الوطن:
2025-05-02@15:28:12 GMT

عبدالعزيز سلامة يكتب: من هنا تبدأ الثقافة

تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT

عبدالعزيز سلامة يكتب: من هنا تبدأ الثقافة

بسبب حبي الشديد للغة العربية والهوية الثقافية الخاصة بنا كعالم عربي إسلامي، نشأ لدي حُلم صغير عندما بلغتُ مبلغ الشباب، تمثل في أن أتحدث باللغة العربية في تعاملاتي ومعيشتي، لكني لم أستطع تنفيذه، ففكرت في حيلة أخرى تكون في مستقبل الأيام وهي أن أربي أطفالي على التحدث باللغة العربية بالسليقة والفطرة، عن طريق التحدث أمامهم بها.

ربما لا أستطيع تنفيذ هذه الفكرة أيضًا، لكني أقول إنّ هذه هي الحقيقة التي يجب علينا أن نضعها في حسباننا إذا أردنا أن نحافظ على ثقافتنا وهويتنا، وهي تنشئة الأطفال على ذلك الأساس المنيع وهو اللغة؛ فهي وعاء الثقافة، والحفاظ عليها هو عين الحفاظ على الثقافة، أما مقاطعتها وهجرانها، وتركها في بطون الكتب، فهو هدم للثقافة بأيدينا.

كانوا قديما عندما يبدأ الطفل في النطق، يأخذه أبواه إلى الكُتّاب ليحفظ القرآن الكريم، وعندما يُتم حفظه ربما في سن العاشرة أو قبل ذلك بقليل أو بعده، يبدأ في حفظ المتون العلمية والشعرية، ومختارات من قصائد شعراء العرب الفصحاء، ثم يأخذ في تعلم القراءة والكتابة وأساسيات الحساب، وبذلك يبدأ الطفل حياته واعيًا في ذاكرته آلاف الكلمات العربية الفصيحة التي حصَّلها من القرآن الكريم ومن الشعر العربي، والأحاديث النبوية المطهرة، فيُصقل بها عقله وتقوى قريحته.

ثم بعد هذه التنشئة المميزة التي كانت تقع على عاتق الآباء، يسلك الطفل طريق العلم والثقافة بنفسه، فيقرأ الكتب، ثم يجالس العلماء، ويكون الكَتاب له خير رفيق وجليس كما قال المتنبي: أعز مكانٍ في الدُنا سرج سابح.. وخير جليس في الزمان كتابُ.

هذا الطفل في الزمان الغابر ربما كان مثقفا أكثر من حامل البكالوريوس وربما الماجستير والدكتوراة في عصرنا الحاضر، على الرغم من انتشار المدارس، وإتاحة العلم بالمجان للجميع.

ولذا أقول في معرض احتفالنا باليوم العربي للثقافة العربية: إنّ السبيل إلى الثقافة أن نعود إلى ما كان يقوم به هؤلاء الآباء، نبني الأطفال البناء الوطيد في سن مبكرة، ثم عندما يكبرون يجدون سبل القراءة متاحة لهم، وأمرها ميسر عليهم، فمن المهم أن تنتشر المكتبات العامة، وتمتلئ أرفف المساجد بالكتب في شتى المجالات، وتُقام المعارض والمنتديات التي توفر مختلف أنواع الكتب بأسعار متاحة للجميع.. فمن هنا تبدأ الثقافة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: التشجيع على القراءة القراءة اليوم العربي للثقافة

إقرأ أيضاً:

من صفحات الكتب إلى أطباق الطهاة.. رحلة في ثقافة المأكولات بأبو ظبي للكتاب

أطلق معرض أبوظبي الدولي للكتاب لهذا العام فعالية مميزة بعنوان "أطباق وثقافات" استهدفت تقديم تجربة ثقافية غنية تجمع بين نكهات المأكولات وتقاليد الشعوب.

 الفعالية نجحت في إبراز كيف يمكن للطعام أن يكون لغة عالمية تربط بين الثقافات المختلفة، مقدمة للزوار رحلة حسية ومعرفية في آن واحد.  

"أطباق وثقافات" لم تقتصر على تقديم المأكولات فقط، بل سلطت الضوء على القصص والتقاليد المرتبطة بها. بمشاركة طهاة عالميين وخبراء في ثقافة الطعام، تم تقديم أطباق تمثل مطابخ من مختلف أنحاء العالم، مثل المطبخ العربي التقليدي الذي قدم أطباقًا مثل الكبسة والمجبوس، والمطبخ الآسيوي بأطباق السوشي والكاري، إضافة إلى المطبخ الأوروبي الذي أدهش الزوار بأطباق شهيرة مثل اللازانيا والكرواسون 

الفعالية تضمنت أيضًا ورش عمل تفاعلية للطهي، حيث قدم طهاة محترفون شروحات عملية عن كيفية إعداد الأطباق التقليدية، إلى جانب تقديم نبذة عن أصولها التاريخية والقيم الثقافية التي تمثلها. هذه الورش أضافت بعدًا عمليًا للفعالية، حيث استطاع الزوار تعلم مهارات جديدة وتجربة وصفات عالمية بأنفسهم.  

ولم تغفل الفعالية عن أهمية العلاقة بين الطعام والأدب، حيث تم تنظيم جلسات حوارية شارك فيها كتّاب وخبراء في أدب الطعام. الجلسات ناقشت موضوعات متعددة، منها كيف يعكس الطعام التراث الثقافي، ودوره كرمز في الأدب العالمي، وأهمية الحفاظ على الوصفات التقليدية باعتبارها جزءًا من الهوية الثقافية.  

الأطفال كان لهم نصيب من الفعالية أيضًا، حيث تم تخصيص ورش تفاعلية لتعليمهم كيفية تحضير أطباق بسيطة من ثقافات متعددة، إضافة إلى قصص قصيرة عن تاريخ الأطعمة التقليدية. هذا النشاط ساعد في تعزيز وعي الأطفال بتنوع الثقافات بطريقة ممتعة وتعليمية.  

فعاليات التذوق التي صاحبت النشاط أضافت أجواءً مميزة، حيث استمتع الزوار بتجربة نكهات جديدة من مختلف المطابخ العالمية. كل طبق كان يحمل معه قصة، مما جعل تجربة التذوق فرصة لاكتشاف ثقافات جديدة من خلال الطعام.  

طباعة شارك طهى ثقافة فكر

مقالات مشابهة

  • شلقم: مذكرات حياتي من بين الكتب الأكثراً مبيعاً
  • أسباب تزايد حوادث التحـرش بالأطـفال.. ذكريات مؤلمة ومسؤولية مجتمعية تبدأ من البيت
  • الطفولة والأمومة يقدم الدعم القانوني والنفسي للطفلة التي تعرضت للاعتداء الجنسي بالقليوبية
  • عبد السلام فاروق يكتب: معارض الكتب العربية.. لماذا لا نمل التكرار؟!
  • 10 سنوات من النشر والإبداع «الاحتفال بالريادة في عالم الكتب»
  • كُتّاب ورسّامون: الكتب المصوّرة تحفّز خيال الطفل
  • من صفحات الكتب إلى أطباق الطهاة.. رحلة في ثقافة المأكولات بأبو ظبي للكتاب
  • حقيقة أم أسطورة.. هل يترك طعام الوحم أثرا على جسم الطفل؟
  • عرض "بائع الكتب المزورة" في مهرجان نوادي المسرح بالقناطر
  • مكتبة الملك عبدالعزيز تعقد ندوة “مؤلف وقارئ بين ثنايا الكتب”