خلصت دراسة واعدة جديدة إلى أن التطعيم مرتين سنويا يوفر حماية بنسبة 100 بالمائة من الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست".
وقالت الصحيفة إن الدراسة شملت عينة عشوائية لنحو 5 آلاف امرأة وفتاة شابة في جنوب أفريقيا وأوغندا، تلقين جرعتين من اللقاح، ولم تظهر عليهن أية أعراض للإصابة بالفيروس القاتل.
وأضافت الصحيفة أن خبراء في مجال الصحة وصفوا الدراسة، التي نشرت نتائجها في مجلة "نيو إنغلاند" الطبية، بأنها تمثل تقدما كبيرا في جهود القضاء على المرض.
وقالت مديرة مركز أبحاث الفيروسات في سيدني سارة بالمر إن الدراسة تعد إنجازا جديدا في مجال الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية.
وأضافت بالمر أنه "إذا أمكن توزيع هذه اللقاحات على نطاق واسع وبتكلفة منخفضة، فسيؤدي ذلك إلى تقليل خطر الإصابة بالفيروس بشكل كبير في جميع أنحاء العالم".
ويصاب نحو 1.3 مليون شخص بالفيروس سنويا في جميع أنحاء العالم، وتبلغ نسبة إصابة النساء والفتيات منها 44 في المئة.
يشار إلى أن شركة "جلعاد" الأميركية للأدوية، الرائدة في مجال إنتاج عقار مضاد للإيدز، هي من مولت الدراسة، لإثبات أن العقار الذي تنتجه وتمت الموافقة عليه كعلاج لعدوى فيروس نقص المناعة البشرية في الولايات المتحدة، فعال في الوقاية من الفيروس لدى المراهقات والشابات.
وتقول الصحيفة إن هناك تجربة منفصلة تجري حاليا من أجل إثبات فعاليته وسلامته لدى الرجال كذلك.
ويمكن الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية من خلال استخدام تدابير وقائية مثل الواقي الذكري وتناول الأدوية اليومية المستخدمة على نطاق واسع في البلدان ذات الدخل المرتفع في جميع أنحاء العالم.
لكن خبراء الصحة يقولون إنه قد يكون من الصعب تناول الأدوية بشكل يومي في أماكن مثل أفريقيا، نظرا لمحدودية الوصول إلى الرعاية الصحية وندرة البرامج التعليمية إلى تثقف الفتيات بشكل خاص حول خطر الإصابة بالفيروس.
وتدعو منظمة أطباء بلا حدود وغيرها من المجموعات الصحية إلى اتخاذ إجراءات عالمية لكسر احتكار شركة "جلعاد" للعقار والسماح بإنتاجه بكميات كبيرة وخفض تكلفته.
وتصل كلفة الدواء حاليا لنحو 40 ألف دولار أو أكثر سنويا للشخص الواحد، حيث تؤكد شركات مصنعة للأدوية أن التكلفة يمكن أن تتقلص لنحو 100 دولار سنويا في حال كسر هذا الاحتكار.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: نقص المناعة البشریة
إقرأ أيضاً:
غزة تعطي العالم درسا في الصمود: إنجاز المقاومة وتحديات الاحتلال
في ظل الإبادة الجماعية، والتطهير العرقي، والحصار المطبق، استطاعت غزة أن تحقق إنجازا لم يكن يتوقعه أكثر المتفائلين. هذا الإنجاز لم يكن وليد الصدفة، بل هو نتيجة لبطولات رجالها، ولصمود شعبها الأسطوري في وجه العدوان الإسرائيلي المستمر، ورفضها الرضوخ لمحاولات الاحتلال فرض واقع جديد بالقوة.
صمود غزة في وجه الإبادة
على مدار 15 شهرا من القصف والتدمير، واجهت غزة أعتى الحملات العسكرية الإسرائيلية التي كانت تهدف إلى القضاء على المقاومة وكسر إرادة الشعب الفلسطيني، لكن أهل غزة، ببطولاتهم وصمودهم وتضحياتهم، قلبوا المعادلة.
وكما أشار الكاتب البريطاني ديفيد هيرست، وجدت إسرائيل نفسها في نهاية المطاف أمام واقع لم تتوقعه، حيث فشل نتنياهو في تحقيق أهدافه واضطر للتخلي عن "خطوطه الحمراء" تحت الضغوط الداخلية والدولية.
فشل إسرائيل أمام المقاومة
تحوّلت المعركة إلى ساحة استنزاف للجيش الإسرائيلي، الذي تكبّد خسائر فادحة في الأرواح والمعدات. لم تكن غزة مجرّد منطقة محاصرة، بل أصبحت رمزا للصمود والتحدّي والقدرة قلب الموازين في لحظات الحسم
كانت الحسابات الإسرائيلية تستند إلى القضاء السريع على المقاومة وتحقيق انتصار عسكري يعيد تشكيل الخارطة السياسية في غزة، لكن المقاومة الفلسطينية أثبتت أن إرادتها أقوى من كل المخططات، وأن حاضنتها الشعبية عصيّة على الكسر. فقد تحوّلت المعركة إلى ساحة استنزاف للجيش الإسرائيلي، الذي تكبّد خسائر فادحة في الأرواح والمعدات. لم تكن غزة مجرّد منطقة محاصرة، بل أصبحت رمزا للصمود والتحدّي والقدرة قلب الموازين في لحظات الحسم.
إنجاز المقاومة: صمود لا ينكسر
الإنجاز الذي حققته غزة لم يكن مجرد حدث عابر، بل هو ثمرة لصمودها وثباتها في وجه كل محاولات الاحتلال لكسر إرادتها. هذا الإنجاز يؤكد أن المقاومة، رغم كل التحديات، قادرة على انتزاع حقوقها وإجبار الاحتلال على التراجع. غزة اليوم ليست مجرد منطقة جغرافية صغيرة، بل هي رمز عالمي للصمود في وجه الظلم والعدوان.
الحراك التضامني العالمي: صدى الصمود
استطاعت غزة أن تعطي درسا للعالم بأن إرادة الشعوب الحرّة لا يمكن أن تُقهر، وأن الصمود في وجه الظلم هو الطريق إلى الحرية
الحراك التضامني الذي شهدته بريطانيا ودول العالم لم يكن سوى انعكاس لصمود غزة وإصرارها على مواجهة الاحتلال. المسيرات والتظاهرات التي خرجت في لندن ومدن أخرى كانت شهادة حيّة على أن العالم يرى ويسمع ما يحدث في غزة. هذا الحراك ساهم في تعرية الاحتلال وفضح جرائمه أمام الرأي العام العالمي، لكنه لم يكن السبب المباشر للإنجاز، بل كان صدى لصمود الفلسطينيين الذي أدهش العالم.
غزة تنتصر بالصمود
ما حققته غزة هو انتصار لصمود الشعب الفلسطيني في وجه آلة الحرب الإسرائيلية، هذا الإنجاز لم يكن نتيجة لتضامن أو دعم خارجي، بل هو ثمرة لتضحيات أهل غزة ومقاومتهم. إنه انتصار لفلسطين لم تعرف مثله من قبل، حيث استعادت القضية وهجها في ضمير العالم بعدما كانوا يعدّون العدّة لدفنها نهائيا تحت وابل من التطبيع والاتفاقيات الذليلة، بجانب سياسات مهزومة لمن يدّعون تمثيل الشعب الفلسطيني. الآن استطاعت غزة أن تعطي درسا للعالم بأن إرادة الشعوب الحرّة لا يمكن أن تُقهر، وأن الصمود في وجه الظلم هو الطريق إلى الحرية.