رأي.. بشار جرار يكتب عن رابع كلمة يلقيها نتنياهو أمام الكونغرس: خطاب علاقات ومظاهرات وانتخابات
تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT
هذا المقال بقلم بشار جرار، متحدث ومدرب غير متفرغ مع برنامج الدبلوماسية العامة - الخارجية الأمريكية، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتب ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
من البديهي الإشارة إلى الدوافع السياسية الحزبية لدعوة بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل للمرة الرابعة لإلقاء كلمة في جلسة مشتركة أمام الكونغرس وهو شرف لم يحظ به أحد من القادة الدوليين، يليه ونستون تشرشل (ثلاث مرات).
لقرار كان جمهوريا بالتعاون مع تيار صقوري في دعمه لإسرائيل من الحزبين. رسميا، القرار بيد حامل مطرقة ثاني شخصية في سلم القيادة في حال موت أو عجز الرئيس، وهو بعد نائبه يكون من يتسنّم صهوة رئاسة السلطة التشريعية في صفوف المشرعين النواب لا الشيوخ، وهو المقعد الذي يرأسه من يشغر منصب نائب الرئيس. أتى القرار على لسان مايك جونسون رئيس مجلس النواب، وهو الجمهوري المحافظ المؤيد لدونالد ترامب، المرشح الرئاسي الحالي والرئيس الأمريكي السابق الأكثر دعما لإسرائيل كما يراه مؤيدوه ومعارضوه!
وقد برز غياب كامالا هاريس التي حظيت قبل أيام بعدد الوفود الذي يضمن لها الترشيح عن الحزب الديمقراطي في مؤتمر الحزب بشيكاغو الشهر المقبل بعد انسحاب أو ما يراه البعض "إزاحة" الرئيس جو بايدن عن السباق لولاية ثانية في البيت الأبيض، حيث يحذر البعض من أن تكون بمثابة ولاية رابعة لباراك حسين أوباما الرئيس الأسبق وأول رئيس من أصول إفريقية لأمريكا والذي يعتبر الآن بمثابة "صانع ملوك" في الحزب. أوباما لم يمنح كامالا حتى الآن دعمه رغم الاعتقاد الرائج بأنه ونانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب السابقة قادا ضغوطا منسقة غير مسبوقة من أقرب حلفاء بايدن والحزب لإزاحته (هوليوود وإعلام اليسار أو "مين ستريم ميديا").
في الجانب الآخر، لم يدّخر الجمهوريون -وترامب على وجه الخصوص- فرصة لتوظيف زيارة "بيبي" وخطابه للنيل من الإدارة والحزب، بما في ذلك الغياب الرسمي عن مراسم استقبال رئيس وزراء إسرائيل سواء في المطار أو الكونغرس، حيث لم يصافحه في الاستقبال زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ السيناتور المخضرم تشاك شومر، وغابت كامالا عن المقعد خلف الضيف (نتنياهو) إلى جانب المضيف (جونسون) وحل محلها بنجامين (بن) كاردن الذي أعلن مسبقا تقاعده الطوعي من المجلس، بمعنى اختيار من لا توجد مخاطر انتخابية لإعادة ترشيحه كما هو الحال في ولايات متأرجحة من بينها ميشيغان، ويسكنسون وبنسيلفانيا.
طبعا هذا ليس التفسير الوحيد فقد قاطع 128 عضوا من المجلسين الخطاب بمن فيهم بيلوسي وهاجمت مضمون الخطاب الذي كان حافلا في الإشارات القوية بالكلمة والصورة من خلال استضافته مجموعة مختارة بعناية من المخطوفين المحررين "نوعا أرغماني" وأهالي مخطوفين مازالوا رهائن وجنود إسرائيليين من خلفيات إثنية متنوعة بمن فيهم عربي إسرائيلي بدوي من رَهَط ومهاجر جديد من إثيوبيا وآخرون فقدوا أطرافهم (رِجلا) و(ذراعا وعينا) في حرب غزة.
الخطاب رغم تأكيده سياسات موضع اجماع بين الحزبين وعدد من حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط كسلوك إيران الخبيث ومحور الإرهاب في إشارة إلى أذرعها (حماس وحزب الله والحوثي) بحسب نتنياهو، رغم ذلك تعرض للانتقاد داخل وخارج الكونغرس وواشنطن والشرق الأوسط كونه خطاب "علاقات عامة" مليء "بالأكاذيب" وقد خلا مما يلزم بخصوص صفقة تبادلية والذي اعتبره الزعيم المعارض يائير لابيد أمرا "مشينا"!
