شبكة انباء العراق:
2024-07-08@13:20:38 GMT

الفتنة نائمة فهدهدوها ولاتوقظوها

تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT

بقلم: هادي جلو مرعي ..

زيارة رئيس تحالف السيادة الشيخ خميس الخنجر الى أحد المساجد في بغداد التي شهدت إحتكاكا نتيجة سوء فهم ويقع في منطقة تنوع فكري وعقائدي، وتأكيده على حرمتها وصيانتها وضرورة جعلها أماكن لدعم السلم ومبادىء التسامح والمحبة أمر غاية في الأهمية في هذه المرحلة الإنتقالية التي لاتحتمل الذهاب الى مواضع التشكيك والتدافع الفكري غير المحمود الذي يثير الضغائن حول قضايا محل جدل وحوارات مستمرة قد لاتؤدي الى نتائج لإعتبارات مرتبطة بتمسك كل فرد برؤية وتصور لايحيد عنهما خاصة وإن العالم الإسلامي برمته يمثل منظومة فكرية وعقائدية تشهد تزاحما وتفسيرات وتأويلات لكل فعل ولكل حدث ولكل قول ولكل موقف فإذا إنزاح أحد ما الى تلك الدائرة أخذ معه غيره وتجمع كثر حول طاولة لن يتفقوا بعد قيامهم عنها بل سيزيد الإحتقان والفرقة والأجدر أن يفكر المسلمون في الحوار ليتعايشوا لا ليقنعوا بعضهم البعض بصحة معتقد على حساب الآخر حيث اللاجدوى من ذلك مع تأصل الأفكار وتجذرها في النفوس والعقول.


نحن اليوم نغادر مرحلة مأزومة دفع ثمنها العراقيون جميعهم دون إستثناء، فبعد دخول القوات الأمريكية الى العراق في التاسع من نيسان عام 2003 كانت التوقعات تشير الى تشكيل نظام سياسي متوازن غير إن إعلان الولايات المتحدة نفسها بلد إحتلال للعراق وفقا لقرار أممي جعل الأمور تأخذ منحى آخر أكثر حدة وتطرفا مع تصاعد الرفض للوجود الأمني وإعلان قوى محلية وإقليمية المقاومة للوجود الأجنبي ويبدو إن الطائفية كانت سلاحا مؤثرا له الطامعون في الساحة العراقية والباحثون عن نفوذ وتأثير وقد إنساق البعض الى الدعاية الطائفية المقيتة وكان الشعب هو الضحية ولعل من مؤشرات ذلك قرار الجنرال ديفد بترايوس قائد القوات الأمريكية المحتلة في العام 2007 بوضع حواجز كونكريتية لعزل الأحياء السكنية عن بعضها بحجة منع الإحتكاك الطائفي وكان ذلك في جانبي الكرخ والرصافة من العاصمة بغداد دون السعي لإنهاء المشكلة التي تماهى معها النظام السياسي والإعلام والجوار الدولي الذي إستثمر ذلك لصالحه ولم يبذل جهدا لوقف تداعيات ماجرى في حينه.
مغادرة الأزمة الطائفية وترتيب أوراق البيت العراقي يمثل شراكة وليس مسؤولية تقع على طرف دون آخر فالديانات والمذاهب والقوميات تنوع جيد ومن المعيب تحويله الى مشكلة لإن إنعكاسات ذلك غاية في السوء تحول أي بلاد الى ساحة فوضى وتنازع وعدم ثقة وتعطل حركة البناء والإعمار والإستثمار وتقلل فرص النجاح والتواصل مع الخارج الذي لايمكن له الوثوق بفرص يعرضها الداخل مالم تكن عوامل الأمن وقوانين الإستثمار والضرائب وسمات الدخول والعمل مهيئة بالكامل واهم من ذلك عندما يكون هناك توافق سياسي وسلم أهلي وبيئة سياسية وأمنية ملائمة تدفع الخارج الى الدخول والبحث عن فرص إستثمار حقيقية تعود بالنفع على المواطنين والمؤسسات المحلية، ونحن بحاجة الى ترويج أفكار أكثر مرونة وإعتدالا بين مواطنينا ودفعهم الى التفكير بالمشتركات طالما إنهم يسقون زروعهم من ذات النهر ويستخدمون ذات الطريق وينظرون الى ذات السماء ويتنفسون ذات الهواء ووجوههم تتشابه ولسانهم واحد عربي فصيح ودياناتهم ومذاهبهم هي مذاهب وديانات الله لإنها إجتهادات وتعاليم ودورس ومدارس فهي أفكار تتلاقى وليست سيوف ورماح تشتبك في ميدان معركة وإذا ماكان لابد من الصراع فليكن محصورا في ساحة الفكر والمعرفة وعلى الجميع أن يتحرك نحو هدف أسمى وهو الإنسانية التي هي بوتقة ينصهر فيها الدين والمعرفة والعشيرة والتاريخ والجغرافيا والحضارة برمتها التي صنعتها عبر آلاف من السنين معارف وحكم وتضحيات وقرارات حاسمة.

