تأخير الموازنة وإلغاء زيادة الضريبة المضافة يهددان تصنيف إسرائيل
تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT
يزداد تعقيد عمل وزارة المالية في إعداد الموازنة العامة لإسرائيل لعام 2025؛ في الوقت الذي يحاول كبار المسؤولين الترويج لخطة مالية متوازنة للتعامل مع ارتفاع الإنفاق الدفاعي المتزايد جرّاء الحرب على غزة.
في حين يدفع السياسيون بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومستشاره الاقتصادي آفي سمحون من أجل إعفاءات ضريبية، وليسوا في عجلة من أمرهم لإعداد الموازنة، وفق صحيفة غلوبس الإسرائيلية.
ومن بين الخلافات الرئيسية زيادة ضريبة القيمة المضافة من 17% إلى 18% المقرر دخولها حيز التنفيذ في يناير/كانون الثاني 2025، فهذا الإجراء، الذي وافق عليه الكنيست كجزء من موازنة الدولة لعام 2024 في مارس/آذار الماضي، تعتبره وزارة المالية إحدى الركائز الرئيسية في الخطة المالية للسنوات المقبلة، وفق غلوبس.
ومع ذلك، يضغط سمحون من أجل إلغاء الزيادة، ويقترح بدلًا من ذلك استخدام الإيرادات المتوقعة من خطة يروج لها لتوزيع الأرباح المحتجزة للشركات.
ويثير الوضع قلقًا كبيرًا في الأوساط الاقتصادية، خاصة بسبب تخفيض تصنيف إسرائيل الائتماني مؤخرًا؛ ففي فبراير/شباط الماضي، خفّضت وكالة موديز التصنيف الائتماني لإسرائيل للمرة الأولى في التاريخ، وفي أبريل/نيسان حذت وكالة (ستاندرد آند بورز) حذوها.
ووفق الصحيفة، كانت زيادة ضريبة القيمة المضافة هي الإجراء الرئيسي الذي سوّقته وزارة المالية وبنك إسرائيل لوكالات التصنيف في جهودها لمنع تخفيض التصنيف.
وفي آخر تحديث لها عن إسرائيل قبل شهرين، قالت وكالة موديز بشأن زيادة ضريبة القيمة المضافة إنها "تعدها خطوة مهمة في الاستجابة لتدهور البيانات المالية، ما سيساعد في الحد من ضعفها اعتبارًا من عام 2025 فصاعدًا".
تحذيروذكرت الصحيفة الاقتصادية أن محاولات إلغاء زيادة ضريبة القيمة المضافة تثير مخاوف جدية من احتمال تجاوز إسرائيل للخط الأحمر الذي حددته وكالات التصنيف.
ومنحت كلتا الوكالتين بالفعل تصنيف إسرائيل نظرة مستقبلية سلبية بالإضافة إلى تخفيضها، ما يشير إلى مزيد من التخفيضات في المستقبل.
ويزداد الوضع تعقيدًا بسبب المخاوف من مزيد من التأخير في إعداد الموازنة، وعادة ما تتم الموافقة عليها بحلول أغسطس/آب، لكن بعد التأخير في الأسابيع الأخيرة من قبل مستشاري رئيس الوزراء، والذي حال دون تحديد أطر الموازنة والتقدم في إعدادها مع الوزارات المختلفة، فمن المشكوك فيه ما إذا كانوا سيتمكنون من الالتزام بالموعد التقليدي لإعدادها، وفق غلوبس.
ويعتقد مسؤولو وزارة المالية أن رئيس الوزراء ومستشاريه ربما يهدفون إلى عدم تمرير الموازنة والمضي قدمًا كما فعلوا خلال جائحة "كوفيد" بموازنة مرتبطة هذا العام بـ"مدفوعات إضافية"، ما قد يؤدي إلى تفاقم حالة عدم اليقين الاقتصادي.
وبينما يدعي آفي سمحون، مستشار نتنياهو أن الوضع الاقتصادي جيد وأنه لا حاجة لزيادة الضرائب، فإن مسؤولين كبارا في وزارة المالية يحذرون من أنه من دون إجراءات ملموسة، فإن العجز المالي قد يتجاوز التوقعات السابقة.
كما يقترحون حزمة من التخفيضات وزيادة في الضرائب تصل إلى 30 مليار شيكل (819.5 مليون دولار) على الأقل، بهدف تحقيق عجز يبلغ حوالي 4% في العام المقبل، حسبما ذكرت الصحيفة.
وتساءلت غلوبس: "هل أصبح التصنيف الائتماني لإسرائيل معرضا لخطر المزيد من التخفيض؟"، مجيبة بأنه لا حاجة للتنبؤ لأنه في مايو/أيار الماضي، ذكرت وكالة موديز أن من بين العوامل التي يمكن أن تؤدي لخفض التصنيف المؤشرات على أن القدرة المؤسسية لإسرائيل تراجعت أكثر مما تقدره الوكالة لأن الحاجة إلى التركيز على أمن البلاد ستكون سلبية.
