البخارة تناقش أزمة التلوث في مهرجان الحمامات الدولي
تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT
يستمر مهرجان الحمامات الدولي في الاحتفاء بالتجارب المسرحية التي تعالج قضايا مختلفة على غرار مشاكل التلوث البيئي والتي نجد تفاصيلها في مسرحية البخارة للمخرج صادق الطرابلسي.
مسرحية البخارة من إنتاج مسرح أوبرا- تونس وأداء رمزي عزيز، ومريم بن حسن، وعلي بن سعيد، وبليغ مكي، وبلال سلاطنية وهي تعالج مشكلة التلوث البيئي الذي تعاني منه قابس.
وتدور أحداث مسرحية البخارة من خلال خمس شخصيات تطل من وسط ضباب يحاكي تسرب البخارة في الأجواء، لتروي أوجاع مواطنين يرزحون تحت عبء التلوث الذي نخر الأجساد والأرواح، والشخصيات هي "المولدي" وابنه "نضال"، وابنه "يحيي" وزوجته "دلال" وهي عائلة أنهكها التلوث، في مواجهة مالك المشروع المتسبب فيه.
وعلى خشبة المسرح لجأ مخرج مسرحية الباخرة إلى التقنيات السينمائية القائمة على غرار المونتاج الموازي الذي يتشابك فيه حدثان مختلفان ومتوازيان في الزمان مما خلق تأثيرا دراميا على الأحداث.
وفي مجاراة لحالة الاختناق التي تسببها البخارة المتصاعدة من المجمعات الكيميائية يتخذ النص نسقا تصاعديا من خلال الموسيقى التي تنطلق من نوتة بسيطة مسموعة تنتهي إلى صخب وضجيج يؤلف تلوثا سمعيا.
ومع تدفق الحكايات على المسرح داخل أحداث مسرحية البخارة يجد المشاهد نفسه وجها لوجه مع معضلة التلوث التي ترزح قابس تحت عبئها، وتظهر المعاناة في هيئات مختلفة؛ ومنها الاختناق، الأمراض تنفسية، السرطان، الأجنة المشوهة، والموت.
40 سنة تلوث40 سنة من التلوث سعت مسرحية البخارة إلى اختزالها في عمل حاول الحفر في قضية بيئية مستمرة، واستندت في ذلك إلى وقائع ملموسة وأحداث حقيقية استقاها المخرج من مناضلين من أجل الحقوق البيئية، وإن كانت البخارة تنطلق من معضلة محلية في تونس إلا أنها تحمل بعدا كونيا تجلى في السينوغرافيا التي لا تصرح بأن الأحداث تدور في "قابس" بل تحملك إلى أي مكان في العالم يعاني من آفة التلوث.
ونجح الديكور المتحرك في كشف المعاناة ويحكي الممثلون على ألسنة الشخصيات وجع جيل ما انفك يصرخ من أجل حقه في بيئة صحية، وأن يتنفس هواء نقيا وأن يسبح في بحر لا تشوبه المواد الكيميائية.
وفي نقطة فارقة في مسرحية البخارة ينزع الممثل رمزي عزيز الشخصية التي تقمصها ويتحدث بلسانه وهو الذي عايش أثر التلوث في قابس إذ عرفها نعيما بواحاتها وبحرها وصفاء هوائها قبل أن تنتشر فيها رائحة الموت، فهذا العمل المسرحي الذي يصور تأثيرات التلوث على الإنسان والبيئة، ينقل هواجس المتضررين من السموم التي تملأ الأجواء ويذكر بحقهم في بيئة سليمة وفي حياة خالية من الأمراض.
وبعد عرض مسرحية البخارة سيكون جمهور مهرجان الحمامات الدولي على موعد مع سهرة الأغنية التونسية بقيادة المايسترو محمد الأسود وبمشاركة غازي العيادي وأسماء بن أحمد ومهدي العياشي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مهرجان الحمامات الدولي تونس مهرجانات 2024 مهرجان الحمامات
إقرأ أيضاً:
مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح يحتفي بـ جلال الشرقاوي
خصص مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، برئاسة الفنان والمخرج مازن الغرباوي ندوة للاحتفاء باسم الفنان الراحل جلال الشرقاوي،، وحفل توقيع لكتاب أعده الدكتور مدحت الكاشف ضمن إصدارات المهرجان بالتعاون مع دار حابي للنشر ، وأدارت اللقاء الدكتورة عبير فوزي أحد تلامذة المخرج الكبير جلال الشرقاوي .
