وأنت تتصفح تفاسيره القرآنية تشعر بتمازج عجيب بين النص القرآني وبين تفسيره من خلال حروف العطف والربط، والقدرة على إيراد المعنى المسكوت عنه في سياق الآية، وكأنه منها، مع تمييزه باللون، فتأخذ تقرأ الصفحة تلو الأخرى في متعة عجيبة معجونة بروح النص القرآني، هذا هو الأسلوب الفريد الذي اعتمده الدكتور سالم بن سعيد البوسعيدي في تأليفه للتفاسير القرآنية، وأبرزها "روح البيان في تدبر القرآن" و"التفسير الوجيز لكتاب الله العزيز" وغيرها من كتب التفسير، كما أن البوسعيدي هو أديب وشاعر ومؤرّخ كتب أكثر من 70 مؤلفا في علوم مختلفة.

من خلال هذا الحوار حاولنا التعرّف على بداية علاقته بفكرة تفسير القرآن الكريم، وأسلوبه الفريد في التفسير، وكيف أن الهدف من هذه التفاسير هي تقريب روح النص القرآني إلى الناس من خلال لغة معاصرة وأسلوب رشيق، وطريقة التوفيق بين التفاسير القديمة والتأويلات الحديثة، والجوانب المحورية في القرآن الكريم التي يجب أن يركز عليها المفسّر، ودوره في تسهيل فهم القرآن وتطبيق تعاليمه في الحياة اليومية، وغيرها من القضايا..

تقريب كتاب الله بروح العصر

** كيف انقدحت في ذهنك فكرة كتابة تفسير للقرآن الكريم؟ وما الدافع الذي جعلك تقوم بهذا الأمر؟

حينما كنتُ طفلا، ارتبطتُ بالقرآن ارتباطا عميقا، بوصفه الكتاب المقدّس لدينا، كان بيني وبين القرآن رباط عميق من الولاء والانتماء ومحاولات القرب من هذا الكتاب، وبعقلية الطفل الصغير كان يضايقني كثيرا أنني لا أستطيع التعبير عن ذلك، حينما كنتُ أرجع لبعض التفاسير -على قلّتها يومذاك- كانت تحول اللغة التراثية بيني وبينها، أنت تعلم أن اللغة التراثية غير لغتنا اليوم تراكيب ومصطلحات وأساليب وقضايا، كنتُ أجد الحاجز يرتفع أكثر، والمسافة تتسع أكثر، لذا عاهدت نفسي، إن قدّر لي الحياة والقرب من كتاب الله، أن أسعى لتقريب كتاب الله بلغتنا وبروح العصر الذي نعيش فيه، كان الأمر حلما، حلما كبيرا، غير أن ذلك الحلم أخذ يتسع ويكبر معي، حتى كان مشروع "نزهة المؤمنين" بأجزائه الأربعة، فلما وجدت الإقبال أكثر مما توقعت، اتسعت آمالي، وهذا القرآن يعطيك بقدر ما تعطيه، ويمنحك ما لطائفه بقدر ما تمنحه من تفكيرك واهتمامك... لم يكن في البال أن المشروع سيتوالد ويتكاثر ويفرّخ كل هذه الكتب.

"القرآن يفسّره الزمان"

** أنت قرأت 150 تفسيرا للقرآن الكريم قبل الشروع في كتابة التفاسير القرآنية، كيف استطعت انتخاب التأويلات التي ضمنتها في تفاسيرك؟

