وزير الأوقاف يلقي كلمة في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر "أهمية القيم الدينية في منطقة أوراسيا الكبرى"
تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT
ألقى الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف كلمة في الجلسة الافتتاحية لأعمال المؤتمر الدولي الخامس "طريق الحرير الروحي.. أهمية القيم الدينية في منطقة أوراسيا الكبرى" والذي تنظمه الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية بمدينة قازان الروسية عاصمة جمهورية تتارستان بالتعاون مع جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية في الفترة من 25 - 26 يوليو 2024م، وبالتعاون مع مفتي جمهورية تتارستان.
ووجه وزير الأوقاف في بداية كلمته الشكر لسماحة المفتي الأكبر حضرة الأستاذ الجليل الشيخ راوي عين الدين رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية ومجلس شورى المفتين لروسيا، وسعادة الدكتور خليفة مبارك الظاهري مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية من الإمارات العربية المتحدة الشقيقة وسماحة المفتي الجليل المعتني بالقرآن العظيم وأنواع العلوم أخي الكريم سماحة المفتي كامل سميع الله مفتي جمهورية تتارستان وجميع الوفود المشاركة.
ووجه الشكر الرفيع إلى فخامة الرئيس رستم مينيخانوف رئيس جمهورية تترستان وقيادة جمهورية روسيا الاتحادية، قائلا: ونعتز في أرض الكنانة مصر اعتزازًا كبيرًا بالصداقة العميقة والأخوة التامة بين فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية وفخامة الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية، وندعو الله تعالى لأرض الكنانة مصر ولروسيا الاتحادية ولبلادنا وأوطاننا كلها بالأمان والتقدم والازدهار.
مشيرًا إلى أننا جميعًا أعضاء في مجموعة بريكس ولذا فإن بيننا من أواصر الترابط والتعاون بما ينبغي أن نعظم الاستفادة منه.
وأكد وزير الأوقاف في كلمته أن روسيا الاتحادية ومنطقة القوقاز وشمال القوقاز وروسيا الوسطى ومنطقة أوراسيا عمومًا ربطتها بأرض الكنانة مصر روابط عميقة موغلة في القدم، حيث جاء بعض العلماء من روسيا الاتحادية إلى مصر واتخذوها دارًا وماتوا ودفنوا في أرضها كالعلامة الجليل موسى جار الله، وأعود بحضراتكم إلى نحو 170 سنة مضت من التاريخ حيث كان شيخ الأزهر الشريف الإمام الأكبر الشيخ حسن العطار صاحب رؤية سابقة وثاقبة في بناء الجسور بين الحضارات والأمم إذ أرسل تلميذه العالم الجليل الشيخ رفاعة الطهطاوي إلى باريس قبل 170 سنة، ثم أرسل الشيخ محمد عياد الطنطاوي إلى روسيا بعد أن أتقن اللغة الروسية فجاء إلى روسيا وأقام في مدينة سان بطرسبورغ مدة 20 سنة أو تزيد مدرسًا للغة العربية وعلوم الإسلام في كبريات جامعات روسيا وأعجب به كبار الدارسين والمستشرقين الروس، حتى كتب المستشرق والباحث الكبير كراتشكوفيسكي كتابا بالروسية عن حياة هذا العالم المصري الأزهري الكبير الشيخ محمد عياد الطنطاوي، وكذلك كتب الأستاذ الشيخ محمد عياد الطنطاوي كتابا اسماه تحفة الأذكيا في أخبار بلاد روسيا، يمثل مرآة صادقة ومحبة ومشاهدة عميقة لعين مصرية ولإنسان أزهري سجل ما شاهده عن هذه البقعة العظيمة والعريقة من العالم، والسفير الروسي في عندنا في أرض مصر حريص إلى اليوم في كل عام أن يذهب إلى القرية التي أنجبت هذا العالم الجليل، هذا البعد الكبير في التاريخ يمثل بواكير متقدمة لإرساء وتأسيس طريق الحرير الروحي.
