صحيفة التغيير السودانية:
2024-12-26@13:19:26 GMT

تحترب الخرطوم وجوبا تدفع الثمن

تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT

تحترب الخرطوم وجوبا تدفع الثمن

الرأي اليوم

صلاح جلال

تحترب الخرطوم وجوبا تدفع الثمن

(1)

????* الحرب الدائرة فى السودان تعتبر مهدد للسلم والأمن الإقليمى*، تعانى بسببها كل دول الجِوار من آثار اللجوء وعبور الحدود وأحياناً عبور المحاربين أنفسهم فى حالات الهزيمة، كما تأثرت التجارة البينية بين السودان ودول الجوار وزادت تكلفة أمن الحدود ومراقبتها فى كل دول الجوار، لكن دولة جنوب السودان الشقيق من واقع مفهوم الاعتماد المتبادل مع جمهورية السودان تدفع فاتورة أعلى من بقية الجيران للارتباط العضوى بين أمن الدولتين وتداخل البنيات الأساسية خاصة فى مجال الطاقة، *حرب الخرطوم تنعكس على  كافة مفاصل الأمن  القومى لجوبا*  فقد تأثر جنوب السودان نتيجة للحرب بتدهور مصدر دخله الأساسى فى تصدير النفط الذى يمر عبر الأنبوب إلى ميناء التصدير فى بشائر على البحر الأحمر من خلال اتفاق تدفع بموجبه دولة جنوب السودان رسوم عبور على كل  برميل من الصادر، وهناك اتفاقيات لتغذية مصفاة السودان ومحطة توليد الكهرباء فى أم دباكر من نفط الجنوب، هذه الحالة جعلت من جنوب السودان كالقط السيامى الملتصق مع شقيقه جمهورية السودان بقلب واحد فأصبح مواطن الجنوب شريك ألم الشمال، هذا ما يجب أن نضعه فى الإعتبار لوقف هذه الحرب الجائرة وربط كفاح الدولتين من أجل المستقبل لشعب واحد .

(2)

???? لقد طالعنا عبر  الصحف الإليكترونية *عن أنباء توقف ضخ بترول الجنوب إلى ميناء الصادر* وتفكير دولة جنوب السودان فى بحث بدائل لنقل بترولها للسوق العالمى من خلال بناء أنبوب صادر بديل عبر شرق أفريقيا ورأى آخر يتحدث عن عدم جدوى هذا الأنبوب ويقترح إيقاف تصدير النفط كلياً لحين وقف الحرب فى الشمال وما يسببه ذلك من تحديات لاقتصاد الجنوب والطريق الثالث بحث توقيع اتفاق مع طرفى الحرب للسماح لبترول الجنوب بالمرور مقابل قسمة موارد العبور بين القوات المسلحة والدعم السريع خاصة بعد سيطرة الدعم السريع على منطقة العيلفون والسيطرة الكاملة على حقول النفط الرئيسية فى ولاية غرب كردفان وأخيراً السيطرة على منطقة الميرم الاستراتيجية بالقرب من حقل هجليج الهام، فى إطار هذه الأزمة المتفجرة التى تواجهها دولة جنوب السودان استقبل الاسبوع الماضى فى جوبا فخامة الرئيس سلفا كير الفريق عبد الرحيم دقلو قائد ثانى الدعم السريع برفقة رئيس أركان الجيش الإثيوبى حسب ما رشح من أخبار كان موضوع تصدير نفط الجنوب هو أساس الزيارة التى تمت فيها مناقشة *إمكانية تقاسم عوائد صادر بترول الجنوب بين القوى الأمنية على طول خط أنبوب الصادر* لضمان سلامة الخط وتأمين انسياب النفط الذى تعتمد عليه دولة جنوب السودان فى تصريف أعمالها بشكل رئيسى لا يمكن الاستغناء عنه لعدم وجود مصادر تمويل بديلة.

(3)

???? الواقع الآن فى ظروف الحرب الراهنة توقف ضخ البترول القادم من حقول ولاية أعالى النيل ذات الانتاجية الأعلى والتي تصل الى حوالى 100 ألف برميل يوميا (خام نفط دار القادم من مناطق عدارييل وفلوج) هذا الخط قد توقف تماماً من عدة أشهر، وبدأت مناقشات دبلوماسية غير معلنة مع قيادة القوات المسلحة فى بورتسودان فقد شعر مفاوض جنوب السودان عدم حماس حكومة بورتسودان لفكرة تقاسم عوائد عبور النفط مع الدعم السريع ورغبتها فى إعلان جوبا وقوفها مع القوات المسلحة فى الحرب وهذا ما ترفضه حكومة الجنوب التى ترغب فى الحياد والعمل مع دول الجوار لوقف الحرب، فى المقابل فإن الدعم السريع كان متفهم ومتعاون من أجل تشغيل الأنبوب وحمايته فى مناطق سيطرتهم لاستئناف الضخ، وهناك مخاطر أمنية كبيرة تواجه الخط الثاني لبترول الجنوب القادم عبر منطقة هجليج الذى  يضخ حوالى 50 ألف برميل يومياً لصالح دولة الجنوب .

