قائد الثورة: الخروج المليوني غدا مهم
تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT
وقال السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كلمة له عصر اليوم حول تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة والمستجدات الإقليمية "عملياتنا المساندة متواصلة في المرحلة الخامسة من التصعيد ولن نتردد في إسناد الشعب الفلسطيني المظلوم المعتدى عليه ضد العدو الإسرائيلي حتى يوقف إبادته الجماعية في غزة ويوقف حصاره".
ودعا أبناء الشعب اليمني إلى الخروج المليوني يوم غدٍ الجمعة في ساحات ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء وسائر المحافظات والمديريات حسب الإجراءات المعتمدة، تأكيداً على استمرار التضامن مع الشعب الفلسطيني ونصرة قضيته وإسناد مقاومته.
وأضاف "غداً إن شاء الله يسمع العالم كله والصديق والعدو هتافات شعبنا العزيز في خروجه المليوني الأسبوعي، وبمواصلة العمليات، وبخروجه المليوني، سيؤكد شعبنا فشل العدوان الإسرائيلي في منع العمليات اليمنية المناصرة للشعب الفلسطيني".
وأوضح قائد الثورة أن الخروج يوم الغد هو مهم جداً للرد الشعبي على العدوان الإسرائيلي، مخاطباً أبناء اليمن بالقول "خروجكم يوم الغد هو ذو أهمية كبرى ليؤكد للعدو الإسرائيلي أن الشعب اليمني لا يرهبه أي عدوان مهما كان، وأنه مستمر على موقفه الإيماني المبدئي، الجهادي، الشجاع والحر والإنساني والأخلاقي لمناصرة الشعب الفلسطيني".
وتابع "شعبنا العزيز كان خروجه في الأسبوع الماضي عظيماً وكبيرا في 288 مسيرة تقريبا بهتافات مؤيدة لعملية "يافا"، وعملياتنا العسكرية ستستمر في البحار وإلى عمق فلسطين بإذن الله تعالى، والاعتداءات على بلدنا لن توقفنا عن التصعيد".
وأشار السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى أنه في المرحلة الخامسة نفذ الطيران الأمريكي غارات في الحديدة وحجة وتعز وصعدة، إضافة إلى العدوان الإسرائيلي. وثمن التضامن الكبير مع اليمن بعد العدوان الإسرائيلي من إيران وحزب الله وفصائل المقاومة في فلسطين والعراق وسوريا الإباء، ومن خارج المحور كان هناك تضامن على المستوى الرسمي وبعض الأنظمة العربية والإسلامية عبرت عن تضامنها وإدانتها الصريحة.
واستهل قائد الثورة، كلمته بالحديث عن المجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني، بدعم أمريكي وأوروبي في قطاع غزة وكل فلسطين، وأنه يركز في اعتداءاته على مراكز إيواء النازحين والمناطق التي يعلنها مناطق آمنة بعد نزوح الناس إليها.
وبين أن العدو الإسرائيلي يستمر في عدوانه الوحشي وحرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة للشهر العاشر والأسبوع الـ 42، والـ 293 يوماً، وبلغ عدد المجازر ثلاثة آلاف و475 مجزرة، نتج عنها شهداء ومفقودين بأكثر من 49 ألفاً و200 شهيد ومفقود، و90 ألفاً و500 جريح، بإجمالي مع المختطفين ما يزيد عن 155 ألفاً و500 فلسطيني.
واستعرض مجازر العدو الصهيوني لهذا الأسبوع التي بلغت أكثر من 28 مجزرة على مستوى المجازر الجماعية، أسفرت عن استشهاد وإصابة ألفاً و250 فلسطينياً أكثرهم من النساء والأطفال، ومن أبرز جرائم العدو لهذا الأسبوع، عدوانه المتكرر على الأحياء الشرقية لمدينة خان يونس بعد أن كانت شهدت قليلاً من الهدوء والعودة البسيطة لمظاهر الحياة.
ووصف السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، حجم الإجرام في غزة بالفظيع، تشهد له مشاهد الفيديو والأطباء الذين يتواجدون في غزة حتى من البلدان الغربية، مبيناً أن طبيباً أمريكياً كان يعمل في غزة تضمنت شهادته ما يدل على أن الحرب استهدفت الأطفال بشكل كبير.
وأكد أن العدو الإسرائيلي يجعل من الأطفال أهدافا متعمدة مقصودة بالقصف والقناصة وكل وسائل القتل.. مستشهداً بإفادة الطبيب الأمريكي الذي بين أن مجموع ما شاهده من كوارث طيلة 30 عاماً لا تعادل الدمار الذي شاهده ضد المدنيين في غزة لأسبوع واحد.
وقال "أطباء كُثر قدموا شهادات على تعمُّد جيش العدو قنص الأطفال في غزة وبأكثر من طلقة وفي مناطق قاتلة"، معتبراً ما يفعله كيان العدو هو إجرام وطغيان وهمجية ووحشية وكل الأوصاف المعبرة عن السوء والجريمة تنطبق على جريمة الإبادة بغزة.
وأضاف "كل المنتسبين إلى كيان العدو الإسرائيلي تجردوا من أي ذرة من المشاعر الإنسانية"، مشيراً إلى أنه على مستوى التجويع وحسب إحصائيات للأمم المتحدة هناك 96 بالمائة من الفلسطينيين يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
وتناول قائد الثورة، اعتداءات كيان العدو في الضفة الغربية ومواصلة هجماته على المدن والبلدات والقرى، والتصعيد الملحوظ كان في طولكرم، وتكثيف اقتحامات الأقصى والتدنيس لباحاته، وتقدّم المقتحمين بعض القادة الصهاينة للتباهي بجرائمهم.
وأشاد بالصمود الفلسطيني المستمر بشكل عظيم في غزة، والفصائل التي تقاتل ببسالة وتتصدى بثبات، للعدو الصهيوني الذي يشارك فيه الأمريكي ويدعمه الغرب، رغم حجم التدمير والاستهداف والإجرام والوحشية لكيان العدو.
ونوه بمواصلة المجاهدين في غزة استهداف آليات العدو بشكل فعّال ومتزايد وملحوظ ..
مضيفاً "المجاهدون في غزة تمكنوا من إصابة وتدمير 500 دبابة إسرائيلية وهذا عدد كبير عدا عن الآليات الأخرى، ويقدّم العدو إحصائية رسمية لجرحاه من جنوده بتسعة آلاف و250 من مقاتلي العدو وقد يكون الرقم قليلاً بالنسبة للرقم الواقعي".
وتطرق إلى الاتفاق الذي تم الإعلان عنه هذا الأسبوع بين الفصائل الفلسطينية في مدينة بكين الصينية والتوقيع عليه من قبل 24 فصيلاً فلسطينياً، معتبراً هذا الاتفاق مهماً جداً لتعزيز حالة التلاحم والتعاون بين الفلسطينيين لمواجهة العدو الإسرائيلي وخطوة متقدمة في مقابل ما يشهده كيان العدو الإسرائيلي المجرم والمحتل من إنقسامات تزداد أكثر وأكثر.
وعرّج قائد الثورة على جبهات الإسناد للشعب الفلسطيني وعمليات حزب الله التي كانت مكثفة هذا الأسبوع شمال فلسطين والجولان المحتل واستهدفت مواقع ومنشآت ومغتصبات جديدة لتوسيع دائرة العمليات.
وأشار إلى أن حزب الله نشر تسجيلاً جديداً يظهر استطلاع طائرة "هدهد" على قاعدة "رامات الجوية" التابعة للعدو شمال فلسطين المحتلة بكل تفاصيلها دون تمكن العدو من اكتشاف الطائرة أو استهدافها .... لافتا إلى أن العدو الإسرائيلي لم يتمكن من حماية أجواء قاعدة عسكرية جوية ما يظهر عجزاً وضعفاً كبيراً لهذا العدو.