أنا أؤمن بإعجاز القرآن، لكنني أرى أعظم أوجه إعجازه، هو قدرته المذهلة على أن يكون كتاب هداية في كل زمان ومكان ومع أي إنسان، لست أبالغ، إنني انظرُ بكل تقدير لكلمات ابن عباس الخالدة "القرآن يفسّره الزمان" أقف مشدوها بعظمة هذا التفكير الذي نطق بعبارة كهذه، أعلم سر الدعاء النبوي لابن عباس "اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل"، كان فقه ابن عباس العظيم نتيجة تعلّمه التأويل لكتاب الله، لا أعرف كيف يمكن أن يفهم صحابي جليل هذا الفهم العميق، القرآن يفسّره كل زمان بمعطيات عصره وظروفه ومعارفه ولغته ومصطلحاته، كذا نحن بحاجة باستمرار لتجديد التفسير. دعني أخبرك أنني أنظر للتفسير نظرة رأي من مفسّر حول كتاب الله، لكن تلك النظرة محاصرة بظروف الشخص وعصره ومصره ومعارفه المحدودة جدا، كنت أجد في كل تفسير خصائص تميزه عن التفسير الآخر، لأن شخص المفسّر وشخصيته مختلفة في معارفها واتجاهاتها وظروفها زمانا ومكانا ومزاجا، لذا سعيت جاهدا لأنْ أجمع خصائص كل تفسير -بما تيسر لي من معارف ومحدودية في فهم والتأويل- لذا حرصت على تدوين تلك الخصائص واللطائف وجمعها، فانطلقت من ذلك المعنى إلى رحابة كتاب الله.

لا أخفيك كان عملا مضنيا، لكنه كان ماتعا في الوقت ذاته، عشت مع كتاب الله، اقتربت منه، فاقترب مني، ونهلت من عطاياه ومواهبه ما لا يمكن حصره، نسيتُ نفسي وتجليت فيه.

متعة التلقي وحضور النص

** لاحظت من خلال الاطلاع على تفاسيرك أن منهجك في التفسير هو إظهار المضمر، وإكمال المسكوت عنه في الآيات القرآنية، ما الفكرة من هذا الأسلوب؟ هل هو أسلوب ابتكرته أم أنك اطلعت على تفاسير تقوم على هذا المنهج؟

كنت أجد بعض معالم هذا الأسلوب في بعض التفاسير التراثية، لكنها تتبعه في آيات، ثم تتركه، وجدت نفسي مع هذا الأسلوب، لذا قررت أن أعتمده، لكن بأسلوب عصري، بإضافة حروف العطف والربط، وكما قلت -أخي الماجد- بالفعل اعتمدت على إيراد المعنى المسكوت عنه في سياق الآية لا خارجها، وكأنه منها، مع تمييزه باللون، ليكمل المطالع النص القرآني دون اعتراضات، فتنساب المعاني بين النص القرآني، حرصا على متعة التلقي، وحضور النص.

ولعل من الفوائد الأخرى لهذا الأسلوب ربط المتلقي بالنص القرآني، وبفهم أسلوبه المباشر، لأن التفسير لا يوحي بوجود شرح، بل كأنه يطرح مرادفات للكلمة القرآنية، ليظل النص القرآني والأسلوب الرباني ماثلا في ذهن المتلقي، لا تصرفه القضايا الهامشية.

ثم إن هذا الأسلوب يجمع بين الحسنيين المتعة والفائدة مع الإيجاز، متعة السرد، وفائدة المعنى المباشر، مع الإيجاز بلا دخول في قضايا هامشية، لذا اعتمدت الصحيح الواضح لا التأويلات الباطنية الخيالية. على أنني اجتهدت مع كل ذلك أن أربط المتلقي بواقعه وقضاياه، وأربط القرآن بالإنسان لأنه أنزل إليه، وأن أخاطب الإنسان بوصفه إنسانا يتلقى توجيه ربه إليه، ورسائله الجليلة المباركة، بعيدا من المثالية الخيالية وعن الإسفاف في التبسيط.

وأنت تعلم أن كل ذلك كان خطة، لا أعلم إن كنتُ وفقت في تنفيذها أم لا، لكني سعيد بما وجدته من التلقي الجيد لهذا المشروع.