(4) ???????? ختامة

لقد أفاد الخبراء خلال العام والنصف من عمر الحرب فى السودان *أن المنشآت النفطية دفعت تكلفة عالية من الدمار والتخريب فى مواقع الإنتاج عامة وخاصة فى مصفاة الجيلى* وهى واحدة من أكبر الأربعة منشآت تكرير التى يمتلكها السودان وهى الأبيض وبورتسودان وأبو جابرة وأهمهم مصفاة الجيلى التى كانت تكلفة إنشائها تساوى 4 مليار دولار بأسعار الأمس فقد تدمرت 90% من هذه المصفاة نتيجة لقصف الطيران المتكرر منذ بداية الحرب، *من حق دولة جنوب السودان التحرك فى كل الإتجاهات لوقف الحرب* لضمان مصالحها ومن حقها رفض مبدأ عدم التورط فيها والالتزام بالحياد ومن حقها توظيف كل آليات المجتمع الدولى والإقليمى لدفع الضرر والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.

* فى هذه الحرب السودان مقتول وجنوب السودان مصاب لدرجة الخطورة*

#لاللحرب

#لازم_تقيف

الوسومأبو جابرة إثيوبيا إعلام الدعم السريع الجيش الدعم السريع السودان النفط بورتسودان جنوب السودان سلفا كير صلاح جلال

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: إثيوبيا إعلام الدعم السريع الجيش الدعم السريع السودان النفط بورتسودان جنوب السودان سلفا كير صلاح جلال دولة جنوب السودان الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

