نختتم حكاية الأديب محمد حافظ رجب ونتحدث عن مواقفه مع زملاء المهنة، هل ساعدوه أو على الأقل انصفوه؟، فمثلا إبراهيم منصور شن هجوما ضاريا ومنظما عليه فى كل مكان، مع ملاحظة أن «منصور» لم يكتب إلا قصة وحيدة فى حياته اسمها «اليوم 24 ساعة»، ويحيى الطاهر عبدالله الذى حطم زجاجة «البيبسى» فى مقهى وادى النيل فى ميدان التحرير، وفى حضور الأبنودى، وأراد أن يقتله حينما قال: إن الكتابات القديمة قد انتهت بما فيها نجيب محفوظ مع إيمان «رجب» الشديد بمحفوظ، بينما قال محمود أمين العالم، وهو تحت تأثير البنج بعد إجراء عملية جراحية - حين كان مديراً للهيئة العامة للكتاب وحوله مجموعة من الأدباء - «حرام عليكم أطبعوا كتاب محمد حافظ رجب»، ولماذا أنكر إبراهيم أصلان مقولة «رجب» نحن جيل بلا أساتذة ونسبها إلى سيد خميس والذى نسبها بدوره إلى كاتب آخر؟
كل هذه السلسة من الخيانات المتواصلة تحملها «رجب»، ولأن المصائب لا تأتى فرادى تزامنت مع صمت إبراهيم فتحى الأب الروحى لليسار المصرى والناقد الشهير عن شهادته عن «رجب» أو الدفاع عنه.
وحتى عندما قرر «رجب» أن يودع القاهرة ويعود إلى الإسكندرية مهزوماً كان ينتظر من نجيب محفوظ -الذى يعشقه- أن يقول له «لا تسافر يا محمد واستمر فى القاهرة»، أو ينقله موظفًا فى هيئة السينما بدلاً من المجلس الأعلى للثقافة، وكان وقتها «محفوظ» رئيس هيئة السينما، وعندما دخل عليه «رجب» قال له « محفوظ»: خير يا أستاذ.. قال له جئت أودعك وأترك القاهرة وأعود للإسكندرية ثانية، وضحك «محفوظ» ضحكته الساخرة قائلا: «تودعنى ودعنى يا حبيبى ودعنى وقام وحضنه وتركه».
وهل نسى أو تناسى رؤساء اتحاد كتاب مصر على مدار أربعين عاما أن يقرروا له معاشا يحميه من العوز والفقر؟
يقول الكاتب السيد حافظ شقيق «رجب»: لقد رحل أخى محمد عن عمر يناهز 86 عاماً، كما رحل شقيقى عادل عن عمر 59 عاماً، وفقدت الأسرة كذلك الدكتور رمضان 55 عاماً.
و يضيف شقيقه: أيها السادة هذه الأسرة ابتليت بالكتابة والإبداع والعطاء وأذكركم بما قاله الراحل رجب فى مجلة الثقافة الجديدة، نوفمبر 1964: نحن المخدرين، نقول كلمتنا.. نتناول العقار المخدر، ثم نقول كلمتنا، نهش به وجه المقت والغل وجهكم، ونحاسبكم. نحن المهلوسين الأبناء غير الشرعيين لهذا الزمن، لهذا المكان نقول كلمتنا: كلمات العذاب واليأس (منكم) والتشنج.
نحن المتقلصة أمعائنا أبداً، نرد عليكم، على البرجوازى الصغير، الموظف الخبيث المقنع بقناع الوظيفة حامل المسئولية، بينما هو يختبئ داخل درج مكتبه يأكل مال النبى نرد على البرجوازية المتوسطة المتربعة على عرش بعض مجلات الدولة تدافع عن قيم ثابتة تربة لا تهتز، وتسحق بحذائها ديدان الأرض: نحن ديدان الأرض، ويرشدنا رجالها الجدد (مصححو المقالات فى المطبعة) بالتوكسفين. نحن جوالو الطرق العشرة المعفرة، متشردو الشوارع الضيقة، جامعو القروش من عطاياكم الهزيلة نقول كلماتنا. نقولها ونحن أنصاف مجانين، أنصاف عرايا، أنصاف أفندية ومثقفين، نقول لكم كفوا عن اصطناع معركة الوهم، والهجوم المتوحش لخلق بالون الضجة المفتعلة، لا تجرونا إلى الخدعة، إلى الكذبة الوارمة: أنتم حراس البؤساء، فرسان قضية الجياع والمساكين وأبناء السبيل (فجأة وجدناكم ملائكة تعزفون لسنابل القمح الذهبية، وتغنون بأغانى الحصاد) وفجأة وجدنا أنفسنا غرباء منبوذين، خوارج مرفوضين. نحن الوهم وأنتم الحقيقة، وبقيتم منفردين بمزاميركم فى الميدان، لكى تظلوا تعزفون ثم تبحثون عن محاربين، تجعلونهم أعداءً لكم.. فأنتم تكتبون كل يوم وكل لحظة وتنشرون لكن لا تقولون شيئاً.
هذه الكلمات كاشفة فاضحة لكل العورات بل الخيانات إن شئت الدقة، بها كل التفاصيل لعلها تكون جرس إنذار حتى نتفادى كوارث جديدة.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: كوارث جديدة ندى خانه الجميع 4 صلاح صيام ميدان التحرير
إقرأ أيضاً:
انفراجة.. محفوظ رمزي يقدم بشرى سارة للمواطنين حول أزمة الدواء
أكد الدكتور محفوظ رمزي، رئيس لجنة الدواء والتصنيع بنقابة الصيادلة، أن هناك انفراجة ملموسة في أزمة الدواء عما كانت عليه من شهرين، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء أصدر تعليمات مشددة لإنهاء أزمة الدواء بالكامل.
3.6 مليار عبوة بـ277 مليار جنيه إجمالي مبيعات سوق الدواء خلال عام برلماني يطالب بضرورة زيادة عدد المفتشين الصيادلة بهيئة الدواءوقال محفوظ رمزي، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج “حقائق وأسرار”، عبر فضائية “صدى البلد”، إن هناك 5 شركات توزيع كبرى تخدم 82 ألف صيدلية على مستوى الجمهورية، مؤكدا أن هناك بعض الأصناف ناقصة بشكل استثنائي في سوق الدواء.
وتابع رئيس لجنة الدواء والتصنيع بنقابة الصيادلة، أن نقص الدواء ليس من مسئولية الدولة بل من مسئولية شركات، مؤكدا أن الدولة تعمل على توفير المواد الخام وسنعمل على الانتهاء من الأزمة قريبا.