قضايا اليوم غير قضايا القرن الماضي

** كيف يوفق مفسر القرآن بين ما ورد في التفاسير القديمة وبين التحليلات الحديثة؟

هناك إشكالية كبرى في التعامل مع التفاسير، إشكالية تقديس الهامش على حساب المتن، أعني تقديس التفسير على حساب النص القرآني، رغم أن التفسير رأي مفسّر محدود بزمانه ومكانه وإمكانياته المحدودة، والقرآن نص رباني لا تحيط به معرفة بشرية قاصرة، لذا تولّد من ذلك إشكالية عجيبة، بين التسلّف والتزلّف والتكلّف، التسلّف بمعنى أن نتسلّف من غيرنا أفكارنا، فنعيش على هامش القرآن بعيدا عن روحنا، أقصد أننا نعيش بعيدا عن روح القرآن فنتلوه بعيون غيرنا، رغم أن الله أمر كل مسلم بتدبره، وسيقف المسلم بين يدي الله ليحاسبه، ولن ينفعه التقليد. أما التزلّف فأقصد به التقرب من أية سلطة اجتماعية أو سياسية أو دينية لنقول ما يرضيها على حساب قناعاتنا، لذا حارب القرآن النفاق، أما التكلّف فهو محاولة لي عنق الآيات القرآنية لتساير معتقداتنا وأفكارنا، وعليه يفقد القرآن قيمته كتابا للهداية، ويصبح مجرد نص يوجه كل إنسان حسب رأيه.

أريد أن أقول إن القرآن يعطينا مفاهيم يجب أن نتعامل مع الكون والناس والحياة وفقها، وبغير ذلك لن ينفعنا، وهذه المفاهيم تكتسب مع معارف الإنسان وتقدمه وانفتاحه زخما أكبر وأبرز وأشمل، لذا حينما نقرأ القرآن بعيون مفسّر فسّره قبل خمسمائة سنة، فنحن نظلم أنفسنا، نعم نستفيد من معارفه ونبني عليها، ونعبّر عنها تعبيرا معاصرا. وهناك أمر آخر وهو أن قضايا اليوم غير قضايا القرن الماضي، وعليه فحين نقرأ القرآن باهتمامات مفسّر عاش في ظرف زماني ومكاني مختلف، فنحن ننظر إليه وفق اهتماماته هو وظروفه وعصره.

لا أريد هنا أن أقلل من شأن التفاسير السابق -فأنا تلميذ صغير تتلمذ عليها- لكنني أريد أن أنبّه إلى ضرورة التجديد والنظر للقرآن بنظرة العصر لنجد فيه أنفسنا وقضايانا واهتماماتنا، لكن في الوقت نفسه لا يمكن أن نبدأ من الصفر، لا بد من البناء على ما سبق، وأخذ الزبدة -إن صح التعبير- لتكون تلك "الزبدة" مادة ننطلق منها وبها.

لطائف روحانية ملهمة

** هل التأويل هو علم رباني، كما في دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم لابن عباس "أللهم فقهه في الدين، وعلّمه التأويل" أم أن كل من أتقن العلوم التي يشترط أن تكون عند المفسر يستطيع تأويل القرآن؟

أريد هنا أن أنبّه إلى أمر مهم وهو الفرق بين "التدبّر" وبين "التفسير" فالتدبر مطالب به كل إنسان، وهو ببساطة -وفق فهمي له- أن ينظر الإنسان في الآية ثم يراقب تحققها في نفسه فكرا وسلوكا وأخلاقا وتعاملا، أي أن يعرض الإنسان نفسه على القرآن، والتدبّر ها هنا فريضة حث القرآن عليها وشجّع، ومادته العقل والقلب. أما التفسير فهو رؤية شخصية لمعنى الآية، وكما يقول فريد الأنصاري "التفسير بيان وشرح للمعنى، بينما التدبّر اتعاظ بالمعنى واعتبار به وتذكر! وبينهما فرق كبير!"، والتفسير أكثر ما يكون بذكر المعنى من اللفظ، أما التأويل فهو بإعمال العقل في المسكوت عنه من المعنى، وليس مجرد توضيح للمعنى. ولا شك أن التأويل اجتهاد شخصي غير أنه ميزة قرآنية فاعلة، فهو يفتح المجال أن يكون القرآن كتابا يخاطب كل إنسان في كل زمان ومكان، لذا أعود لدعاء النبي لابن عبّاس "وعلّمه التأويل" فلا يكون التأويل إلا بعد "فقه في الدين" معرفة روح الدين وخصائصه، وعمقه، لينطلق في تأويل نصوصه ومعرفة خباياها وأسرارها، فلا يعارض "المتشابه" منه "المحكم"، بل يكون "المحكم" من الآيات منطلقا لتفسير "المتشابه"، وذلك الشرط الأول، أما الثاني فهو معرفة ظروف العصر وقضاياه، فلا يكون التأويل بعيدا عن العصر والحياة، أو معارضا لشيء من مسلمات العصر. كما نجده اليوم كثيرا فيما يسمى بالإعجاز العلمي الذي يشوبه الكثير من التعسّف المناقض للعلوم، رغم ادعائه أنه علمي، أقول الكثير ولا أقول كله، أما كون التأويل ربانيًّا فلا أظن ذلك، نعم قد تكون من المفسّر لطائف روحانية ملهمة، استمدها من نضجه الروحي، واتصاله الإيمان بربه، لكنه دون علوم وإحاطة بظروف العصر لن يقدم تأويلا فاعلا محركا واعيا.