تحديات السودان مع مطلع 2025

في نهاية 2024 يبدو المشهد في السودان مختلفاً تماماً عما كان عليه في الأيام الأخيرة من العام الماضي. آنذاك واجه الجيش خسارة كبيرة عندما اجتاحت «قوات الدعم السريع» مدني، عاصمة ولاية الجزيرة و«صرة السودان»، بعد انسحاب قيادة الفرقة الأولى مشاة من دون معارك تذكر. تبع ذلك موجة من التساؤلات بشأن مسار الحرب، وحملات من التشكيك بعد أن خسر الجيش مواقع عديدة ومدناً حيوية، وتمددت «قوات الدعم السريع» في مساحات شاسعة، ومعها اتسعت دائرة النزوح القسري للمواطنين، ودورة الانتهاكات الفظيعة والتدمير الممنهج لقدرات البلاد.
اليوم تظهر الصورة مختلفة بشكل كبير بعد الانتصارات الأخيرة التي حققها الجيش السوداني والقوات المشتركة وكتائب الإسناد من المستنفرين، متمثلة في استرداد مناطق استراتيجية، واستهداف خطوط الإمداد بما في ذلك تدمير قاعدة الزرق في شمال دارفور التي تعد أهم قواعد «قوات الدعم السريع» وشريان الإمداد بالوقود وشحنات الأسلحة القادمة من الخارج. في غضون ذلك واصل الجيش وحلفاؤه التقدم نحو مدني، واستعادوا السيطرة على معظم أنحاء مدينة بحري وتقدموا للالتقاء مع القوات التي كانت معزولة في سلاح الإشارة، ليبدأ من هناك الزحف لاستكمال استعادة الخرطوم.
ينظر كثيرون إلى هذه التطورات المتسارعة كمؤشر على نقلة نوعية في مسار الحرب توحي بأن مطلع العام الجديد سيشهد تحولات ميدانية ستكون لها انعكاساتها على مجمل الأوضاع، مع تغير موازين القوى بشكل كبير وواضح. ومع ذلك، فإن مستقبل الوضع في السودان يعتمد على جملة من العوامل العسكرية، والسياسية، والإنسانية، والاقتصادية، والخارجية أيضاً.
الانتصارات العسكرية التي تحققت للجيش وحلفائه تمثل فرصة حقيقية لتعزيز الجهود نحو إنهاء الحرب، لكنها ليست حلاً نهائياً بحد ذاتها. فالوضع أعقد من ذلك بكثير، والمعالجات تحتاج إلى نظرة متعمقة في كيفية معالجة آثار هذه الحرب التي هزت السودان بشكل غير مسبوق، وأحدثت فيه جروحاً غائرة واستقطاباً حاداً، بما يستدعي تضافر الجهود، ورؤية حكيمة لكيفية عبور هذا المنعطف بسلام وبالطريقة التي تحافظ على وحدة السودان، وتصد عنه المكايد والمؤامرات التي غذت هذه الحرب.
خلال العام الجديد يمكن أن يشهد السودان نقلة مهمة إذا تم البناء على التحولات العسكرية الأخيرة بطريقة استراتيجية وشاملة تعالج الأزمة بمختلف أبعادها. فتحقيق السلام يتطلب أكثر من الانتصار في المعارك؛ إنه يتطلب رؤية للمعالجة السياسية تتجاوز دعوات الإقصائيين، وتفتح الباب أمام الحوار الشامل، الذي من دونه لن يكون هناك حل حقيقي، أو استقرار يحقق للبلد الوقوف على قدميه لمواجهة حرب أخرى أصعب هي إعادة البناء والإعمار، وجذب المساعدات والاستثمارات الضرورية في المرحلة المقبلة.
التحديات كثيرة، والطريق لن يكون سهلاً. بداية هناك التحدي المتعلق بكيفية معالجة الوضع الإنساني المتفاقم، والمعاناة التي تشتد كلما طال أمد الحرب. فالسيطرة على الأرض لا تعني انفراجاً إذا لم يتبعها توفير الظروف الأمنية، والخدمات الأساسية التي تتيح عودة النازحين والمهجرين إلى ديارهم، وتضمن تقديم الإغاثة العاجلة التي يحتاجونها. فالسودان اليوم يواجه واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية المركبة نتيجة التهجير القسري، والتدمير الممنهج للبنى التحتية والمنشآت الخدمية، وتعطل وسائل الإنتاج، وشل الحياة الطبيعية بما في ذلك العمل والتعليم.
تحدٍّ آخر سيتمثل في الطريقة التي سترد بها «قوات الدعم السريع»، والأطراف الخارجية الداعمة لها، وهل ستمضي في الحرب بما يعني إطالة أمدها. فالواضح الآن وفقاً للتحولات في الميدان، وفي موازين القوى، أن محاولة فرض السيطرة على السودان تبددت، وأن أقصى ما يمكن أن يحدث هو فرض واقع تقسيمي في غرب البلاد إلى حين، أو حدوث تحول في موقف الجيش الأخير وقبوله العودة إلى منبر جدة، للتفاوض هذه المرة على شكل انتهاء الحرب انطلاقاً من مفهوم أن الحروب تنتهي عادة بترتيبات عبر التفاوض حتى ولو كان هناك نصر ميداني.
في هذا الإطار فإن هناك عدة أسئلة شائكة مثل: هل بعد كل الانتهاكات التي حدثت، يمكن أن يكون هناك دور لـ«الدعم السريع» في أي مشهد مستقبلي؟ وهل يمكن استيعابها في الجيش الوطني «المهني» الواحد الذي يفترض أن يكون من بين أهداف وخطط مرحلة ما بعد الحرب التي ستشمل أيضاً الفصائل والحركات المسلحة الأخرى؟ وهل أن منحها أي دور مستقبلي سيعني نهاية الحروب في السودان، أم أنه سيشجع آخرين على تكرار تجربتها بكل مرارتها؟
يبقى بعد ذلك التحدي المتمثل في الإرادة السياسية للحل، وما إذا كانت الانتصارات الأخيرة التي حققها الجيش وحلفاؤه ستفتح مجالاً للبدء في خطوات نحو إطلاق حوار وطني سياسي شامل حول مستقبل السودان، وكيف يُحكم بما يحقق له الاستقرار، ويفتح طريق التنمية المتوازنة والمستدامة، ويعالج القضايا الجوهرية المتجذرة بما ينهي دوامة الحروب المستمرة منذ ما قبل الاستقلال والتي كبلت البلد وكلفته أثماناً باهظة.

مقالات مشابهة

  • تحديات السودان مع مطلع 2025
  • اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع بالخرطوم ودارفور
  • الحركة الشعبية والدعم السريع- رؤى متضاربة وصراع المصير
  • مطابع العملة السودانية تدفع بقافلة دعما لمواطني شرق الجزيرة وتوتي
  • الجيش السوداني يعلن مقتل العشرات من «قوات الدعم السريع»
  • خلال العام 2025 .. الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والايقاد يحثون قادة دولة الجنوب على تحقيق السلام
  • النائب العام : سنصدر أحكام غيابية لمتهمين يتبعون لمليشيا الدعم السريع متواجدين في ( 6) دول
  • معارك عنيفة قرب الخرطوم والنائب العام يتعهد بمحاكمة الدعم السريع
  • البرهان يطالب الأمم المتحدة بموقف حاسم حيال الدول المساندة لـ الدعم السريع
  • السودان..« قوات الدعم السريع» تسيطر على قاعدة عسكرية في دارفور