وتحدث السيد القائد عن دعم المقاومة الإسلامية في العراق التي أعلنت عن تنفيذ عدة عمليات في حيفا وأم الرشراش بصاروخ الأرقب الجديد والمتطور، مبيناً أن مسار العمليات اليمنية المشتركة مع المقاومة العراقية سيشهد تطوراً مهماً في المرحلة المقبلة.
وأضاف "في جبهة الإسناد من اليمن دشنا المرحلة الخامسة من التصعيد بعملية "يافا" إلى يافا المحتلة نهاية الأسبوع الماضي، والعدو اندهش من العملية وصُدم لأهمية الهدف المستهدف وهي "تل أبيب" مركز القرار، والمسافة الكبيرة التي قطعتها الطائرة".
وأفاد قائد الثورة بأن طائرة "يافا" قطعت مسافة أكثر من 2200 كيلو متر مخترقة كل الأسوار والأطواق التي يحتمي بها العدو من قبل حماته ومن يتجندون لدعمه، مؤكداً أن استهداف "تل أبيب" الوكر الذي فيه أهم المنشآت والمراكز يمثل نقطة حساسة لألم العدو وتكبره وغطرسته.
وبين أن عملية "يافا" أصابت المحتلين بالهلع بخروج الكثير منهم إلى الشوارع لا سيما في الحي الذي وصلت إليه الطائرة، يمنية الصنع التي تميزت بقدرتها على قطع المسافة الكبيرة واختراق أنظمة الحماية المتطورة وقوة التدمير والتفجير التي هزت الحي بأكمله.
ولفت إلى أن عملية "يافا" كانت لاستهداف هدف محدد ومقصود، وتمت إصابته بدقة من المسافة البعيدة وهذا أرعب الإسرائيلي والأمريكي، وقادة الصهاينة عبروا عن صدمتهم من العملية وقال أكثرهم إجراما "لقد فقدنا الأمن في إسرائيل وتم تجاوز الخطوط الحمراء".
وأكد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن استهداف "تل أبيب" يعني أن فلسطين المحتلة لم يعد فيها مكاناً آمناً لليهود الصهاينة، وبعد عملية "يافا" تحدث موقع صهيوني عن وجود خلل عملياتي خطير وعمى كامل رغم التأهب في جميع الجبهات.
وذكر أن عملية "يافا" اعتبرها العدو بعداً جوياً جديداً يتحدى قدرات "سلاح الجو والجيش الإسرائيلي" بأكمله لاختراقها التقنيات والقدرات المعادية، وإعلام العدو اعترف بأهمية عملية يافا وقال إنها تمثل مرحلة جديدة في الحرب مما يجعلها صراعاً إقليمياً متعدد الجبهات.
كما أكد أن العدو يعرف مدى جدية الشعب اليمني وقواته وتوجهه الرسمي والشعبي الصادق لإسناد غزة بحديثه عن صعوبة ردع اليمن، مضيفاً "إعلام العدو تحدث عن أن اليمنيين أثبتوا بضربة "تل أبيب" أنهم يشكلون مشكلة خطيرة على "إسرائيل" وهذا ما نريده ونسعى له".
وتابع "إعلام العدو تحدث عن الصدمة الكاملة التي عاشتها مؤسستهم الأمنية بعد عملية "يافا"، وإن شاء الله ستأتي صدمات أكبر، والإعلام الأمريكي اعتبر العملية أخطر الهجمات تخريبا على أمن "إسرائيل" بعد عملية السابع من أكتوبر، في حين عبر الإعلام البريطاني عن اندهاشه من قدرة المسيرة اليمنية على اختراق المنظومات الدفاعية لدول وجيوش.
وأشار قائد الثورة، إلى أن العدوان الإسرائيلي على الحديدة لن يحقق الردع لمنع العمليات المساندة لغزة، موضحاً أن العدو يعترف أن اليمن يصنع أسلحة متقدمة لضرب "إسرائيل" ويعترفون بتأثير العملية على وضعهم الاقتصادي وتراجع البورصة.
وبين أن إعلام العدو اعترف بأن الحرب في غزة هي المحرك الرئيسي لجبهات الإسناد لمناصرة الشعب الفلسطيني، ومن الجيد أن تكون نظرة العدو إلى الشعب اليمني وقواته بأنهم "عدو خطير للغاية ومجهز بأسلحة حديثة" وهذا يدل على فاعلية ما نقوم به.
وقال "العدو اعترف باستهدافه بأكثر من 200 صاروخ وطائرة مسيرة من اليمن، والصهاينة يقلقون من ذلك، ونحن نريدهم أن يقلقوا جداً، نريد أن يكون الصهاينة في منتهى القلق وألا يناموا ولا ينعموا أبدا بالاستقرار، لأنهم محتلون مجرمون وظالمون".
وجددّ السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي التأكيد على فشل الأمريكي في منع العمليات في البحر الأحمر وأكد ذلك "القائد الأعلى" للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط في رسالة سرية لوزير الحرب، وباحث في معهد أمريكي قال "إن عملية "حارس الازدهار" انتهت إلى فشل مهين".
وأضاف "الإعلام الإسرائيلي عبر عن قلقه من التهديدات القادمة وحث على ضرورة عدم تجاهل القوة البشرية "للحوثيين" وتدريباتهم العسكرية، ونريد أن يبقى دور شعبنا وقواته المسلحة بهذا المستوى من التأثير والفاعلية والحضور الكبير المساند لفلسطين".
وأفاد بأن عملية "يافا" وما يترتب عليها احتلت مكانة كبيرة في الإعلام الإسرائيلي وكذلك الأمريكي والبريطاني، ونجاح اليمن في إطلاق المسيرة المتفجرة إلى وسط "تل أبيب" اعتبره إعلام العدو فشلاً مدوياً لنظام الدفاع الجوي ونهاية عصر "السماء النظيفة".
ولفت قائد الثورة إلى أن الصهاينة يعرفون بالتجربة تصميم الجيش اليمني وثباته لذلك يعتبرونه "عدو" غريب لا تنطبق عليهم قواعد الردع المعتادة.. موضحاً أن الهدف من الاعتداء على الحديدة كان استعراضياً وفي سياق الاستهداف الاقتصادي للشعب اليمني ومحاولة لردع بلدنا عن مناصرة وإسناد فلسطين.
ومضى بالقول "قبل عملية "يافا" لم نكن في حالة ردع بل نسعى باستمرار إلى تطوير قدراتنا بشكل أكبر لتحقيق هذه الأهداف، وما نزال في تطوير مستمر بالاستعانة بالله سبحانه لتكون القدرات أكثر فاعلية، وأكثر تدميراً وضرراً وتنكيلاً بالعدو".
وأكد أن موقف الشعب اليمني قوي جدا، وهو ثابت عليه لن يتزحزح عنه مهما كانت ردة فعل العدو استعراضية أو مهما نتج عنها، وكل ما يحصل من جانب العدو الإسرائيلي سيكون محفزاً أكثر على الانتقام ومواصلة نصرة الشعب الفلسطيني وهو الهدف الأساس.
وتحدث السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي عن خطاب نتنياهو أمس في الكونجرس الأمريكي، واصفاً إياه بأبشع المجرمين وأكبرهم في هذا العصر ويداه ملطخة بدماء الأطفال والنساء.
وقال "كان من الملفت حجم الاحتفاء بنتنياهو داخل الكونجرس وهو يلقي خطابه، وهو احتفاء لم يحظ به حتى الرئيس الأمريكي، وهو احتفاء بالإجرام والطغيان والإبادة الجماعية وهو يدل على مستوى الدور الأمريكي المشترك في هذه الإبادة الجماعية".
وأضاف "في الكونجرس وقفوا لنتنياهو 58 مرة، وصفقوا له بحرارة أكثر من 75 مرة يعني أكثر من القيام والوقوف للرؤساء في أمريكا"، معتبراً خطاب نتنياهو مأزوماً، ويظهر المأزق الذي وصل إليه كما يظهر عدوانيته وإجرامه، وحديثه بإن "الشرق الأوسط يغلي والصراع ليس بين حضارات، وإنما بين البربرية والتحضر"، وإذا أضفنا البربرية “الإسرائيلية” والتحضر “الفلسطيني” في جملة نتنياهو فستكون أصدق جملة في خطابه".
