تلقت دار الإفتاء المصرية، سؤالًا ورد إليها نصه: “ما حكم أخذ تمويل من البنك لاستكمال عمل مشروع خدمي؟".

دار الإفتاء توضح حكم إخفاء عيوب السلع لبيعها حكم عودة الحضانة للحاضنة بعد التنازل عنها.. دار الإفتاء توضح

وردت دار الإفتاء موضحة: المقرر عند علماء المسلمين أنَّ هناك حقًّا في المال سوى الزكاة؛ فمِنه الصدقة المُطْلَقَة، ومنه الصدقة الجارية، ومثلُ هذا المشروع مصرفٌ يندرج غي ذلك، واستثمار الأفدنة الخمسة المذكورة ببناء وحدات سكنية عليها ليتمّ تأجيرها لمحدودي الدخل من أهل القرية بإيجار رمزي وليكون ذلك صدقةً جاريةً عنك هو أمرٌ جائزٌ ومُرَغَّبٌ فيه شرعًا؛ لِما فيه من المساهمة في تحقيق التكافل المجتمعي، والعمل على تنمية المجتمع، ولا يَضُرّ في ذلك كون الاستثمار عن طريق التمويل من البنوك، ولا علاقة لذلك بالربا، بل مثل هذه العقود خير عون على إنجاز المشاريع الإنتاجية والصناعية والخدمية التي تساعد على نهضة الاقتصاد وتنمية المجتمعات.

وَتُنَبِّهُ دار الإفتاء المصرية على ضرورة أنْ يَتِمَّ هذا الأمر وفقَ القوانين واللوائح المنظمة لذلك الشأن.

حكم أخذ تمويل من البنك لاستكمال عمل مشروع خدمي
 

وأضافت دار الإفتاء: أنه لا يضرُّ ذلك إذا آلت أموال استثمار الوقف عن طريق البنك؛ وذلك لأنَّ العقد الأساسي بين القائمين على مشروع الأوقاف والبنك المُمَوِّل: يُكَيَّف شرعًا على أنَّه تمويل استثماري، وعقود التمويل الاستثمارية بين البنوك والشركات والهيئات العامة منْ جهة والأفراد أو المؤسسات منْ جهة أخرى -والتي يَتَقَرّرْ الصرف فيها بناء على دراسات الجدوى للمشاريع والاستثمارات المختلفة- هي في الحقيقة عقودٌ جديدةٌ تُحَقِّقُ مصالح أطرافها، والذي عليه الفتوى والعمل أنَّه يجوز إحداثُ عقود جديدة منْ غير المسمّاة في الفقه الموروث ما دامت خاليةً من الغرر والضرر، محققةً لمصالح أطرافها، وهو مذهب جماعة من المحققين، من السابقين واللاحقين، وممَّنْ ذهب إلى ذلك: ابنُ تيمية وابنُ القيم الحنبليان؛ فإنَّ الشرع ترك ذلك واسعًا مطلَقًا؛ إذ أوجب الوفاء بالعقود إيجابًا محقَّقًا.

وتابعت دار الإفتاء: ومثل هذه العقود إنَّما هي في الحقيقة عقود تمويل وليست قروضًا، والتمويلُ غَرَضُه الاستثمار، فلا يُسَمَّى قرضًا شرعًا، وإنْ سَمّاه أصحابُه بذلك؛ فإنْ العبرة بالمُسَمَّيَات لا بالأسماء، والأحكام تُنَاطُ بالحقائق والعلل، ومدار العقود على القصود؛ فالتمويل هو عقد معاوضة لا عقد تبرع، فلا تنطبق عليه أحكام القرض، ولا يدخل تحت قاعدة: "كلُّ قرضٍ جَرَّ نَفعًا فهو ربا"؛ لأنَّ القرض الشرعي عقدُ إرفاقٍ، مَبْنَاهُ على الفضل ومكارم الأخلاق ومحض الخيرية، أما عقود الاستثمار فلم تُبْنَ على الإرفاق؛ فهي قائمةٌ على تبادل المصالح والمنافع بين أطرافها.

