التوقيع على استثمارات تتجاوز 1.1 مليار درهم في يوم المستثمر بالصويرة
تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT
زنقة20ا الصويرة: محمد المفرك
افتتحت بـ”مدينة الرياح” الصويرة مؤخرا، فعاليات “يوم المستثمر للصويرة” الموجه للترويج للاستثمارات الخاصة بجهة مراكش-آسفي، وذلك بحضور ثلة من المسؤولين الحكوميين البارزين، إلى جانب فاعلين رئيسيين من القطاعين العام والخاص مغاربة ودوليين.
وتندرج هذه التظاهرة، التي ينظمها المركز الجهوي للاستثمار لجهة مراكش-آسفي ومؤسسة التمويل الدولية، في إطار جهود الحكومة المغربية الرامية إلى النهوض بتنمية اجتماعية واقتصادية تنافسية ومستدامة في جهات البلاد.
وسلط هذا اللقاء الضوء على فرص الاستثمار التي تتيحها الجهة، لا سيما إقليم الصويرة، في قطاعات ذات إمكانات عالية للنمو وإحداث فرص الشغل، خصوصا الفلاحة المستدامة والبنيات التحتية والسياحة البيئية والصناعات الإبداعية والثقافية.
وفي هذا الإطار، أبرز مستشار جلالة الملك والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة-موكادور، أندري أزولاي، في كلمته الافتتاحية، أن مدينة الصويرة تعيش لحظة تاريخية وتعبر محطة حاسمة بمناسبة هذه التظاهرة الكبرى، التي تتميز، على الخصوص، بالتوقيع على عدة اتفاقيات لمشاريع استثمارية.
ولاحظ أنه “لأول مرة في تاريخها الحديث، تتحدث مدينة الصويرة بالملايير، مع استثمارات تتراوح ما بين 6 و7 ملايير درهم تم توقيعها وتأكيدها. كما ترتقب، على المديين القصير والمتوسط، استثمارات بقيمة 10 ملايير درهم، مصحوبة بإحداث ما بين 6 آلاف و7 آلاف منصب شغل مباشر، وحوالي 20 ألف منصب شغل غير مباشر”.
وبعدما سجل أن “هذه الأرقام تمثل تغييرا ملحوظا من شأنه أن ينعش المدينة ويبث زخما جديدا في نهضتها”، أشار أزولاي إلى أن “هذا التجديد يستند إلى قيم راسخة ورؤية للمغرب تجعل من التنوع محركا مركزيا لحداثة علاقاته الاجتماعية”، مضيفا “اليوم، مدينة الرياح، تشعر بالدعم والمواكبة بفضل هذه الاستثمارات، التي ستمكنها من بناء نهضة مستدامة”.
من جهته، نوه والي جهة مراكش-آسفي عامل عمالة مراكش، فريد شراق، بهذه “اللحظة التاريخية التي ستخلد في سجلات تاريخ الصويرة”، لافتا إلى أن الهدف من اللقاء يكمن في إبراز المؤهلات الاقتصادية للمدينة وجذب المزيد من الاستثمارات الوطنية والدولية.
وأضاف “نواجه التحديات معا، ويراودنا حلم في الصويرة، يتمثل في اغتنام هذه الفرصة لتعزيز هذا النموذج التنموي للمدينة”، داعيا، في هذا الصدد، صناع القرار إلى مضاعفة المبادرات لدعم هذه الدينامية، والاستثمار في المشاريع الواعدة التي تعزز خلق فرص الشغل وتحسين البنيات التحتية.
كما شدد على أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص لمضاعفة الأثر الإيجابي للاستثمارات وضمان نجاح المشاريع، مؤكدا التزام السلطات المحلية بمواكبة هذه الدينامية وتسهيلها.
بدوره، أشاد المدير الإقليمي لشمال إفريقيا والقرن الإفريقي بمؤسسة التمويل الدولية، شيخ-عمر سيلا، بالرؤية المتبصرة للملك محمد السادس، وكذا الالتزام الثابت للحكومة المغربية بضمان التنزيل الأمثل لورش الجهوية المتقدمة، مضيفا أن “المملكة تحتل مكانة بارزة في سياسة التنمية لمؤسسة التمويل الدولية”.
كما سلط الضوء على نموذج الصويرة المتفرد، الذي يجمع بين التراث الثقافي والإمكانات الاقتصادية ومبادرات التنمية المستدامة، مشيرا إلى أن المدينة تجسد مثالا نموذجيا للمقاربة المندمجة لكيفية تحويل التحديات إلى فرص، وإبراز ميزاتها الثقافية والجغرافية مع تعزيز القدرات المؤسساتية واستقطاب الاستثمارات.
