مدرب يواجه شبح الطرد من «الأولمبياد»!
تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT
باريس (أ ف ب)
أخبار ذات صلة أستراليا والأرجنتين إلى ربع نهائي «سباعيات الرجبي» ميتشيل من «السرطان» إلى «الألمبياد»
يواجه مدرب أسترالي احتمال طرده من قبل بلاده من الألعاب الأولمبية التي تستضيفها باريس اعتباراً من الجمعة، وذلك بعد تشجيعه سباحاً من كوريا الجنوبية على حساب اثنين من مواطنيه.
وقال مايكل بالفري الذي يشكل أحد أعضاء الطاقم التدريبي لفريق السباحة الأسترالي في أولمبياد باريس، في حديث لوسيلة إعلامية كورية جنوبية، إنه يفضّل فوز وو-مين كيم بالذهب على حساب مواطنيه سام شورت وإيلايجا وينينجتون في سباق 400 م حرة.
وسيتواجه السباحون الثلاثة المتوجون سابقاً أبطالاً للعالم اعتباراً من السبت في اليوم الافتتاحي لمنافسات السباحة في مجمع «لا ديفانس أرينا».
وعلّق المدرب الرئيس لفريق السباحة الأسترالي روهان تايلور على ما أدلى به بالفري، قائلاً «أشعر بخيبة كبيرة، خيبة هائلة، أن يقوم مدرب من فريقنا بتشجيع رياضي آخر على حساب رياضيينا، فهذا أمر غير مقبول».
وعمل بالفري مع السباحين الأستراليين زاك إينسيرتي وآبي كونور وأليكس بيركنز، لكنه أشرف أيضاً على السباح الكوري الجنوبي، خلال تمارينه في بريزبين الأسترالية، استعداداً للأولمبياد الباريسي.
ووفقاً لصحيفة «سيدني مورنينج هارالد»، كان بالفري يرتدي ألوان الفريق الأسترالي، حيث أجرى المقابلة مع الصحافيين الكوريين، قائلاً «هيا كوريا» خلال تمنيه التوفيق لكيم.
وقال تايلور، إنه بحاجة لاتخاذ قرار «عملي.. عاجلاً وليس آجلاً» بشأن بقاء بالفري في الفريق، وتحقيق التوازن بين احتياجات سبّاحيه والاستياء الذي تسبّب به.
ورأى أن «الترويج لرياضي غير أسترالي هو أمر غير أسترالي بصراحة، الخيارات هي إما أن يعود إلى منزله أو يبقى، وما هو تأثير ذلك على أداء الفريق»، مضيفاً «إذا عاد إلى المنزل، علينا العثور على مدرّبين آخرين لحمل العبء، ومدرّبونا مرهقون حقاً».
أما «إذا بقي، فالأمر يتعلّق بديناميكية الفريق، وما إذا كان المدرّبون الآخرون يمكنهم دعم ذلك ويمكن للرياضيين القيام بعملهم من دون أن يشتّت تركيزهم».
ووصفت رئيسة البعثة الأسترالية آنا ميريس تعليقات بالفري بأنها «خطأ جسيم في الحكم»، مضيفةً «مثل الكثير من الناس، كانت مفاجأة وصدمة، أفكاري الأولى كانت موجّهة إلى الرياضيين ورفاهيتهم».
تحدّث زاك ستابلتي-كوك الذي يستعد للدفاع عن لقبه في سباق 200 متر صدراً، إلى زميليه وينينجتون وشورت الخميس وقال إنهما «لم يكونا منزعجين كثيراً بصراحة» من الذي حصل، مضيفاً «نعم، إنه أمر مخيب للآمال لكنه لم يهز القارب كثيراً»، أي أنه لم يزعزع الاستقرار في الفريق الأسترالي.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: أستراليا كوريا الجنوبية السباحة باريس أولمبياد باريس 2024
إقرأ أيضاً:
السودان يواجه مصيراً مجهولاً- هل ينقسم أم يتوحد؟
يشهد المشهد السياسي والعسكري في السودان تدهوراً متسارعاً وغير مسبوق، مما يهدد بتمزيق نسيج البلاد ، مع بوادر وجود حكومتين منفصلتين: واحدة في بورتسودان بقيادة الجيش، والأخرى محتملة في الخرطوم أو دارفور تحت إشراف قوات الدعم السريع. هذا التطور، الذي يُعيد للأذهان سيناريوهات شبيهة بتقسيم السلطة في دول مثل ليبيا، يحمل في طياته مخاطر جمة على وحدة السودان واستقراره.