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

المفاوضات ضرورة لكنها مغامرة خطيرة وغير مضمونة

تعتبر المفاوضات المطروحة على حركة حماس من قبل الوسطاء لحظة دقيقة وخطيرة في الصراع الدائر مع الكيان الصهيوني. هذه المفاوضات مختلفة عن مثيلاتها السابقة، فقادة الكيان في عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات كانوا مختلفين عن حكام إسرائيل اليوم، كانوا يجمعون بين الخلفية الصهيونية والثقافية السياسية التي تجعلهم يأخذون بعين الاعتبار الحد الأدنى من الحقوق والضوابط مثلما حصل في اتفاق أوسلو. أما هذه المرة فقد اختلف الوضع جذريا، إذ تواجه حماس تواجه اليوم عصابة عنصرية لا تتقيد بعهود، ولا تقر بحقوق، ولا تعترف بأخلاق. إذ يتشكل أقصى اليمين الديني الصهيوني من مجموعات خارج القانون، تعمل على ابتلاع ما تبقى من فلسطين التاريخية اعتمادا على القوة والسلاح.

يتفق الجميع حول الاعتقاد بأن حصول المفاوضات مرهونة بإرادة نتنياهو وبقرار شخصي منه، فهو صاحب القرار الحاسم في هذه المسألة التي سيحدد مصيره السياسي، لهذا سيستمر في البقاء على رأس الحكومة حتى موعد الانتخابات الأمريكية، اعتقادا منه بكونها ستسفر عن عودة ترامب المؤيد بدون تحفظ لمواصلة الحرب على غزة حتى آخر مقاتل في حماس. هذا ما صرح به خلال حملته الانتخابية.

يتفق الجميع حول الاعتقاد بأن حصول المفاوضات مرهونة بإرادة نتنياهو وبقرار شخصي منه، فهو صاحب القرار الحاسم في هذه المسألة التي سيحدد مصيره السياسي، لهذا سيستمر في البقاء على رأس الحكومة حتى موعد الانتخابات الأمريكية، اعتقادا منه بكونها ستسفر عن عودة ترامب المؤيد بدون تحفظ لمواصلة الحرب على غزة
ورغم أهمية صعود كل من حزب العمال في بريطانيا واليسار في فرنسا، إلا أن تأثيرهما على السياسة الإسرائيلية يبقى محدودا، مع ذلك ليس مستبعدا حصول مفاوضات في تاريخ قريب.

لهذا، من حق المقاومة أن تكون حذرة رغم تعلقها الشديد بالمفاوضات كآلية للتوصل إلى تسوية مؤقتة، فالنتائج التي ستترتب عن ذلك ستكشف إلى أي حد كان الهجوم المباغت الذي تم الإقدام القيام به يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر كان ضروريا لقلب المعادلة العسكرية والسياسية مع العدو. فالعبرة في كل معركة تحسب بخواتمها، خاصة وأن حصيلة المواجهة كانت ثقيلة في الأرواح وفي البنية التحتية، فكل تنازل قد تقدم عليه المقاومة عن الحقوق ستحاسب عليه تاريخيا.

