الحرة:
2025-03-17@14:50:20 GMT

بداية النهاية.. قراءات في خطاب بايدن قبل الوداعي

تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT

بداية النهاية.. قراءات في خطاب بايدن قبل الوداعي

في أول تصريحات علنية له منذ إعلانه التخلي عن مسعاه لإعادة انتخابه لولاية ثانية، ألقى الرئيس الأميركي، جو بايدن، خطابا، الأربعاء، أوضح فيه أنه اتّخذ قراره بالانسحاب من السباق الرئاسي "إنقاذا للديمقراطية" ولفسح المجال أمام "الأصوات الشابّة".

وتباينت القراءات والتحليلات التي تناولت كلمة بايدن وأداءه الخطابي والأسباب التي قدّمها لتبرير قرار الانسحاب من سباق الرئاسيات في الصحف الأميركية، غير أنها أجمعت على أن خطاب، الأربعاء يمثل بداية وداع ونهاية حقبة مسار سياسي استمر لأزيد من نصف قرن.

"بداية النهاية"

وأورد تحليل "نيويورك تايمز"، أن بايدن كان يدرك حتمية هذا الخطاب، لكنه توقع،  أو تمنى،  أن يأتي بعد أكثر من أربع سنوات. رغم أنه لم يكن وداعا رسميا، مع تبقي ستة أشهر في منصبه ومهام رئاسية عالقة، إلا أنه يمثّل بداية النهاية لمسيرة جو بايدن السياسية.

وبحسب الصحيفة، فقد تضمن الخطاب الإشادة بتفرد أميركا وذَكَر العائلة، وتباهى بإنجازاته بانتقائية مستعملا عباراته المفضلة عن "نقاط التحول" و"إنقاذ الديمقراطية". كما برز صوته الهادئ الأجش، الذي لم يعد يفرض سيطرته على الحضور كما كان سابقا.

وتقول الصحيفة إنه "قد غاب عن الخطاب التأمل الذاتي حول وصوله لهذه اللحظة المؤلمة. فرغم تركيزه على روح أميركا كشف القليل عن روحه الخاصة، لافتة إلى أنه كان "هناك الكثير من البحث عن الذات خلال هذه الأيام والأسابيع الماضية من الصدمة الشخصية والسياسية التي أدت إلى هذه النهاية المترددة لمسيرته السياسية الأسطورية التي استمرت نصف قرن، فقد تم إلغاء البحث. أو على الأقل لم يتم الإبلاغ عن النتائج".

ودعا بايدن لـ"تسليم الشعلة لجيل جديد"، متجنبا الحديث عن عمره أو صحته أو قدراته التي دفعت ديمقراطيين كُثر للتخلي عنه منذ مناظرة 27 يونيو الكارثية ضد ترامب. 

ولم يتطرق أيضا لرحلته من الثقة المطلقة بقدرته على هزيمة ترامب إلى إدراكه عجزه عن ذلك. كما لم يفسر قراره النهائي بالتخلي عن السعي لولاية ثانية، مكابحا أي مرارة قد يشعر بها، على حد تعبير الصحيفة.

وبدلا من ذلك، "استغل الفرصة لإعادة ضبط المسار، وسرد قصته بشروطه الخاصة، معيدا صياغة روايته مع بدء خروجه من المشهد".

في نفس الاتجاه، ذهبت صحيفة "واشنطن بوست"، وعنونت تغطيتها لخطابه بأن "بايدن يسلّم المشعل في خطاب كئيب".

وأوضحت أنه مع بقاء أقل من ستة أشهر على نهاية ولايته، استخدم بايدن الخطاب في وقت الذروة للدفاع عن سجله، وتحديد إرثه، ووصف رؤيته لما تبقى من فترة ولايته.

وبحسب الصحيفة فقد دعا مرارا الأميركيين إلى تولي مهمة حماية مبادئ الأمة، مؤكدا أنه مع استعداده للخروج من الحياة العامة، فإنه يسلم الراية للجمهور.

"وداع شخصي"

في السياق ذاته، قال موقع أكسيوس إن بايدن ركز في خطابه على ما يعتبره "نقطة تحول" حاسمة لمستقبل أميركا والحفاظ على وحدة الجمهورية، محذرا ضمنيا من ترامب دون ذكر اسمه.

وبينما دافع بايدن عن سجله لكنه قال إنه حان وقت "تسليم الشعلة" لهاريس، أورد الموقع أن بايدن لم يتحدث بالتفصيل عن صحته أو سبب تنحيه، بل اكتفى بالقول إنه حان وقت "الأصوات الجديدة والشابة".

