نفى القيادي السابق في حركة فتح، محمد دحلان، ما جاء في تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" بشأن إمكانية توليه إدارة غزة في المرحلة المقبلة بناء على قبول من  إسرائيل وحماس والقوى الأجنبية مثل الولايات المتحدة ودول الخليج.

وشدد دحلان في بيان على حسابه بموقع "أكس"، الخميس على "توفير خطة عمل دولية موثقة ومجدولة تفضي إلى تجسيد نضالات شعبنا بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس،" وقال "لقد أعلنت مرارا رفضي لقبول أو أداء أي دور أمني أو حكومي أو تنفيذي".

وأضاف "مرة تلو أخرى تطرح أو تسرب سيناريوهات مختلفة إلى وسائل الإعلام عن مخارج وترتيبات اليوم التالي للحرب المدمرة التي شنها ويواصلها الاحتلال الإسرائيلي، وأحيانا يتم الزج باسمنا لخلق بعض الإثارة".

وتابع "لذلك ومجددا نؤكد كل زملائي وأنا شخصيا بأننا لسنا هنا إلا لتقديم كل ما نستطيع لإغاثة أهلنا في غزة."

وتحدث عن ضرورة وقف الحرب، قائلا "نؤكد وبشدة بأن وقف الحرب هي الأولوية القصوى لدينا، ولن ندعم أي خيار إلا ضمن تفاهمات وطنية فلسطينية تقودنا إلى إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني عبر عملية ديموقراطية شفافة".

مرة تلو أخرى تطرح أو تسرب سيناريوهات مختلفة إلى وسائل الإعلام عن مخارج وترتيبات اليوم التالي للحرب المدمرة التي شنها ويواصلها الإحتلال الإسرائيلي، وأحيانا يتم الزج باسمنا لخلق بعض الإثارة.

— Mohammad Dahlan محمد دحلان (@mohammad_dahlan) July 25, 2024

 

وجاء بيان القيادي الفلسطيني بعد تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية قالت فيه إن بعض المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين والعرب يشجعون تمكين دحلان، الرئيس السابق لجهاز الأمن السابق في قطاع غزة، والذي حاول في السابق سحق حركة حماس المسلحة، قبل أن يتم نفيه في وقت لاحق من الضفة الغربية، حيث يعيش الآن في أبوظبي.

ووفقا للصحيفة، طُرح اسم دحلان، الذي كان يتنقل مؤخرًا بين الإمارات ومصر، في المفاوضات كحل مؤقت لمسألة من سيتولى قيادة قطاع غزة بعد حكم حماس، بحسب مصادر في حماس ودول عربية.

وذكرت أن دحلان قدم نفسه مؤخرًا في محادثاته مع حماس وفتح باعتباره الشخص الذي قد يشرف في نهاية المطاف على توزيع المساعدات الإنسانية نيابة عن الإدارة الجديدة في قطاع غزة.

وبحسب ما نقلت الصحيفة عن مسؤولين عرب كبار، فإن إحدى الخطط المطروحة على الطاولة تقترح أن يرأس دحلان قوة أمنية فلسطينية قوامها 2500 جندي، وستعمل القوة بالتنسيق مع قوة دولية لحفظ الأمن، بينما ستنسحب قوات الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة.

وأوضحت أن أفراد هذه القوة سيخضعون لفحص أمني من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر، ولن يكون لديهم ولاء واضح للسلطة الفلسطينية. وفي حالة تنفيذ الخطة، ستتمكن هذه القوة من توسيع صلاحياتها والمساعدة في إعادة إعمار قطاع غزة.

وقال محللون سياسيون إسرائيليون للصحيفة إن دحلان هو أحد الزعماء الفلسطينيين الذين نادرًا ما يكون أحدهم مستقلًآ عن حماس، والسلطة الفلسطينية التي تدير أجزاء من الضفة الغربية، ما يجعله شخصًا يمكن للحكومة الإسرائيلية أن تعمل معه.