لكن التقاطع والتتابع فيما سمعه الأمريكيون من داخل الكونغرس قبيل وصول بيبي كان لافتا حيث حذر مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية "إف بي آي" كريستوفر (كريس) راي في جلسة استماع في مجلس النواب حول محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها ترامب ودور إيران والتهديدات التي تمثلها حالة الحدود الجنوبية، كان يصب في اتجاه واحد وهو أن ثمة "مخاطر حقيقية غير مسبوقة تتهدد الأمريكيين" والإسرائيليين والشرق الأوسط والغرب من عدو مشترك هو نظام ملالي طهران.
صور وهتافات غير مسبوقة في حدتها شهدتها مظاهرات واشنطن الأربعاء خاصة بجوار الكونغرس أمام "يونيون ستيشن" المعلم الأيقوني الذي يظهر كريستوفر كولومبوس وتعلوه ثلاث ساريات، حيث أنزل متظاهرون منها الأعلام الأمريكية واستبدلوها بالفلسطينية. حرقوا الأعلام ومجسمات لرئيس وزراء إسرائيل. كان من بين المتظاهرين سيدة تلثمت واضعة شريطا أخضر عليه عبارة "كتائب القسام" يتوسطها كنية "أم عبيدة"!!
طبعا لم تغب أعلام اليسار المتطرف ومنها "حركة حياة السود تهم" "بي إل إم" وشعار "قاوم" بالمعنى الأمريكي "ريزيست" في إشارة إلى حقوق الأقليات وخاصة الملونة بمن فيهم أجندة اليسار المتطرف في القضايا والهويات الاجتماعية والجنسية.
سخر منهم بيبي مشيرا إلى "ميم" سياسي ساخر يتحدث عن تحالف "كي إف سي" مع الدجاج (الحي واللاحم)! وللبناء على الزخم الترويجي الذي حققه الحزبان من الزيارة سارع جونسون ووفد من المشرعين الجمهوريين بالتوجه مساء إلى يونيون ستيشن وقاموا برفع الأعلام الأمريكية بدلا من الفلسطينية وأدوا تحية العلم، فيما باشرت فرق إزالة الطلاء "غرافيتي" على كولومبوس وجرس الحرية والذي بلغ حد الإعلان على لسان حماس "قادمون"! وقد ضاقت معالم الصرح بصور صواريخ خضراء ومثلثات حمراء تم حظرها قبل أسابيع في ألمانيا لارتباطها بدعاية حماس التي تعهد نتنياهو بالقضاء عليها عسكريا وعلى قدرتها وأي تنظيم معاد على حكم غزة، مستخدما شعاري ما بعد هزيمة النازية في ألمانيا وهما اللا عسكرة "دي ميليترايزيشن" واللا تطرف "دي راديكالايزيشن".
"بيبي" يلتقي كامالا رغم مقاطعتها الخطاب وأيضا الرئيسين بايدن في البيت الأبيض (الخميس) وترامب (صباح الجمعة) في مارالاغو بولاية فلوريدا، مما قد يفسر اكتفاءه بالإشارة إلى ملفي صفقة تبادلية وشيكة لتحرير الرهائن بمن فيهم أمريكيون، وما وصفه "تحالف إبراهيم" اسما لحلف ما بعد "اتفاقات إبراهيم" تقوده أمريكا ويجمع إسرائيل ودول عربية وربما إقليمية أخرى لمواجهة إيران في معركة قال إنها ليست صراع حضارات بل صراعا بين الحضارة و"البربرية"..
بشار جرارباحث متخصص في قضايا محاربة الإرهاب وتعزيز حوار الأديانأمريكاإسرائيلبنيامين نتنياهوجو بايدندونالد ترامبرأينشر الخميس، 25 يوليو / تموز 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: بنيامين نتنياهو جو بايدن دونالد ترامب رأي بمن فیهم
إقرأ أيضاً:
ما الثمن الذي أعطاه بشار للاحتلال الإسرائيلي مقابل الخروج الآمن؟
نشرت صحيفة "ديلي ميل" في لندن تقريرا زعمت فيه أن الديكتاتور السوري السابق بشار الأسد٬ حدد للاحتلال الإسرائيلي أماكن مخازن الأسلحة وأنظمة الصواريخ، مقابل السماح له بالهروب من سوريا، وهو ما سمح بالقيام بسلسلة من الغارات الجوية على الأرصدة العسكرية في سوريا.
