جوا وبرا ونهرا.. استنفار أمني بباريس لتأمين دورة الألعاب الأولمبية
تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT
باريس- مع توقع وجود نحو 350 ألف متفرج يوم غد الجمعة، لحضور فعاليات افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024 على نهر السين، ومشاركة نحو 14 ألف رياضي أولمبي من 206 دولة، حتى الثامن من سبتمبر/أيلول المقبل؛ تستعد فرنسا لاستقبال ما يقرب من 16 مليون زائر، وسط تحدٍّ أمني هائل ستساعد الجيوش على مواجهته في الجو والبر.
وتحسبا لأي تهديد أمني، ستتم تعبئة 45 ألف ضابط شرطة ودرك، و18 ألف جندي، فضلا عن إغلاق المجال الجوي بالكامل داخل دائرة نصف قطرها 150 كيلومترا حول باريس، من الساعة السادسة والنصف مساء حتى منتصف الليل.
ولتغطية هذا الحدث الرياضي الذي يتزامن مع أحداث سياسية مضطربة داخل فرنسا وخارجها، تحدثت الجزيرة نت مع جنرالات من هيئة الأركان الجوية والمديرية العامة للطيران المدني في القاعدة الجوية 107 بمنطقة "فيلاكوبلاي"، للتعرف على كواليس التجهيزات المزمع اتخاذها لتأمين المجال الجوي خلال الأولمبياد.
جندي فرنسي بجانب مروحية فينيش التي ستشارك في تأمين الجو خلال دورة الألعاب الأولمبية في باريس (الجزيرة) تهديدات محتملةوعند سؤال الجنرال أرنو بورغينيون، المسؤول عن نظام الأمن الجوي للأولمبياد، عن نوع التهديدات المتوقعة أثناء دورة الألعاب، قال إن التهديدات الأمنية المرتقبة كثيرة، ويأتي على رأسها التهديد الإرهابي، فضلا عن التهديد بالاحتجاج. فكثيرا ما جذبت أحداث بهذه الأهمية رغبة جهات معينة بالتظاهر، وأيضا أولئك الذين يرغبون بتصوير الأحداث باستخدام الطائرات من دون طيار الخاصة بهم.
وأضاف الجنرال بورغينيون -في حديثه للجزيرة نت- أن التركيز سيكون على الطائرات التي "يمكن تحويل استخدامها لأغراض إرهابية"، والطائرات الأخف مثل الطائرات السياحية أو الطائرات الصغيرة التي يسهل الوصول إليها، ثم الطائرات من دون طيار التي أصبحت رائجة في السنوات الأخيرة، "إذ يوجد اليوم حوالي 3 ملايين درون في المنطقة، ونعرف كيفية العثور عليها بسهولة".
ومع تزامن الحدث الرياضي مع الحرب في كل من غزة وأوكرانيا، أوضح الجنرال أنه لا يوجد مؤشر على تهديد محدد للألعاب الأولمبية "باستثناء أننا في سياق معقد للغاية على المستوى الدولي، يمكن أن يشكل في الواقع مصدرا للتهديدات، لذلك نقوم بتجهيز نظامنا ليكون جاهزا للرد على أي تهديدات محتملة".
ولن تتمكن أي طائرة من الإقلاع أو الهبوط في مطارات منطقة باريس: أورلي، ورواسي، ولوبورجيه وبوفيه، إذ ستلغى جميع الرحلات المجدولة خلال يوم الافتتاح، ولن يُسمح لأي طائرة بالتحليق فوق منطقة الافتتاح البالغ طولها 150 كيلومترا، "لأننا نترك هامشا قدره 10 دقائق للتدخل في حال اكتشاف طائرة مشبوهة في الجو".
إلغاء عدد من خطوط الحافلات طوال أولمبياد باريس (الجزيرة) أنظمة الأمنولمواجهة تهديدات الطائرات من دون طيار، ستُنشر بنادق تشويش يصل مداها إلى بضعة كيلومترات، لاعتراض جميع الأجسام الطائرة المجهولة الهوية، كما ستحلق المروحيات فوق باريس باستمرار، قبل الحفل وأثناءه، لمراقبة المناطق التي يُحتمل أن تكون خطرة.
وفي هذا السياق، أوضح المقدم فرانسوا قائد سرب طائرات الهليكوبتر الباريسية -في حديث للجزيرة نت- أن الطواقم الجوية ستشارك في الحماية المتعددة الطبقات، لضمان الكشف والتدخل في التهديدات المحتملة في أقرب وقت ممكن، وذلك بتوفير نحو 20 طائرة، ومنها طائرات "رافال" وطائرات الرادار "أواكس" وطائرات "709 إف إن" ومروحيات "فينيك" وطائرات "ريبر" من دون طيار.
وتابع قائلا "ستكون لهذا الطاقم الجوي قدرة مزدوجة تضمن مهمة الأمن الدائم في البيئة الباريسية، وتوفير قدرة قتالية مضادة للطائرات من دون طيار، فضلا عن تدمير الطائرات المحظورة".
من جانبه، أشار الجنرال أرنو بورغينيون إلى وضع نظامين محددين للأمن الجوي في دورة الألعاب الأولمبية، أحدهما في منطقة "إيل دو فرانس" والآخر في "مرسيليا"، وسيشارك في هذه المهمة أكثر من 2400 طيار بأجهزة مسلحة بالكامل.
وأضاف أنه سيوضع عدد معين من الأنظمة التي تسمح بالتعامل مع التهديدات التي تصل إلى ارتفاعات عالية وبسرعة، وصولا إلى التهديدات التي ستصل إلى أدنى مستوى ممكن وببطء، مثل الطائرات من دون طيار الصغيرة.
