تناولت صحف عالمية وإسرائيلية زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للولايات المتحدة، مشيرة إلى أن الهدف منها هو إطالة أمد الحرب وليس إنهاءها.

فقد قالت صحيفة "هآرتس" إن نتنياهو لم يذهب إلى واشنطن لإنهاء الحرب بل لإطالة أمدها، وحشد الدعم ليس فقط للحصول على الأسلحة الأميركية، وإنما لمواصلة الحرب وفرض السيطرة على قطاع غزة للأبد.

وأضافت الصحيفة -في مقال تحليلي- أن ما سماه نتنياهو نزع السلاح وفرض السيطرة الأمنية الإسرائيلية على القطاع "قد يمهد الطريق لبناء مستوطنات فعلية، كما هو الحال مع الضم الفعلي للضفة الغربية"، مشيرة إلى أن "التسوية الفعلية تبدأ دائما تحت ستار الأمن".

وفي موقع "إنترسبت" الأميركي، قال الكاتب جونا فالديز إن رئيس الوزراء الإسرائيلي أهان وشوّه سمعة الحركة الاحتجاجية المؤيدة لفلسطين بالمعلومات المضللة، بينما صفق له الكونغرس.

وأوضح الكاتب أن "نتنياهو ادعى أن الحركة الاحتجاجية المؤيدة للفلسطينيين تمولها الحكومة الإيرانية، دون تقديم أي أدلة لإثبات ادعائه"، مشيرا إلى أن هجمات نتنياهو -الذي يواجه اتهامات بارتكاب جرائم حرب– على المحتجين أظهرت قوة حركتهم.

وفي السياق، قالت مجلة "نيوزويك" الأميركية إن عددا من الديمقراطيين أعربوا عن معارضتهم لوصول نتنياهو إلى الكونغرس بإعلانهم أنهم لن يحضروا خطابه، لافتة إلى أن النائبة الديمقراطية رشيدة طُليب اتخذت نهجا مختلفا للاحتجاج على الزعيم الإسرائيلي.

وأشارت المجلة إلى أن النائبة الأميركية -من أصل فلسطيني- لفتت الانتباه عندما رفعت لافتات كتب فيها "مجرم حرب" و"مذنب بارتكاب إبادة جماعية" وأكدت أنها لن تتراجع عن قول الحقيقة أمام السلطة.

تصريحات لا يمكن التأكد منها

كما تناول مقال في "نيويورك تايمز" اعتراض المتظاهرين الأميركيين وجماعات حقوق الإنسان على خطاب نتنياهو أمام الكونغرس، مشيرا إلى أن "بعض تصريحاته في ظل حرب غير متكافئة لا يمكن التحقق منها".

وقال المقال إنه "من الصعب مقارنة أعداد الضحايا بسبب التحديات في مناطق الحرب والظروف الفريدة لكل معركة"، هذا بالإضافة إلى أن مئات الآلاف من سكان غزة يواجهون خطر المجاعة والموت.

وفي مجلة "ذا نيشن"، قال الكاتب ديلان سابا، إن إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن إنهاء حملته الانتخابية أسعد الكثير من الأميركيين، لكنه لم يجلب أي راحة للفلسطينيين في غزة. وأشار الكاتب إلى أن تصعيد النزاع الإقليمي قد يؤدي إلى تدخل عسكري أميركي مباشر.

وقال المقال، إن الحل الوحيد لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار في غزة هو الضغط على نائبة الرئيس والمرشحة المحتملة للرئاسة كامالا هاريس حال انتخابها لتغيير السياسة الأميركية تجاه إسرائيل، معتبرا أن استمرار السياسات الحالية "قد يؤدي إلى عواقب مدمرة".

بدورها، نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن زيارة وفد التفاوض الإسرائيلي إلى العاصمة القطرية الدوحة لإجراء مباحثات بشأن التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى تم إرجاؤها من اليوم الخميس إلى الأسبوع المقبل.

وقال المسؤول الإسرائيلي -الذي طلب عدم الكشف عن هويته- إن سبب تأجيل الزيارة هو انتظار نتائج اللقاء المقرر، اليوم الخميس، بين رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الأميركي في واشنطن.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات إلى أن

إقرأ أيضاً:

خبراء: سحب حاملات الطائرات الأميركية محاولة لـهز العصا في وجه نتنياهو

اتفق خبراء على أن سعي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتأزيم الموقف وإعاقة التوصل إلى صفقة، يثير استياء الإدارة الأميركية، إضافة إلى دعمه للمرشح الجمهوري دونالد ترامب.

وفيما يتعلق بقرار الإدارة الأميركية بسحب حاملات الطائرات من منطقة الشرق الأوسط دعا أستاذ العلوم السياسية الدكتور حسن أيوب إلى ربط ذلك بما صدر قبل 3 أيام من الرئيس الأميركي جو بايدن الذي قال "إن نتنياهو لا يفعل ما فيه الكفاية للتوصل إلى صفقة".

وأضاف خلال -حلقة (6-9-2024) من برنامج "غزة.. ماذا بعد؟"- أن هذا القرار يدل على أن أميركا تريد أن "تهز العصا" قليلا في وجه نتنياهو الذي يريد تأزيم المشهد -وفق رؤية واشنطن- مما قد يدفع إيران إلى العودة إلى الميدان والرد مجددا.

