شاركت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، في جلسة نقاشية بعنوان "الحد من أوجه عدم المساواة والتعاون الثلاثي". 
جاء ذلك في إطار مشاركة وزيرة التخطيط في اجتماع وزراء التنمية ضمن فعاليات مجموعة العشرين بالبرازيل.

وخلال كلمتها بالجلسة؛ أوضحت المشاط، أن العالم حاليًا يواجه تحديات متعددة ومعقدة، تتضمن ارتفاع مستويات الفقر والجوع، وارتفاع أسعار الغذاء والطاقة، وتغير المناخ، والتوترات الجيوسياسية، التي تفرض تحديات كبيرة على الدول النامية بشكل خاص وتعيق تقدمها نحو تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، وتابعت أنه على الرغم من أن هذه الأزمات تؤثر على جميع الدول، إلا أنها تفرض تحديات أكبر على الدول النامية وسكانها، وهو ما يؤكد أهمية تعزيز النظام متعدد الأطراف والتعاون الدولي بجميع أشكاله كضرورة لمعالجة تلك التحديات.

وأضافت المشاط، أن عدم المساواة يمثل عاملًا رئيسيًا يعيق التقدم نحو تنفيذ أجندة 2030، مما يستدعي ضرورة تقليل الفجوات في جميع أشكالها وأبعادها، مؤكدة الدعم الكامل لمجموعة عمل التنمية التابعة لمجموعة العشرين تحت الرئاسة البرازيلية في أولويتها لتقليل الفجوات بهدف تعزيز الإدماج الاجتماعي الشامل، وضمان تكافؤ الفرص للجميع، وتمكين المرأة، إلى جانب سد الفجوة الرقمية الحالية، وضمان تمويل التنمية.

وأشارت المشاط إلى مبادرة "حياة كريمة" كمثال على التزام مصر بالحد من أوجه عدم المساواة، لافتة إلى أنه تم إطلاق المبادرة الرئاسية في 2019 بهدف تحسين جودة حياة المواطنين في المناطق الريفية، حيث تعد نموذجًا لدمج أهداف التنمية المستدامة في محافظات الجمهورية،  والتركيز على تحسين سبل العيش والبنية التحتية والوصول إلى الخدمات الأساسية، موضحة المبادرة تستهدف تحسين الأحوال المعيشية لسكان نحو 4500 قرية.

وتابعت المشاط أن تقرير أهداف التنمية المستدامة التابع للأمم المتحدة في 2024 أشار إلى أن 17% فقط من الأهداف التنموية تسير في المسار الصحيح، بينما شهدت 35% إما عدم تقدم أو تراجعًا دون المستوى الأساسي الذي تم تحديده في عام 2015، موضحة أن الدول النامية لديها الكثير لتحققه، إلا أنه يجب أن تعزز تلك الأدلة؛ التزام الدول النامية وتدفعها إلى العمل، مؤكده ضرورة الخطوات التحولية والعاجلة لتسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وأوضحت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي أن الأزمات التي يواجهها العالم منذ 2020؛ أثبتت أن تبادل المعرفة بين دول الجنوب العالمي أمر أساسي للمساعدة في تطوير مؤسسات فعالة، وبناء القدرات، وخلق حلول مستدامة نحو النمو والعدالة، مؤكدة الدعم الكامل للأولويات التي تعمل في إطارها مجموعة عمل التنمية التابعة لمجموعة العشرين وهي التعاون الثلاثي، والحد من أوجه عدم المساواة، والإدارة المستدامة للموارد المائية، بما يسرع وتيرة تنفيذ أهداف التنمية المستدامة.