وفي واشنطن، حيث رأته إدارة الرئيس الأميركي السابق، جورج دبليو بوش، في ذلك الوقت رئيسًا فلسطينيًا مستقبليًا، وصفه بعض المسؤولين سرًا بأنه لاعب رئيسي منذ أن هاجمت حماس إسرائيل في 7 أكتوبر، ما أدى إلى اندلاع الحرب.

ودحلان، رجل الأعمال الثري الذي نشأ فقيرا في غزة، ظل على هامش السياسة الفلسطينية لأكثر من عقد من الزمن، بحسب الصحيفة، وقال مؤخرا إنه لا يريد أن يقود غزة بنفسه. لكن لديه حزبًا سياسيًا نشطًا هناك وله صلات بمجموعات على الأرض يمكن أن تساعد في تشكيل قوة أمنية للمرور من نهاية القتال إلى ما سيأتي بعد ذلك.

ومنذ بدء الحرب التي جاءت بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر، أوضحت الصحيفة أن دحلان كان يتنقل بين الإمارات التي من الممكن أن تساعد في تمويل إعادة إعمار غزة وتوفير قوات لقوة استقرار دولية، وبين مصر، التي تجعل حدودها مع غزة وإسرائيل جزءًا لا يتجزأ من مستقبل القطاع. وقد قدم دحلان المشورة لقادة البلدين واستفاد من مشوراتهم.

وفي القاهرة، دعا رجال الأعمال في غزة وزعماء الأسر الثرية، الذين فروا من الصراع، إلى إيجاد سبل لإيصال الإمدادات التي تشتد الحاجة إليها إلى القطاع. وقامت الشركات والعائلات في جنوب شرق غزة، التي كانت متحالفة تاريخيًا مع دحلان، بتوفير الأمن لبعض الشحنات التجارية.

محمد دحلان وغزة ما بعد الحرب.. محطات مثيرة للجدل سلطت المقابلة التي أجراها القيادي الفلسطيني البارز، محمد دحلان، مع صحيفة "نيويورك تايمز"، الضوء على ما يراه محللون طموحات السياسية لمستقبل الأراضي الفلسطينية في مرحلة ما بعد الحرب.

ومنذ سنوات، كان دحلان من بين المرشحين المحتملين لخلافة عباس، الصديق القديم والخصم الحالي، في السلطة الفلسطينية، حتى مع انتقاله لمنفاه في أبوظبي منذ العام 2011.

دحلان الذي نادرا ما يجري مقابلات مع الصحافة الغربية، خرج في لقاء مع مجلة "التايم" الأميركية بعد شهر ونيف من اندلاع الحرب، وهي التي قالت عنه إنه أصبح "يغازل وسائل الإعلام".

وفي مقابلته الأخيرة مع صحيفة  "نيويورك تايمز"، جدد دحلان الذي يملك مشوارا سياسيا حافلا بالمحطات الجدلية، تأكيداته بأنه غير مهتم بتولي منصب قيادي رسمي في أي حكومة مستقبلية فلسطينية.

ومع ذلك، قال في مقابلته مع مجلة "التايم" في نوفمبر الماضي: "ولكنني سأساعد إذا كانت هناك فرصة لإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني".

وبين غزة ودحلان علاقة بدأت يوم 29 سبتمبر 1961، تاريخ ولادته في مخيم خان يونس للاجئين، حين كانت مصر تدير القطاع قبل أن تخسره في حرب 1967.

وبدأ الشغف السياسي لدحلان في وقت مبكر من خلال دراسته الجامعية في مطلع الثمانينات عندما كان عضوا مؤسسا وزعيما للذراع الشبابي لحركة "فتح" المعروفة باسم "الشبيبة"، وفقا للمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، وهو مؤسسة فكرية معنية بالأبحاث في السياسيات الخارجية والأمنية للقارة العجوز.

وفي مقابلة أجريت معه في 15 نوفمبر الماضي في دبي، قال دحلان إنه بينما يعتقد أن الولايات المتحدة وحدها القادرة على التوصل إلى اتفاق سلام دائم، فإن دور الرئيس  بايدن في الصراع يخاطر بأن تستمر المقاومة الفلسطينية " إلى ما لا نهاية".