وعليه، "سننشر طائرات من نوع أواكس لتعزيز قدرة الكشف في المنطقة بالرادار، وسنقوم بإعداد طائرات من دون طيار تتمتع بميزة الفيديو، للتركيز على بعض المجالات المحددة التي نحتاج إلى مراقبتها في أقرب مكان ممكن من الحدث"، حسب قوله.
طائرات "709 إف إن" المشاركة في تأمين سماء باريس خلال دورة الألعاب الأولمبية (الجزيرة) تعاون أوروبيتشكل قبة الحماية الجوية تحدّيا مرتبطا بعدد المواقع والفعاليات المطلوب تأمينها، وسيمثل ذلك 20 ألف ساعة من المراقبة. وفي هذا الإطار، كشف الجنرال بورغينيون -للجزيرة- عن وجود تعاون مع قوات أوروبية حصرا للمساعدة في تأمين الحدث.
ويوضح قائلا "لقد قامت القوات الجوية الفرنسية بالمشاركة في مراقبة أولمبياد لندن في عام 2012. وهذا العام يساعدنا البريطانيون في نظام مكافحة الدرون، كما يزودنا الإسبان بنظام كشف لتعزيز قدراتنا الجوية في جنوب فرنسا، ووفر لنا الألمان بنادق من دون طيار على شكل جهاز تشويش تم تدريب الجنود الفرنسيين على استخدامها".
وأكد الجنرال المسؤول عن نظام الأمن الجوي للأولمبياد أنه حتى مع وجود التعاون الخارجي "نضع دائما ضابطا فرنسيا مع الفريق الأجنبي، لأنه الوحيد القادر على اتخاذ قرار التدخل".
وعلى نهر السين، ستتم تعبئة 86 قاربا لدواع أمنية، مع 94 قاربا لنقل الرياضيين، كما قام الجيش بتركيب أجهزة السونار في المياه للكشف عن الأجسام المجهولة الهوية أو الاختراقات المحتملة. وعلى طول النهر -الذي سيكون محط أنظار العالم الجمعة- ستمنع الحواجز البحرية المضادة للتسلل تحت الماء أي محاولة للوصول غير المصرح به إلى المياه.
وبدءا من الساعة الواحدة ظهرا من اليوم الخميس سيتم توسيع المناطق الحمراء بشكل أكبر حول نهر السين، بهدف حظر وصول أي سيارة باستثناء سلطات إنفاذ القانون وخدمات الطوارئ والمنظمين، كما ستُغلق جميع محطات المترو الواقعة بالقرب من النهر.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات دورة الألعاب الأولمبیة الطائرات من دون طیار طائرات من دون طیار
إقرأ أيضاً:
مشادة حادة بين الجنرال الأمريكي مايكل كوريلا وأحد جنوده.. ما السبب؟
كشفت وسائل إعلام عن فتح تحقيق ضد جنرال أمريكي كبير بسبب مشادة حادة بينه وبين أحد مرافقيه العسكريين.
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية فإن قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال مايكل كوريلا، قد تورط في أعمال عنف تجاه أحد جنوده على خلفية "مشادة حادة" خلال رحلة إلى "إسرائيل".
في حين قالت القيادة المركزية الأمريكية: "لسنا على علم بأي تحقيق، باستثناء تقارير وسائل الإعلام."
وبحسب الصحيفة العبرية فقد فتح الجيش الأمريكي تحقيقاً ضد الجنرال مايكل كوريلا للاشتباه في قيامه بدفع أحد أفراد الطاقم الجوي أثناء رحلة إلى "إسرائيل" في أيلول/ سبتمبر.
وفي التفاصيل فقد نشب الخلاف بعد "مشادة حامية" على خلفية انقطاع في الاتصالات ومشاكل لوجستية على متن الطائرة المتجهة إلى "إسرائيل"، حيث طلب أحد أفراد الطاقم من كوريلا الجلوس وربط حزام الأمان لضمان سلامته، إلا أن الجنرال يُزعم أنه "فقد أعصابه"، وهاجم الجندي ودفعه بعنف.
وحتى الآن، لم يتم إيقاف كوريلا عن العمل، رغم أن الضباط الآخرين الذين ينتهكون قواعد السلوك يتم إيقافهم عن العمل عادةً إلى حين انتهاء التحقيقات، والتي قد تستمر لأشهر.
تم تعيين كوريلا، 58 عامًا، في نيسان/ أبريل 2022. وكان من المتوقع أن يركز نشاطه على ساحتي العراق وأفغانستان، لكن هجوم حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر حول تركيزه إلى "إسرائيل". وقد شملت مسؤولياته تنسيق الدفاع عن "إسرائيل" عندما شنت إيران هجومًا جويًا في نيسان/ أبريل الماضي.
زار الجنرال كوريلا "إسرائيل" خلال العامين الماضيين أكثر من 15 مرة، كجزء من مهامه.
تقول الصحيفة إن كوريلا زار "إسرائيل" أول مرة حين كان ضابطًا شابًا في الثمانينيات من القرن الماضي، و"وقع في حبها".
يذكر أن التعاون القوي بين "إسرائيل" والجيش الأمريكي تطور بفضل جهود كوريلا وعناصر أخرى تحت قيادته. فقد بادر بإرسال حاملات الطائرات الأمريكية الكبيرة للدفاع عن "إسرائيل" بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023. ويصفه البنتاغون بأنه "جرافة" يعرف كيف يحصل على ما يريد، خاصة فيما يتعلق بالطلبات الإسرائيلية التي لا تستجيب لها واشنطن بسرعة.