وأعرب سيلا عن رغبة مؤسسة التمويل الدولية في مواصلة دعم مشاريع التنمية في الجهة، بالتعاون مع السلطات المحلية والشركاء الدوليين، لتعزيز النمو الشامل والمستدام.
ويتضمن برنامج هذا الحدث عددا من جلسات النقاش الموضوعاتية، تغطي مجموعة واسعة من القضايا الرئيسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالجهة، لا سيما الاستثمار المستدام، وتمويل المشاريع المبتكرة، وإستراتيجيات التنمية الجهوية، وتحسين البنية التحتية.
ويسعى “يوم المستثمر للصويرة” إلى أن يكون منصة ديناميكية وتفاعلية تشجع على بروز فرص استثمارية جديدة بما يساهم في الإشعاع الاقتصادي لجهة مراكش-آسفي.
ويتعلق الأمر بـ “يوم المستثمر” الخامس الذي تموله مؤسسة التمويل الدولية بالمغرب، بعد نجاح تلك المنظمة بمراكش وآسفي والرحامنة وكلميم-واد نون تواليا في أبريل وماي وأكتوبر 2022 وماي 2023، مما يعكس دعم مؤسسة التمويل الدولية لمسلسل الجهوية المتقدمة الذي باشرته الحكومة المغربية من أجل النهوض بالتنمية المجالية، والمساهمة في إنجاز البرنامج الطموح للامركزية بالمغرب.
هذا وقد تم التوقيع على ست مذكرات تفاهم تتعلق بمشاريع استثمارية بقيمة إجمالية تبلغ 1,135 مليار درهم، وذلك على هامش لقاء “يوم المستثمر”.
وتهدف مذكرات التفاهم التي تشمل قطاعات مختلفة، لا سيما صناعة الأدوية والسيارات، إلى تحفيز التنمية الاقتصادية للإقليم، وخلق فرص عمل جديدة، وتعزيز جاذبية الصويرة كوجهة استثمارية إستراتيجية.
ووقع على مذكرات التفاهم بالأحرف الأولى مستشار جلالة الملك ورئيس مؤسسة البحث والتطوير والابتكار في العلوم والهندسة أندري أزولاي، ووزير الصحة والحماية الاجتماعية خالد آيت طالب، والوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية محسن الجزولي، والكاتب العام لوزارة الصناعة والتجارة توفيق مشرف، إلى جانب ممثلي الشركات المعنية.
وتتعلق مذكرة التفاهم الأولى بإحداث وحدة لتصنيع المعدات والأجهزة الطبية من طرف (CONMEDIC Group)، باستثمار قدره 314 مليون درهم، وتتوخى خلق 224 منصب شغل.
وتهم مذكرة التفاهم الثانية شركة (Mogador Pharma)، التي ستستثمر 300 مليون درهم في بناء مصنع مخصص لإنتاج المنتجات الصيدلانية والأجهزة الطبية والمكملات الغذائية، والذي من المتوقع أن يحدث 200 منصب شغل.
أما مذكرة التفاهم الثالثة، فقد تم توقيعها مع شركة (GIGALAB)، والتي تلتزم باستثمار 120 مليون درهم من أجل إنشاء مصنع لإنتاج الاختبارات وتجميع المعدات المخبرية، وهو مشروع من المتوقع أن يخلق 185 فرصة عمل.
وفي ما يخص مذكرة التفاهم الرابعة، فتتعلق بشركة (GOLD COSMETIC SARL)، التي ستستثمر 51 مليون درهم لإحداث مصنع لتثمين النباتات العطرية والطبية للاستخدام التجميلي والصحي والصيدلاني، مما سيخلق 70 منصب عمل.
وفي ما يتعلق بمذكرة التفاهم الخامسة، فقد تم توقيعها مع شركة (LC2A) بخصوص مشروع مندمج للبيولوجيا الطبية المتخصصة ومختبرات تحليل مكافحة المنشطات، باستثمار قدره 300 مليون درهم، ويتوخى إحداث حوالي 140 منصب شغل.