"لا عباس ولا حماس".. دحلان يتحدث عن "خطة سرية" لغزة بعد الحرب أعادت تصريحات محمد دحلان (62 عاما)، المستشار السابق لرئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، الحديث عن فكرة أن يتولى مسؤولية قطاع غزة زعيم فلسطيني وأن تلعب الدول العربية دوار في حفظ الأمن في القطاع

ونشأ دحلان في خان يونس، في جنوب غزة، المدينة ذاتها التي نشا فيها يحيى السنوار، زعيم حماس الذي أشرف على هجوم 7 أكتوبر على إسرائيل.

وكان دحلان في الخارج حين سيطرت حماس على القطاع بالقوة عام 2007، وبعد انتقاله إلى الضفة الغربية تم طرده من حركة فتح عام 2011.

وتقول نيويورك تايمز إن شعبيته التي زادت والتكهنات بأنه سيكون خليفة عباس أدت إلى ظهور توترات مع الأخير.

وفي عام 2014، أدين دحلان غيابيا من قبل السلطة الفلسطينية بتهمة الاختلاس.

وفي الإمارات، التي انتقل إليها، عمل مستشارا لرئيس البلاد الحالي محمد بن زايد، وظل أيضا نشطا في السياسة الفلسطينية، فقد كان يشرف على حزب سياسي كان يُنظر إليه على أنه صانع ملوك محتمل خلال الحملة الانتخابية لعام 2021 في الضفة الغربية وقطاع غزة، قبل إلغاء التصويت.

وهو ينسق بانتظام مع زعماء المعارضة الفلسطينية الآخرين.

ويقول محللون إنه يمثل قوة كبيرة في السياسة الفلسطينية، ويرجع ذلك جزئيًا إلى مساعدته في توجيه الأموال الإماراتية إلى غزة.

وقال معين رباني، خبير السياسة الفلسطينية، عن دحلان الذي يتمتع بعلاقات وثيقة بأفراد الأسرة الحاكمة في الإمارات: "إنه رجل الرئيس الإماراتي في السياسة الفلسطينية"، وفق تصريحاته للصحيفة الأميركية.

وبنى دحلان علاقات وثيقة مع كبار مسؤولي حماس في السنوات الأخيرة، وفقا لغيث العمري، محلل الشؤون الفلسطينية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى.

وقال جهاد حرب، المحلل المقيم في رام الله بالضفة الغربية: "إنه سياسي فلسطيني بارز يتمتع بشبكة واسعة من الدعم في غزة. إن الملايين التي حولتها الإمارات إلى غزة من خلاله لم تؤد إلا إلى تعزيز مكانته هناك".

ورغم أن الإسرائيليين نظروا إلى دحلان على أنه شريك محتمل، فقد أظهر القليل من التعاطف مع المخاوف الإسرائيلية في المقابلة.

ورفض فكرة محاولته إقناع إسرائيل بالحاجة إلى إقامة دولة فلسطينية. وقال: "ليست وظيفتي إقناع الإسرائيليين".

وتشير كتاباته على مواقع التواصل الاجتماعي إلى انتقادات لإسرائيل.

ورغم اعتباره خليفة محتملا لعباس. قال دحلان في المقابلة إنه غير مهتم بتولي دور قيادي رسمي.

ومن غير المرجح أن يكون دحلان في عجلة من أمره لمغادرة الإمارات، لكنه أنفق الكثير من الوقت والمال في إصلاح الشبكات التي على صلة بها في الضفة الغربية وقطاع غزة، مما يشير إلى أن لديه تطلعات سياسية طويلة المدى، وفق العمري.

ومثل غيره من كبار السياسيين الفلسطينيين، أحجم دحلان عن إدانة الهجوم الذي قادته حماس في السابع من أكتوبر، لكنه انتقد قادة الحركة قائلا إن سكان غزة يدفعون ثمن تصرفاتها.

وقال السياسي الفلسطيني: "الاعتماد على الأشخاص الذين يعانون ليس قيادة... الشعب الفلسطيني يريد أن يعيش".

