اختراع إمحوتب.. دراسة تكشف سر بناء أهرامات مصر
تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT
لفترة من الزمن، اعتقد الباحثون أن العمال المصريين استخدموا مزيجا من المنحدرات والزلاجات والحبال والرافعات لبناء الأهرامات، لكن دراسة جديدة لأقدم هرم في مصر أجريت من قبل فريق من المهندسين وليس علماء آثار، تقول إن المهندسين المعماريين القدماء استعلموا الماء للقيام برفع الأحمال الثقيلة.
ويدعي تحليل للهرم المتدرج الذي بناه الفرعون زوسر من حوالي عام 2680 قبل الميلاد، وهو أول هرم معروف أنه تم بناؤه في مصر، أنه كشف عن نظام معقد لإدارة المياه تضمن مصعدا هيدروليكيا.
تم إجراء البحث من قبل فريق من المهندسين وعلماء الهيدرولوجيا وغيرهم من الخبراء الفرنسيين.
وتزعم الدراسة، التي نشرت، الأربعاء، على موقع "ResearchGate"، أنها كشفت عن طريقة جديدة تماما ربما استخدمها المصريون لبناء أهراماتهم وتسلط الضوء على مدى تقدم المعرفة التقنية لهذه الحضارة القديمة.
ركز الفريق الفرنسي على مجمع زوسر، الذي كان فرعونا في الأسرة الثالثة من المملكة المصرية القديمة، بدلا من أهرامات الجيزة الأكثر شهرة، لأنهم أرادوا أن يكونوا قادرين على تتبع تطور تقنيات البناء في مصر القديمة، كما يقول كزافييه لاندرو، المهندس الذي قاد الدراسة.
والظروف على طول وادي النيل عندما حكم زوسر ، في القرن 27 قبل الميلاد، كانت لا تزال أكثر رطوبة مما هي عليه اليوم، كما يؤكد لاندرو وزملاؤه.
وقد أظهرت الأبحاث السابقة بالفعل أدلة على حدوث فيضانات عنيفة في وادي أبو صير خلال فترة الأسرة الثالثة، ويضيفون: "قبل الأسرة الرابعة، من المحتمل أن تكون هناك مشاكل مع الفيضانات أكثر من نقص المياه"، وفق لاندرو.
وتجدر الإشارة أيضا إلى أن الأبحاث الحديثة أظهرت أنه خلال المملكة القديمة، كان للنيل فرع إضافي، جف الآن، يمتد على بعد بضعة كيلومترات غرب مجرى النهر الحالي، أقرب بكثير إلى أهرامات الجيزة وسقارة.
وكان من الممكن أن يكون الفرع الجاف ممرا مائيا لا يقدر بثمن لجلب المواد والأشخاص إلى مواقع البناء. ويتفق لاندرو مع البحث الذي يظهر أن الفرع الجاف كان موجودا، ولكن نظرا لأن هضبة سقارة مرتفعة عن وادي النيل، فمن المنطقي أن تأتي إمدادات المياه في الموقع من الجبال إلى الغرب، وتتدفق بشكل طبيعي عبر نهر أبو صير.
بمجرد التحكم بمياه أبوصير بواسطة السد، من المحتمل أن تتجمع في بحيرة اصطناعية وتدخل في العمل الهندسي الضخم التالي الذي توصل إليه المصريون، ومجمع زوسر محاط بخندق جاف ضحل، يعتقد معظم الباحثين أنه وفر الحجارة للهرم والمباني المحيطة.
بالنسبة لأي مهندس هيدروليكي، فإن الخندق العميق هو نظام تقليدي لتنقية المياه، يستخدم لإزالة الرواسب من مياه الفيضانات المزعجة: يذهب الماء إلى الحجرة الأولى، وتستقر الرواسب في القاع، ويمر الفائض فقط من الأعلى إلى الحجرة التالية، حيث تتكرر العملية، وفق ما يشرح لاندرو. لهذا السبب توجد آبار للمياه تربط السطح بالحجرة الثالثة، حيث كان من الممكن أن تكون المياه أنظف ويمكن استخدامها لإرواء عطش السكان المحليين، كما يقول.
كان من الممكن أيضا توصيل المقصورة الثانية في محطة معالجة المياه المعقدة هذه بشبكة من 7 كيلومترات من خطوط الأنابيب التي تمر تحت مجمع زوسر، ويؤدي أحد خطوط الأنابيب مباشرة إلى عمود رأسي يبلغ عمقه 28 مترا ويرتفع في وسط هرم زوسر. وفي الجزء السفلي من العمود، اكتشف علماء الآثار صندوقا مصنوعا من كتل الغرانيت، مع ثقب وحجر كبير يسد الفتحة.
