عملية الانسحاب المرحلي ستتواصل بالتنسيق مع الولايات المتحدة.
ولفت الى أن الاتفاق ينصّ على انتشار الجيش اللبناني في جنوب لبنان وفرض انسحاب حزب الله إلى ما وراء (نهر) الليطاني. وتقديرا منها أن الواقع مخالف للنص، فإن إسرائيل لن تعرّض بلداتها ومواطنيها للخطر، وستحقق أهداف الحرب في الشمال، بالسماح للسكان بالعودة إلى منازلهم بأمان.
ووضع اتفاق وقف إطلاق النار الذي تمّ إبرامه بوساطة أميركية، حدا لنزاع عنيف بين إسرائيل وحزب الله، بدأ بتبادل القصف عبر الحدود في أكتوبر 2023 على خلفية الحرب في قطاع غزة، وتوسع الى مواجهة مفتوحة اعتبارا من سبتمبر 2024.
وبموجب الاتفاق، يتوجب على إسرائيل سحب قواتها من جنوب لبنان خلال 60 يوما، أي بحلول 26 يناير، على أن يترافق ذلك مع تعزيز انتشار الجيش اللبناني واليونيفيل.
كما يتوجب على حزب الله سحب عناصره وتجهيزاته والتراجع الى شمال نهر الليطاني الذي يبعد حوالى 30 كيلومترا عن الحدود، وأن يقوم بتفكيك أي بنية تحتية عسكرية متبقية في الجنوب.
وتتولى لجنة خماسية تضم الولايات المتحدة وفرنسا إضافة الى لبنان وإسرائيل واليونيفيل، مراقبة الالتزام ببنوده والتعامل مع الخروق التي يبلغ عنها كل طرف.
وعشية انقضاء مهلة الانسحاب الإسرائيلي، دعا الجيش اللبناني الأهالي إلى التريث في التوجه نحو المناطق الحدودية الجنوبية، نظرًا لوجود الألغام والأجسام المشبوهة من مخلفات العدو الإسرائيلي.