موعد إطلاق أول لقاح مضاد لمرض السل.. ليس للأطفال فقط
تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT
أعلن مدير مركز أبحاث "غاماليا" لعلم الأوبئة والأحياء الدقيقة، أنه من المتوقع أن يكون اللقاح المضاد لمرض السل جاهزاً في روسيا بحلول منتصف عام 2025، مشيرًا إلى أنه سيحمي من جميع أشكال العدوى وسيكون متاحاً لجميع الفئات العمرية.
المتحدة تطلق اسم أحمد رفعت علي إحدى فرق برنامج كابيتانو مصر تفاصيل إطلاق أول لقاح مضاد لمرض السلووفقًا لما ذكره موقع “روسيا اليوم”، لن بكون اللقاح مقتصراً على حماية الأطفال فقط، بل سيكون فعالاً أيضاً للبالغين، مما يعني تغييراً جذرياً في مكافحة السل وجعله غير مرافق طبيعي لجسم الإنسان.
وسيكون اللقاح مكوناً من حقنة واحدة فقط، وأن التجارب السريرية تجري حالياً، وذكر أن ما بين 40 إلى 50 بالمائة من المشاركين في التجارب قد تلقوا اللقاح، وأن حالتهم تتم متابعتها عن كثب من قبل أطباء متخصصين.
وفي سياق متصل، كان مركز "غاماليا" قد أعلن سابقاً عن تطوير لقاح مضاد لمرض السرطان. وأوضح غينتسبورغ أن التجارب السريرية لهذا اللقاح ستبدأ على المرضى بحلول منتصف عام 2025.
وقد تم اختبار اللقاح على فئران مصابة بالورم الميلانيني، ولاحظ الباحثون فرقاً كبيراً في حجم الورم بين الفئران الملقحة وغير الملقحة بعد 15 يوماً من التلقيح، حيث توفيت الفئران غير الملقحة بين اليومين 19 و22، في حين لا تزال الفئران الملقحة على قيد الحياة.
وفي وقت سابق، أعلن وزير الصحة الروسي، ميخائيل موراشكو، أن النتائج الأولية للدراسات قبل السريرية للقاح السرطان قد تُنشر قبل نهاية العام الجاري.
تأتي هذه التطورات في إطار الجهود المستمرة لمركز "غاماليا" في تطوير حلول مبتكرة لمكافحة الأمراض المزمنة والخطيرة، حيث يسعى المركز لتعزيز الصحة العامة من خلال تقديم لقاحات فعالة وآمنة.
ومع اقتراب موعد إطلاق اللقاحات المرتقبة، تظل الأبحاث والدراسات مستمرة لضمان فعالية وأمان هذه اللقاحات قبل طرحها للاستخدام العام.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: لقاح السل روسيا روسيا اليوم الاطفال حقنة غاماليا
إقرأ أيضاً:
من سوريا للسودان وبالعكس
من سوريا للسودان وبالعكس
فيصل محمد صالح
منذ أسابيع وكل الأنظار العربية تتجه نحو سوريا، فرحة ومشجعة ومرحبة في أغلب الحالات، ومشفقة ومتحيرة وحذرة في بعض الأحايين، ولكل ذلك أسباب قوية. من المؤكد أن هناك تعاطفاً كبيراً مع الشعب السوري بعد معاناته الطويلة، وفرحة حقيقية بأنه تخلص من نير الظلم والديكتاتورية وانفتحت أمامه آفاق جديدة، وطبيعي أيضاً أن يخالط ذلك بعض الحذر والإشفاق من أن تخفق التجربة السورية في منتصف الطريق كما حدث لتجارب ثورات «الربيع العربي» وما بعدها.
الناظر لمآلات هذه الثورات سيجد أن الحذر واجب ومبرر، فلم تنجُ أي من التجارب من انتكاسات حادة، أودت ببعضها تماماً، وجعلت بعضها الآخر يتأرجح. بل الأكثر إيلاماً أن بعض بلاد ثورات الربيع العربي انزلقت إلى مرحلة الحروب الأهلية والتمزق والانقسام. وبين هذا وذاك انقسم الناس، أقصد الذين كانوا يؤملون في هذه الثورات وليس أعداءها، في موقفهم اللاحق. قسم من الناس تعرَّض لانتكاسة حادة وأبدى ندماً على انخراطه في صفوف الثورة، ولو بالتشجيع من منازلهم، وبدا لهم أن حالة الاستقرار تحت الحكم الديكتاتوري ربما كانت أفضل حالاً من هذه الحالة، بينما انخرط قسم آخر في تحليل أسباب الانتكاسات وتنوعت مضاربه واتجاهاته.