وأضاف وزير الأوقاف أنه في سبيل إطفاء نار الفتن وحقن الدماء واحترام الإنسان ما زالت هذه البواكير تترسخ لتشييد طريق الحرير الروحي إلى أن التقط هذه الفكرة العبقرية بذكاء بالغ سماحه المفتي الأكبر الأستاذ الجليل الشيخ راوي عين الدين في سنة 2016م، حيث صاغ هذا الواقع المتجسد في التاريخ وبشر به لمستقبل مزدهر حين أطلق مشروع طريق الحرير الروحي الذي نجتمع اليوم في الفعالية الخامسة من فعالياته بناء على ما أسسه أسلافنا والسابقون من العلماء وتأسيسا على الرؤية الرشيدة التي نشترك فيها جميعا ونتعاون فيها جميعًا.
وأكد وزير الأوقاف أن القرآن الكريم له مستويان من الهداية حيث جاء بهداية خاصة تخاطب المسلمين الذين آمنوا به وجاء بمستوى آخر من الهداية وهي الهداية العامة التي يخاطب بها كل إنسان على ظهر الأرض آمن به أو لم يؤمن، الهداية الخاصة تتمثل في كل آية في القرآن العظيم بدأت بقوله تعالى "يا أيها الذين أمنوا" وهي ثمان وثمانون آية كما أحصاها الإمام فخر الدين الرازي، لكن المستوى الثاني من الهداية وهو الهداية العامة يتمثل في كل آية بدأها القرآن بقوله "يا أيها الناس"، أو بقوله تعالى "يا أيها الإنسان"، أو بقوله تعالى: "يا بني آدم"، وهي اثنتان وعشرون آية يمكن لنا نحن كمسلمين أن نصوغ منها ميثاقا معرفيا وأخلاقيا وروحانيا يخاطب كل إنسان على ظهر الأرض وهذه النظرية في الهداية العامة قد شرحتها بالتفصيل في كتاب لي سميته (المدخل إلى أصول التفسير) وتمت ترجمته إلى الإنجليزية والفرنسية.
وأشار وزير الأوقاف إلى أن الهداية العامة هي ما ندور اليوم في فلكه، نريد كمسلمين أن نقدم للبشرية كلها رؤية وفكرة نرسخ فيها معنى تعارف الحضارات بديلا عن فكرة صدام الحضارات التي قدمها (صامويل هنتنجتون)، فنحن ضد كل فكر يدعو إلى الصدام أو إلى الإرهاب أو إلى القتل أو إلى القطيعة بين الشعوب والأمم والحضارات والأديان، نحن نريد في طريق الحرير الروحي أن نقدم للبشرية كلها خطابا قرآنيا يخاطب كل إنسان على ظهر الأرض بتعزيز القيم وبأمان الأوطان وباستقرار البلدان وبإكرام الإنسان وبصناعة الحضارة.
كما أكد وزير الأوقاف أن القيم الأخلاقية الكبرى تنقسم إلى قسمين، قيم تحافظ على البقاء والأمان والاستقرار للبلدان كالتعايش المشترك والمواطنة والوطنية والتعايش والتعارف هذه القيم تحافظ على دولنا وبلادنا، لكن طموحنا أكبر بكثير نحن لا نريد الوقوف عند قيم البقاء بل نريد التحول إلى قيم الانطلاق إلى المستقبل نريد أن نتحرك ببلادنا وأوطاننا إلى مستهدف أكبر وهو صناعة الحضارة نريد من كل أبناء الأمة الإسلامية أن يفرغوا سريعًا من مواجهة الإرهاب ومن الحفاظ على الأوطان ومن تعزيز قيم التعايش حتى ننطلق إلى الإبداع في العلوم والمعارف وحتى يعود المسلمون كسابق عصرهم أصحاب إبداع في علوم الفلك والطب والتشريح والهندسة وعلوم الحياة والحضارة والمدنية نريد عشرات ممن يحصلون على جائزة نوبل نريد عشرات ممن يسجلون براءة اكتشاف أو اختراع نريد عشرات ممن يبنون الجسور بين الأمم والحضارات نريد لنا جميعا كأمة إسلامية مع شركائنا من بقية الشعوب والأديان أن نقدم الخير والرخاء للبشرية جميعًا.