وأشار قائد الثورة إلى أن المنطقة العربية ومحيطها تغلي، لأن هناك أكبر إبادة جماعية تُرتكب في هذا العصر في نطاق جغرافي محدود، مؤكداً أن خطاب نتنياهو كان مشحوناً بالأكاذيب ومتنكراً للحقائق المعلومة قطعا والتي ملأت سمع الدنيا وبصرها. ومضى بالقول "نتنياهو أنكر القتل للمدنيين رغم المشاهد والحقائق الواضحة في قطاع غزة وعمد إلى التزييف والافتراء، وركز في خطابه على التحريض للأمريكي لدعمه بشكل أكثر ولاشتراكه في الجرائم وتوسيع نطاق العدوان".
وأفاد "بأن نتنياهو تحدث عن العرب بطريقة ساخرة وكلام سخيف، وكأنهم لا قضية لهم ولا لوجود لفلسطين والأقصى، ويطلب من العرب أن يتحالفوا مع العدو الإسرائيلي ضد إيران، ونحن نتساءل ما ذنب إيران ولماذا هذا العداء لها؟".
وأكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن إيران دولة إسلامية متحررة من الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، تدعم فلسطين وتساند العرب ضد عدو الأمة، ولا تحاول أن تتمترس بالعرب في مواجهة العدو الإسرائيلي لأنها في موقع القوة.
وقال "عندما استهدف العدو قنصلية إيران في دمشق، أمطرت إيران هذا العدو بالمئات من الصواريخ والطائرات المسيرة"، لافتاً إلى أن إيران تساند وتدعم العرب لأن العدو الإسرائيلي احتل فلسطين وبلاد عربية إسلامية واستهدف لبنان وسوريا والأردن ومصر.
وأضاف "جرائم الإبادة الجماعية الصهيونية في غزة على مدى 10 أشهر يقتل بها الشعب الفلسطيني أو الإيراني؟، وحتى لو كانت الجرائم ضد الشعب الإيراني فمن واجب المسلمين أن يقفوا مع إيران لأنه بلد إسلامي، لا مع العدو الإسرائيلي".
وبين قائد الثورة أن الكلام عن تحالف "إبراهام" يعني مطالبة العرب التعاون مع العدو ضد فلسطين وضد أنفسهم والمسلمين، وهو كلام سخيف، مضيفاً "الحديث عن التحالف يتناغم مع بعض العرب الذين يحملون راية التطبيع ويوالون الإجرام الفظيع ضد الشعب الفلسطيني".
وذكر أن اليهود يحتفون بشعار الموت للعرب وفي ثقافتهم ومعتقداتهم أن العرب مجرد "حيوانات".. مشيراً إلى أن نتنياهو شكا من عملية يافا، ونحن نؤكد له أن المزيد من العمليات التي تستهدف "تل أبيب" آت بإذن الله.
ونبه إلى أن العدوان الهمجي على غزة والإبادة الجماعية يكفيان في تقديم وفرض الحقيقة الواضحة الناصعة عمن هو العدو لهذه الأمة، مستعرضاً مظاهرات الاحتجاج التي خرجت في أمريكا ضد نتنياهو والعدوان على غزة، ومن العرب من يتغابى ويكرر نفس منطق العدو.
وقال "من يتناسى ما يفعله العدو في غزة أشد غباء من بني إسرائيل يوم قالوا "إن البقر تشابه علينا"، متسائلاً "كيف يشتبه على الإنسان من هو العدو الحقيقي للأمة؟ ومن هو الصديق، الأمور جلية وواضحة؟".
وأكد قائد الثورة أن الأحرار من أبناء الأمة، صنعوا معادلة جديدة، وفتحوا جبهات الإسناد المتصاعدة لدعم غزة، والتحرك الشعبي لكل الأحرار في كل الميادين مستمر في الجبهة الإعلامية في المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية.
وتحدث عن المظاهرات المستمرة في المغرب والأردن ودول متعددة، وهناك دول غربية استمرت فيها المظاهرات هذا الأسبوع.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: السید عبدالملک بدرالدین الحوثی أن العدو الإسرائیلی العدوان الإسرائیلی الإبادة الجماعیة الشعب الفلسطینی الشعب الیمنی قائد الثورة إعلام العدو هذا الأسبوع کیان العدو أن عملیة أکثر من تل أبیب تحدث عن إلى أن فی غزة بین أن
إقرأ أيضاً:
نص كلمة قائد الثورة حول آخر التطورات والمستجدات 17 مارس 2025
نص كلمة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حول آخر التطورات والمستجدات الإقليمية والدولية، 16 رمضان 1446هـ / 16 مارس 2025م.
أَعُـوْذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ المُبين، وَأشهَدُ أنَّ سَيِّدَنا مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسُوْلُهُ خَاتَمُ النَّبِيِّين.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارضَ اللَّهُمَّ بِرِضَاكَ عَنْ أَصْحَابِهِ الْأَخْيَارِ المُنتَجَبين، وَعَنْ سَائِرِ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَالمُجَاهِدِين.
الَّلهُمَّ اهْدِنَا، وَتَقَبَّل مِنَّا، إنَّكَ أنتَ السَّمِيعُ العَلِيم، وَتُبْ عَليَنَا، إنَّكَ أنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمْ.
أيُّهَا الإِخْوَةُ وَالأَخَوَات:
السَّـلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
بالأمس أعلن العدو الأمريكي عن جولةٍ جديدةٍ من العدوان على بلدنا، ونَفَّذ عِدَّة غارات، وكذلك عمليات بالقصف البحري، استهدف بها المنازل والأحياء السكنية في العاصمة صنعاء، وفي عددٍ من المحافظات اليمنية، وأسفرت تلك الاعتداءات عن ارتقاء العشرات من الشهداء والجرحى، في تلك المحافظات التي استهدفها العدو الأمريكي، وهناك عددٌ من الشهداء والجرحى من الأطفال والنساء.
هذا العدوان هو عدوانٌ غاشمٌ ظالمٌ، في إطار الطغيان الأمريكي والعربدة الأمريكية تجاه أُمَّتنا، والهدف منه واضحٌ، وهو: الإسناد للعدو الإسرائيلي، بعد أن أعلن بلدنا موقفاً واضحاً، في الإسناد للشعب الفلسطيني، تجاه ما يقوم به العدو الإسرائيلي من تجويعٍ لأهل غزَّة، ومنعٍ لدخول المساعدات الإنسانيَّة، ومنعٍ تامٍ لدخول البضائع إلى قطاع غزَّة.
جريمة التجويع لاثني مليون فلسطيني جريمة كبيرة جدًّا، بكل ما توصَّف به كبار الجرائم، جريمة ضد الإنسانيَّة بكل ما تعنيه الكلمة؛ ولـذلك فكل من له ضميرٌ إنسانيٌ، وكل من له انتماءٌ صادقٌ إسلامي، لا يمكنه أن يسكت تجاه ذلك، ومن المؤسف أن يكون الموقف العام للأنظمة في العالم الإسلامي- في أغلبها- وفي العالم العربي، موقفاً بارداً تجاه ذلك، ليس هناك أي تَحَرُّك جادّ، لمنع ما يقوم به العدو الإسرائيلي من تجويع تام لأهل غزَّة، بل وصل الحال به الآن إلى السعي لتعطيشهم، والسعي لمنع الماء عنهم.
