اقرأ في عدد «الوطن» غدا.. تحريك أسعار الوقود والحكومة: زيادة تدريجية طفيفة حتى لا يشعر بها المواطن
تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT
تقرأ في عدد «الوطن» غدًا الجمعة، موضوعات وقضايا جديدة من وجهات نظر مختلفة حول الشأنين المحلي والدولي، وإلى أبرز العناوين:
الصفحة الأولى- تحريك أسعار الوقود.. والحكومة: زيادة تدريجية طفيفة حتى لا يشعر بها المواطن
- محافظ القاهرة يطالب الركاب بعدم دفع أى مبالغ إضافية فى وسائل النقل.. والإبلاغ عن المخالفات
- «التضامن»: إدخال مزيد من «الأوْلى بالرعاية» لـ«تكافل وكرامة»
- «التعليم»: تحديد أوائل «الثانوية» وتسكين درجات الرأفة الأسبوع المقبل
- «الدولى للاتصالات» يناقش تطورات تطبيقات الذكاء الاصطناعى والخوارزميات
- «المتحدة» تكرم «أحمد رفعت» بإطلاق اسمه على إحدى فرق «كابيتانو مصر»
- وزيرة التخطيط: مصر أطلقت «حياة كريمة» لتحسين حياة المواطنين والحد من أوجه عدم المساواة
- د.
- «إنجاز مصرى جديد»: 2.5 مليار دولار صادرات الصناعات الهندسية
- «الصحة» تنفذ المرحلة الأولى للمرور على المنشآت الطبية
- القوات المسلحة تحقق 3 ميداليات ببطولة العالم للسباحة للأساتذة
- وزيرا التموين والزراعة يبحثان تحديد الأسعار الاسترشادية للمحاصيل
- «الضرائب» تصدر المرحلة الخامسة من «الإيصال الإلكترونى»
- مفاوضات وقف إطلاق النار فى غزة تدخل المراحل الختامية
- عمار على حسن: عاصفة تجتاح إسرائيل
- خطاب «نتنياهو» فى «الكونجرس» يثير موجة غضب أمريكية وإسرائيلية.. و«بيلوسى»: أسوأ عرض من شخصية أجنبية
- وصول 16 عربة سكة حديد درجة ثالثة مكيفة من المجر
- «الصناعة وليونى مصر» تبحثان إنشاء مصنع لإنتاج الضفائر الكهربائية
- «الاتصالات والزراعة» تتابعان تنفيذ مشروعات «التحول الرقمى»
- «طلعت»: التعاون فى حصر وإدارة الأصول واستخدام الذكاء الاصطناعى فى بناء خريطة زراعية رقمية تفاعلية
- الحبس الاحتياطى على طاولة «الحوار الوطنى» والبرلمان
- إيهاب الطماوى: الجمهورية الجديدة والحبس الاحتياطى
- موسى مصطفى موسى: تقليص المدد وتعزيز حقوق الإنسان
- ناجى الشهابى: بين الحوار الوطنى والإرادة السياسية
- محمد عبدالعزيز: خطوات لحل إشكالياته
- النائب طارق رضوان: دعائم «حقوق الإنسان»
- النائب محمد هيبة: خطوة فى طريق تنفيذ «استراتيجية حقوق الإنسان»
- سحر الجعارة: مصر على درب الديمقراطية
- جمال حسين: الحبس الاحتياطى.. والأسورة الإلكترونية!!
- محمود الدسوقى: نموذج للإجماع الوطنى
- سعيد عبدالحافظ: الحوار الذى نريده
- كريم السقا: صدى الحوار الوطنى
- د. حسين المقداد: نحو عدالة أكثر إنسانية
- فريدة الشوباشى: البترول وتأثيره
- محمد عبدالحافظ: لماذا رفع أسعار الوقود؟
- بلال الدوى: 3 صدمات وما زالت «مصر» قادرة على البناء
- أحمد رفعت: أوبك وإخوانها.. تخفيض الإنتاج ومعاناة باقى دول العالم!