وأشارت إلى أن التزام مصر بالتعاون بين دول الجنوب والتعاون الثلاثي مدفوع بالاعتقاد بأن الدول التي تتشارك في الظروف الاقتصادية والاجتماعية يمكن أن تعزز التعاون بينها بشكل أفضل من خلال تبادل السياسات الناجحة والممارسات التنموية التي أثبتت فعاليتها في سياقاتها الخاصة، لافتة إلى إطلاق استراتيجية مصر للتعاون الاقتصادي بين دول الجنوب والتعاون الثلاثي في مايو 2023، والتي تهدف إلى تعزيز تبادل المعرفة بين دول الجنوب، والاستفادة من التجارب التنموية الناجحة مع الشركاء التنمويين.

وأضافت أن مصر قامت في إطار تفعيل تلك الاستراتيجية، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وإعادة إطلاق أكاديمية التعاون بين دول الجنوب في عام 2021، لتصبح أول كيان متكامل في الشرق الأوسط وأفريقيا كجزء من الأكاديمية العالمية للتنمية للتعاون بين دول الجنوب، لافتة إلى النجاح في استضافة ورش عمل لتبادل المعرفة بمشاركة دول أفريقية، بهدف تبادل الممارسات والسياسات الناجحة في مجالات مثل الأمن الغذائي، دمج التكيف المناخي في سياسات التعاون، تعزيز مشاركة القطاع الخاص في التكيف، وتعزيز التنمية المقاومة لتغير المناخ من خلال التمويل العادل.

وأشارت إلى أن آلية تبادل المعرفة للتعاون الثلاثي تحت الرئاسة البرازيلية لمجموعة العشرين يمكن أن تسمح للدول بتبادل الخبرات؛ وتعزيز الأنظمة الوطنية للتعاون الثلاثي، وتطوير الأدوات والمبادئ التوجيهية، وتحسين إدارة البيانات، وكذلك إنشاء آليات تمويل للتعاون الثلاثي، مؤكدة أن مصر لن تدخر جهدًا في دعم وتعزيز التعاون بين دول الجنوب، ليس فقط كاقتصاد ناشئ بارز في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ولكن أيضًا كرئيس للنيباد حتى عام 2025.

وفي ختام كلمتها أوضحت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي أن قمة المستقبل المقرر عقدها في سبتمبر القادم، تمثل فرصة غير مسبوقة لإبراز قوة التعاون الدولي في مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية، مؤكدة أنه من خلال تبني ميثاق المستقبل، ستعيد القمة التأكيد على الالتزامات الحالية، بينما تمضي نحو نظام متعدد الأطراف مهيأ بشكل أفضل للتأثير إيجابًا على حياة الناس.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أهداف التنمیة المستدامة والتعاون الدولی التعاون الثلاثی التعاون الدولی بین دول الجنوب وزیرة التخطیط تبادل المعرفة الدول النامیة التعاون بین إلى أن

إقرأ أيضاً:

محافظ الإسماعيلية يناقش آليات تحسين معدلات التنمية البشرية

عقد اللواء طيار أ.ح أكرم محمد جلال محافظ الإسماعيلية، بمكتبه اليوم السبت، اجتماعًا لبحث ومناقشة سبل تحسين معدلات التنمية البشرية بالمحافظة، تزامنًا مع مبادرة السيد رئيس الجمهورية للتنمية البشرية "بداية".

وذلك بحضور الدكتور علي حطب مدير المكتب الفني بالمحافظة، الدكتور محمد أبو النار المستشار الاقتصادي لمحافظة الإسماعيلية، الدكتور محمد بحيري وكيل وزارة التربية والتعليم بالإسماعيلية، مها الحفناوي وكيل وزارة التضامن الاجتماعي، دكتورة ريم مصطفى مدير مديرية الصحة والسكان، نشوي الطحاوي مقررة المجلس القومي للسكان، نورهان محمد مدير فرع الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار، وممثل مديرية العمل بالإسماعيلية.

واستهل محافظ الإسماعيلية الاجتماع، بالتأكيد على ضرورة أن تصبح التنمية البشرية ثقافة مجتمع، وأن يتحول المجتمع إلى زرع ثقافة الإنتاج في النشء، بدلًا من التفكير في المشروعات الاستهلاكية، ليكن قادرًا على البناء والتنمية.

