بداية النهاية.. قراءات في خطاب بايدن قبل الوداعي
تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT
في أول تصريحات علنية له منذ إعلانه التخلي عن مسعاه لإعادة انتخابه لولاية ثانية، ألقى الرئيس الأميركي، جو بايدن، خطابا، الأربعاء، أوضح فيه أنه اتّخذ قراره بالانسحاب من السباق الرئاسي "إنقاذا للديمقراطية" ولفسح المجال أمام "الأصوات الشابّة".
وتباينت القراءات والتحليلات التي تناولت كلمة بايدن وأداءه الخطابي والأسباب التي قدّمها لتبرير قرار الانسحاب من سباق الرئاسيات في الصحف الأميركية، غير أنها أجمعت على أن خطاب، الأربعاء يمثل بداية وداع ونهاية حقبة مسار سياسي استمر لأزيد من نصف قرن.
وأورد تحليل "نيويورك تايمز"، أن بايدن كان يدرك حتمية هذا الخطاب، لكنه توقع، أو تمنى، أن يأتي بعد أكثر من أربع سنوات. رغم أنه لم يكن وداعا رسميا، مع تبقي ستة أشهر في منصبه ومهام رئاسية عالقة، إلا أنه يمثّل بداية النهاية لمسيرة جو بايدن السياسية.
وبحسب الصحيفة، فقد تضمن الخطاب الإشادة بتفرد أميركا وذَكَر العائلة، وتباهى بإنجازاته بانتقائية مستعملا عباراته المفضلة عن "نقاط التحول" و"إنقاذ الديمقراطية". كما برز صوته الهادئ الأجش، الذي لم يعد يفرض سيطرته على الحضور كما كان سابقا.
وتقول الصحيفة إنه "قد غاب عن الخطاب التأمل الذاتي حول وصوله لهذه اللحظة المؤلمة. فرغم تركيزه على روح أميركا كشف القليل عن روحه الخاصة، لافتة إلى أنه كان "هناك الكثير من البحث عن الذات خلال هذه الأيام والأسابيع الماضية من الصدمة الشخصية والسياسية التي أدت إلى هذه النهاية المترددة لمسيرته السياسية الأسطورية التي استمرت نصف قرن، فقد تم إلغاء البحث. أو على الأقل لم يتم الإبلاغ عن النتائج".
ودعا بايدن لـ"تسليم الشعلة لجيل جديد"، متجنبا الحديث عن عمره أو صحته أو قدراته التي دفعت ديمقراطيين كُثر للتخلي عنه منذ مناظرة 27 يونيو الكارثية ضد ترامب.
ولم يتطرق أيضا لرحلته من الثقة المطلقة بقدرته على هزيمة ترامب إلى إدراكه عجزه عن ذلك. كما لم يفسر قراره النهائي بالتخلي عن السعي لولاية ثانية، مكابحا أي مرارة قد يشعر بها، على حد تعبير الصحيفة.
وبدلا من ذلك، "استغل الفرصة لإعادة ضبط المسار، وسرد قصته بشروطه الخاصة، معيدا صياغة روايته مع بدء خروجه من المشهد".
في نفس الاتجاه، ذهبت صحيفة "واشنطن بوست"، وعنونت تغطيتها لخطابه بأن "بايدن يسلّم المشعل في خطاب كئيب".
وأوضحت أنه مع بقاء أقل من ستة أشهر على نهاية ولايته، استخدم بايدن الخطاب في وقت الذروة للدفاع عن سجله، وتحديد إرثه، ووصف رؤيته لما تبقى من فترة ولايته.
وبحسب الصحيفة فقد دعا مرارا الأميركيين إلى تولي مهمة حماية مبادئ الأمة، مؤكدا أنه مع استعداده للخروج من الحياة العامة، فإنه يسلم الراية للجمهور.
"وداع شخصي"في السياق ذاته، قال موقع أكسيوس إن بايدن ركز في خطابه على ما يعتبره "نقطة تحول" حاسمة لمستقبل أميركا والحفاظ على وحدة الجمهورية، محذرا ضمنيا من ترامب دون ذكر اسمه.
وبينما دافع بايدن عن سجله لكنه قال إنه حان وقت "تسليم الشعلة" لهاريس، أورد الموقع أن بايدن لم يتحدث بالتفصيل عن صحته أو سبب تنحيه، بل اكتفى بالقول إنه حان وقت "الأصوات الجديدة والشابة".
وبحسب المصدر ذاته، فقد ركز بايدن على "أولويات البطة العرجاء"، مشيرا لرغبته في تحقيق وقف إطلاق النار في غزة واتفاق سلام أوسع، والدعوة لإصلاح المحكمة العليا ونبذ العنف السياسي.
وشكل الخطاب وفقا للموقع "وداعا شخصيا"، يبدأ به بايدن إغلاق الفصل الأخير من مسيرته السياسية الممتدة 54 عاما.
5 نقط مستخلصةمن جهتها، سلطت صحيفة "وول ستريت جورنال" الضوء على ما اعتبرته النقاط الخمس الرئيسية في خطاب بايدن.