واتفق الخبير في سياسات الأمن والدفاع بنجامين فريدمان مع أيوب في رأيه وقال إن نتنياهو كان يعارض الحزب الديمقراطي بشكل واضح منذ إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، وهو ما يكرر فعله الآن. وأضاف أن نتنياهو يريد أن يعود ترامب إلى سدة الحكم، وأن يواصل هو بناء المستوطنات.

كما لفت أيوب إلى أن نتنياهو يمارس دعاية انتخابية لصالح المرشح ترامب، بامتناعه عن قبول مبادرات إدارة بايدن مرارا وتكرارا، ويتضح ذلك جليا -وفقا لأيوب- في خروجه بتصريحات تناقض مسؤولي الإدارة الأميركية في كل مرة يتحدثون فيها عن قرب التوصل لاتفاق.

خياران صعبان

وبحسب أيوب فإن إدارة بايدن تمر بواقع سياسي حساس وتواجه خيارين صعبين: إما أن تمارس ضغطا علنيا ومكشوفا على نتنياهو وتحمله مسؤولية تعطيل الصفقة، وهو ما قد يكلفها الكثير من الأصوات، وإما أن تدير ظهرها لأصوات الناخبين العرب والجناح التقدمي المدعوم بمظاهرات الطلاب المتجددة.

كما أوضح أن تصاعد الموقف في غزة واحتمالات التصعيد الإقليمي للحرب تؤثر على مصالح أميركا في المنطقة، وهو ما يدركه نتنياهو جيدا، ولذلك فإنه يعمل على إضعاف مواقف إدارة بايدن على أمل أن يفوز ترامب بالانتخابات، ليلبي له "قائمة أمنياته".

وأكد أن تصرفات الحكومة الإسرائيلية الحالية تجعل أميركا تخسر الكثير على مستوى علاقاتها وتحالفاتها ومصداقيتها في المنطقة، وتدفع حلفاء واشنطن في المنطقة للتحرك للدفاع عن مصالحهم.

وأشار أيوب إلى أن الإدارات الأميركية المتعاقبة زودت إسرائيل بكل ما تحتاجه حتى أصبحت "قوة إقليمية مقررة"، وأصبحت تتصرف وفق هذا المنطق، موضحا أن مصالحها قد تكون أحيانا على النقيض من المصالح الأميركية، ومع ذلك تسعى لتحقيقها.

الأسرى الأميركيون

ومن جانبه، لفت فريدمان إلى إن التصريحات الأميركية بخصوص حاملات الطائرات يمكن قراءتها في إطار أن هذه القطع العسكرية أُرسلت بهدف ردع إيران والمساعدة في حالة قيامها بهجوم، مع إقراره بأن الخطة غير صائبة من الأساس لأنها ستشجع إسرائيل على إثارة المزيد من المشاكل.

وأوضح أن إرسال حاملات الطائرات لم يكن بقصد بقائها دائما هناك، مشيرا إلى أن إيران قررت على الأرجح ألا تقوم بضربة صاروخية كبيرة، وأن ردها قد لا يحتاج إلى بقاء حاملات الطائرات.

ووصف فريدمان الحديث عن نية واشنطن القيام بصفقة منفردة حول الأسرى الأميركيين فقط بأنه مؤشر واضح على استياء إدارة بايدن من تصرفات نتنياهو، وتزايد شعورها بالإحباط وعدم قدرتها على استخدام نفوذها للضغط على تل أبيب لإنجاح الصفقة.

ونبه إلى أن حكومة نتنياهو لا تحتمل أن تتم صفقة لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى، لأنها تحتوي ضمن تشكيلتها على "وزراء متطرفين"، مشيرا إلى أن تحقيق ذلك يمكن أن يتم في وجود حكومة إسرائيلية أخرى.

وأشار فريدمان إلى أن بايدن نفسه عالق في الماضي، ولا يزال ينظر إلى إسرائيل التي تشكلت في الماضي عندما كان سيناتورا، ولم يدرك بعد القيم التي يؤمن بها "الوزراء المتطرفون" الذين يشاركون في الحكومة الإسرائيلية الحالية، والتي تخالف ما تؤمن به أميركا من حرية تعبير ومبادئ ليبرالية.

مقالات مشابهة

  • صحف عالمية: إسرائيل تطبق إستراتيجية قتالها بغزة على الضفة
  • خبراء: سحب حاملات الطائرات الأميركية محاولة لـهز العصا في وجه نتنياهو
  • صحف عالمية: عمليات إسرائيل بالضفة عبثية وعلى هاريس الابتعاد عن بايدن
  • “حاملات طائراتنا لن تبقى في المنطقة للأبد”.. تقرير يكشف عن تحذيرين من واشنطن لنتنياهو
  • نتنياهو المتلعثم.. لعنة بايدن تنتقل إلى رئيس الحكومة الإسرائيلي
  • صحف عالمية: نتنياهو غير معني بعودة الأسرى وواشنطن متواطئة في قتل الفلسطينيين
  • صحف عالمية: إسرائيل تواجه خطرا وجوديا تحت قيادة نتنياهو
  • مقترح أمريكي جديد لإنهاء حرب غزة.. و«نتنياهو» متهم باستخدام المفاوضات لإطالة أمدها!
  • تفاصيل اعتقال عنصر من البحرية الأميركية في فنزويلا
  • مظاهر الفوضى واحتلال الملك العام تعم ساحة جامع الفنا