وقف أعضاء الكونغرس الأمريكي تصفيقا لجندي إسرائيلي مسلم، حضر إلى واشنطن ضمن الوفد الذي جاء من تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فمن هو هذا الضابط؟

خلال خطابه أمام الكونغرس، قدم نتنياهو عددا من أفراد عائلات الرهائن الذين رافقوه إلى واشنطن، كما قدم جنودا إسرائيليين قاتلوا في غزة، ومن بينهم الضابط أشرف البحيري.

وقد عرف عنه نتنياهو قائلا: "أشرف هو جندي بدوي من مجتمع رهط المسلم الإسرائيلي".

ولفت نتنياهو إلى أن البحيري قتل العديد ممن وصفهم بـ «الإرهابيين» في السابع من أكتوبر، كما دافع عن رفاقه في القاعدة العسكرية، ثم سارع بعد ذلك إلى الدفاع عن البلدات المجاورة، بما في ذلك مجتمع كيبوتس بئيري المدمر.

وأضاف: "مثل أشرف، حارب الجنود المسلمون في جيش الدفاع الإسرائيلي إلى جانب رفاقهم اليهود والدروز والمسيحيين وغيرهم من رفاق السلاح بشجاعة هائلة.. هؤلاء هم جنود إسرائيل.. يأتون من كل عرق ودين وتوجه سياسي".

ولاقى خطاب نتنياهو في الكونجرس، أمس، ردود فعل غاضبة حول العالم، بينما قاطع الجلسة عشرات النواب من الحزب الديمقراطي، والذي ناشد فيه الولايات المتحدة إمداد إسرائيل بالمزيد من الأسلحة لمواصلة الحرب على غزة، والتي تشهد مجازر مروعة خلفت حتى الآن نحو 150 ألف شهيد ومصاب ومفقود.

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: نتنياهو

إقرأ أيضاً:

نتنياهو في واشنطن بين دعم الحلفاء وضغوط التفاوض

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

وصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن في زيارة تهدف إلى تعزيز الدعم الأمريكي لإسرائيل في ظل الحرب المستمرة في غزة، وصل نتنياهو إلى هناك وهو أول مسؤول رفيع المستوى يزور البيت الأبيض بعد تنصيب دونالد ترامب، المعلن عن الزيارة هو أنها تأتي من أجل مناقشة المرحلة المقبلة من اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس.

الزيارة التي تتم في وقت حساس للغاية، حيث تتزايد الضغوط الدولية لإنهاء الحرب على عكس رغبة نتنياهو الذي يسعى للحفاظ على موقفه السياسي داخليًا ودوليًا، والمتابع المدقق لتصريحات ترامب ونتنياهو على السواء يعرف دون جهد أن هدف الزيارة الرئيس هو الحصول على أكبر دعم سياسي وعسكري، ويمكن أيضا أن نحدد عدة أهداف أساسية يسعى نتنياهو لتحقيقها خلال لقاءاته في واشنطن، ومن تلك الأهداف استمرار الدعم العسكري والسياسي الأمريكي لإسرائيل، خاصة مع ازدياد الانتقادات الدولية بسبب العمليات العسكرية التي تمت في غزة وتتفاعل الآن في الضفة الغربية.

ولأن أمريكا وإسرائيل لا يتعاملان بالقطعة وإنما حساباتهما دائما تأتي بالجملة، نستطيع أن نرى إلى جانب الملف الفلسطيني تصاعد الجدل داخل الولايات المتحدة حول سياسات إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تجاه مواجهة ما يطلقون عليه "محور الإرهاب الإيراني" حيث مازالت إيران وحلفاؤها في المنطقة  مثل حزب الله في لبنان وحركة حماس في فلسطين والحوثيين في اليمن، يراهم تيار ليس قليل الشأن في أمريكا أنهم  من أكبر التحديات التي تواجه إسرائيل، لذلك من الممكن أن تضم زيارة نتنياهو مناقشة سبل الحد من نفوذ إيران في المنطقة، خاصة مع تصاعد التوترات في البحر الأحمر.

وهناك هدف آخر يمكننا رصده وهو ملف التفاوض بشأن الرهائن ووقف إطلاق النار تزامنا مع استمرار الجهود الدولية للتوصل إلى اتفاق دائم، هنا يسعى نتنياهو للحصول على موقف أمريكي داعم لرؤيته حول أي اتفاق مستقبلي، مع التأكيد على ضرورة تحقيق "انتصار حاسم" على حماس قبل التوصل إلى أي تسوية نهائية.

الزيارة كما اسلفنا تأتي في توقيت تنفيذ صفقة  التفاوض مع حماس وتتزامن مع انطلاق مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس حول المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، والتي تتضمن الإفراج عن باقي الرهائن الإسرائيليين، ووقفًا مستدامًا للأعمال العسكرية، وانسحابًا تدريجيًا للقوات الإسرائيلية من القطاع.

