مكاسب خاصة.. تحليل يشكك في وساطات السلام الصينية
تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT
أثار إعلان الصين بشأن اتفاق الفصائل الفلسطينية على تشكيل حكومة وحدة وطنية بعد حوار في الصين، الكثير من التساؤلات بشأن قدرة بكين على لعب أدوار وسيطة في الصراعات القائمة حول العالم، ومدى جديتها في الموازنة بين مصالح الأطراف المتصارعة ومصالحها الخاصة.
يوم الثلاثاء، قالت وزارة الخارجية الصينية إن الفصائل الفلسطينية ومنها حركتا فتح وحماس اتفقت جميعها على إنهاء الانقسام بينها وتشكيل حكومة وحدة وطنية مؤقتة.
وأشارت في بيان إلى أنه جرى التوقيع على "إعلان بكين" في الحفل الختامي لحوار مصالحة بين 14 فصيلا فلسطينيا استضافته بكين من 21 إلى 23 يوليو الجاري.
لم تنجح الفصائل الفلسطينية المتناحرة منذ فترة طويلة في معالجة خلافاتها السياسية بعد أن طرد مسلحو حماس حركة فتح من غزة في حرب لم تستمر طويلا في عام 2007.
وبالتالي يمكن أن يشكل هذا الاتفاق انقلابا دبلوماسيا لبكين ونفوذها المتزايد في الشرق الأوسط، بعد أن توسطت في اتفاق تاريخي بين السعودية وإيران العام الماضي.
لكن تحليلا نشرته شبكة "سي إن إن" الإخبارية، الخميس، أشار إلى أن الكثيرين في الشرق الأوسط ينظرون بقدر من الشك لهذا الاتفاق على اعتبار أن مثل هذه الصفقات انهارت بسرعة من قبل ولم تصمد أمام الحقائق على الأرض.
ولم تفض جهود سابقة بذلتها مصر ودول عربية أخرى للمصالحة بين حماس وفتح إلى إنهاء الصراع على تقاسم السلطة المستمر منذ 17 عاما.
يقول الباحث البارز في المجلس الأطلسي جوناثن فولتون إن هناك شعور بإن "الدبلوماسية الصينية قد تغفل تعقيدات وجهات النظر المختلفة في المنطقة، بينما تسعى لكسب الدعم لأجندتها الدولية الخاصة".
ويضيف فولتون: "بالطبع هناك إحباط من الغرب، وخاصة من الولايات المتحدة، ولكن في الوقت نفسه لا أحد ينظر إلى الصين ويقول إن هذه هي الدولة التي ستأتي وتحل المشكلة".
ويرى فولتون أن الكثيرين في الشرق الأوسط يعتقدون أن الصين تهتم فقط بمصالحها الذاتية ولا تتمتع بمستوى عال من المعرفة والخبرة الإقليمية".
ويشير نص الاتفاق الذي أعلنته الصين إلى "تشكيل حكومة وفاق وطني مؤقتة بتوافق الفصائل الفلسطينية"، و"تمارس الحكومة المشكلة سلطاتها وصلاحياتها على الأراضي الفلسطينية كافة" - قطاع غزة وكذلك الضفة الغربية والقدس الشرقية.
وتشكل هذه الأراضي الدولة التي يطمح إليها الفلسطينيون والتي ترفض قيامها حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. وأصدر الكنيست الإسرائيلي قرارا يرفض إنشاء دولة فلسطينية.
ونص الإعلان الصادر بعد دخول الحرب المدمرة في قطاع غزة المحاصر شهرها العاشر، على أن "تبدأ الحكومة بتوحيد المؤسسات الفلسطينية كافة في أراضي الدولة الفلسطينية والمباشرة في اعادة إعمار قطاع غزة والتمهيد لإجراء انتخابات عامة بإشراف لجنة الانتخابات الفلسطينية المركزية بأسرع وقت وفقا لقانون الانتخابات المعتمد".
وتحافظ الصين على علاقات جيدة مع إسرائيل، لكنها من أبرز داعمي القضية الفلسطينية وتعترف بدولة فلسطين وتدعو إلى حل الدولتين.
وعززت الصين في السنوات الأخيرة علاقاتها التجارية والدبلوماسية مع بلدان الشرق الأوسط الذي يقع تقليدا تحت النفوذ الأميركي.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الفصائل الفلسطینیة الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
السيسي يدعو لموقف عربي موحد لدعم تحقيق السلام الدائم والاستقرار في الشرق الأوسط
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أهمية إعادة إعمار قطاع غزة، ووجود موقف عربى موحد لدعم تحقيق السلام الدائم والاستقرار فى الشرق الأوسط.
جاء ذلك خلال اتصال تليفونى أجراه الرئيس، أمس، مع الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البحرين، تم التأكيد خلاله على عمق وقوة العلاقات بين البلدين والشعبين، مع ضرورة العمل على تعزيزها فى جميع المجالات، خاصة المجالين الاقتصادى والاستثمارى.
وقال السفير محمد الشناوى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن الاتصال تناول تطورات الأوضاع الإقليمية، حيث استعرض الرئيس جهود ضمان التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، وتبادل الرهائن والمحتجزين وإنفاذ المساعدات الإنسانية لتخفيف الأزمة الإنسانية غير المسبوقة التى يعانى منها سكان القطاع.
من جانبه، أثنى العاهل البحرينى على جهود الوساطة التى أسفرت عن اتفاق وقف إطلاق النار والتى قامت فيها مصر بدور جوهرى، مشدداً على ضرورة التنفيذ الكامل للاتفاق، وحتمية بدء مسار سياسى يفضى إلى اتفاق سلام دائم يحقق الاستقرار.
وأشار المتحدث الرسمى إلى أن الزعيمين ناقشا تطورات الأوضاع فى سوريا ولبنان وليبيا والسودان، وأكدا ضرورة العمل على تحقيق الاستقرار فى هذه الدول وتجنب الصراعات.
وتلقَّى الرئيس السيسى، أمس، اتصالاً هاتفياً من العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى بن الحسين.
وأشار المتحدث الرسمى إلى أن الاتصال تناول تطورات الأوضاع الإقليمية، خاصة فيما يتعلق بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة، وما يشمله من تبادل لإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين ونفاذ المساعدات الإنسانية إلى الأهالى، حيث أكد الزعيمان ضرورة التنفيذ الكامل للاتفاق، وحتمية سرعة إعادة إعمار القطاع.
وذكر «الشناوى» أن الزعيمين أكدا أهمية التوصل إلى السلام الدائم فى المنطقة القائم على حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، كضمان وحيد لتحقيق السلام والاستقرار فى الشرق الأوسط، وشدَّدا على ضرورة الأخذ بالموقف العربى الموحد المطالب بالتوصل إلى السلام الدائم فى منطقة الشرق الأوسط بما يحقق الاستقرار والرخاء الاقتصادى المنشودين.
وأضاف أن الرئيس والعاهل الأردنى قد تناولا أيضاً تطورات الوضع فى سوريا، حيث شدّدا على أهمية تحقيق الاستقرار فى سوريا، والحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها وأمن شعبها الشقيق، وأهمية بدء عملية سياسية شاملة لا تقصى طرفاً، وتشمل كافة مكونات الشعب السورى.
كما ناقش الزعيمان الأوضاع فى لبنان، حيث أكدا ضرورة التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701، وحرصهما على أمن وسيادة واستقرار لبنان الشقيق.
وأوضح أن الاتصال أكد ضرورة مواصلة التنسيق والتشاور الثنائى، وتأكيد الدولتين على استمرار التعاون فى مختلف المجالات.