وبحسب المصدر ذاته، فقد ركز بايدن على "أولويات البطة العرجاء"، مشيرا لرغبته في تحقيق وقف إطلاق النار في غزة واتفاق سلام أوسع، والدعوة لإصلاح المحكمة العليا ونبذ العنف السياسي.

وشكل الخطاب وفقا للموقع "وداعا شخصيا"، يبدأ به بايدن إغلاق الفصل الأخير من مسيرته السياسية الممتدة 54 عاما.

5 نقط مستخلصة

من جهتها، سلطت صحيفة "وول ستريت جورنال" الضوء على ما اعتبرته النقاط الخمس الرئيسية في خطاب بايدن.

وذكرت أن أولها "الدفاع عن الديمقراطية"، مشيرة إلى تأكيده بأن قراره بالانسحاب كان لخدمة الديمقراطية الأميركية، قائلا إن "الدفاع عن الديمقراطية أهم من أي لقب".

وأوضح بايدن أيضا أنه "لا يزال رئيسا"، وسيبقى في منصبه حتى نهاية فترته، مؤكدا على سلطته ورئاسته رغم كونه "بطة عرجاء" الآن.

وعرض بايدن أيضا إنجازاته وحدد أولويات للأشهر الستة المتبقية، بما في ذلك خفض التكاليف للمستهلكين وإجراء تغييرات في المحكمة العليا ومواصلة دعم أوكرانيا.

ومن جهتها، أوردت الصحيفة أن "بعض التعثرات" ظهرت في خطاب الرئيس الأميركي مما قد يذكّر المشاهدين بالأسباب التي دفعتهم لرغبة تنحي بايدن.

وركّز بايدن على سجله وعملية صنع القرار، مع ذكر كامالا هاريس مرة واحدة فقط. مقرا بالحاجة إلى جيل جديد من القادة، قائلاً: "هناك وقت ومكان لأصوات جديدة وطازجة، وذلك الوقت والمكان هو الآن."

"فقد صوته ثم قوته"

بدورها، قالت صحيفة "بوليتيكو"، إن "بايدن فقد صوته، ثم قوته"، مشيرة إلى أن خطاب المكتب البيضاوي، سلط الضوء على سبب اعتقاد الديمقراطيين أنه بحاجة إلى التنحي.

وذكرت الصحيفة أن بايدن كان "نصف رئيس"، موضحة بأنه  "كان فعالا" في الجانب البرنامجي للرئاسة، المتعلق التشريعات وصنع السياسات، لكنه ضعيف في الجانب الأدائي المتمثل استخدام الكلمات للإلهام وإعادة صياغة النقاشات.

وشدد المصدر ذاته على أن تراجع قدرة بايدن على الخطابة مثل أكبر نكسة له، مشيرة أن "خطابته بدأت ضعيفة وازدادت ضعفا مع الوقت، مما أثر على قوته كرئيس وأظهرت ضعفا في قدرته على إقناع الجمهور وقلب النقاشات لصالحه".

واعتبرت أن هذا عكس شخصيته القديمة حين كان معروفا في السابق بحبه للخطابة، لكنه أصبح الآن يتجنب المقابلات والكلام الارتجالي.

وبشأن أداء بايدن في خطاب المكتب البيضاوي، قالت بوليتيكو، إنه "حتى مع وجود ملاحظات مكتوبة مسبقا، كانت هناك توقفات ملحوظة وإعادة بدء في العديد من الجمل، أو كلمات افتقرت إلى النطق الواضح. بدأ الإلقاء متصلبا وشبه متلعثما في البداية، لكنه تحسن تدريجيا ليصل إلى خاتمة أكثر قوة".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی خطاب

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: استهداف صنعاء رسالة للحوثيين وإيران بأن ترامب ليس بايدن

تمثل الضربات التي تلقتها جماعة أنصار الله (الحوثيين) في صنعاء اليوم السبت رسالة أميركية، مفادها أن واشنطن لن تسمح للجماعة بالتدخل في الصراع الدائر بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، كما يقول الخبير العسكري العقيد حاتم الفلاحي.

وأعلنت الجماعة اليمنية مساء اليوم السبت أن غارات أميركية إسرائيلية استهدفت العاصمة صنعاء. وذكرت مصادر إعلامية أميركية أن هذه الضربات التي أمر بها الرئيس دونالد ترامب، هدفها فتح ممرات الشحن الدولية بالبحر الأحمر التي عطلتها الجماعة، وإرسال إشارة تحذير لإيران.

ووفقا لما قاله الفلاحي -في حديث للجزيرة- فإن هذه الضربات تأتي ضمن السياق الإقليمي الذي تحاول الولايات المتحدة من خلاله تحجيم نفوذ إيران، كما أنها تأتي بعد تهديده بضرب السفن الإسرائيلية أو الأميركية في المنطقة.