خطر الانقسام السياسي والعسكري
يعكس إعلان قوات الدعم السريع عن تأسيس حكومة موازية عمق الانقسام السياسي، ويدل على فشل الجهود المبذولة للتوصل إلى حل تفاوضي للأزمة. من مسارات التفاوض التي لم تحقق اختراقًا يُذكر منذ اندلاع الصراع في أبريل الماضي. في المقابل، يواصل الجيش العمل من بورتسودان، متشبثًا بموقعه كصاحب الشرعية، مما يعمق من حالة الاستقطاب السياسي.
يهدد وجود حكومتين متوازيتين بانهيار الدولة، وتعميق الانقسامات الاجتماعية والعرقية، وفتح الباب أمام التدخلات الخارجية ، حيث تتبدد سيادة القانون ويترسخ منطق السيطرة العسكرية على الأرض. هذا الوضع سيخلق بيئة خصبة لنمو الميليشيات، وتعزيز الانقسامات العرقية والقبلية، وازدياد التدخلات الإقليمية والدولية.
التداعيات الإقليمية والدولية
و أصبحت الأزمة السودانية قضية دولية معقدة، حيث تتنافس القوى الإقليمية والدولية على النفوذ، مما يزيد من تعقيد الأزمة ووضعهم في موقف حرج. فالاعتراف بأي من الحكومتين قد يُفسر على أنه انحياز لطرف على حساب الآخر، مما يضاعف من تجاذبات المصالح الإقليمية والدولية داخل السودان.
على الصعيد الإنساني، يؤدي غياب سلطة موحدة إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، حيث يعاني ملايين السودانيين من النزوح والجوع والأمراض. انقسام السلطة سيجعل من الصعب التنسيق مع الجهات الدولية لتقديم المساعدات في ظل تعدد الفاعلين وتضارب المصالح.
غياب الحوار والنتائج الكارثية
التصعيد العسكري المستمر وتجاهل الحلول السلمية يدفعان البلاد نحو حافة الهاوية، ويهددان بتفككها وهو ما أوصل البلاد إلى هذه المرحلة الحرجة. التلويح بورقة الحكومتين ليس سوى استمرار لنهج التصعيد الذي يغلق أبواب الحل السياسي. إذا استمرت هذه الديناميكية، فإن البلاد مهددة بالتفكك إلى كيانات متناحرة، مما يعيد إلى الأذهان تجارب دول أخرى غرقت في مستنقع الحروب الأهلية.
الحل الممكن العودة للحوار
التجارب السابقة أثبتت أن الحروب لا تُفضي إلى سلام مستدام. لا بد من العودة إلى طاولة المفاوضات، ليس كخيار ثانوي، بل كضرورة وطنية. على القوى الإقليمية والدولية الضغط على جميع الأطراف لقبول تسوية سياسية شاملة، تضع مصلحة السودان فوق الاعتبارات الشخصية والسياسية.
إن الحفاظ على وحدة السودان واستقراره يتطلب حواراً شاملاً وجاداً بين جميع الأطراف، وإلا فإن البلاد ستواجه مستقبلاً مجهولاً مليئاً بالتحديات
إن سيناريو تقسيم السودان إلى حكومتين ليس مجرد احتمال، بل هو خطر حقيقي يتطلب مواجهة جادة وقرارات شجاعة من كل الأطراف. الحوار وحده هو السبيل لتجنب هذا المصير المأساوي، والحفاظ على وحدة السودان وأمنه ومستقبله.
zuhair.osman@aol.com