** ما الجوانب المحورية في القرآن الكريم التي يجب أن يركز عليها المفسّر في العصر الحديث؟

كتبت في هذا الموضوع كتابين الأول بعنوان "ذلك الكتاب" والثاني بعنوان "القرآن حياة"، فالقرآن حياة بالفعل لمن تدبّره، حث على الحراك والحيوية، فأول موضوعات القرآن المحورية هو التعريف به وبأهدافه ورسالته، لننطلق منه إلى الموضوع الأعظم لكتاب الله وهو التوحيد الذي يقدّمه القرآن ليس بصفة عددية مجردة، بل بوصفه سلوكا حيويا يتعدى مجرد العبادة الشكلية إلى طقوس التقديس والطاعة العمياء، وهو أمر نراه متجليا في واقعنا. ثم يقدّم القرآن الكون بمفرداته مبينا كيفية التفاعل معه، وأثر هذا التفاعل في حياة الإنسان حين يستجلي نواميسه ويوظّف قوانينه لينطلق بها مفكرا ثم مبتكرا لتحقيق الخلافة فيه، ليعود من ذلك إلى الخشوع في محراب الكون وهو يراه آية تدل على جلال الله وجماله. أما الموضوع الثالث فهو القصص، والقصص القرآني يحمل في طياته معاني سامية لعل من أبرزها اكتشاف السنن الاجتماعية وأسباب السعادة وكيفية تفعيل تلك السنن لتحقيق الخلافة في الأرض، أما الموضوع الرابع فهو اليوم الآخر بتجلياته ومشاهده، يحضر ليدفع المتلقي ليكون إيجابيا فاعلا في الحياة، وليدفعه لفعل الخير، كما يحضر لرفع المعنويات وترك الماضي وعدم إهدار الوقت، وذلك حضور تربوي وحضاري عظيم، أما الموضوع الخامس فهو التربية والتوجيه، عبر توجيهات ربانية سامية، تحمل أرقى وأعظم رسائل بناء الذات والتنمية البشرية، ومن ذلك التربية على القيم الإنسانية الفطرية، والتوجيهات الربانية لأجل الحياة السعيدة، والتوجيهات على مستوى الأمة من أجل نهضة حضارية فاعلة، والتحذير من المالك والمرديات الحضارية والمعاصي الفردية.

