غازل ترامب ووبخ «بايدن» وتجاهل «هاريس».. الغائبةإيران «شماعة» مذابح غزة.. و«بيبى» مهووس بـ«تشرشل»
٥٦ دقيقة منها ٢٢ من التصفيق الحار بمعدل واحدة كل ٤٠ ثانية، وبدبوس مناهض للكوفية الفلسطينية وعلمى الولايات المتحدة الأمريكية واسرائيل وقف رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أمام أعضاء مجلس النواب الأمريكى «الكونجرس» بخطاب رأه مؤيدوه نارياً، واعتبره معارضوه فاشلاً مملا، واخيراً حقق مراده بلفت الانتباه بعد ثلاث ايام فاترة من حضوره إلى واشنطن
واعتبر بعض المحللين أنه كان أمام مهمه تاريخية ولكن جاء الخطاب متواضعا حاول خلاله الترويج لنفسه، ويبدو إنه لم يقنع الغرب بروايته التى كانت فارغة لا تستدعى الذهاب إلى واشنطن حيث إنه مكرر وخاطب به الإسرائيليين من قبل.
وعلى الرغم من التأييد الواسع الذى دفع نواب الكونجرس لتحية صديقهم بتصفيق ترحيبى عند تقديمه من قبل رئيسهم مايك جونسون لمدة ٣ دقائق متواصلة إلا أن موقع «أكسيوس» رصد بعض الإحصائيات التى أكدت غياب نحو نصف أعضاء مجلس النواب والشيوخ الديمقراطيين، وجاء ذلك تنفيذا بوعود المقاطعة احتجاجًا على ملاحقة نتنياهو للحرب فى غزة.
وجاء أبرز المقاطعين رئيسة مجلس النواب السابقة نانسى بيلوسى، ورئيس الأغلبية السابق فى مجلس النواب جيم كليبورن والنائبة ألكسندريا أوكاسيو كورتيز والنائب الانعزالى توماس ماسى الذى صرح أنه لن يكون «دعامة» لنتنياهو.
وبالأرقام كان حوالى 100 عضو ديمقراطى فى مجلس النواب و28 عضوا ديمقراطيا فى مجلس الشيوخ حاضرين، ولفتت وسائل الإعلام الأمريكية أن معظم المشرعين الذين حضروا الخطاب هم من الجانب الأكثر اعتدالاً والمؤيد لإسرائيل فى الحزب، بما فى ذلك العديد من المشرعين فى المناطق المتأرجحة واجمالا حضر من مجلس النواب: 112 عضوا من أصل 212 ومن مجلس الشيوخ: 24 من أصل 51.
وبالمقارنة كانت مقاطعة الأربعاء أكبر بكثير من مقاطعة 58 ديمقراطيا لخطاب نتنياهو أمام الكونجرس فى عام 2015 الخطاب الذى كان بمثابة ازدراء للرئيس أوباما آنذاك ومنح نتنياهو منصة لانتقاده بسبب الاتفاق النووى مع إيران.
ولكن العلاقات بين نتنياهو والديمقراطيين أصبحت أكثر توتراً خلال الحرب بين إسرائيل وحماس، حيث أصبح العديد من الديمقراطيين المؤيدين لإسرائيل ينتقدون بشكل متزايد التكلفة الإنسانية للصراع.
كما حضر بعض من منتقدى نتنياهو، بما فى ذلك النائبان اليهوديان التقدميان جيمى راسكين وجيرى نادلر، الذى كان يحمل، وفى بعض الأحيان يقرأ، كتابًا بعنوان «سنوات نتنياهو»، كما لفتت النائبة رشيدة طليب وهى الفلسطينية الأمريكية الوحيدة فى الكونجرس والناقدة الشديدة لكل من نتنياهو وإسرائيل، الحفل وهى ترتدى الكوفية - رمز القومية الفلسطينية.
وفى وقت لاحق من خطابها، بدأت طليب فى رفع لافتة كتب عليها «مذنب بالإبادة الجماعية» على أحد الجانبين و»مجرم حرب» على الجانب الآخر. تحركت الجمهورية النائبة آنا بولينا لونا على الفور لتجلس بجانب طليب، وانخرطتا فى محادثة قصيرة.
فيما غادر العشرات من الديمقراطيين، بمن فيهم زعيم الأغلبية تشاك شومر، القاعة قبل أن يغادر رئيس الوزراء المنصة.