- أسامة فهمى: اقتصاد بلا دعم.. نقطة ومن أول السطر
- د. منجى على بدر: أسعار المنتجات البترولية وآثارها
- دورى Nile.. الأهلى يتحدى الغيابات وطموحات المصرى.. بيراميدز يخشى صحوة الزمالك.. و9 لاعبين خارج خدمة «الأبيض»
- مرحباً باريس.. حفل افتتاح غير مسبوق عبر نهر «السين» وبرج إيفل و10500 رياضى يتنافسون فى 32 رياضة مختلفة
- الحلم الأكبر.. حَمْل العلم المصرى.. من «الباشا» حتى «سارة والجندى»
- يــلّا يـا أبطــال.. الرحلة المصرية تنطلق بحثاً عن المجد وتفاؤل وآمال معقودة بتحقيق 10 ميداليات
- تامر حسنى يعد جمهور «العلمين» بالمتعة والإبهار
- حفلة جديدة لفرقة المصريين ومعرض للحرف التراثية قريباً
- نقاد: «الدورة الثانية للمهرجان» تستقطب شريحة كبيرة من الجماهير
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: عدد الوطن الوطن أسعار الوقود الحكومة
إقرأ أيضاً:
التقدُّم.. بين مفهومي المادة والأَصالة
د. صالح الفهدي
حُصِرَ مفهوم التقدُّم على الماديِّ الملموس، متغلِّبًا بذلك على المفهوم الحقيقي لتقدُّمِ الأُمم وهو الإِنسانيِّ، ومرجعُ ذلك إلى الثقافة الرأسمالية، يقول المُفكِّر الأمريكي نعومي تشومسكي في كتابه "الربح قبل الناس" (1999) إن "الرأسمالية المتوحشة تعزِّز الَّلاتكافؤ الاجتماعي؛ فهي لا تهدف إلى تحقيق العدالة؛ بل إلى تعظيم الأرباح، حتى وإن كان ذلك على حساب الإنسان وحقوقه الأساسية"، ويؤكِّد على مقولته عالِم الاجتماع البولندي زيجمونت باومان في كتابه "الحياة الاستهلاكية" (2007) بالقول إن: "المجتمع الرأسمالي يحوِّل الإنسان إلى كائن استهلاكي بامتياز، لا تتحقق قيمته إلا بقدر ما يستهلك، مما يجعله عالقًا في دوامة لا تنتهي من الرغبات المُصطنعة".
من هذه المعايير الرأسمالية أخذت مجتمعاتنا مفهوم "التقدُّم" ليكون معيارًا تُقاسُ به حركة الأُمم والحضارات، في حينَ أن تقدُّم الإنسان ذاته لم يعد ذا بالٍ في المعايير الدولية التي تقودها مؤسسات رأسمالية، وقد أوقفني كلامٌ دقيقٍ ولافت قاله المفكِّر القطري د. نايف بن نهار في لقاءٍ له، يقولُ فيه (بتصرُّف) : "ما يُخيفني في النموذج الخليجي هو أني أشعرُ بأنَّ هناك محاولة لإنتاج الإنسان الاقتصادي، بمعنى أنَّ نموذج الإنسان في الخليج المحدَّد الأساس له هو المحدَّد الاقتصادي؛ حيث تشعر بأنَّ كلَّ شيءٍ يَصُبُّ في إطار تشبيع الإنسان بالقيم المادية؛ كلُّ شيءٍ يتحدَّث عن المادة، المادة، المادة فقط. أما إن سألتَ عن ماهية التقدم، فإنَّ الإجابة هي: الثروات الهائلة في الصناديق الاستثمارية، أو زيادة الدخل الفرد، أو مساحات الأبراج الموجودة، أو المناطق السياحية، وهذا ليس هو التقدم، هذه مؤشرات للغنى وليست مؤشرات للتقدم. لا يوجد انطلاق من الإنسان، وإنما انطلاق من مؤشرات مادية فقط. على أساس أنها هي التقدم، وهي ليست التقدم. إذا كنا نعتقد أن التقدم هو فقط الجانب المادي، فهذا جانب خطير لأنَّ هذا يخلق لك إنسان الغنيمة؛ فهو لا يتحرك إلا وفقًا لمنطقة الغنيمة والمادة؛ فهو يحبُّ الوطن مدام الوطن غنيمة، ويُناصر الوطن مدام الوطن غنيمة ينتفع منه ويكتسب، لكن بمجرد أن يشعر أن الوطن له كلفة سيتهرَّب منه. حينما تغذِّيني بالقيم المادية ماذا تتوقع مني أن أُنتج؟ سأكون بهذه الطريقة، حينما تُغيِّبُ مني الروح الاجتماعية والروح الثقافية، تغيِّب مني أصالتي وعمقي التاريخي في هذه الأرض، أنت تفقدني أصالتي. العالم لا ينقصه الدول الغنية، الدول الغنية كثيرة، ولكن ينقصه الدول الأصيلة، دول فيها أصالة، فيها عمق، تشعر بروحك. الإنسان ينتمي للأصالة، لا ينتمي لحالة البهرجة التي يعيش فيها العالم ويندفع إليها".