وتتجنب حركة فتح ومسؤولون في السلطة الفلسطينية الإعلان عن موقف مؤيد للهجوم الذي نفذته حركة حماس، أو التضامن العملي معها، رغم التنديد بسقوط المدنيين نتيجة القصف الإسرائيلي على قطاع غزة.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: السیاسة الفلسطینیة السلطة الفلسطینیة الضفة الغربیة محمد دحلان قطاع غزة دحلان فی فی غزة

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: الاحتلال الصهيوني خلّف دمارًا بغزة لم نشهده منذ الحرب العالمية الثانية

الثورة  / نيويورك / وكالات

 

قال مقرر الأمم المتحدة المعني بالحق في السكن بالاكريشنان راجاجوبال، إن الكيان الصهيوني بارتكابه إبادة جماعية في غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، خلف دماراً في القطاع لم نشهد مثله منذ الحرب العالمية الثانية.

وأضاف راجاجوبال في تصريح صحفي، إلى أن الدمار في قطاع غزة «غير مسبوق من حيث نطاقه ووحشيته وتأثيره الهائل على الفلسطينيين الذين يعيشون هناك».

ولفت إلى تدمير العدو الصهيوني أكثر من 80% من المنازل في غزة بالكامل، و»هو ما لا يشبه ما حدث عندما جرى تدمير مدينة دريسدن الألمانية».

وأوضح أن فلسطينيي غزة يواجهون تحديات ضخمة، مثل إنقاذ الأشياء الثمينة بين الأنقاض، وإزالة الحطام وإعادة بناء حياتهم.

وأكد أن «الأولوية في غزة الآن هي تقديم المساعدات الإنسانية حتى يتمكن الناس من العيش عند عودتهم»، وشدد على الحاجة الملحة للوصول إلى المأوى في غزة.

وذكر أنه عقب إقامة الفلسطينيين بغزة خيامهم ومنازلهم بفضل المساعدات، يجب وضع خطط إعادة الإعمار موضع التنفيذ.

وشدد على ضرورة إزالة الركام في غزة أولا، في ظل خطورة وجود ذخائر غير منفجرة.

وقال المقرر الأممي إن «ما حدث في غزة هو إبادة جماعية حقيقية لأنه يخلق ظروفا تجعل الحياة مستحيلة وتجعل غزة غير صالحة للسكن».

وأضاف: «إذا جعلت منطقة أو مكانا غير صالح للسكن للأشخاص الذين يعيشون فيه، فهذا في الواقع عمل من أعمال الإبادة الجماعية».

وشدد على أن وجود اتفاق لوقف إطلاق النار «لا يعني أن الإبادة الجماعية قد توقفت».

وأردف: «الإبادة الجماعية تستمر طالما أن غزة غير صالحة للعيش لشعبها، وطالما أن هناك ظروفا قد تؤدي إلى القضاء على الشعب الفلسطيني بالكامل أو جزء منه» .

مقالات مشابهة

  • العالم في اليوم التالي لتنصيب ترامب
  • "دولة ناشئة" في غزة.. سياسي إسرائيلي يقدم خطة اليوم التالي
  • الأمم المتحدة: الاحتلال الصهيوني خلّف دمارًا بغزة لم نشهده منذ الحرب العالمية الثانية
  • مقرر أممي: إسرائيل خلفت دمارا بغزة لم نره منذ الحرب العالمية الثانية
  • ضابط كبير يكشف التحدي الحقيقي الذي يواجه الجيش الإسرائيلي
  • “هآرتس”: الحشود التي تعبر نِتساريم حطّمت وهم النصر المطلق‎
  • WP: دول خليجية تتطلّع لـما بعد الحرب بغزة منذ وقف إطلاق النار
  • “هآرتس”: صور الحشود التي تعبر نِتساريم تُحطّم وهم النصر المطلق‎
  • WP: دول خليجة تتطلّع لـما بعد الحرب بغزة منذ وقف إطلاق النار
  • اليوم التالي لحرب غزة.. بوادر تفكك الائتلاف الحكومي الإسرائيلي