وتستهدف الضربات -برأي الخبير العسكري- إضعاف قدرات الحوثيين العكسرية وإبعادها عن الحرب في قطاع غزة، لكنها لن تتمكن من القضاء بشكل كامل على قدرات الجماعة.

ويرى الفلاحي أن الطبيعة الجبلية للبلاد وعدم اعتماد الحوثيين على مخازن محددة لأسلحتهم يجعل من الصعب تدمير قدراتهم بشكل كامل، مضيفا أن هذه الضربات ربما تكون مقدمة لعملية تستهدف تقليص سيطرة الجماعة داخل اليمن.

إعلان

لكن هذه الضربات تسعى "للحد من استهداف الحوثي لقلب إسرائيل أو للسفن في البحر الأحمر خاصة أنه يحصل على دعم كبير من إيران، وخصوصا فيما يتعلق بالمسيرات والصواريخ الباليستية التي قد تظهر مستقبلا بشكل أكبر"، كما يقول الفلاحي.

ويعتقد الخبير العسكري أن هذه الضربات التي استهدفت أهدافا عسكرية تحمل رسالة للحوثيين ولإيران بأن تعامل ترامب مع تهديدات الجماعة لن يكون كتعامل إدارة سلفه جو بايدن التي كانت تضرب أهدافا اقتصادية.

ويبدو أن الولايات المتحدة عملت على جمع مزيد من المعلومات الاستخبارية خلال الفترة الماضية حتى تتمكن من ضرب القدرات العسكرية للحوثيين، برأي الفلاحي الذي يستبعد أن تتخلى إيران عن الحوثيين بعد الخسارة التي تلقتها في لبنان وسوريا لأنها بحاجة لهذا النفوذ في أي معركة محتملة مع الولايات المتحدة.

ترامب يهدد بالجحيم

بدوره، قال ترامب على منصة "تروث سوشيال" إنه أمر بتوجيه ضربة واسعة للحوثيين في اليمن، وإن بلاده لن تتهاون مع سلوك الجماعة وستستخدم معهم القوة الساحقة والمميتة.

وقال إن العملية تستهدف قواعد الإرهابيين وقادتهم، مضيفا "أقول للإرهابيين الحوثيين إن وقتكم قد انتهى ويجب أن توقفوا هجماتكم وإلا سيمطر عليكم الجحيم كما لم تروه من قبل".

واتهم الرئيس الأميركي الحوثيين بشن حملة متواصلة من العنف والقرصنة والإرهاب واستهداف السفن والطائرات والمسيرات الأميركية وغير الأميركية.

وقال أيضا إن رد إدارة بايدن على الحوثيين كان ضعيفا إلى درجة مثيرة للشفقة، متعهدا بأنه شخصيا لن يسمح لهم بخنق حركة الشحن في واحد من أهم ممرات العالم، وقال في منشوره "الجنود الأميركيون يشنون حملة على الإرهابيين لاستعادة حرية الملاحة".

كما طالب ترامب إيران بوقف دعمها للحوثي لأن الولايات المتحدة لن تتهاون "مع من يستهدفون مصالح الشعب الأميركي"، قائلا إن لديه "تفويضا هو الأكبر في التاريخ من الشعب الأميركي للتعامل مع هذه المخاطر".

إعلان

ووفقا لوسائل إعلام يمنية، فقد استهدفت 4 غارات حي الجراف شمالي صنعاء، كما وقع هجوم بالقرب من التلفزيون الحكومي الذي بات مهجورا.

مقالات مشابهة

  • نيويورك تايمز: لا تخدع نفسك.. جامعة كولومبيا لن تكون النهاية
  • جمعة: سيدنا عمر بن الخطاب كان سابق عصره وهو أول من أسس فكرة الديوان
  • أسامة السعيد: ترامب يتبنى نهجًا استباقيًا ضد الحوثيين بعكس بايدن
  • قائد في الجيش السوداني: لا جديد بخطاب حميدتي غير ربطة “الكدمول
  • هل توجد علامات تؤكد الثبات على الطاعة؟.. عويضة عثمان يجيب
  • اقتربت على النهاية.. تطورات الحرب الروسية الأوكرانية| ماذا يحدث؟
  • خبير عسكري: استهداف صنعاء رسالة للحوثيين وإيران بأن ترامب ليس بايدن
  • وسط تصاعد الخطاب العدائي.. مقارنة قدرات الجيشين الجزائري والمغربي
  • الخطاب الديني في سلطنة عمان.. تعزيز للتسامح والاعتدال والتقارب
  • صناعة الكراهية وإعادة إنتاج الخطاب الطائفي - التواصل الاجتماعي أنموذجًا