احتجاجات هزت الكونجرس
وتزامن مع الخطاب احتجاجات هائلة قدرت ب ٥ آلاف متظاهر حول مبنى الكابيتول قام بعضهم بحرق العلم الامريكى ورفع العلم الاسرائيلى وطالب المتظاهرون باعتقال نتنياهو، بناء على طلب المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية فى مايو الماضى. كما عمدت الشرطة على التعامل معهم بوحشيه ورشهم برذاذ الفلفل لتفريقهم.
مآخذ الخطاب
كان لافتا للنظر عدم مصافحة زعيم الأغلبية فى مجلس الشيوخ تشاك شومر نتنياهو عند دخوله القاعة. وبدلاً من ذلك أومأ زعيم مجلس الشيوخ برأسه بينما كان الزعيم الإسرائيلى يمر بجانبه.
وعلى مدار كلمته المطولة للغاية لوحظ بعض النقاط الهامة وهى عدم تعاطفه مع شهداء المدنيين من الحرب على غزة بالإضافة إلى ادعائه عدم قتلهم واتهام حماس بذلك الفعل، كما أنه لم يقدم أى خطة لإنهاء الحرب أو حتى أفكار حول استقرار شعبه.
واللافت للنظر كان هجومه على إيران الذى استمر يتلفظ باسمها بين كل جملة وأخرى وأحيانا يذكرها مرتين فى جملة واحدة وصورها على أنها « البعبع» الذى يهدد الأمن الأمريكى الإسرائيلى، وصدر المشرعون أنه يقود حربه بالإنابة عنهم ضد طهران وخاصة حينما أرهبهم : «عندما نقف معًا، يحدث شىء بسيط للغاية: نحن نفوز وهم يخسرون».
كما عكس هذا تقديمه الطويل الأمد للصراع الإسرائيلى الفلسطينى باعتباره صراعاً تغذيه طهران جزئياً، الأمر الذى يصرف الانتباه عن الاحتلال، ويرى محللون أمريكيون إن الخطاب كان موجهًا للولايات المتحدة بحثاً عن استمرار دعمها ومده بالسلاح وعدم الضغط عليه لتفعيل اى هدنة.
كما ذهب المحللون إلى خطأ نتنياهو الفادح فى انتقاد المتظاهرين واتهامهم بالعمالة لحساب إيران ومعاداتهم السامية، واعتبر البعض أن هذا فجوة يخلقها بين يهود إسرائيل ويهود الجاليات فى امريكا وهذا انعكس على سياق الحرب فى غزة وكقائد أجنبى لا يليق أن يملى على المواطنين تصرفاتهم.
لقد أظهر الخطاب فهمًا عميقًا للتواصل فى السياسة الأمريكية. لقد تمكن نتنياهو من استخدام نبرة متحدية فى نفس الوقت لتوجيه عدد من التوبيخات الضمنية للرئيس بايدن وإدارته بينما وجد أيضًا مساحة فى تصريحاته للإشادة به والإشادة بالعلاقة القوية بين الولايات المتحدة وإسرائيل. ولم يذكر حتى كامالا هاريس، التى سيلتقيها لاحقا بدا وكأنه رئيس أميركى يلقى خطاب حالة الاتحاد، لكن هدفه كان إصلاح الخلل.
إن تصريح نتنياهو «امنحونا الأدوات بشكل أسرع، وسوف ننجز المهمة بشكل أسرع» كان بمثابة طعنة غير مباشرة فى وجه الإدارة. فهو يتجنب التطرق إلى مسألة الخسائر المدنية الناجمة عن بعض هذه الأسلحة.
يبذل نتنياهو جهدا واضحا وغير مباشر لادعاء تقليد ونستون تشرشل من خلال مقارنة كفاح إسرائيل من أجل البقاء اليوم بكفاح بريطانيا من أجل البقاء فى الجزء الأول من الحرب العالمية الثانية.
وصل الخطاب إلى ٥٦ دقيقة وعلى سبيل المقارنة، خلال خطابه الأخير أمام المشرعين، تحدث الرئيس زيلينسكى من أوكرانيا لمدة تقل قليلاً عن 30 دقيقة.
الانتقادات مستمرة
اعتبر السيناتور الديمقراطى كريس مورفى الكلمة نتنياهو هى «خطابًا سياسيًا» يستهدف الجمهوريين مما أدى إلى مزيد من الضرر بالعلاقات الأمريكية الإسرائيلية.