وما يعيشه الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة هو مأساة كبيرة، يتجاهلها الكثير من الناس، ولا يتفاعلون معها؛ لأن السقف لدى الكثير من الناس- بحسب الترويض الإسرائيلي حتى يتفاعل- أن يكون هناك إبادة شاملة، بالقتل بالقنابل والسلاح، فقد يتابع؛ وإلَّا فقد تضعف حتى مسألة المتابعة للأحداث، حينما يكون الوضع هناك دون ذلك، في مستوى أقل، لكن مسألة التجويع لأهل غزَّة، ومنع الغذاء عنهم، لا بدخول المساعدات الإنسانيَّة، ولا بحركة البضائع، ليست قضيةً سهلة، هي توجُّهٌ نحو الإبادة لهم، بوسيلة من وسائل الإبادة، وهي: التجويع ومنع الغذاء عنهم.
الآن خمسة عشر يوماً والعدو الإسرائيلي مغلقٌ للمعابر إلى القطاع، مانعٌ لدخول المساعدات والبضائع، ومعنى ذلك: أن المعاناة قد زادت لدى الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، ومن يتابع ما يجري هناك، ويلحظ حجم المعاناة الكبيرة، يدرك أنها مأساة كبيرة.
وهناك في المقابل مسؤولية، مسؤولية على أُمَّتِنَا قبل غيرها، على المسلمين جميعاً، على كل شعوبنا وبلدان أُمَّتِنا، أين هو التحرك الجاد لمنع ذلك، وللضغط بإدخال المساعدات إلى الشعب الفلسطيني؟ ليس هناك أي تَحرُّك جاد، أين هو على المستوى السياسي، أكثر من مسألة بيانات؟ أين هو على المستوى الاقتصادي؟ ليس هناك أي موقف يرقى إلى مستوى الموقف بما تعنيه الكلمة، في أي مجالٍ من المجالات من جانب معظم الأنظمة، وهي مؤثِّرة على مواقف شعوبها، التي تَجْمُد وتبقى متفرِّجة.
معنى ذلك: أن هناك خطر كبير على هذه الأُمَّة، عندما يكون هناك إخلال كبير بالتزاماتها الإنسانيَّة، والدينيَّة، والإيمانيَّة، والأخلاقيَّة، وتفريط في واجباتها الكبرى؛ خشيةً من أمريكا، هذه هي الحقيقة، وخوفاً من أمريكا؛ لأن الأمريكي يتدخل مع الإسرائيلي كشريك في كل جرائمه، وكحامٍ له؛ لينفِّذ ما يشاء ويريد من الجرائم، ثم يتولى الأمريكي دور الحماية له، هذه هي المشكلة التي أوصلت هذه الأُمَّة، في معظم بلدانها وشعوبها، رسمياً وشعبياً، إلى هذا المستوى من التفريط، والتقصير في التزاماتها الإيمانيَّة، والإنسانيَّة، والأخلاقيَّة.
وكان الواجب، وأُمَّتِنا هي في شهر رمضان، والعادة أن يُقْبِل الناس أكثر على تلاوة كتاب الله، أن يتذكَّر الجميع هذه المسؤولية الإنسانيَّة، والأخلاقيَّة، والدينيَّة، والإيمانيَّة، وأن يدركوا- في نفس الوقت- الخطأ والخطر الكبير، عندما يصل واقع الناس إلى أن تكون خشيتهم من أمريكا، وخوفهم من أمريكا، أكثر من خوفهم من العقوبة الإلهية، والعذاب الإلهي، حينما يُفرِّطون في مسؤوليات كبيرة، وعظيمة، ومُقَدَّسة، ومهمة، وضرورية لهذه الأُمَّة، ضرورية لهذه الأُمَّة؛ لأن ما تقبل به هذه الأُمَّة على الشعب الفلسطيني من إبادة، من تجويع، من قتل، من تهجير، من ظلم، دون ردة فعل، دون موقفٍ جادّ؛ هي بذلك تفتح الأبواب للشرِّ على نفسها، والحال نفسه سيكون تجاه أي بلد عربي آخر، أي بلد مسلم آخر، أينما اتَّجه الأمريكي والإسرائيلي لفعل ما فعلوه في فلسطين، سواءً في البلدان المحيطة بفلسطين، أو بغيرها؛ ستكون النتيجة هي النتيجة: يتفرَّج الباقون، يكونون مُكَبَّلين بالخوف والرعب والذُّلّ، وهذا ما يُجَرِّئُ الأمريكي أكثر.
هذا له مخاطر كبيرة على هذه الأُمَّة؛ لأنه- بالفعل- يُشَجِّع الأمريكي، ويُشَجِّع الإسرائيلي، وكلاهما ليس عنده أي وازع من ضمير، أو أي مراعاة لاعتبارات أخرى، يعني: هم لا يُقَدِّرون لأي شعب، أو بلد، أنه تفرَّج عليهم، وهم يفعلون ما يفعلونه في بلدٍ عربيٍ أو مسلمٍ آخر، فَيُقَدِّرون لذلك البلد العربي والإسلامي أنه تَفرَّج، ولم يتدخل، هذا لا يفيده شيئاً بالنسبة لهم؛ هُمْ أصحاب أطماع كبيرة، ومشاريع عدوانية إجرامية يستهدفون بها أُمَّتنا، ولديهم منطلقات عقائدية، ومنطلقات أيضاً تعود إلى نزعتهم الاستعمارية، وسلوكهم الطغياني والإجرامي.
لذلك كان موقف بلدنا اليمن، وقراره في الإسناد للشعب الفلسطيني، واتِّخاذ قرار بحظر الملاحة الإسرائيلية، وبشكلٍ واضح أن هذا القرار يَخُصُّ العدو الإسرائيلي فقط، وبهدف الضغط عليه؛ من أجل السماح، ومن أجل فتح المعابر، لدخول المساعدات الإنسانيَّة إلى الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، وإنهاء التجويع.
ما يجري هناك هو تجويع بالفعل، ويضاف معه التعطيش، في ظل نكبة كبيرة يعيشها الشعب الفلسطيني في القطاع، بعد الإبادة لخمسة عشر شهراً، والدمار الشامل للقطاع، وتدمير كل مقومات الحياة فيه، يعني: ليست الظروف التي يعيش فيها الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة ظروفاً عادية، يكون تأثير مثل هذا القرار بمنع دخول المساعدات، ودخول البضائع، قراراً لا تأثير له بشكلٍ كبيرٍ عليه، التأثير كبير؛ لأن الوضعية صعبة من أساسها، ليس هناك لا مخزون غذائي، الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة لا يمتلك أي مخزون من الغذاء، ليس هناك نشاط زراعي، ليس هناك أي مقومات باقية للحياة، القطاع بكله مُدَمَّر بشكلٍ كامل، مقومات الحياة فيه مُدَمَّرة بشكلٍ كامل، والمشاهد واضحة لمن يتابع، فالظروف هناك هي صعبة للغاية؛ ولـذلك عندما أقدم العدو الإسرائيلي على هذه الخطوة، هو من اللحظة الأولى ألحق ضرراً بالغاً، ومعاناة حقيقية للشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، والآن تزايدت المعاناة على مدى خمسة عشر يوماً، لم يحصل هناك منذ اللحظة الأولى أي تَحَرُّك جاد- كما قلنا- للأنظمة العربية، وللأنظمة في العالم الإسلامي، تَحَرُّك جاد بما تعنيه الكلمة.
ولـذلك نحن- وبحكم انتمائنا الإيماني، نحن شعبٌ قال عنه رسول الله "صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ": ((الْإِيْمَانُ يَمَان، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَّة))، هذا الانتماء الإيماني، وبضميرنا الإنسانيّ- لا يمكننا أبداً أن نتفرَّج تجاه ما يجري، بلدنا وقف مع الشعب الفلسطيني على مدى خمسة عشر شهراً، في إسناد طوفان الأقصى، في معركة طوفان الأقصى، في مواجهة الإبادة الجماعية، التي يرتكبها العدو الإسرائيلي بشراكةٍ أمريكيةٍ ضده، وشعبنا صمد، وتصدى أيضاً للعدوان الأمريكي، الذي كان في تلك المرحلة بكلها، على مدى خمسة عشر شهراً؛ إسناداً للعدو الإسرائيلي، كما هي الحالة الآن، صمد شعبنا في مواجهة العدوان الأمريكي، بكل ثبات، بكل فاعلية.