فسر الباحثون الأوائل صندوق الغرانيت على أنه تابوت، لكن في الدراسة الجديدة تقول إنه كان عبارة عن غرفة يمكن ملؤها بالماء لرفع مصعد من الخشب إلى وسط هرم، كما يفترض لاندرو وزملاؤه.
وخلص لاندرو وزملاؤه إلى أن بعض كتل الحجر الجيري في الهرم البالغ عددها 2.3 مليون كتلة، والتي تزن كل منها 300 كيلوغرام في المتوسط ، ربما تكون قد رفعت بهذه الطريقة.
وخلصت الدراسة إلى أن نظام الماء ربما كان من اختراع إمحوتب، المهندس المعماري الشهير الذي ينسب إليه بناء هرم زوسر.
ويعمل الفريق الفرنسي الآن على محاولة فهم ما إذا كان تسخير الطاقة المائية قد استخدم أيضا للمساعدة في بناء الأهرامات الأخرى اللاحقة من الأسرة الرابعة ، وخاصة الهرم الأكبر خوفو.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: کان من
إقرأ أيضاً:
مشروبان شائعان يقللان خطر الإصابة بسرطان الرقبة والرأس.. دراسة تكشف السر
هل اعتقدت يومًا أن تناول مشروبك الصباحي قد يقلل من خطر إصابتك بسرطان الرأس أو الرقبة؟ أو حتى يمنع إصابتك بهذا المرض الخبيث، هذا ما أظهرته دراسة جديدة، أكدت أنّ تناول من 3 إلى 4 أكواب من القهوة أو الشاي يوميًا مرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأنواع معينة من المرض بنسبة 41%، وفقًا لتحليل أجراه باحثون في كلية الطب بجامعة يوتا ومعهد هانتسمان للسرطان بأمريكا.
دراسة تكشف فوائد الشاي والقهوة على مرضى السرطانعادة ما يتطور مرض السرطان في أكثر من 30 منطقة بالرأس والرقبة، بما في ذلك الفم والشفتين والحلق والأنف والجيوب الأنفية والغدد اللعابية، وفقًا لمؤسسة أبحاث السرطان في بريطانيا، ويُجرى الإبلاغ عن حوالي 12 ألفا 800 حالة إصابة جديدة بسرطان الرأس والرقبة في بريطانيا كل عام، وحوالي 4 آلاف 100 حالة وفاة مرتبطة بهذا المرض.
ووفقًا لصحيفة «ذا صن» البريطانية، فقد قام الباحثون بتحليل 14 دراسة حول استهلاك القهوة والشاي، والتي تضمنت معلومات عن 9 آلاف 548 مريضًا بسرطان الرأس والرقبة و15 ألفا 783 شخصًا غير مصابين بالمرض، وأكمل المشاركون في الدراسة استبيانات حول عدد أكواب القهوة والشاي التي تحتوي على الكافيين ومنزوعة الكافيين التي شربوها كل يوم أو أسبوع.
وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يشربون أكثر من 4 أكواب من القهوة المحملة بالكافيين يوميًا، لديهم فرصة أقل بنسبة 17% للإصابة بسرطان الرأس والرقبة بشكل عام، بالمقارنة مع الأشخاص الذين لا يشربون القهوة.
وكان لدى هؤلاء الأشخاص أيضًا احتمالات أقل بنسبة 30% للإصابة بسرطان تجويف الفم، المعروف أيضًا بسرطان الفم، واحتمالات أقل بنسبة 22% للإصابة بسرطان الحلق، ويُبطئ شرب 3 إلى 4 أكواب من القهوة خطر الإصابة بسرطان البلعوم السفلي بنسبة 41%، وهو نوع نادر من السرطان يتطور في الجزء السفلي من الحلق، أما بالنسبة للشاي فقد بدا أنه يخفض خطر الإصابة بسرطان البلعوم السفلي بنسبة 29%.
الكافيين والسرطان.. ما العلاقة؟علق الدكتور فؤاد عبد الشهيد، أخصائي الأورام السرطانية، خلال حديثه لـ«الوطن»، على الدراسة المذكورة بالصحيفة البريطانية، موضحًا أنّ الشاي والقهوة بالفعل لهما خصائص تساعد على خفض فرص الإصابة ببعض أنواع مرض السرطان، بسبب احتوائهما على مضادات الأكسدة، كما أن التطبيق الموضعي للكافيين على الجلد أحيانًا قد يساعد على حماية الجلد من تأثيرات الأشعة فوق البنفسجية الضارة، التي من الممكن أن تحفز الإصابة بالسرطان.