«لقد عرض تفاصيل قليلة للغاية، إن وجدت، حول الكيفية التى سيؤمن بها إسرائيل فعليًا»، كما قال مورفى. «لقد كان هناك الكثير من الشعارات الرديئة، والكثير من عبارات التصفيق، ولكن القليل جدًا من حيث الجوهر. لذلك كنت أعلم أن هذا سيكون انتكاسة للعلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل».ووصف مورفى الأمر بأنه «متوقع ولكن لا يزال حزينًا بشكل لا يصدق».
«أعتقد أن الإشارة إلى أن كل متظاهر هو عميل لحماس كانت مثيرة للاشمئزاز إلى حد كبير».
مهمة بايدن لإنهاء الحرب
ومن المتوقع أن يمارس الرئيس جو بايدن المزيد من الضغوط على رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى لقائه به أمس فى محاولة للتوصل إلى اتفاق بعيد المنال لوقف إطلاق النار فى غزة - والمساعدة فى تشكيل إرثه السياسى والحملة التى تركها للتو، وبعد أن تحرر من القيود السياسية المتمثلة فى الاضطرار إلى السعى لإعادة انتخابه، سيسعى بايدن إلى اتخاذ نبرة أكثر صرامة مع نتنياهو - الذى اصطدم معه بشكل متكرر - للتوصل إلى اتفاق مع حماس لتحرير رهائن المجموعة وإنهاء القتال الذى أودى بحياة عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، وفقًا لثلاثة مسؤولين فى الإدارة تم منحهم عدم الكشف عن هويتهم لأنهم غير مخولين بمناقشة المحادثات الخاصة علنًا.
وبحسب مساعديه بايدن يخطط لمناقشة استخدام إسرائيل للقنابل واسعة النطاق فى غزة، بالإضافة إلى الضغط من أجل وقف إطلاق النار، وكذلك ردها على الهجمات الأخيرة من قبل الحوثيين، وهى جماعة مسلحة مدعومة من إيران فى اليمن. وتوقع مساعدون وديمقراطيون أن بايدن، المحبط من نتنياهو.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تصفيق حار الكونجرس مسرحية نتنياهو الولايات المتحدة مجلس الشیوخ مجلس النواب فى مجلس فى غزة
إقرأ أيضاً:
كيف يتلاعب نتنياهو بوقف إطلاق النار؟
غزة- «عُمان»- بهاء طباسي:
في أروقة السياسة الدولية، لا تكاد تتوقف المؤامرات التي تستهدف الفلسطينيين ووجودهم، وفي قلب هذه الترتيبات تبرز خطة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتهجير سكان قطاع غزة. يبدو أن الاحتلال الإسرائيلي لم يكتفِ بالدمار والقتل والنزوح الذي فرضه على سكان القطاع منذ أشهر الحرب الأولى، بل يسعى اليوم لتحويل المأساة إلى واقع مفروض، عبر ترحيل الفلسطينيين إلى دول الجوار، أو دفعهم للهجرة القسرية.
لم تكن هذه الخطة جديدة، فلطالما حلمت إسرائيل بإفراغ القطاع من سكانه وتحقيق «الحل النهائي» لمشكلة غزة، لكنّ الفلسطينيين، برغم القصف والنزوح والمعاناة، يرفضون الاستسلام لهذا المخطط. وبينما تعقد الاجتماعات السرية وتُبرم الصفقات، يبقى الموقف الشعبي الفلسطيني راسخًا، كما يظهر جليًا في شهادات الناجين الذين تحدوا الموت ليثبتوا للعالم أنهم أصحاب الأرض.
في هذا التقرير، نستعرض الرفض الشعبي للخطة الأمريكية الإسرائيلية من خلال شهادات فلسطينية حية تعكس الإصرار على البقاء، كما نحلل آراء الخبراء السياسيين حول الصفقة التي تستهدف غزة، إضافةً إلى تسليط الضوء على المماطلة الإسرائيلية في إنهاء الحرب والانسحاب الكامل من القطاع.
«نموت في بيوتنا ولا نُهجّر»
«لا نخرج من بيوتنا لو هدموا علينا بيوتنا، نموت في أرضا، أنا سوف أبقى هنا، فليأتِ ترامب ويهدمها عليّ، ولن أخرج».. هكذا استهلّت أم حسين المغربي، وهي امرأة فلسطينية سبعينية، حديثها الغاضب حين سألتها «عُمان» عن موقفها من خطة التهجير التي يروج لها الإعلام الإسرائيلي والأمريكي.