فشعبنا هو مستمرٌ في موقفه المساند للشعب الفلسطيني، وهناك خطوط حمراء في الوضع الفلسطيني، عندما يتَّجه العدو الإسرائيلي، وبشراكة أمريكية وحماية أمريكية، لارتكاب الإبادة الجماعية، هذا خطٌ أحمر، المسألة لا يمكن التَّفَرُّج عليها، هناك التزامات قانونية وإنسانيَّة حتى على غير المسلمين تجاه ذلك، في القانون الدولي، في مواثيق الأمم المتحدة، لكن الكل يفرِّطون بالتزاماتهم، في المجتمع الدولي، في البلدان الأخرى، يفرِّطون في التزاماتهم الإنسانيَّة تلك، وفي عالمنا الإسلامي يفرِّطون في التزاماتهم الإنسانيَّة، والدينيَّة، والأخلاقيَّة، والمرتبطة حتى بأمنهم القومي، وبمصالحهم كأمة مستهدفة، يفرِّطون في كل شيء تفرِّيطاً شاملاً، وهذا- كما قلنا- يشجِّع العدو الإسرائيلي، ويشجِّع معه الأمريكي شريكه وحاميه، يعني: لا يمثِّل حلاً للأُمَّة، لا يدفع الخطر عنها، ولا يمثِّل حلاً تجاه ما يجري؛ فقرار بلدنا لإسناد الشعب الفلسطيني، وقراره في منع حظر الملاحة فيما يخص العدو الإسرائيلي نفسه، هو في إطار هذا الالتزام الإنساني، والأخلاقي، والديني، والإيماني؛ للضغط بإدخال المساعدات، وإنهاء التجويع لاثنين مليون فلسطيني في قطاع غزَّة، ليست المسألة مسألة عادية يمكن التجاهل لها، أو التغاضي عنها، المسألة خطيرة، جريمة كبرى، ضد فئة واسعة من أبناء الشعب الفلسطيني، الملايين من أبناء الشعب الفلسطيني.
ولـذلك فالعدو الأمريكي عندما ينفِّذ هذا العدوان، وهذه الغارات، فهو لن يحقق هدفه في الضغط علينا بالتراجع عن موقفنا، الحل الوحيد هو:
دخول المساعدات الإنسانيَّة إلى قطاع غزَّة.
إنهاء التجويع للشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة.
إنهاء التعطيش للشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة.
ما يجري هو أمرٌ فظيعٌ جدًّا، عندما يُقْدِم العدو الإسرائيلي على مثل هذه الخطوات، أو على خطوة الاستهداف للمسجد الأقصى، والسعي لمصادرته أو تدميره، أو للسعي للتهجير للشعب الفلسطيني، هذه يجب أن تكون لدى كل أُمَّتنا خطوطاً حمراء، لا تسمح بها الأُمَّة؛ لأن العدو عندما يدرك أن الأُمَّة مهما فعل، لا تتَّخذ أي خطوات عملية، ولا قرارات حقيقية، ولا مواقف جادّة؛ يُشَجِّعه ذلك على ما هو أسوأ؛ لأن سقفه في مشروع الصهيوني معروف، فكل خطوة تصعيدية كبيرة جدًّا، يُقْدِم عليها دون رد فعلٍ ولا موقف، ستشجعه للانتقال فيما بعدها إلى خطوة أكبر منها، وهو يريد- بالفعل- أن يسيطر بشكلٍ تامٍ على الشعب الفلسطيني، أن ينهي الوجود الفلسطيني، أن يُصَفِّي القضية الفلسطينية، هذا ما يريده العدو الإسرائيلي، ومعه العدو الأمريكي، كلاهما يعتنقان المعتقد الصهيوني، ويتبنيان المشروع الصهيوني، ويتحركان على أساسه، فالمسألة مسألة مهمة.
ولـذلك هذه الخطوط الحمراء، لا يمكن أبداً أن نُفرِّط نحن في التزامنا، ولو فرَّط الآخرون، أن نسكت نحن، ولو سكت الآخرون، فلن نسكت أبداً، هذا موقفنا بكل ما نستطيع، في مستوى قدراتنا وإمكاناتنا، وخياراتنا المتاحة؛ لأن هذه مسؤولية أمام الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، والتفريط فيها عليه عقوبة من الله، عليه جزاءٌ كبير في الدنيا والآخرة، ونحن من السهل بالنسبة لنا أن تكون مشكلتنا مع طغاة عصرنا، وأن يكون الخطر علينا من جهتهم، أن نضحِّي في سبيل الله تعالى، ولا أن يكون لنا مشكلة مع الله، أو نجلب على أنفسنا سخط الله، وغضب الله، وعذاب الله في الدنيا والآخرة؛ لأننا نطمئن أننا عندما نتَّخذ الموقف الصحيح، الذي يتطابق تماماً- كما قلنا- مع الالتزامات الإنسانيَّة، والأخلاقيَّة، والدينيَّة، وحتى مع مصالح الأمن القومي لأُمَّتنا بكل الاعتبارات، ونتَّجه هذا التَّوجُّه من أجل الله تعالى، واستجابةً له؛ فإن الله هُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ، {هُوَ مَوْلَانَا}[التوبة:51]، {نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ}[الأنفال:40]، نحن نثق بالله، نحن نثق بوعده الصادق، نحن نتوكل على الله، نحن نعتمد على الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، {وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ}[آل عمران:150]، {نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ}.
الأمريكي أيضاً في تصريحاته، وفي بياناته، يقول أيضاً: أن من أسباب هذه الجولة من عدوانه الجديد على بلدنا، هذا العدوان الغاشم، الظالم، الإجرامي، هو أيضاً بسبب وقوف شعبنا خلال الخمسة عشر شهراً مع الشعب الفلسطيني، في مواجهة عدوان الإبادة الجماعية، الذي نفَّذه العدو الإسرائيلي، بشراكة أمريكية، وحماية أمريكية، ضد الشعب الفلسطيني، فهو أيضاً يُقَدِّم عدوانه هذا أنه يحاسب فيه شعبنا على وقفته المُشَرِّفة، الشجاعة، الكاملة، إلى جانب الشعب الفلسطيني، في مواجهة عدوان الإبادة الجماعية.
نحن نقول أيضاً: تلك الوقفة المشرِّفة، التي هي من أجل الله تعالى، وفي سياق هذه الالتزامات الإيمانيَّة، والإنسانيَّة، والأخلاقيَّة، والدينيَّة، هي أيضاً موقفٌ لن يندم عليه شعبنا، موقفٌ مشرِّف، موقفٌ عظيم، موقفٌ يُمَثِّل قُربةً إلى الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، وموقفٌ زاد شعبنا قوةً، زاده قوةً على كل المستويات، بما في ذلك على المستوى العسكري، والقدرات العسكرية، وموقفٌ يُبَيِّض الوجه، وشعبنا العزيز انطلق فيه من منطلقٍ إيماني، ببصيرة عالية، بثباتٍ إيماني، بِعزَّةٍ إيمانيَّة؛ ولـذلك فشعبنا لن يتزحزح عن تَوَجُّهِه الإيماني، القرآني، الإنساني، الأخلاقي، مهما كان الطغيان الأمريكي والإسرائيلي، نحن سنقف ضد هذا الطغيان الأمريكي والإسرائيلي.
العدوان الأمريكي فاشل، وسيفشل بإذن الله تعالى، ولن يحقق أهدافه:
لن يحقق أهدافه في الضغط على شعبنا وبلدنا في التراجع عن موقفه، ولا عن قراره؛ لأنه موقفٌ أساسيٌ، موقفٌ مهمٌ، موقفٌ ضمن التزامات إيمانيَّة، وإنسانيَّة، وأخلاقيَّة، ودينيَّة، وضرورة، ضرورة فعلاً بكل ما تعنيه الكلمة، ضرورة كما سنشرح أيضاً حول هذه النقطة.