حينما نتأمل هذا الطرح نجدهُ يُعبِّر عن قلق عميق لأحد أبناء الخليج العربي من تحوِّل النموذج الخليجي إلى نموذج مادي بحت؛ حيثُ ينتقلُ تعريف التقدم من أصالةِ الإنسان إلى الثراء الاقتصادي، وتلك إشارة إلى أن التركيز المفرط على المؤشرات المادية مثل "الدخل الفردي، والاستثمارات، والمباني العالية، والمشاريع السياحية"؛ باعتبارها معايير للتقدم دون اعتبارٍ لعناصر الأصالة التي ترسِّخ عناصر إنسانية الإنسان مثل القيم، والهوية، والروح الاجتماعية.
وإذا كان إنتاج "الإنسان الاقتصادي" الذي يتحرَّك فقط وفق منطق الغنيمة والمصلحة المادية فإنَّه يشكِّلُ خطرًا كبيرًا؛ لأنه يخلق مجتمعًا هشًَّا في قيمه؛ حيث الولاء للوطن مرتبط بالمنافع وليس بالهوية والانتماء الحقيقي. بمعنى آخر، حينما يصبح الوطن مجرد فرصة اقتصادية، فإن الأفراد قد يتخلُّون عنه إذا أصبح عبئًا أو لم يعد يحقق لهم المكاسب المادية التي اعتادوا عليها.
كما إن الإنسان وفقًا للمفهوم المادي قد أصبح يوزن بحسبِ ما لديه من مال "عندك قرش تسوى قِرش"!، وهذا مناقض للبناء المعياري الإنساني "إن جاءكم من ترضون دينه وخُلقه فزوِّجوه" و"فاظفر بذات الدِّين تربت يداك" كما جاءَ في الحديث الشريف، ومناقضٌ لمفهوم الإنسان الحُرَّ الذي يُعلي مروءته وكرامته فوق الاعتبار المادي، كما يقول أبو فراس الحمداني:
إِنَّ الغَنِيَّ هُوَ الغَنِيُّ بِنَفسِهِ
ولو أَنَّهُ عاري المَناكِبِ حافِ
وما قاله الخليل بن أحمد الفراهيدي:
أَبلِغ سُلَيمانَ أَنّي عَنهُ في سَعَةٍ
وَفي غِنىً غَيرَ أَنّي لَستُ ذا مالِ
وَالفَقرُ في النَفسِ لا في المالِ نَعرِفُهُ
وَمِثلُ ذاكَ الغِنى في النَفسِ لا المالِ
إنَّ المفهوم الحقيقي للتقدُّم لا يقاس فقط بالثروة؛ بل بالأصالة، والهُوِّية العميقة، والروح المجتمعية، والقدرة على بناء مجتمعات متماسكة الوشائج، نبيلة القيم، أصيلة المبادئ، إنسانية العلاقات، وهذا ما يجعل مجتمعاتنا قوية في جوهرها، وذلك فيما يتمثَّلُ من قوة العلاقات الاجتماعية العامرة فيها، ورصانة عاداته، وتجذُّر قيمها، وأصالة عاداتها، ورفعة إنسانيتها، وسماكة روابطها العائلية، وحيوية تواصلها الاجتماعي، والتفافها، وحنوِّها، وتعاطفها على بعضها، وهذه الصورة التي عبَّر عنها الحديث الشريف على صاحبه أزكى صلاة وتسليم: "مثل المسلمون في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمَّى".
إن مؤشَّر مجتمعاتنا الأصيل لهو ما يتعلَّق بهويِّتنا، وفي ذلك يقول المفكِّر د. محمد عمارة: "فالهوية الثقافية والحضارية لأمة من الأمم، هي القدر الثابت والجوهري والمشترك من السمات والقسمات العامة، التي تميز حضارة هذه الأمة عن غيرها من الحضارات والتي تجعل للشخصية الوطنية أو القومية طابعًا تتميز به عن الشخصيات الوطنية والقومية الأخرى"، ما يعني أنَّ التقدُّم المادي لا يُميِّزُ أحدًا في شيءٍ، ولكن الهوية هي التي تميِّزُ أُمَّةً عن غيرها، وعلى ذلك فإنَّ على مجتمعاتنا أن تُعيد البوصلة إلى وجهتها الحقيقية ليكون التقدُّم في مفهومها مرتبطًا بالأصالة بما فيها من قيم، وتاريخ، وعادات، وعلائق إنسانية، ومعتقدات إيمانية، وكل ما يتعلق برقي الإنسان الذي يرتكزُ إعمار الأرض بقدرِ ما لديه من قيم عظيمة وليس بقدرِ ما يملكُ من مال وفير.
رابط مختصر