وتتابع بصوت يملؤه التحدي: «إلى أين آخذ أولادي وأخرج؟ أين نذهب؟ نحن أيضًا نرفض اللجوء. ترامب هذا لا يستحق الرد عليه، لا ترامب ولا غيره يستطيع أن يخرجنا من منازلنا. فليفعلوا ما في استطاعتهم، بعد الله لا يوجد أحد من البشر يقدر علينا».
تعكس كلماتها صورة الفلسطيني المتمسك بأرضه رغم كل المحاولات المستمرة لإجباره على المغادرة. تضيف بصوت يختلط بالألم والإصرار: «هذه أرضنا، أرض الرباط، لا أحد يقدر يطلعنا منها، سنعيش ونموت هنا. نكبة 48 لن تتكرر مرة أخرى، نحن صامدون في أرضنا، نحن لا رايحين ولا جايين».
«سنموت واقفين كالأشجار»
أما ياسر عاطف صافي، الذي عاش فصول النزوح والمعاناة خلال الحرب، فكان أكثر حدة في رفضه لأي محاولات تهجير قسري لسكان غزة: «بصفتي مواطنًا من قطاع غزة عشت حرب إبادة، حرب نزوح، نحن نقول لترامب الذي يريد شراء غزة: خرجنا من ثنايا الركام لنقول لك بأن خطتك، والتي تدعو لها، مرفوضة رفضًا قاطعًا، ولن نترك شبرا من هذه الأرض وسنبقى صامدين حتى ولو قتلونا. سنموت كالأشجار واقفين».
ويضيف بنبرة متحدية : «غزة مقبرة الغزاة، ومن قال إن غزة ستموت؟ غزة بصمودها ستصنع الموت لأمريكا وإسرائيل بإذن الله. صامدون حتى الرمق الأخير في قطاع غزة ولن نخرج».
ياسر الذي هُدم بيته بالكامل، ونزح أكثر من 15 مرة خلال الحرب، يعيد التأكيد على عزيمته: «هذا لم يثننا عن التمسك بأرضنا، نعمل بالآية القرآنية : (وبشر الصابرين). نضع الملح على الجرح، ونبقى كما نحن ولن نخرج، ونقول له بأن دعوته مرفوضة مرة أخرى».
استهداف الأونروا مقدمة للتهجير
سلطات الاحتلال حظرت عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» في القدس الشرقية، يوم 30 يناير الماضي، بعد محاولات مستوطنين تعطيل عملها في مناطق الضفة الغربية عن طريق هجمات الحرق المتعمد والاحتجاجات على مدار السنوات الماضية.
وخلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، استهدف جيش الاحتلال مقرات الوكالة الأممية، حيث استشهد 223 من موظفيها وتم تدمير ثلثي مرافقها التعليمية والصحية.
يرى المحلل السياسي الفلسطيني إياد جودة أن الهجمات الإسرائيلية المتكررة على مراكز الأونروا ليست محض صدفة، بل تأتي ضمن مخطط أوسع لضرب البنية التحتية لأي وجود فلسطيني مستدام في القطاع.
وقال جودة، في تصريح لـ«عُمان»: «الأونروا هي رمزية اللاجئين الفلسطينيين، وبالتالي فإن استهداف الجيش الإسرائيلي لهذه المراكز هو مقدمة لموضوع التهجير الذي يتحدث عنه ترامب هذه الأيام، وكأن القصف الإسرائيلي جاء متفقًا تمامًا مع تصريحات ترامب التي أطلقها بتهجير الفلسطينيين خارج غزة أو حتى بيع القطاع لدول مجاورة».
لكنه أوضح أن: «المخططات الأمريكية والإسرائيلية بتضييق الخناق على الفلسطينيين واستهداف الجهود الأممية الرامية لمساعدتهم؛ لإجبارهم على الهجرة القسرية، كلها تحطمت على صخرة صمود الشعب الفلسطيني، والناس قابلت هذه التصريحات بسخرية واستهزاء وكأنهم واثقون من أنفسهم، أنه لن تمر هذه الدعوات».
المماطلة الإسرائيلية وتأجيل المرحلة الثانية من الاتفاق
وكعادة الاحتلال، يتهرب دائمًا من تعهداته، ولا يتطلع إلا لرغباته في توسيع حدود إسرائيل عن طريق الاستيطان وتهجير الفلسطينيين، وكشفت تقارير إعلامية إسرائيلية عن تردد الحكومة الإسرائيلية في المضي قدما في المرحلة الثانية من صفقة وقف إطلاق النار، والتي كان من المفترض أن تبدأ في اليوم السادس عشر من المرحلة الأولى.