كما أكد وزير الأوقاف على قيمة الوطن، مشيرًا إلى أن تيارات الإرهاب والتطرف القبيح على مدى عقود وسنوات مضت استهدفت فكرة الوطن بسيل وعدد كبير من الأفكار التي تشكك في قيمة الوطن وتقزم قيمة الوطن وتنتقص من قيمته، وقد جمعت هذه الأفكار المتطرفة وهي سبعة أفكار تهاجم مفهوم الوطن وقمت بتفكيكها وتفنيدها وإفحامها في كتاب سميته: (الحق المبين في الرد على من تلاعب بالدين).
ووجه وزير الأوقاف وصيته إلى كل مسلم من أبناء جمهورية روسيا الاتحادية وبقية الدول الشريكة والمجاورة وإلى أمتنا العربية والإسلامية وكل إنسان مسلم على ظهر الأرض أن يكون في بلده مواطنا صالحا وفيا منتميا لبلده يسعى في عزة بلده ورفعة شأنه واستقراره وأمانه، مؤكدًا أن الانتماء إلى الوطن دين في رقابنا جميعًا لا يقوم بعقوقه والتنصل منه إلا إنسان رديء الطبع مظلم العقل، وأن ما نطمح إليه جميعا في بلادنا أن يكون المسلم صاحب وفاء وصاحب بر وصاحب انتماء.
كما أشار فضيلته إلى المحاور التي تعمل وزارة الأوقاف المصرية على تحقيقها، المحور الأول أننا نحشد جهودنا جميعا لمحاربة بكل صور الإرهاب والتطرف والتكفير والعنف حتى نطفئ تمامًا نيران التطرف ونفكك منطلقات وأفكار هذه التيارات.
والمحور الثاني إطفاء نيران كل صور التراجع في أهم القيم السلوكية والأخلاقية وفي هذا المحور الثاني نناقش الإلحاد ونفكك منطلقاته ونواجه الإدمان والانتحار واليأس والإحباط والحزن، ثم نملأ وجدان الإنسان بكل قيم النبل والخلق المحمدي والمعاني الروحية السامية.
والمحور الثالث هو محور بناء الإنسان وهو الذي يحقق مستهدفات طريق الحرير الروحي، اذ نريد بناء شخصية الإنسان ليكون قويا شغوفًا بالعلم شغوفا بالعمران واسع الأفق وطنيا منتميا مقدما الخير للإنسانية وأن يكون إنسانًا سعيدًا وأن يقدم الخير والنفع للناس.
والمحور الرابع والأخير هو صناعة الحضارة والابتكار في العلوم فيساهم المسلمون في هذا العالم الشديد التغير في عالم الذكاء الاصطناعي في اختراق أجواء الفضاء في ابتكار النظريات والحلول العلمية لعلاج أزمات الإنسان وللإجابة على الأسئلة الحائرة.
وفي ختام كلمته دعا وزير الأوقاف الحق سبحانه وتعالى لأشقائنا في فلسطين وفي غزة على وجه الخصوص أن يحفظهم الله تعالى من العدوان المجرم الذي حل بهم، مؤكدًا على موقف مصر الثابت المتضامن تضامنًا مطلقًا مع الأشقاء في فلسطين وفي غزة على وجه الخصوص وفي حفظ حق أشقائنا في فلسطين في قيام دولتهم الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، داعيًا بكمال السداد والتوفيق للمؤتمر، وداعيا أيضا بكل التوفيق لمؤتمر قمة بريكس المزمع انعقاده في أكتوبر القادم بحضور رؤساء الدول في نفس المدينة قازان.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: أسامة الأزهري وزير الأوقاف الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الجلسة الافتتاحية جمهورية روسيا الاتحادية جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية روسیا الاتحادیة على ظهر الأرض وزیر الأوقاف کل إنسان إلى أن جمیع ا
إقرأ أيضاً:
وزير الاقتصاد والصناعة يؤكد أهمية التعاون بين مصنعي المواد البلاستيكية والمستوردين
الثورة نت|
أكد وزير الاقتصاد والصناعة والاستثمار المهندس معين المحاقري، أهمية التعاون بين مصنعي المواد البلاستيكية والمستوردين وفق آليات تعمل على تطوير الصناعات الوطنية وتنعش النشاط التجاري والتسويقي وتخلق دورة اقتصادية تنعكس بشكل ايجابي على النمو الاقتصادي.