ةقالت الدكتورة عبير فوزي: "الفنان الراحل جلال الشرقاوي مدرسة مسرحية كبيرة، تخرج منها العديد من التلاميذ، ومهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي يهتم بتكريم رموز المسرح العربي، واليوم نحتفي برمز من رموز مسرحنا المصري، وبحضور الدكتور مدحت الكاشف الذي جمعته علاقة قوية بالشرقاوي، ولذلك قام بعمل كتاب عن الراحل في الدورة التاسعة بالمهرجان يحمل عنوان "ومضات ومواقف"، فهو خير من يحدثنا عن مشواره الفني".
وأضاف الدكتور مدحت الكاشف العميد السابق للمعهد العالي للفنون المسرحية: "أحب أن أذكر في بداية حديثي عن المخرج الراحل جلال الشرقاوي الذي جمعني به مشوار طويل امتد لـ 40 عاما، وأنني لدي معه مواقف كثيرة، وأتذكر منها موقف كان فيه المخرج الراحل يوسف شاهين منذ سنوات عديدة، وأخبرني ( جو ) وقتها أنني سوف أكتب في مذكرات في المستقبل عن علاقتي القوية بالمخرج الراحل جلال الشرقاوي، وفي الحقيقة، وتحقق ما قاله يوسف شاهين.
وتابع : أريد التحدث عن الشرقاوي الإنسان قبل كل شئ لأن مظهره الخارجي بأنه شخصية قوية وقاسية ومتجهمة دائما غير حقيقي ، ولكن ما بدخله كرم إنساني غير مسبوق ورقه، وهو إنسان يسمح باختلاف الرأي لمن حوله، والكوميديا لديه حاضرة، وهو دائما لديه دور مهم جدا ومؤثر في حياة كل من جمعه به علاقة مهنية أو إنسانية، فهو صاحب بصمة خاصة، لأنه تاريخ كبير من الإبداع المسرحي، فهو أخرج كم كبير من المسرحيات الناجحة، وهو جزء في حياة الراحل لا يعرفه أحد فهو كان طفلا غير عادي، في مرحلة الطفولة أصيب بمرض "التيفود" وتم عزله في هذه المرحلة في خيمة هو ووالدته التي رفضت أن تتركه، وشقيقه حلمي الشرقاوي وكان عاشقا للمسرح، ولكن والده كان رافضا دخوله في المجال، وعندما أحب جلال الشرقاوي المسرح كان على علم أن والده سيرفض، مثل ما فعله مع شقيقه، ولكن في المدرسة في مرحلة الابتدائي اختاره مدرس اللغة العربية أن يجسد دور مهم خلال مسرحية تقيمها بالمدرسة، وبعد تخرجه من الثانوية العامة قدم في كلية العلوم، لأنه على علم أن والده هيرفض دخوله الأكاديمية، كل ذلك شكل شخصية الشرقاوي فنيا، ثم ذهب في بعثه إلي روسيا، ووقتها عمل العديد من الأعمال خارج المسرح لكي يصرف علي نفسه .
وقال الفنان والمخرج مازن الغرباوي: "جلال الشرقاوي يمتلك كاريزما وحضور كبير، وتعلمت منه كثيرا خلال دراستي في المعهد العالي للفنون المسرحية، وكنت حريص جدا أن أتعلم منه الكثير، لأنه قيمة فنية، واستفدت منه كثيرا فكان لدي فرصة كبيرة بالاحتراف أثناء تواجدي معه، وفي رحلة مهمة في عمر العلاقة الإنسانية بالراحل وخاصة عندما كان مسرحه مهددا بالغلق، لأنه كان يعتبرني مثل ابنه، وقدمت معه من قبل العرض المسرحي "دنيا أراجوزات" على مسرح جلال الشرقاوي".
وقدم عدد من الحضور مداخلات كثيرة تحدثوا فيها عن مواقف وذكريات ودروس مستفادة مع الراحل جلال الشرقاوي منهم الفنان خالد الذهبي والدكتور سيد خاطر والفنان السوري ثامر العربيد، والكاتب الصحفي والمخرج جمال عبد الناصر ، والكاتب الصحفي محمد طعيمة، والمخرج الكبير عصام السيد، وعقب ذلك قام عدد من الحضور بتوقيع الكتاب الخاص بالمخرج الراحل جلال الشرقاوي من قبل معده الدكتور مدحت العدل .
مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي تقام دورته التاسعة برئاسة الفنان والمخرج مازن الغرباوي، وتستمر فعالياته حتى 20 نوفمبر، وتحمل الدورة اسم المخرج الكبير الراحل جلال الشرقاوي، وتدير المهرجان الدكتورة إنجي البستاوي، ورئيس اللجنة العليا للمهرجان المنتج هشام سليمان، ويرأس المهرجان شرفيا سيدة المسرح العربي سميحة أيوب، ويقام تحت رعاية وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، وسيادة اللواء خالد مبارك محافظ جنوب سيناء وبدعم من وزارة السياحة والآثار وهيئة تنشيط السياحة.