وحذرت الصحيفة من أنه إذا تراجعت إسرائيل عن زيادة ضريبة القيمة المضافة، قد ترى وكالة موديز في ذلك "مؤشرات على أن القدرة المؤسسية لإسرائيل (القدرة على اتخاذ قرار ودعمه) محدودة، ويزداد الأمر سوءًا إذا امتنعت الحكومة عن إقرار موازنة الدولة بشكل منظم، في محاولة لتجنب التخفيضات والإجراءات المؤلمة لأسباب سياسية.
وفي مثل هذه الحالة فإن السيناريو الآخر الذي تحذر منه وكالة موديز سوف يتحقق، وهو "زيادة احتمالات حدوث تأثير سلبي أكبر كثيرًا على الاستقرار الاقتصادي والمالي للبلاد في الأمد المتوسط".
ووفقا للجدول الزمني الرسمي، فإن الجولة التالية من إعلانات التصنيف الائتماني لإسرائيل من وكالتي موديز وستاندرد آند بورز ستكون في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، ومع ذلك، في الآونة الأخيرة، كانت ثمة منشورات مبكرة "عفوية" من قبل وكالات التصنيف بسبب الاضطرابات في إسرائيل (الحرب وقبلها الإصلاح القضائي لنتنياهو).
ويعكس التصنيف الائتماني خطر عدم سداد الدولة ديونها، ومن بين المؤشرات التي يعتمد عليها المحللون عند حساب المخاطر التي يتعرض لها بلد ما، نسبة الدَّين إلى الناتج المحلي الإجمالي، وفي إسرائيل، هذه النسبة منخفضة نسبيا مقارنة بالدول الغربية، ومع ذلك، فقد كان في اتجاه تصاعدي خطير منذ العام الماضي.
ووفقًا لتوقعات ستاندرد آند بورز، التي تحسب الرقم بشكل مختلف قليلاً عن وزارة المالية، من المتوقع أن يقفز دَين إسرائيل من 60.5% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2022 إلى 69.3% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2025، ويبقى دون تغيير في عام 2026.
وتصنّف ستاندرد آند بورز إسرائيل عند "إيه+" (+A)، بعد أن خفّضتها من مستوى "إيه إيه-" (-AA)، في حين تصنفها موديز عند "إيه2" (A2)، أي ما يعادل "إيه" (A) على مقياس ستاندرد آند بورز، أما وكالة التصنيف الثالثة، فيتش، فتمنح إسرائيل تصنيف "إيه+" (+A).
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات زیادة ضریبة القیمة المضافة التصنیف الائتمانی ستاندرد آند بورز وزارة المالیة وکالة مودیز
إقرأ أيضاً:
الرياض تُدين إنشاء إسرائيل وكالة لتهجير الفلسطينيين من غزة
الرياض - أدانت السعودية، الاثنين 24مارس2025، إعلان إسرائيل عن إنشاء وكالة لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.
وليلة السبت/الأحد، صادق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابينت) على إنشاء إدارة لتهجير سكان قطاع غزة، وفق مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأعربت وزارة الخارجية في بيان نشرته في موقعها الإلكتروني، عن "إدانة المملكة العربية السعودية إعلان سلطات الاحتلال الإسرائيلية عن إنشاء وكالة تستهدف تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة".
ومنذ 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، يروّج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمخطط تهجير الفلسطينيين من غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية وأوروبية أخرى، ومنظمات إقليمية ودولية، الأمر الذي رفضه العرب والمسلمين.
ويأتي القرار الإسرائيلي رغم موجة الرفض العربي والدولي لمخطط تهجير الفلسطينيين قسرا واستخدام أساليب التضييق والمجازر والحصار الخانق لإجبار الفلسطينيين الصامدين رغم نحو عام ونصف العام من الإبادة على الاستسلام والهجرة القسرية.
وفي سياق متصل، أدانت السعودية "المصادقة على فصل 13 حيّا استيطانيّا غير قانوني في الضفة الغربية، تمهيدًا لشرعنتها كمستوطنات استعمارية".
وجددت المملكة "رفضها القاطع للانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".
كما أكدت على أن "السلام الدائم والعادل لا يمكن تحقيقه دون حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وفقًا لقرارات الشرعية الدولية، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية".
والأحد، قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، إن الكابينت صادق في جلسته ليلة السبت/ الأحد على مقترحه بفصل 13 مستوطنة في الضفة الغربية، تمهيدا للاعتراف باستقلالها.
وقال سموتريتش في تدوينة بحسابه على منصة إكس، إن "هذه الخطوة تأتي على خلفية المصادقة على بناء عشرات آلاف من الوحدات السكنية (الاستيطانية) في يهودا والسامرة، وتشكل خطوة هامة أخرى في عملية تطبيع وتنظيم الاستيطان".
ومنذ 21 يناير/ كانون الثاني 2025، يواصل الجيش الإسرائيلي عدوانه في مخيمات شمالي الضفة، بعملية عسكرية أطلق عليها "السور الحديدي"، ما أسفر عن مقتل واعتقال عشرات الفلسطينيين.
ومنذ بدئه حرب الإبادة على قطاع غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل أكثر من 937 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف شخص، واعتقال 15 ألفا و700، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 163 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
Your browser does not support the video tag.