لن يحقق العدوان الأمريكي أهدافه في تقويض القدرات العسكرية لبلدنا بإذن الله تعالى؛ لأننا نحن نعيش تجربة جهادية، وتصدٍ للعدوان الأمريكي على مدى سنوات طويلة؛ وإنما هذه جولة من جولات العدوان الأمريكي، بل كما في المراحل الماضية، الأمريكي سيسهم بهذا العدوان الجديد، بهذه الجولة الجديدة من عدوانه، في تطوير قدراتنا العسكرية أكثر فأكثر بإذن الله تعالى.
سنواجه التصعيد بالتصعيد، هذا هو توجُّهنا، والبارحة قامت قواتنا المسلحة- وعلى الفور- بإطلاق الصواريخ والطائرات المسيَّرة؛ للتصدي لتلك الاعتداءات، والغارات، والقصف الأمريكي على بلدنا؛ ولـذلك فهذا خيارنا، وهذا قرارنا، وهذا توجُّهنا، طالما استمر العدو الأمريكي في عدوانه على بلدنا، فبارجاته، وحاملة طائراته، وقطعه البحرية، ستكون مستهدفة بالطائرات المسيَّرة، وبالصواريخ، وأيضاً- مع ذلك- سيشمله قرار الحظر في الملاحة البحرية، طالما استمر في عدوانه، وهو الذي يسعى هو إلى التأثير على الملاحة البحرية، حينما يحوِّل البحر إلى ساحة حرب، هو الذي يؤثِّر هو بذلك على الملاحة البحرية؛ أمَّا قرارنا فكان واضحاً، كان يَخصُّ العدو الإسرائيلي فقط، والأمريكي الآن سيشمله الحظر، لكن تحويل الأمريكي للبحر إلى ميدان حرب، وساحة حرب، هذا يؤثِّر- بالفعل- على الملاحة الدولية.
ولـذلك من واجب كل الدول أن تعرف من الذي يُشكِّل خطورة على الملاحة، مَنِ الذي يُشكِّل تهديداً على الملاحة البحرية، وعلى حركة السفن؟ هو الأمريكي، الأمريكي والإسرائيلي هما مصدر شرّ، وخطر على مستوى العالم، وعلى مستوى المنطقة بكلها، الشَّرُّ منهم، الإجرام منهم، العدوان منهم، التوتير للوضع العام في هذه المنطقة منهم، هم مصدر الشَّرّ والخطر، وهم من يعتدون، من يرتكبون الجرائم، من ينفِّذون الاعتداءات، هم من يُضِيعُون السلام بكل ما تعنيه الكلمة، ويحوِّلون الأجواء بكلها، الأجواء العالمية، إلى أجواء متوترة في الشرق والغرب، وأجواء مأزومة؛ لأنهم عدوانيون، وظالمون، ومتكبرون.
لدينا أيضاً خيارات تصعيدية، يعني: الآن نحن سنواجه التصعيد بالتصعيد، سَنَرُدّ على العدو الأمريكي في غاراته، في اعتداءاته، بالقصف الصاروخي، بالاستهداف لحاملة طائراته، لبوارجه، لسفنه، سيشمله قرار الحظر، ومع ذلك أيضاً لا يزال لدينا خيارات تصعيدية، فإذا استمر في عدوانه، ننتقل إلى خيارات تصعيدية إضافية بإذن الله تعالى.
شعبنا العزيز أيضاً سيتحرَّك تَحَرُّكاً شاملاً، على مستوى التعبئة العامة، على مستوى كل المجالات، كما كان ذلك التَّحَرُّك العظيم، والمشرِّف، والقوي، على مدى خمسة عشر شهراً، ضد عدوان الإبادة الجماعية، التي ارتكبها العدو الإسرائيلي بشراكة أمريكية، وحماية أمريكية، ضد الشعب الفلسطيني، الآن في مواجهة هذا العدوان على بلدنا، والتجويع للشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، والتعطيش، شعبنا العزيز سيتحرَّك تحرُّكاً شاملاً وواسعاً للتصدي للطغيان.
نحن لسنا في موقفٍ عبثي، نفتعل المشاكل لأنفسنا، نحن في موقفٍ إيماني، أخلاقي، إنساني، جهادي في سبيل الله تعالى، نتصدى للطغيان، للظلم، للإجرام، للعربدة الأمريكية والإسرائيلية.
ما يسعى له الأمريكي هو: إخضاع هذه المنطقة بكلها للإسرائيلي، وهذا شيءٌ واضح، بالرغم من أن الأمريكي شريكٌ في الاتفاق المتعلق بوقف العدوان على قطاع غزَّة، وإدخال المساعدات، وإنهاء التجويع للشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، وعليه التزامات بذلك، التزامات، مما هي التزامات بين الدول، بين الناس، اتِّفاقات تُوَقَّع، فيها التزامات واضحة، لكن الأمريكي لا يكترث بالتَّنكُّر لالتزاماته، بعدم الوفاء بالتزاماته، بالنَّكْثِ بالاتِّفاقات.
والإسرائيلي كذلك، يَنْكُث أي عهد، أي ميثاق، يتنكَّر لأي اتِّفاق، ما يفعله العدو الإسرائيلي في فلسطين نفسها:
في الضفة الغربية: جرائم مستمرة.
في مخيم جنين: لا يتوقف يومياً عن القتل، عن التهجير، عن التدمير...
وفي مخيمات أخرى: في طولكرم، وغيرها.
ما يفعله أيضاً في ما يتعلق بالاقتحامات للمسجد الأقصى: بشكلٍ متكرر.
وهذه خطوات- كما قلنا- ليست هي النهاية، ليست هي السقف الأخير فيما يفعله العدو الإسرائيلي، هي خطوات ضمن برنامج للعدو الإسرائيلي، وكلما سكتت الأُمَّة؛ تجرَّأ على ما هو أكثر.
ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة: استمرار بالقتل اليومي، وإن لم يكن بالوتيرة التي كان عليها في الإبادة الجماعية اليومية، لكن هذه جرائم، جرائم لا يجوز أن تسكت الأُمَّة عنها.
والأمريكي يشجِّعه على ذلك، يقتل الصحفيين، يقتل المواطنين، يقتل العاملين في المجال الإنساني، وكأن الموضوع طبيعي! جرائم واضحة، اعتداءات واضحة، انتهاكات لكل شيء: للمواثيق، والقوانين، والأخلاق، والقيم... ولكل شيء.
عربدته ضد الشعب اللبناني مستمرة، لم يفِ بالاتِّفاق، الذي عليه أيضاً ضمين هو الأمريكي من الضمناء عليه في تنفيذه، لم ينسحب كُلِّيّاً من جنوب لبنان، يستمر في الاعتداءات بالقتل لأبناء الشعب اللبناني، والانتهاكات المتنوعة.
يفعل ما يفعله في سوريا: يجتاح، يتوسَّع، يُنَفِّذ الغارات، أحياناً بشكل مُكثَّف، قبل أيام (أربعين غارة) في ليلة واحدة، غارات كثيرة، يُدَمِّر، يقتل، يحتل، يتوسَّع، عربدة واضحة.
وكل هذه الجرائم هي جرائم واضحة، اعتداءات واضحة، ليس لها أبداً ما يُبرِّرها، ومع ذلك الغالب تجاه ذلك هو السكوت، معنى ذلك: أن الأمريكي- وكما قلنا أكثر من مرَّة- يسعى مع الإسرائيلي، لفرض معادلة الاستباحة في أوساط أُمَّتنا، على شعوب أُمَّتنا وبلدانها كافَّة، هذا والله ما يسعى له الأمريكي والإسرائيلي! يريدان أن تكون أيديهما مطلقة بالعدوان والإجرام، بالقتل، بالتدمير، بالاحتلال، بفعل ما يشاؤون ويريدون، دون رد فعل، ودون موقفٍ جادّ في مقابل ذلك، هذه مسألة خطيرة جدًّا، القبول بها له تداعيات كثيرة.