وفي تقرير أعده ديفيد أفيرير وإيلينا سالفوني قالا فيه "يزعم أن الرئيس السوري السابق بشار الأسد سلم أسرارا عسكرية وتفاصيل واسعة عن أرصدة ثمينة جدا إلى إسرائيل لضمان خروجه الآمن من البلاد".
وجاء في التقرير "يزعم أيضا أن الحاكم المستبد الذي أخرجته قوات المعارضة المسلحة من السلطة بعد 24 عاما في الحكم "قدم مواقع مخازن الأسلحة ومواقع إطلاق الصواريخ والقواعد العسكرية والبنى التحتية الرئيسية الأخرى لقوات الحكومة السورية إلى مسؤولين إسرائيليين".
وتزعم الصحيفة أن جيش الاحتلال وافق مقابل ذلك "على ضمان عدم تعرض طائرته الرئاسية للتهديد أثناء توجه الأسد إلى قاعدة حميميم الجوية الروسية بالقرب من اللاذقية. ثم فر من البلاد على متن طائرة عسكرية روسية عندما أعلنت جماعة هيئة تحرير الشام المسلحة السيطرة على دمشق".
وبعد ساعات من وصول الأسد في موسكو، شن الاحتلال حملة قصف واسعة النطاق ووجهت ضربات دقيقة على مئات الأهداف العسكرية السورية، على حد زعم الصحيفة.
وقال الصحيفة إن "هذه المزاعم المذهلة حول الفعل الجبان الأخير الذي ارتكبه الأسد جاءت على لسان الصحفي التركي البارز عبد القادر سيلفي، الذي زعم في مقال له في صحيفة "حريت" التركية أن "مصدراً موثوقاً" قدم تفاصيل عن اتصالات الأسد مع إسرائيل. ويأتي هذا بعد يوم واحد من إصدار الزعيم المخلوع أول تصريح له منذ سعيه إلى اللجوء إلى موسكو".
وأضافت أنه "في منشور نشره الأسد على قناة تيلغرام الرئاسية السورية قال فيه إنه كان يتصدى لـ سيل من المعلومات المضللة والروايات البعيدة كل البعد عن الحقيقة".
وأوضحت أن "الأسد أضاف: لم يكن خروجي من سوريا مخططا له ولا في الساعات الأخيرة من المعارك كما يدعي البعض. بقيت في دمشق أمارس مهامي حتى الساعات الأولى من 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024".
وكانت آخر محاولة الأسد الأخيرة للخروج هي على متن طائرة خاصة انطلقت من قاعدة حميميم الجوية باستخدام خدعة جهاز الإرسال والاستقبال.
وسجل موقع تتبع الرحلات الجوية "فلايت رادار 24"، كيف غادرت الطائرة الرئاسية التي يعتقد أنها كانت تقل الأسد مطار دمشق في الساعات الأولى من صباح 8 كانون الأول/ديسمبر، وتوجهت الطائرة نحو البحر الأبيض المتوسط قبل أن تستدير وتختفي من على الخريطة، ربما لأن الطيارين أوقفوا جهاز الإرسال والاستقبال الذي يتتبع الرحلات ويبلغ عن موقعها إلى مراقبة الحركة الجوية.
وهبطت الطائرة في القاعدة الجوية الروسية في حميميم ونقل على جناح السرعة إلى طائرة عسكرية روسية وترك البلد الذي مزقته الحرب للمنفى في العاصمة الروسية.
وتأتي الأخبار عن اتصالات الأسد المزعومة مع مسؤولين إسرائيليين بعد أن أعلن مدعي عام جرائم الحرب الدولية أن الأدلة التي تم استخراجها من مواقع المقابر الجماعية في سوريا كشفت عن "آلة موت" تديرها الدولة في عهد الزعيم المخلوع.
وقال السفير الأمريكي السابق لجرائم الحرب ستيفن راب لرويترز بعد زيارة موقعين للمقبرة الجماعية في بلدتي القطيفة ونجها بالقرب من دمشق: "لدينا بالتأكيد أكثر من 100 ألف شخصا اختفوا وتعرضوا للتعذيب حتى الموت في هذه الآلة".