وأردفت: والبنوك في إصدارها لمثل هذه التمويلات هي شخصياتٌ اعتبارية وهيئات معنوية؛ لها أحكامها التي تختلف عنْ أحكام الشخصية الطَّبَعِيَّة، وقد اعتبر الفقهاء أربع جهات لتغير الأحكام، من بينها تغيُّر الأحكام على قدر طبيعة الأشخاص؛ فأقروا مثلًا عدم استحقاق زكاة على مال الوقف والمسجد وبيت المال، وجواز استقراض الوقف بالربح عند الحاجة إلى ذلك.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإفتاء تمويل البنك مشروع خدمي دار الإفتاء دار الافتاء المصرية دار الإفتاء تمویل من

إقرأ أيضاً:

أستاذ تمويل: مصر بوابة تركيا للانضمام إلى مجموعة «بريكس»

قال الدكتور مصطفى بدرة، أستاذ التمويل والاستثمار، إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لأنقرة وتوقيعه مذكرات تفاهم مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، تأتي في إطار تدعيم العلاقات الاستراتيجية بين مصر وتركيا، وأن هذه الزيارة غاية في الأهمية.

«بدرة»: توقيت الزيارة مناسب

وأضاف «بدرة»، خلال مداخلة ببرنامج «المراقب»، المذاع على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن الزيارة جاءت في وقت مناسب، خاصة في ظل المتغيرات العالمية التي أثرت على الاقتصاد العالمي، مؤكدًا أن هناك تشابها كبيرا في النوايا بين الدولتين لتحسين العلاقات خلال الفترة المقبلة ما ينعكس على الملف الاقتصادي للبلدين.

وأوضح أن المبادرة المصرية والتركية حول تحسين التبادل التجاري بين البلدين تهدف إلى زيادته 15 مليار دولار، وهو مجهود كبير على خلفية التحسن في الملف الاقتصادي والسياسي بين مصر وتركيا.

وتابع، بأن تركيا تسعى خلال الفترة القادمة إلى الانضمام لمجموعة «بركس»، خاصة مع عدم احتمالية انضمامها للاتحاد الأوروربي، مواصلًا أن مصر عضو مهم في هذه المجموعة وبالتالي فإن هناك دعائم اقتصادية يمكن أن تنالها تركيا عن طريق الملف المصري، مشيرًا إلى أن الهدف الأساسي والاستراتيجي لمجموعة «بركس» هو التعامل بين الدول وبعضها بالعملات المحلية لتحسين قدراتها ولا بد للدولة التي تسعى للانضمام لهذه المجموعة الاقتصادية أن يكون لديها نفس الأهداف والنوايا.

مقالات مشابهة

  • موعد اجتماع "تشريعية النواب" لاستكمال مناقشة مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد
  • وزارة المالية العراقية: تمويل الرواتب يتم وفق السيولة المتوفرة
  • حكم رد الشبكة والهدايا حال فسخ الخطبة.. اعرف آراء المذاهب الأربعة
  • جامعة أسيوط الأهلية تعلن مواعيد استقبال الطلاب لاستكمال أوراق التقديم
  • الداخلية العراقية توضح آلية إصدار الجوازات الدبلوماسية
  • 5 مصادر لتمويل صندوق الوقف الخيري (تعرف عليها)
  • الإفتاء: الرسول لم يضرب زوجاته أبدًا
  • مختار: عقد جلسة لاستكمال انتخاب أعضاء مكتب الرئاسة حسم الجدل لصالح المشري
  • أستاذ تمويل: مصر بوابة تركيا للانضمام إلى مجموعة «بريكس»
  • أستاذ تمويل: العلاقات المصرية التركية متعددة المجالات