إلا إننا نرى موقف نتنياهو من المفاوضات لا يزال غامضًا، حيث يواجه ضغوطًا متزايدة داخل حكومته من جناح اليمين المتشدد، الذي يعارض أي اتفاق قد يمنح حماس شرعية سياسية أو عسكرية، وفي الوقت نفسه، تتزايد الضغوط الأمريكية والدولية لإنهاء الحرب، مما يضع نتنياهو أمام خيار صعب: إما المضي قدمًا في اتفاق قد يُنظر إليه على أنه "تنازل" لحماس، أو المخاطرة بفقدان الدعم الدولي مع استمرار العمليات العسكرية، ومن هنا يأتي التوافق الأمريكي الإسرائيلي كضرورة ملزمة في هذه الزيارة.

يبقى ملف التهجير حيث تشير زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن ولقائه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى احتمال مناقشة سيناريوهات متعددة تتعلق بمستقبل قطاع غزة، بما في ذلك مقترحات حول التهجير القسري للسكان الفلسطينيين، وهو موضوع يثير جدلًا واسعًا على المستويين الإقليمي والدولي.

ومن المحتمل أن يحاول نتنياهو انتزاع تأييد أمريكي لفكرة إعادة توطين سكان غزة في دول مجاورة، وهو ما يتماشى مع بعض الطروحات الإسرائيلية التي تتحدث عن "حل دائم" عبر تقليص الوجود الفلسطيني في القطاع، وبالرغم من مبادرة ترامب في هذا الشأن إلا أن إدارة ترامب قد تضع شروطًا لهذا السيناريو مثل ضمان عدم التصعيد العسكري الذي قد يؤدي إلى تدخلات دولية أوسع.

وبينما نرى الرفض الإقليمي وقيود التنفيذ لأي محاولات لدفع ملف التهجير نرى أيضا رفضًا قاطعًا من الدول العربية، لا سيما مصر التي ترفض تمامًا أي خطط لتوطين الفلسطينيين في سيناء، والأردن التي تعتبر القضية الفلسطينية جزءًا أساسيًا من أمنها القومي أطلقت شعارا في بداية الأزمة وهو الأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين.

هذا الرفض قد يحدّ من قدرة إسرائيل على تنفيذ أي مخططات ترحيل جماعي دون إثارة أزمة دبلوماسية أوسع، لذلك قد تنتقل إسرائيل وأمريكا إلى  مقترح "الهجرة الطوعية" بدعم اقتصادي كبير، مثل تسهيلات سفر وإقامة في دول أخرى، أو عبر مشاريع توطين في أماكن أخرى خارج القطاع،  لكن نجاح هذه الفكرة يعتمد على مدى استعداد المجتمع الدولي للتعامل معها كبديل مقبول، ولكن حتى هذا المقترح مستبعد بشكل نسبي في ظل المواقف الرافضة لأي تغيير ديمغرافي قسري.

أما الملف الصعب الذي لا نتمناه فهو التصعيد للضغط بهدف التهجير، إذا فشل نتنياهو في الحصول على دعم أمريكي علني للتهجير، فقد يلجأ إلى تكتيكات أخرى، مثل تصعيد العمليات العسكرية لجعل الحياة في غزة أكثر صعوبة، وبالتالي دفع السكان إلى الهجرة القسرية غير المعلنة، هذا الخيار يحمل مخاطر كبيرة، منها زيادة الضغوط الدولية وتهديد علاقة إسرائيل بحلفائها الغربيين.

يبقى أن نقول أنه من غير المرجح أن ينجح نتنياهو في الحصول على دعم أمريكي صريح لمشروع التهجير، لكنه قد يسعى إلى تفاهمات ضمنية حول سياسات تؤدي إلى النتيجة نفسها بطرق غير مباشرة. ومع ذلك، فإن رفض الدول العربية، والمخاوف الدولية من تداعيات أي تحرك في هذا الاتجاه، سيجعل تحقيق هذا السيناريو صعبًا للغاية، وقد يؤدي إلى مزيد من التصعيد بدلًا من الوصول إلى حل دائم للصراع.

مقالات مشابهة

  • شاهد | التطبيع السعودي الإسرائيلي على طاولة نتنياهو ترامب
  • شاهد | مجرم حرب الإبادة في زيارة إلى مجرم صفقة التصفية.. نتنياهو في واشنطن
  • ما هي الثمار التي سيقطفها نتنياهو من زيارته إلى واشنطن؟
  • نتنياهو في واشنطن بين دعم الحلفاء وضغوط التفاوض
  • نتنياهو في واشنطن.. ملفات عاجلة على طاولة ترامب
  • رداً على صفقة بن شرقي.. الزمالك يفاوض مهاجم الأهلي السابق.. ما القصة؟
  • واشنطن أولًا.. نتنياهو يعلق المفاوضات ومصير غزة في الميزان
  • سارة نتنياهو أمام تحقيق جنائي.. ما القصة؟
  • سرعة بديهة ضابط تنقذ طياراً من موت محتم
  • اليوم.. نتنياهو يلتقي ترامب في واشنطن