الجميّل: الأولوية للتوحد لإنقاذ لبنان بعيداً عن كل الاعتبارات
تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT
دعا رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل كل اللبنانيين الأحرار الذين يؤمنون بسيادة لبنان وقراره الحرّ ان يتوحدوا وان نضع جانباً كل الاعتبارات الشخصية والحزبية والانتخابية و"الزعاماتية"، فنحن بأمس الحاجة الى توحيد كل الجهود من كل الطوائف لخوض معركة انقاذ لبنان التي لا تحصل من منطلقات طائفية وتتطلب وحدة حال بين كل اللبنانيين الذين يؤمنون بلبنان والدولة.
كلام رئيس الكتائب جاء بعد استقباله النائب السابق فارس سعيد في مكتبه في بكفيا.
رئيس الكتائب رحّب بسعيد مشيراً الى نضال مشترك يعود الى عشرات السنين في معارك الاستقلال الثاني في 14 آذار وإن شاء الله في الاستقلال الثالث بعد رفع الوصاية المفروضة على اللبنانيين والتي تجرّ الويلات على لبنان.
وأكد الجميّل التفاهم مع الدكتور سعيد ومجموعة كبيرة من القوى السياسية والشخصيات على خطورة الواقع الحالي معتبراً أن الأولوية هي لإنقاذ لبنان ومبدياً تخوفه من التطورات في المنطقة والاحتمالات بأن تتدهور الأمور خارج السيطرة فيدفع لبنان واللبنانيون وأهل الجنوب وكل المناطق اللبنانية الثمن مرة جديدة لمغامرة لا تهدف سوى لخدمة مصالح إيران في المنطقة.
واعتبر رئيس الكتائب أن المعركة لبنانية وطنية عابرة للمناطق والطوائف وان إيهام الناس بأن ما نعيشه هو مشكلة طائفية هو ما يريده حزب الله الذي يسعى الى تقسيم اللبنانيين ليرتاح ويكون الأقوى مؤكداً ان اجتماع اللبنانيين على فكرة السيادة واستعادة القرار هو الأمر الوحيد الذي يقيم توازناً مع حزب الله وينقذ لبنان.
وذكر الجميّل ان معركة الاستقلال الأولى لم تحصل لو لم يجتمع اللبنانيون وكذلك الاستقلال الثاني في 14 آذار، والأمر مماثل في الاستقلال الثالث على أن نعود فور انتهاء تحرير القرار إلى التعددية السياسية والى الهموم الأخرى من تطوير النظام السياسي والآليات الدستورية الى الأمور الاقتصادية والتطور والازدهار وغيرها مؤكداً ان أياً من هذه الأمور لا يمكن ان يتحقق إن لم يكن القرار في يد اللبنانيين والمؤسسات وان تسود المساواة تحت القانون والدستور وهذا السبيل الوحيد لانتظام الحياة السياسية.
وقال سعيد بعد اللقاء:" تشرفت باللقاء بعد مدة طويلة وأمام خطورة الأوضاع التي يعاني منها لبنان والمنطقة وخاصة بعد متابعة الأحداث الأخيرة وكلام نتانياهو والموقع الخطير للبنان الذي وضع البلد في عين العاصفة في المنطقة.
أضاف: لمست وعياً كبيراً لدى رئيس الكتائب حول خطورة الوضع وأن الأولوية الأولى اليوم هي انقاذ لبنان لافتاً الى ان حزب الله يريد ان يؤمن مصلحة ايران في المنطقة، ومن عليه تأمين مصلحة لبنان هم المؤتمنون عليه كالنائب الجميّل وهؤلاء عليهم تحديد المصلحة اللبنانية وأهمها انقاذ لبنان من عين العاصفة والمغامرات القادمة ووضع يد ايران وذلك بتأمين مصلحته ومصلحة اللبنانيين التي يجب أن نكون جميعاً مؤتمنين عليها، متمنياً ان يتم مع النائب الجميّل وكل الأطراف الأخرى من كل الطوائف تشكيل نصاب سياسي عريض يأخذ على عاتقه الحفاظ على مصلحة لبنان التي يجب أن تكون امانة في اعناقنا كلبنانيين لا سيما في اعناق الأحزاب العريقة التي دفعت في العام 1982 ثمناً كبيراً لإنقاذ لبنان كما في العام 2006 وهذا الأمر مطلوب مجدداً منها اليوم.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: رئیس الکتائب فی المنطقة الجمی ل
إقرأ أيضاً:
ما بعد المأساة
كتب زياد شبيب في" النهار": تطوّرت علاقة اللبنانيين بفكرة الاستقلال منذ حصوله وحتى الآن بشكل تصاعدي من حيث مستوى القناعة بأهميته،. فهذا الاستقلال الذي بدا منذ لحظة حصوله منقوصاً أو مشكوكاً به من قبل فئات عديدة من اللبنانيين، اتخذ منحى تراجعياً على مدى العقود الممتدة منذ العام 1943 بدل أن يكون تراكم السنين عامل نمو الاستقلال وتعزيزه.
للاستقلال بعد قانوني على المستويين الداخلي والخارجي، وهذا الأخير يكون بالاعتراف الذي تحظى به الدولة من المجتمع الدولي وبالانتساب إلى منظمة الأمم المتحدة وبتطبيق مبدأ عدم التدخل في الشأن الداخلي. وعلى المستوى الداخلي يكون بوجود المقومات الأساسية للاستقلال وقد عبّر الدستور صراحة عن ذلك بمادته الأولى: "لبنان دولة مستقلة ذات وحدة لا تتجزأ وسيادة تامة". وهذه هي القاعدة الأساس التي تحكم كل شيء في الحياة العامة، وكل ما يتناقض معها يكون مخالفاً للدستور.
ومن البديهي القول اليوم وبمناسبة التفاوض الراهن على اتفاق لوقف إطلاق النار بأن الحدود مادة غير قابلة للتفاوض ولا يجوز التفكير بأية ترتيبات من شأنها التراجع شبراً واحداً عن الحدود الدولية بين لبنان وفلسطين المحتلّة.
واليوم في الحرب الدائرة، وأمام احتلال متجدد في الجنوب، وبوجود دول تحرّك الجبهات وتدير المفاوضات وتقرر وقف النار، كل ذلك في غياب الرئيس أو تغييبه، يبلغ لبنان أقصى درجات البعد عن الاستقلال وأعلى درجات التوق إليه في الوقت عينه.
إن تقليص الهوة بين الواقع والمأمول يبدأ بالقناعة بأن تحقيق الاستقلال يكون ببناء دولة واحدة حقيقية تجمع وتبني وتحمي، ويدين الجميع لها دون غيرها بالولاء، وبإلغاء الحواجز
المقامة بين المواطنين وبينها وإلغاء كيانات الحماية السياسية الطائفية التي تجذرت وحلّت محلها.