لو كان السكوت سيجدي، لو كانت التَّوَجُّهات الأخرى التي لا تتبنى أي موقف ضد الطغيان والعدوان الأمريكي والإسرائيلي ستجدي، لكان ذلك مجدياً في سوريا، التَّوجُّه واضح من الجماعات التي في سوريا، هي تؤكِّد بكل وضوح أنَّها لا تعادي الإسرائيلي، وأنَّها لن تتحرك ضده بأي شيء، هي لا ترد عليه بأي رد تجاه ما يفعل، هي عمَّمت في الأوساط الإعلامية، ألَّا يكون هناك حتى في التعبير الإعلامي كلمة (العدو الإسرائيلي)، ومع ذلك لم ينفع، لم ينفع كل ذلك، أن يقولون له: [نحن لا نُعاديك، نحن لن نرد عليك، نحن لا نستهدفك].
وفعلاً الواقع يُثْبِت ذلك، أنَّهم جادُّون في ذلك، لا يريدون أن يتَّخذوا أي موقفٍ ضده، لديهم توجُّه جادّ، نحن نشهد لهم في ذلك: أنَّهم لا يريدون أن يردوا عليه أي رد، ولا يريدون أن يعادوه، ولا يريدون أن يمثِّلوا أي إشكالية معه، أو أن يكون لهم أي صراع معه، يريدون منه فقط أن يَكُفّ عن احتلال سوريا فقط، يعني كمطلب وليس في إطار موقف، كمطلب عادي، يَتَوَدَّدُون، يَتَوَسَّلُون، يطلبون من الدول الأخرى، يطلبون من الأمريكي؛ لكن لم يُفِد ذلك، الإسرائيلي يحتل المزيد والمزيد، ويتوسَّع، ويُثَبِّت احتلاله، يستمر في تدمير القدرات، التي هي ملكٌ للشعب السوري، ويستمر في تثبيت سيطرته على ما قد قام باحتلاله في جنوب سوريا، في ثلاث محافظات يطمع بها: (القنيطرة)، والمساحة الواسعة من (درعا)، وايضاً (السويداء)، ويصل إلى (أطراف ريف دمشق)، ومناطق محسوبة من (ريف دمشق)، وعلى مقربة من (دمشق) نفسها، على مقربة من العاصمة السُّوريَّة نفسها.
فليس هناك في سوريا ما يمكن أن يتذرَّع به، لا علاقة مع إيران، الموقف في سوريا من تلك الجماعات من إيران موقف واضح، هم يعلنون أنَّها هي عدوهم، أنَّها العدو وليس إسرائيل، واضح أنَّهم سيقبلون بالتطبيع، وليس عندهم إشكالية في ذلك، لكن كل هذه الخيارات لن تنفع.
السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية خياراتها واضحة، الاتِّفاقات التي وقعها العدو الإسرائيلي معها فيما مضى واضحة، ومع ذلك العدو الإسرائيلي لا يلتفت إلى تلك الاتِّفاقات إطلاقاً، لا يفي بشيءٍ منها، يُعَبِّر عن أطماعه بوضوح، عن أهدافه العدوانية بوضوح، يرتكب الجرائم اليومية ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية.
معنى ذلك: حتمية الموقف الذي يردع العدو، يردع العدو الإسرائيلي.
فنحن لسنا في موقفٍ عبثي، نحن في موقفٍ ضروري، موقفٍ إنساني، أخلاقي، ديني، أمام ما يريد الأمريكي تثبيته على مستوى المنطقة بكلها، في إخضاعها للعدو الإسرائيلي، هذا هو الهدف الأمريكي: الإخضاع لهذه المنطقة بكلها للعدو الإسرائيلي، وفرض معادلة الاستباحة، وكلاهما لا يمكن أن نقبل به أبداً: لن نقبل بإخضاع هذه المنطقة للعدو الإسرائيلي، لن نقبل أبداً بتثبيت معادلة الاستباحة لأُمَّتنا، لا في بلدنا ولا في غيره، هذا غير مقبول إطلاقاً؛ القبول به تنكُّر لمبادئ الإسلام، القبول بذلك ذِلَّة، والله يقول: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}[المنافقون:8]، القبول بذلك لا يُمَثِّل حمايةً للأُمَّة، لا من القتل، ولا من الاحتلال، ولا من الشَّرّ، ولا من الخطر الأمريكي والإسرائيلي، القبول بذلك تمكين للعدو الإسرائيلي، وللعدو الأمريكي معه، تمكين لهما مما يشاءان أن يفعلاه في هذه الأُمَّة، من تنفيذ أهدافهما، ومخططاتهما، ومؤامراتهما، العدوانية التدميرية ضد هذه الأُمَّة.
نحن في موقفنا العظيم المشرِّف، الذي هو استجابةٍ لله تعالى، وفي إطار التزاماتنا الإيمانيَّة، الإنسانيَّة، والأخلاقيَّة، والدينيَّة، في موقفٍ أصيل، ليس إملاءً علينا من أي جهة، وليس من أجل امتداداً لجهة هنا أو هناك، تحالفنا، وتعاوننا، وتنسيقنا، مع أخوتنا من أحرار أُمَّتنا في محور المقاومة، هو في إطار موقف ضمن التزاماتنا جميعاً، كأُمَّة، واجب الأُمَّة بكلها، إذا تَحَرَّك فيه البعض ضمن التزاماتهم، لا يعني ذلك أنها مسألة عمالة من بلد لبلد، أو من فئة لفئة، هذا موقف ضمن التزامات الجميع، ومسؤولية الجميع، فمن يفرِّطون في هذا الالتزام هذه مشكلتهم؛ أمَّا موقفنا فهو في أشرف قضية، في موقفٍ عظيم، يُبَيِّض الوجه أمام الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، وفي موقف ضروري.
نحن في هذا التَّوجُّه، ضد الطغيان الأمريكي والإسرائيلي، ضد الإجرام الأمريكي والإسرائيلي، ضد العدوان الأمريكي والإسرائيلي، نحن امتدادٌ لمسيرة الإسلام، المسيرة العظيمة، التي على رأسها رسول الله "صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ"، ونحن نعيش ذكرى غزوة بدرٍ الكبرى، التي هي في السابع عشر من شهر رمضان المبارك، حينما تحرَّك رسول الله "صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ"، بعد الإذن من الله، والتوجيه من الله، كما قال الله تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}[الحج:39]، وكما قال تعالى: {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ (5) يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ}[الأنفال:5-6]، تحرَّك رسول الله "صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ" في غزوة بدرٍ الكبرى ضد الطغيان، ضد جبهة الطغيان.
جبهة الطغيان آنذاك، التي تمثَّلت بدءاً بجبهة قريش، في محاربتها، في عدوانيتها، في جاهليتها، في ظلمها، في عدائها للإسلام والمسلمين؛ جبهة الطغيان في هذا العصر هي أمريكا وإسرائيل، جبهة الشَّرّ، جبهة الكفر، جبهة الظلم، جبهة الإجرام، جبهة العداء للإسلام والمسلمين: أمريكا وإسرائيل، هل هناك شَكٌّ في ذلك؟ هل هناك أحدٌ يفعل بالأُمَّة كما يفعلون؟ أهدافهم واضحة، جرائمهم واضحة، أطماعهم واضحة، أحقادهم واضحة، مشروعهم الصهيوني، العدواني، الإجرامي، التدميري، واضح، هم جبهة الكفر في هذا العصر، فنحن نتحرك ضد ذلك الطغيان، العدوان، الإجرام، المُسْتَهدِف أصلاً في حالة عدوانية لنا ولأُمَّتنا، نتحرَّك امتداداً لمسيرة الإسلام، بموقفه الحقّ، اقتداءً برسول الله "صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ".