وذكرت أن أولها "الدفاع عن الديمقراطية"، مشيرة إلى تأكيده بأن قراره بالانسحاب كان لخدمة الديمقراطية الأميركية، قائلا إن "الدفاع عن الديمقراطية أهم من أي لقب".
وأوضح بايدن أيضا أنه "لا يزال رئيسا"، وسيبقى في منصبه حتى نهاية فترته، مؤكدا على سلطته ورئاسته رغم كونه "بطة عرجاء" الآن.
وعرض بايدن أيضا إنجازاته وحدد أولويات للأشهر الستة المتبقية، بما في ذلك خفض التكاليف للمستهلكين وإجراء تغييرات في المحكمة العليا ومواصلة دعم أوكرانيا.
ومن جهتها، أوردت الصحيفة أن "بعض التعثرات" ظهرت في خطاب الرئيس الأميركي مما قد يذكّر المشاهدين بالأسباب التي دفعتهم لرغبة تنحي بايدن.
وركّز بايدن على سجله وعملية صنع القرار، مع ذكر كامالا هاريس مرة واحدة فقط. مقرا بالحاجة إلى جيل جديد من القادة، قائلاً: "هناك وقت ومكان لأصوات جديدة وطازجة، وذلك الوقت والمكان هو الآن."
"فقد صوته ثم قوته"بدورها، قالت صحيفة "بوليتيكو"، إن "بايدن فقد صوته، ثم قوته"، مشيرة إلى أن خطاب المكتب البيضاوي، سلط الضوء على سبب اعتقاد الديمقراطيين أنه بحاجة إلى التنحي.
وذكرت الصحيفة أن بايدن كان "نصف رئيس"، موضحة بأنه "كان فعالا" في الجانب البرنامجي للرئاسة، المتعلق التشريعات وصنع السياسات، لكنه ضعيف في الجانب الأدائي المتمثل استخدام الكلمات للإلهام وإعادة صياغة النقاشات.
وشدد المصدر ذاته على أن تراجع قدرة بايدن على الخطابة مثل أكبر نكسة له، مشيرة أن "خطابته بدأت ضعيفة وازدادت ضعفا مع الوقت، مما أثر على قوته كرئيس وأظهرت ضعفا في قدرته على إقناع الجمهور وقلب النقاشات لصالحه".
واعتبرت أن هذا عكس شخصيته القديمة حين كان معروفا في السابق بحبه للخطابة، لكنه أصبح الآن يتجنب المقابلات والكلام الارتجالي.
وبشأن أداء بايدن في خطاب المكتب البيضاوي، قالت بوليتيكو، إنه "حتى مع وجود ملاحظات مكتوبة مسبقا، كانت هناك توقفات ملحوظة وإعادة بدء في العديد من الجمل، أو كلمات افتقرت إلى النطق الواضح. بدأ الإلقاء متصلبا وشبه متلعثما في البداية، لكنه تحسن تدريجيا ليصل إلى خاتمة أكثر قوة".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی خطاب
إقرأ أيضاً:
مرصد الأزهر ينظم محاضرة طلابية ضمن مبادرة «نحو رؤية شبابية لمجابهة التطرف»
استضاف مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، طلابا عدد من المعاهد العليا هي المعهد العالي للعلوم الإدارية بأوسيم، والمعهد العالي للعلوم الإدارية ببلبيس، ومعهد العبور العالي للإدارة والحاسبات ونظم المعلومات، ضمن مبادرة «نحو رؤية شبابية لمجابهة التطرف»، حيث نظم محاضرة حول أهمية القيم الأخلاقية والإنسانية للمجتمع، ووسائل التنظيمات المتطرفة في استقطاب الشباب.
مباردة نحو رؤية شبابية لمجابهة التطرفوخلال المحاضرة، أكد الدكتور حمادة شعبان مشرف وحدة الرصد باللغة التركية، أن ترسيخ القيم الأخلاقية والإنسانية في المجتمع أمر مهم للغاية، ويعد جزء لا يتجزأ من مكافحة التنظيمات المتطرفة التي تسعى في خطاباتها إلى تجريد الدين من القيم الإنسانية وإضفاء العنف عليه.
ملامح الخطاب الإعلاميوتناول «شعبان» أبرز الوسائل المستخدمة من قبل التنظيمات المتطرفة لتجنيد الشباب في صفوفها، وملامح الخطاب الإعلامي المستخدم في تضليل هؤلاء الشباب، مشددًا على أن هذه التنظيمات تسعى من خلال خطابها الضال والمضلل إلى التقليل من قيمة الهوية الوطنية لدى الشباب ليسهل استقطابهم وغرس أفكارها المتطرفة في عقولهم.
تأتي المحاضرة ضمن جهود مرصد الأزهر التوعوية واستراتيجيته الفكرية لتفنيد الأفكار المتطرفة وحماية الشباب من السقوط في فخ الدعاية الخاصة بالتنظيمات الإرهابية.