هناك سباق مع الزمن، فمن جهة تعب الغزيون من حرب لا ترحم حيث تكاد مدينتهم تمسح تماما من الخارطة، ومن جهة أخرى، يسعى المستوطنون على قدم وساق نحو إقامة ما تسميها التوراة "مملكة يهودا والسامرة" على أراضي الضفة الغربية. هذا جزء من خطة قديمة تم الشروع في تنفيذها منذ قيام الكيان الصهيوني، مع حرص خاص على تمكين هذه المملكة المزعومة من استقلالية واسعة عن "دولة إسرائيل" يحكمها ويسيّرها غزاة قادمون من مختلف الآفاق.

واستغل هؤلاء أجواء الحرب الدائرة منذ السابع من أكتوبر للقيام باختراق جغرافي واسع النطاق في عملية تسريع غير مسبوقة في تاريخ الاستيطان باستعمال القوة لترهيب السكان الفلسطينيين. وأمام هذا الخطر الوجودي الزاحف بدأت أغلبية سكان الضفة يطالبون بالدفاع الشرعي لحماية أرواحهم وأراضيهم ومزارعهم. فاستطلاع الرأي الأخير كشف عن أن النسبة الأكبر (٤٥ في المئة) من سكان الضفة الغربية يعتقدون بأن "الوسائل الأكثر فاعلية والأكثر واقعية في الوقت ذاته لمكافحة هذا الإرهاب؛ تتمثل في تشكيل مجموعات مسلحة من قبل سكان المناطق المستهدفة".

و افترضنا تم تبادل المختطفين الإسرائيليين من الذي يستطيع بعد ذلك منع الآلة العسكرية الإسرائيلية من استئناف قصفها الوحشي للمدنيين؟ ومن سيجبر الصهاينة على فتح الحدود وتمكين الغزاويين من العودة إلى بيوتهم والقيام بترميمها؟
فهؤلاء المستوطنون لم يعد ينفع معهم محاولات إقناعهم باحترام القوانين والحقوق، لأنهم جاؤوا معبئين بأفكار عنصرية غذت فيهم رغبة السرقة والنهب المنظم وطرد السكان بكل الوسائل المتاحة لديهم. ورغم خطورة هذه السياسة الاستعمارية، لا يزال الغرب يتعامل معها عبر إصدار البيانات التي لم تعد تسمن ولا تغني من جوع.

هناك مؤامرة ضخمة على الفلسطينيين، والذين يتآمرون كثر، ولكل مصلحته وحساباته. فما حققته المقاومة من صمود نادر في سياق إقليمي منهار لا يطمئن الكثيرين، وهو ما من شأنه أن يزيد في تسميم المناخ التفاوضي وتعقيده. الأهم من ذلك هو التساؤل حول مدى قدرة الوسطاء على توفير الضمانات لأي اتفاق يتم التوصل إليه.

فالرئيس الأمريكي الذي يعتبر الحلقة الأقوى في المعادلة ضاعت هيبته واستخف به نتنياهو، حتى أصبح أشبه بالدمية التي لا تفقه ما الذي يدور حولها وباسمها. فلو افترضنا تم تبادل المختطفين الإسرائيليين من الذي يستطيع بعد ذلك منع الآلة العسكرية الإسرائيلية من استئناف قصفها الوحشي للمدنيين؟ ومن سيجبر الصهاينة على فتح الحدود وتمكين الغزاويين من العودة إلى بيوتهم والقيام بترميمها؟

المفاوضات مع الصهاينة ضرورة، وفي الآن نفسه مغامرة خطيرة وغير مضمونة.

مقالات مشابهة

  • مؤتمر القاهرة ..الدروس والعبر
  • ماذا بعد الحرب: اليوم التالي
  • رسالة الى الحسين بن علي ع
  • المفاوضات ضرورة لكنها مغامرة خطيرة وغير مضمونة
  • ولكل عام.. مع التحية
  • محامي اللاعب أحمد رفعت: هناك تعمد لإثارة الفتنة بالزج بأسماء ونوادي في واقعة وفاته
  • اجتماع أمني في عدن يشدد على قطع دابر الفتنة وضبط خلايا الإجرام والإرهاب
  • العالم على بعد خطوة من حرب مدمرة..!
  • رسالة مؤثرة من رونالدو بعد خروج البرتغال من يورو 2024
  • المطران جورج خضر المعلم الكثير النقاء