مضيفًا، لدينا فرصة ذهبية مع انطلاق مبادرة السيد رئيس الجمهورية للتنمية البشرية "بداية"، بدءًا من منتصف سبتمبر الجاري وعلى مدار ١٠٠ يوم، لا بد خلالها من التنسيق وتوحيد الجهود للوصول للأهداف المنشودة، وأن نقيم الوضع الحالي مع بداية المبادرة، وما سيتم الوصول إليه بنهاية الـ ١٠٠ يوم.

مشددًا على ضرورة وضع مخططات زمنية لكافة برامج العمل الهادفة لتحقيق الإنجاز، والتحليل الدقيق لخطط العمل متضمنة نقاط القوة، نقاط الضعف، والمعوقات أثناء التنفيذ للعمل على حلها.

عقب ذلك فتح محافظ الإسماعيلية باب المناقشة؛ لاستعراض خطط العمل التي تم إعدادها من الجهات المعنية بالاجتماع، وعرض ومناقشة المقترحات والتي جاءت في مجملها حول العمل على خفض نسبة البطالة خاصة بين الشباب، نشر ثقافة تأسيس المشروعات الصغيرة بين طلبة السنة النهائية بالجامعات وربطها بنشاطات صناعية كبيرة قائمة بالفعل.

بجانب تعظيم دور المشروع القومي لدعم المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر التابع لوزارة التنمية المحلية "مشروعك"، الاعتماد على أسلوب التدريب من أجل التشغيل، نشر ثقافة العمل خاصة بقطاع الصناعة عن طريق الرائدات الريفيات، تكثيف ندوات التوعية على هامش القوافل الطبية التي تنظم أسبوعيًّا بالتعاون والتنسيق بين كافة الجهات المعنية، إيجاد آليات لمنع التسرب من التعليم، وتنفيذ مبادرات لتدريب وتوعية الأطفال بالمدارس وأولياء الأمور بأهمية العمل والإنتاج.

وفي نهاية الاجتماع، أكد "أكرم" على أهمية أن تكن استراتيجية العمل مرتبطة بأهداف محددة وقابلة للتحقيق، مع ضرورة دراسة وتحليل معدلات المواليد، نسب البطالة، ونسب الأمية بالمحافظة قبل بدء التنفيذ، على أن تكن الأولوية لملفات التعليم والصحة.

مختتمًا بالتأكيد على ضرورة تعزيز التعاون بين كافة الجهات المعنية لتحقيق تنمية شاملة ومستدامة، واستغلال مقومات المحافظة التي تتميز بها عن غيرها.

مقالات مشابهة

  • محافظ الإسماعيلية يناقش آليات تحسين معدلات التنمية البشرية
  • الإمارات ترحب بقرار الأمم المتحدة لتسريع أهداف التنمية المستدامة
  • وزيرة التخطيط تستقبل وزير الاقتصاد الإماراتي لبحث السياسات المحفزة للقطاع الخاص
  • المشاط تستقبل وزير الاقتصاد الإماراتي لبحث التعاون المشترك
  • رئيس الوزراء يؤكد أهمية التوافق الأفريقي الصيني لمواجهة تحديات الدول النامية
  • «المشاط»: دفع التعاون مع تركيا لتبادل الخبرات في مجالات التمويل التنموي والعلاقات مع المؤسسات الدولية
  • عويضة المرر: محطات براكة تدعم التنمية المستدامة
  • المشاط تلتقي وزيري النقل والبنية التحتية والمالية والخزانة بتركيا
  • التعداد السكاني والسكني ضرورة حكومية من اجل التنمية..
  • “المشاط” تُشارك باحتفالية الصندوق السعودي للتنمية بمرور 50 عام على تأسيسه