نهج واعد في تشخيص التصلب المتعدد من صور العين
تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT
طور باحثون من جامعة دورهام بالمملكة المتحدة وجامعة العلوم الطبية في أصفهان بإيران نهجا مبتكرا لتشخيص التصلب المتعدد باستخدام تقنيات تصوير العين المتقدمة.
ويمكن أن يُحدث هذا الأسلوب الرائد ثورة في كيفية اكتشاف التصلب المتعدد، حيث يقدم بديلا أسرع وأقل ألما وأكثر سهولة للإجراءات التشخيصية الحالية.
التصلب المتعدد حالة يمكن أن تؤثر في الدماغ والحبل الشوكي، وتتسبب بمجموعة واسعة من الأعراض، بما في ذلك مشاكل في الرؤية أو حركة الذراع أو الساق أو الإحساس أو التوازن.
وفي دراسة نُشرت بمجلة "علوم وتقنيات الرؤية الانتقالية" في 17 يوليو/ تموز الحالي وقادتها الدكتورة رحيلا كافية من جامعة دورهام، دمج فريق الدراسة بين نوعين من فحوص العين: التصوير المقطعي البصري والتصوير بالأشعة تحت الحمراء بالليزر. ومن خلال تدريب نماذج الحاسوب على عدد كبير من هذه الفحوص العينية، أنشأ الباحثون أداة تشخيصية قوية يمكنها التعرف على التصلب المتعدد بدقة عالية.
وما يميز هذا النهج قدرته على اكتشاف التغيرات الدقيقة في العين التي غالبا ما تشير إلى التصلب المتعدد. ويمكن للعين -لأنها متصلة مباشرة بالدماغ- أن تكشف عن علامات مبكرة للتلف العصبي الذي قد لا يُلاحظ بطرق أخرى.
ويوفر هذا الأسلوب إمكانية التشخيص المبكر والإدارة الأفضل لأعراض التصلب المتعدد، وذلك بتدريب الحواسيب على التعرف على الأنماط المخفية والاختلالات في صور العين.
نتائج الدراسة كانت مبشرة، حيث تمكن نموذج الحاسوب من تحديد التصلب المتعدد بدقة بلغت 92% خلال الاختبارات الأولية. والأكثر تشجيعا أن النظام حافظ على دقة قوية بلغت 85% عند اختباره على مجموعة بيانات مختلفة من مستشفيات ومرضى آخرين، مما يثبت موثوقيته وإمكانية استخدامه على نطاق واسع.
تشخيص مبكروأشارت الدكتورة رحيلا كافية إلى أهمية هذه النتائج وقالت: "دمج جميع صور التشخيص الطبي المتاحة، بما في ذلك تلك التي تحتوي على تغيرات دقيقة يصعب تمييزها من خلال التشخيص غير الحاسوبي، أمر بالغ الأهمية لتحقيق تشخيصات أكثر موثوقية وتحسين نتائج المرضى".
ويمكن أن يكون لهذا النهج المبتكر تأثيرات بعيدة المدى في المرضى ومقدمي الرعاية الصحية على حد سواء، فالتشخيص المبكر والدقيق للتصلب المتعدد يمكن أن يؤثر بشكل كبير في جودة حياة المتأثرين، مما قد يبطئ من تقدم المرض ويحسن النتائج العامة.
كما أن الطبيعة غير المؤلمة لفحوص العين تجعل هذا الأسلوب أكثر راحة للمرضى وأسهل في التنفيذ في مختلف بيئات الرعاية الصحية، بما في ذلك محلات البصريات.
تكنولوجيا لحالات أخرىولا تَعِدُ هذه التقنية الجديدة لتصوير العين بتحسين تشخيص التصلب المتعدد فحسب، بل تفتح أيضا أبوابا لتطبيقات مشابهة في حالات عصبية أخرى مثل مرض ألزهايمر ومرض باركنسون.
ومع استمرار تطور هذه التكنولوجيا، يمكن أن تمهد الطريق لأدوات تشخيصية أكثر سهولة وموثوقية في الرعاية الصحية اليومية، مما يؤدي في النهاية إلى تحسين رعاية المرضى والنتائج.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات التصلب المتعدد
إقرأ أيضاً:
علامة في العين قد تشير إلى خطر الإصابة بالفصام!
يمانيون../
كشف الباحثون في دراسة دولية حديثة عن اكتشاف مثير يرتبط بين حالة شبكية العين وصحة الإنسان العقلية، حيث أظهرت نتائج الدراسة التي أجرتها جامعة زيورخ ومستشفى الطب النفسي الجامعي التابع لها، أن الأشخاص الذين يمتلكون استعدادًا جينيًا للإصابة بالفصام (انفصام الشخصية) غالبًا ما يكون لديهم شبكية أرق من الأشخاص الآخرين.
الدراسة، التي استندت إلى تحليل بيانات ضخمة من البنك الحيوي البريطاني (UK Biobank)، شملت معلومات جينية وطبية لأكثر من نصف مليون شخص. من خلال فحص “درجات الخطورة الجينية” للأفراد ومقارنتها مع قياسات سماكة الشبكية باستخدام تقنية التصوير المقطعي البصري (OCT)، تمكن الباحثون من اكتشاف هذا الرابط الدقيق بين الصحة العقلية وحالة الشبكية، وهو فحص غير جراحي يستغرق دقائق قليلة ويتميز بدقته العالية وبتكلفته المنخفضة نسبياً.
وقال الدكتور فين رابي، المؤلف الرئيسي للدراسة، إن “التغيرات في الشبكية قد تعكس تغييرات مماثلة في الدماغ، وهذا يمكن أن يكون أساسًا لفهم أعمق للروابط بين الجهاز العصبي المركزي والأمراض النفسية”.
وأضاف الباحثون أن هذه النتائج تدعم أيضًا ما يُعرف بـ”فرضية الالتهاب” في مرض الفصام، حيث رصدوا ارتباطات جينية قد تساهم في العمليات الالتهابية التي تحدث في الدماغ، مما يفتح الباب أمام تطوير علاجات جديدة تركز على تعديل الاستجابة الالتهابية.
رغم أن التأثير الذي رصدته الدراسة قد يبدو صغيرًا عند النظر إليه على مستوى الأفراد، إلا أنه يصبح واضحًا عندما يتم فحص مجموعات سكانية كبيرة، ما يعزز أهمية الدراسات واسعة النطاق مثل هذه. كما حذر الباحثون من أن هذه النتائج تحتاج إلى مزيد من الدراسات الطويلة الأمد لتأكيدها وتطبيقها في المجالات السريرية.
مع هذه الاكتشافات، قد تصبح فحوصات العين الروتينية أداة هامة للكشف المبكر عن الأشخاص المعرضين للإصابة بالأمراض النفسية، ما يمكن أن يتيح التدخل المبكر وتحسين نتائج العلاج.