جاء ذلك خلال اللقاء التشاوري الذي نظمته وزارة الاقتصاد والصناعة والاستثمار اليوم ، لتدعيم الصناعات البلاستيكية المحلية والتنسيق بين المصنعين المستوردين بحضور ممثلي ومندوبي مصانع البلاستيك المحلية ومستوري المواد البلاستيكية.
وأفاد وزير المهندس المحاقري بأن الوزارة تعمل على دعم وتشجيع الصناعات المحلية واحلال المنتجات المحلية بدلا عن المستوردة وخلق حوافز تدفع قطاع المستوردين إلى التحول نحو الانتاج الصناعي وفق خطط مدروسة ومتدرجة.. مؤكدا القيام بتسويق منتجات المصانع المحلية وفق علاقة تكاملية تسهم في توسيع وتطوير الصناعات البلاستيكية وعدم الاضرار بالمستوردين.
وأشار إلى أن اللقاء التشاوري يأتي في إطار خطط وتوجهات الوزارة في دعم وتشجيع وتوطين عدد من الصناعات المحلية واستنهاض رأس المال الوطني وتوجيه نحو مشاريع صناعية انتاجية .. لافتا إلى أن الوزارة حققت خطوات ايجابية في توطين بعض السلع وستقدم كل الدعم و المساعدة للصناعات الوطنية وحماية المنتج المحلي .
وتطرق وزير الاقتصاد إلى ما يتضمنه مشروع قانون الاستثمار الجديد من تسهيلات و حوافز كبيرة وغير مسبوقة للمستثمرين والمصنعين والمنتجين المحليين.. مؤكدا أهمية الصناعات المحلية القائمة على تدوير المخلفات البلاستيكية وتشجيع رواد الاعمال والمشاريع المحلية الناشئة في هذا المجال لما تخلقه من قيمة مضافة.
واعتبر صناعة البلاستيك من الصناعات المهمة التي تلبي احتياجات الكثير من الانشطة الصناعية والزراعية والتجارية.. مشيرا إلى المسؤولية المشتركة الملقاة على عاتق الجانب الحكومي والقطاع الخاص لتعزيز الصمود الاقتصادي للبلاد في ظل التحديات والاوضاع الاستثنانية التي تمر بها البلاد .
من جانبه اشاد رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بأمانة العاصمة علي الهادي بتوجهات وخطط وزارة الاقتصاد لدعم الصناعات المحلية .. داعيا القطاع الخاص لاستغلال التسهيلات والفرص المتاحة في ظل الحرص الحكومي على دعم الصناعات المحلية.
وثمن التجاوب الكبير من قبل قيادة وزارة الاقتصاد في حل الاشكاليات والعراقيل التي تواجه النشاط الصناعي والتجاري وتذليل الصعوبات أمام القطاع الخاص .
بدوره اشار رئيس قطاع المشاريع في الهيئة العامة للاستثمار المهندس محمد الفرزعي إلى اهمية اللقاء التشاوري للخروج برؤى تسهم في تطوير صناعة البلاستيك في اليمن.
واقر اللقاء التشاوري تشكيل لجنة مشتركة من الوزارة والغرفة التجارية الصناعية التجارية بامانة العاصمة وممثلين عن مصنعي ومستوردي المواد البلاستيكية لتطوير العلاقة بين المصنعين والمستوردين وتوقيع مذكرات تفاهم للصناعات التعاقدية بينهما.
حضر اللقاء نائب رئيس مجلس ادارة الغرفة التجارية الصناعية بأمانة العاصمة محمد صلاح .