في معظم تجارب «الربيع العربي» نجحت الحركة الجماهيرية في توحيد الشعوب حول مطلب إسقاط النظام، ثم واجهت بعد ذلك تحديات ما بعد مرحلة السقوط خالية الوفاض من النظرة العملية لمواجهة التحديات، أو بأسلحة أقل قدرة مما تتطلبه المرحلة ومواجهاتها. والأسلحة المقصودة هنا هي الفكر السياسي القادر على قراءة واقع البلاد وطبيعة التحديات والمنهج السليم للوصول للحلول وطرح برنامج عمل واقعي وممكن التحقيق في ظل الإمكانات المتاحة.
بعض التجارب افتقدت القيادة السياسية للحركة الجماهيرية لضعف الأحزاب والتنظيمات وغيابها الطويل عن الساحة نتيجة لعنف الأنظمة، وغياب تنظيمات المجتمع المدني والحركة النقابية فظهرت ملامح ضعفها منذ اللحظة الأولى وعجزها عن الوقوف في وجه الثورة المضادة ومراكز قوى النظام الذي سقط. وقد لا ينطبق هذا التوصيف على تجارب دول مثل تونس والسودان، في الأولى هناك مجتمع مدني قوي ومنظم وحركة نقابية فاعلة، مع طبقة وسطى قائدة ومستوى عالٍ من التعليم والثقافة، وفي حالة السودان هناك أحزاب تاريخية وحركة جماهيرية وتنظيمات نقابية صاحبة خبرات وتجارب طويلة في مقاومة الأنظمة الديكتاتورية.
في الحالتين، تونس والسودان، يبدو أن الخلافات بين القوى السياسية التي ساهمت في الثورة كانت هي نقطة الضعف الأساسية و«كعب أخيل» الذي استغلته القوى المتربصة بالتجربة. في حالة السودان كان المكون العسكري الذي صار شريكاً في مرحلة الانتقال، هو الخصم الذي يعمل على خلخلة السلطة المدنية لتسقط وينفرد بالحكم، وهو ما نجح فيه رغم حركة المقاومة الجماهيرية. لكن في تجربة تونس لا يبدو الأمر بهذا الوضوح؛ إذ إن المؤسسة العسكرية اتخذت موقف الحياد، ووصلت البلاد لمرحلة الانتخابات الحرة والمفتوحة، ثم حدث الانقلاب من داخل الصف المدني.
واحدة من النقاط التي تستحق الوقوف عندها هي أن هذه التجارب العربية لم تنظر لتجارب الدول القريبة منها، بل اكتفت بالنظر تحت قدميها، أو النظر بعيداً جداً؛ لهذا تكررت بعض الأخطاء بصورة كربونية من تجربة لأخرى. في متابعة لتجربة إحدى الدول العربية قرأت أنها أرسلت وفوداً إلى أميركا اللاتينية ودول البلقان لتتعلم منها تجربة الانتقال، ولا بأس من طلب العلم ولو في الصين أو أميركا اللاتينية، لكنها كررت أخطاء دولة مجاورة وبالمسطرة كما يقولون… حتى تم إجهاض مرحلة الانتقال.
الدرس المستفاد في كل هذه التجارب هو أن مرحلة الانتقال، طالت أو قصرت، هي مرحلة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يقوم بها حزب أو تيار منفرد، أو أن يفرض عليها برنامجه السياسي مهما ظن أن لديه قوة جماهيرية أو أنه صاحب الفضل في صناعة الثورة، وأنها لا يمكن أن تمر بسلام إلا بتنازلات متبادلة. قد يكون مفهوماً، بل ومطلوباً، في كثير من التجارب، إبعاد تنظيم أو حزب النظام الذي تم إسقاطه من المساهمة في مرحلة الانتقال، لكن أي إبعاد لأي مجموعات سياسية أو اجتماعية أخرى سيعني السير في طريق الفشل.
لسنا في موقع الناصح لغيره، ونحن أبناء تجربة منتكسة، لكننا نأمل في أن تتجنب سوريا أخطاءنا وأخطاء غيرنا… لعل وعسى.
نقلا عن الشرق الأوسط
الوسومالانتقال الديمقراطي السودان تونس سوريا