وأكدت المصادر الإسرائيلية أن نتنياهو رفض مطلب حماس ربط إطلاق سراح الأسرى المتبقين بانتهاء الحرب، مشيرة إلى أن الحكومة الإسرائيلية قد توافق بضغط أمريكي على استئناف المفاوضات، لكنها تشترط التمسك بأهداف الحرب والقضاء على حماس.
وأظهرت الاجتماعات الأخيرة للمجلس الوزاري المصغر الإسرائيلي «الكابينت» انقسامات داخلية حول شروط المضي في المفاوضات، مع تأكيد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على ضرورة تفكيك حماس شرطا لأي اتفاق مستقبلي.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية: أن الكابينت الإسرائيلي، تلقى اليوم ، تقريرا بشأن صفقة التبادل من فريق التفاوض العائد من الدوحة. وبينت أن الكابينت يجتمع غداً ، لاتخاذ قرارات بشأن الخطوات المقبلة المتعلقة بصفقة التبادل.
وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر قال إن إسرائيل ستبدأ المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بما يشمل مبادلة الرهائن الإسرائيليين بمحتجزين فلسطينيين.
وتركز التوجهات جهود الوساطة الحالية على إطلاق سراح جندي إسرائيلي وأربعة جثث إسرائيليين تحتجزهم كتائب القسام، كما تحاول إسرائيل تمديد المرحلة الأولى من الصفقة، دون الدخول في مفاوضات جادة حول المرحلة الثانية.
ومطلع مارس الجاري، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة التي استمرت 42 يومًا، في حين تنصلت "إسرائيل" من الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب.
نتنياهو يتلاعب بالصفقة
ولذلك، يحذر الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الفلسطيني، يوسف تيسير، من خطورة تأجيل تنفيذ المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى: «تمر المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بمرحلة حساسة ودقيقة للغاية لا يمكن معها استبعاد الغدر الإسرائيلي والأميركي، في ظل وجود ترامب ونتنياهو، الذين يسعيان لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم».
ويوضح لـ«عُمان»: «نتنياهو يحاول إفساد الصفقة بأي ثمن، ويطمح لأي فرصة لوقف حتى تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق غزة، وسط ضغوط التيار الديني القومي في إسرائيل؛ لذا لا يمكن القول إلا أن الفصائل مطالبة بيقظة عالية لتفويت الفرص على الأقل حتى انتهاء هذه المرحلة».
ويرى المحلل السياسي الفلسطيني، وسام عفيفة، أن «نتنياهو يتأرجح على حبل الصفقة، بين صمت تكتيكي وضغوط متعددة الاتجاهات». وقال، لـ«عُمان»: «المرحلة الثانية من الصفقة قيد البحث، لكن تمديد الأولى بات مطروحًا، في محاولة لانتزاع مزيد من التنازلات من حماس وهروب نتنياهو من استحقاق إنهاء الحرب».
وأوضح: «حماس لا تريد خرق الاتفاق، لكن هذا لم يرضِ شهية نتنياهو وترامب لإطلاق سراح جميع المختطفين الإسرائيليين دفعة واحدة».
وتابع: «في المشهد الإسرائيلي، الحسابات دقيقة: تحلوا بالهدوء حتى مرت الدفعة السادسة من صفقة تسليم الأسرى، وها هم يمارسون ضغطًا إضافيًا عبر الوسطاء قبيل الدفعة السابعة. مناورة أخرى في سباق مع الزمن، حيث لا يريد نتنياهو هدم الجسور قبل استكمال الأوراق التي لا يزال يحاول ترتيبها على طاولة المفاوضات».
هل سينجح مخطط التهجير؟
في ظل هذا المشهد المتشابك، يبقى السؤال الأهم: «هل سينجح ترامب ونتنياهو في مخطط تهجير الفلسطينيين؟» الإجابة تبدو واضحة في كلمات الفلسطينيين الذين يرددون بصوت واحد: «نموت في بيوتنا ولا نُهجّر». الصمود الفلسطيني هو الحاجز الأخير أمام هذه المخططات، وإرادة الشعب ستظل هي الفيصل في مواجهة المؤامرات.