صناعة الوعي القرآني

** ما دور المفسّر في تسهيل فهم القرآن وتطبيق تعاليمه في الحياة اليومية؟

أنت تسألني هذا السؤال المهم، ونحن نعاني من تسرّب الفكر المتطرف إلى بعض شبابنا، دعني أخبرك أمرا يجب أن نستوعبه أن الفكر المتطرّف في فهم الدين أخطر بألف مرة من الفكر المتفلّت من الدين، فالتطرّف في فهم الدين كارثة اجتماعية وحضارية وإنسانية، أما التفلّت من الدين فهو كارثة لصاحبه، لكن المشكلة مع الاثنين هو "التسلّف" من أفكار الآخرين وترك معين الكتاب العظيم، حينما أصبحنا نقدّس أقوال بعض العلماء الذين ننتخب من أقوالهم ما نريد، لنقول ما نريد، ونفعل ما نهوى، الأمر خطير جدا، حين ننظر إلى الشباب المتفلّت من الدين، ناقما فهم بعض الفقهاء لبعض المسائل، أو غاضبا من تصرفات بعضهم، كما نجد المتطرّف يقدّس كلام بعض العلماء أو الفقهاء فوق كتاب الله، بل يؤول كتاب الله وفق رؤية هؤلاء ولو أدى ذلك للي عنق الآيات.

أريد أن أقول نحن بحاجة للرجوع لكتاب الله لنرد المتفلّت إلى رحاب الدين، ولنوقف خطر المتطرّف على المجتمع، وللدعوة إلى الإسلام دعوة واعية، منطلقة من كتاب الله. ولن يكون ذلك إلا بصناعة الوعي القرآني لينظر أطفالنا وشبابنا بعين القرآن، دعني أقول لك أمرا مهما، إن قيمة "الحق" في القرآن لا تعدلها إلا قيمة كلمة "التوحيد"، فالقرآن يطالب المتلقي أن يقف مع الحق ولا يجرم في حقه ولو كان الحق ضد أقرب الناس إليه، ولو كان الحق مع أعدى الناس، ثم يطالبه أخلاقيا أن يقف مع فطرته عقلا وضميرا، مناديا بأن ذلك "الدين القيّم". ثم ينادى ألا أسوة في الدين إلا شخص النبي الكريم "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة"، فأين نحن من ذلك في مناهجنا ومدارسنا ومعاهدنا ومراكزنا. ذلك دور المفسّر المعاصر أن يقدّم القرآن ليعالج به قضايا العصر مقدما الحلول والرؤى.

القرآن كتاب هداية

** هل للمفسر أن يستفيد من العلوم الحديثة لتفسير بعض الآيات القرآنية؟

ذلك ما كنت أنادي به، لا بد من توظيف علوم العصر، لكن وفق وسطية القرآن، ووفق روح القرآن، لا يبتعد عن توظيف العلوم فيصبح تفسيره بعيدا عن روح العصر وقضاياه، فالحق أن القرآن كتاب هداية، لأنه يخاطب كل زمان بلغة أهله ومعارفهم، لا يمكن أن أتجاهل كروية الأرض ولا حقائق العلوم، بل في ذلك معين حقيقي لفهم القرآن وأسرار الخلق، وفي الوقت ذاته لا يمكن أن يجعل من الحقائق العلمية إعجاز قرآنيا، ليقول إن القرآن سبق العلماء في اكتشاف هذه القوانين، لا، لكن لا بأس من الاستشهاد بالحقائق العلمية للتفسير، ولا بد من التثبت من كونها حقائق علمية ثابتة، كما ينبغي أن تكون دلالة الآية القرآنية واضحة في مقاربتها من غير تعسّف ولا تكلّف. أما القول إن هذه لغة العصر وبهذا نخاطب الجيل المعاصر، فأنا لا أتّفق مع ذلك، بل أرى أن معاصرة التفسير بتناول قضايا العصر ومشكلاته الفكرية والحضارية والاجتماعية، وليس بالتنظيرات العلمية والدهشة الآنية العابرة.