رسول الله تحرَّك في قِلَّة من العدد والعُدَّة، لكنه تحرَّك متوكلاً على الله، تحرَّك بإيمانه، وتحرَّك من تحرَّك معه من المسلمين بالدافع الإيماني، بالاستجابة الإيمانية، بالثقة بالله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، بالثقة بوعده الحق، وحقَّق الله لهم في غزوة بدرٍ الكبرى الانتصار العظيم، الذي جعل من تلك الغزوة غزوةً فارقة عمَّا قبلها وعمَّا بعدها، وأسَّست لمرحلةٍ جديدة، مرحلةٍ للعزِّ والنصر والقوة للإسلام والمسلمين، لإحقاق الحق، بالنصر، بالموقف في الميدان.
فنحن امتدادٌ لذلك التحرُّك، وكما كان موقف الأنصار مع رسول الله "صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ"، بدءاً حينما استشارهم، كانت تعبيرات أولئك المؤمنين تعبيرات تُعَبِّر عن الثبات، عن الوفاء، عن الشجاعة، عن العِزَّة الإيمانية، عن الصمود، عن الاستجابة لله تعالى، ثم كان الموقف كذلك في الجهاد في سبيل الله، شعبنا العزيز هو يحذو حذو أولئك الأسلاف من الآباء والأجداد المجاهدين، الذين حملوا راية الإسلام، في مواجهة الطغيان، بدءاً بطغيان قريش، وغير قريش، وصولاً إلى طغيان القوى العالمية آنذاك، المستكبرة، الظالمة: (إِنَّا لَصُبُرٌ عِنْدَ الحَربِ، صُدُقٌ عِنْدَ اللِقَاء، وَاللَّهِ يَا رَسُوْلَ اللَّهِ لَنْ نَقُولَ لَكَ كَمَا قَالَ بَنُو إِسْرَائِيْل لِمُوسَى: اِذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ، وَلَكِنْ اِذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا مَعْكُم مُقَاتِلُون).
أسوتنا هو رسول الله "صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ"، لم يسكت في مواجهة الطغيان، لم يخنع، كيف يمكن أن يكون مقبولاً عند الله لِأُمَّة الإسلام، لِأُمَّة الملياري مسلم، للعالم العربي (أكثر من ثلاثمائة مليون إنسان)، أن يكون خيار أُمَّة هو الاستسلام، هو السكوت، هو الجمود، شعوبٌ بأكملها، بلدانٌ وأوطانٌ بأكملها، يتحوَّل هذا إلى خيار جماعي؟! هذا خيار انتحاري للأمة، يسبب لها سخط الله، وتمكين عدوها منها، خيار الاستسلام لِأُمَّة كبيرة، لا يجوز ذلك في دين الله.
رسول الله، الذي قال عنه الله: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}[الأحزاب:21]، تَحَرَّك بثلاثمائة إنسان، ثلاثمائة مجاهد، يزيدون قليلاً بالعشرات، أو بأقل من العشرات، على هذا الرقم: ما بين أربعة عشر، أو أكثر، أو أقل، بحسب اختلاف الروايات، بهذا العدد حمل راية الإسلام، وتحرَّك في سبيل الله تعالى.
مخاطر الخنوع كبيرة جدًّا، هذه التحديات وهذه الأخطار التي تستهدف أُمَّتنا، لابدَّ فيها من التحرُّك الجاد، بالاعتماد على الله، والثقة به، والتوكل عليه "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، ونحن كشعبٍ يمني لن نقبل بالاستسلام للعدو، ولن نتيح له الفرصة لتحقيق أهدافه العدوانية؛ لأننا نتحرَّك معتمدين على الله، لدينا هذا السند العظيم: هو الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، نثق به، نتوكل عليه "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، خيارنا وقرارنا هو من إيماننا، من كرأمتنا الإنسانيَّة والإسلامية، في الثبات على الموقف، في التصدي للعدوان والطغيان، بتحرُّكٍ واسعٍ وشامل.
ولـذلك أطلب من شعبنا العزيز، وأتوجَّه إلى شعبنا العزيز، أن يخرج في يوم الغد، في ذكرى غزوة بدرٍ الكبرى، أن يخرج خروجاً مليونياً، في العاصمة صنعاء، وفي بقيَّة المحافظات؛ لِيُعَبِّر، وليعلن، وليؤكِّد عن ثباته، وعلى ثباته على موقفه الحق، موقفه الإيماني، موقفه الجهادي، في دعم الشعب الفلسطيني، وفي التصدي للعدوان الأمريكي، وبحسب الوقت والإجراءات المحددة من اللجنة المنظمة وفروعها، مسألة تحديد الوقت، وتحديد الأماكن، هذا متروكٌ إلى اللجنة إن شاء الله.
ولكن من المهم أن يكون الخروج الشعبي واسعاً جدًّا، يُعَبِّر عن هذا الثبات، عن هذا الانتماء العظيم، في هذه الذكرى المهمة؛ لأن موقفنا هو امتداد لذلك الموقف، قدوتنا هو رسول الله، كما خرج الآباء والأجداد بوفاء، وإيمان، وثبات، وعِزَّة إيمانية، وصدق مع رسول الله "صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ"، في غزوة بدرٍ الكبرى، وفي غيرها من معارك الإسلام ضد طغيان الجاهلية الأولى، سنتحرك امتداداً لذلك، امتداداً لرسول الله، لراية الإسلام، لمسيرة الإسلام، لموقف الإسلام، للجهاد في سبيل الله، في هذا العصر، في هذه المرحلة، لن نقبل مطلقاً بالاستباحة، بإخضاع هذه الأُمَّة، وإخضاع بلدنا وغيره، للإسرائيلي في هذه المنطقة، لن نسكت تجاه العربدة، والطغيان، والعدوان، والإجرام، من قبل العدو الإسرائيلي، والعدو الأمريكي.
آمَل يا شعبنا العزيز- وأنتم شعب الوفاء، الشعب الذي خرج على مدى خمسة عشر شهراً، خروجاً مُشرِّفاً عظيماً، لا مثيل له في كل الدنيا- آمُل أن يكون الخروج يوم الغد كبيراً وعظيماً، مُعبِّراً عن إيمانكم، عن وفائكم، عن عِزَّتِكُم الإيمانية، عن صمودكم، عن ثباتكم العظيم الذي هو من إيمانكم، عن استجابتكم لله تعالى، عن أنكم الامتداد في هذه الأُمَّة، بين كل ذلك المحيط من التخاذل والخنوع والاستسلام، أنتم الامتداد لنهج الإسلام الأصيل، لحمل راية الإسلام، للموقف الحقّ، الذي يريده الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، وفيه الخير، وفيه الشرف.
اُطَمْئِن شعبنا العزيز، أنه مهما كانت التطورات، وضعنا- بحمد الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"- قوي، متماسك؛ باعتمادنا على الله، بتوكلنا على الله، بتجربتنا أيضاً في المواجهة لهذا العدو، لاعتداءاته، لتكتيكاته العسكرية، ونحن معتمدون كل الاعتماد على الله تعالى، وواثقون كل الثقة به، هو القائل: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ}[آل عمران:160]، هو القائل: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}[محمد:7]، فنحن نثق به، هو لا يُخلِفُ وعده، هو "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى": {خَيْرُ النَّاصِرِينَ}[آل عمران:150]، {نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ}[الأنفال:40].
وَحَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ العَلِيّ العَظِيْم.
أَسْألُ اللَّهَ "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" أَنْ يَنْصُرَنَا بِنَصْرِه، فِي مُوَاجَهَة طُغْيَانِ طُغَاةِ العَصْر الظَّالِمِين، المُسْتَكْبِرِين، المُجْرِمِين، أَمَرِيكَا وَإِسْرَائِيل وَمَن يَدُورُ فِي فَلَكِهِم، وَأَنْ يَرْحَمَ شُهْدَاءَنَا الأَبْرَار، وَأَنْ يَشْفِيَ جَرْحَانَا، وَأَنْ يُفَرِّجَ عَنْ أَسرَانَا، إِنَّهُ سَمِيعُ الدُّعَاء.
وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