العظمة الإلهية وتجلياتها

** ما تفسيرك للأراضين السبع، وهل يمكن أن نأخذ تفسير ابن عباس حينما قال: "سبع أرضين في كل أرض نبي كنبيكم، وآدم كآدم، ونوح كنوح، وإبراهيم كإبراهيم، وعيسى كعيسى" هو ما تدل عليه نظرية الأكوان المتوازية الحديثة؟

كتبت في تفسيري "روح البيان" لهذه الآية الله "الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن (في العظمة) فالآية في نظري بيان لعظمة السموات السبع وعظمة الأرض وأنهما مجال خصب لإبصار العظمة الإلهية وتجلياتها، أما رأيي في "نظرية الأكوان المتوازية" فأنا أقف منها كما أمرني ربي "وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا" وما اطلعت عليه في هذا المجال يجعلني أنظر إلى هذه النظرية أنها لا ترقى لأن تكون فرضية علمية، فضلًا عن النظرية العلمية! خاصة مع انعدام الأدلة المادية والبراهين العلمية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: النص القرآنی هذا الأسلوب المسکوت عنه لکتاب الله کتاب الله فی الدین بعیدا عن م القرآن یمکن أن من خلال کل زمان لا یمکن یجب أن من ذلک

إقرأ أيضاً:

بعد رحيله عن عالمنا.. من هو أحمد همام كبير مذيعي إذاعة القرآن الكريم؟

تصدر الإعلامي أحمد همام، التريند على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعد رحيله عن عالمنا، ويعتبر همام كبير مذيعي إذاعة القرآن الكريم.

وشغل همام عضوية مجلس النواب عن دائرة السنبلاوبن وتمي الامديد في الدورة البرلمانية 2015- 2020.

الإعلامي أحمد همام 


وشيعت الجنازة ظهر اليوم الثلاثاء من مسقط رأسه بقرية التمد الحجر بمركز السنبلاوين.

ونشر الحساب الرسمي للإعلامي أحمد همام على «فيسبوك»: «ترجل الفارس الهمام ..رحل عن دنيانا إلى دار الحق دار البقاء أخي الحبيب شيخ مشايخ نواب الدقهلية النائب الإعلامي أحمد همام ابن إذاعة القرآن الكريم نشهد الله أنه قد حمل أمانة الشعب فأداها خير أداء فقد وهب نفسه لخدمة الجميع داخل وخارج دائرته وفي سبيل ذلك تحمل ما لا تحمله الجبال الراسيات تحمله في رضا تام وصبر جميل رحل الحبيب عن دنيانا الفانية ويبقى أثره الطيب وسيرته العطرة تتناقل عبر الأجيال فقد أخلص العمل وتفانى في قضاء حوائج الناس.. كل الكلمات لا تكفي.. نسأل الله أن يجعل ما قدم في ميزان حسناته وأن يجعل صبره على مرضه رفعا لدرجاته وأن يحشره مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا وأن يلهم الأهل والأحباب الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون».

من هو الإعلامي أحمد همام؟

 عرف أحمد همام بصوته المُميز الذي جعله يحتل مكانة خاصة في قلوب محبيه، الذين اعتادوا على سماعه عبر إذاعة القرآن الكريم.

 من مواليد محافظة الدقهلية

الإعلامي أحمد همام 

 تلقى تعليمه في مدرسة أحمد لطفي السيد.

درس في جامعة عين شمس.

 حصل على ليسانس آداب من قسم اللغة العربية وآدابها.

 كان كبير المذيعين في اتحاد الإذاعة والتلفزيون بإذاعة القرآن الكريم.

كان عضوا سابقا في مجلس النواب عن دائرة السنبلاوين.

مقالات مشابهة

  • انطلاق مسابقة هيئة البريد المصري لحفظ القرآن الكريم بمنطقة مطروح الأزهرية
  • المولد النبوي.. عدد ودلالات ذِكر اسم النبي محمد في القرآن
  • عدد حملة العرش كما ذكر في القرآن.. «السر في رقم 8»
  • مصطفى ميرغني: جنازة الخوف
  • القيادةُ الربانية
  • أهداف مباراة السعودية وإندونيسيا اليوم في تصفيات المونديال والملخص «فيديو»
  • عبدالله بن سالم يعزي في وفاة عبدالرحيم محمد جاني
  • والدة نائب لبناني في ذمة الله
  • عبدالله بن سالم القاسمي يقدم واجب العزاء في وفاة عبدالرحيم محمد جاني
  • بعد رحيله عن عالمنا.. من هو أحمد همام كبير مذيعي إذاعة القرآن الكريم؟