وتم توقيع مذكرة التفاهم السادسة والأخيرة مع شركة (eMove Vehicules Company) للمركبات، والتي ستستثمر 50 مليون درهم لإنشاء وحدة صناعية لتصنيع السيارات الكهربائية، ومن المتوقع أن يخلق هذا المشروع حوالي 69 فرصة شغل.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: مؤسسة التمویل الدولیة مذکرة التفاهم یوم المستثمر مراکش آسفی ملیون درهم منصب شغل إلى أن
إقرأ أيضاً:
حزمة استثمارات قطرية في مصر بقيمة 7.5 مليار دولار
صدر بيان مشترك بين مصر وقطر في إطار زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للدوحة.
ذكر البيان أنه في إطار العلاقات الأخوية الراسخة، والروابط التاريخية المتينة، وحرص البلدين الشقيقين على تعزيز التشاور والتنسيق على مختلف الأصعدة، قام الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، بزيارة رسمية إلى الدوحة يومي 13 و14 أبريل 2025.
وقد عكست المباحثات التي جرت في جو تسوده الأخوة والتفاهم بين صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر والرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية، عمق العلاقات الثنائية، وما تتميز به من رسوخ وثقة متبادلة، حيث تناولت سبل تطوير التعاون في العديد من المجالات بما يعزز المصالح المشتركة ويفتح آفاقًا جديدة للتكامل والشراكة.
شدّد الطرفان على أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، وتم التوافق على استمرار العمل المشترك نحو تعزيز مجالات الاستثمار والتبادل الاقتصادي بما يعكس الإرادة السياسية بين البلدين ويُسهم في دعم التنمية الاقتصادية المستدامة التي تخدم تطلعات الشعبين الشقيقين.
أكد الجانبان التزامهما بدعم الشراكة الاقتصادية بين البلدين، حيث جرى التوافق على العمل نحو حزمة من الاستثمارات القطرية المباشرة بقيمة إجمالية تصل إلى ٧.٥ مليار دولار أمريكي، تُنفذ خلال المرحلة المقبلة، بما يعكس متانة العلاقة بين البلدين ويُسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة التي تخدم مصالح الشعبين.
كما شدّد الجانبان على مركزية القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب الأولى، وأكدا موقفهما الثابت والداعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لمبادرات السلام والقرارات الدولية ذات الصلة.
وأكد الجانبان دعمهما لجهود تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، وضرورة توحيد الصف الفلسطيني، بما يضمن تفعيل مؤسسات الدولة الفلسطينية وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني.
وجدّد الطرفان دعمهما الكامل لخطة إعادة إعمار قطاع غزة، وأعربا عن تطلعهما إلى انعقاد مؤتمر دولي بهذا الشأن تستضيفه جمهورية مصر العربية في القاهرة، بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لتنسيق الجهود الإنسانية والتنموية بما يضمن تحسين الظروف المعيشية للشعب الفلسطيني في القطاع.
وأعرب الطرفان عن قلقهما البالغ إزاء استمرار التصعيد في قطاع غزة، وأكدا أهمية مواصلة الجهود المشتركة من أجل التوصل إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى المدنيين، والعمل على دعم جهود إعادة الإعمار وتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني الشقيق.
كما عبّر الجانبان عن بالغ القلق إزاء استمرار النزاع المسلح في السودان، وأكدا على أهمية الوقف الفوري للعمليات العسكرية، والعودة إلى مسار الحوار الوطني الشامل، بما يحفظ وحدة السودان وسيادته، ويضع حدًا لمعاناة شعبه الشقيق. وأكد الطرفان دعمهما الكامل لكل المبادرات الإقليمية والدولية الهادفة إلى إنهاء النزاع.
ورحب الجانبان باستمرار المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأكدا دعمهما لأي مساعٍ سلمية تهدف إلى خفض التوتر في المنطقة، وتعزيز الأمن والاستقرار فيها. كما ثمّنا الجهود الدبلوماسية التي تبذلها سلطنة عُمان الشقيقة في هذا الإطار.
كما أكّد الجانبان على أهمية تمكين الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى التهدئة والحلول السلمية وعلى رأسها جهود الوساطة التي يقودها البلدان بالشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية، للوصول لوقف إطلاق النار ونهاية للحرب في قطاع غزة، مستنكرين كل محاولات تقويض المسارات التفاوضية أو استهداف الوسطاء والتي لا تهدف إلا إلى تخريب جهود الوساطة.
كما أعربت دولة قطر عن دعمها لترشيح الدكتور خالد العناني، مرشح جمهورية مصر العربية، لمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، تقديرًا لمسيرته الأكاديمية والثقافية، وثقةً في قدرته على الإسهام الإيجابي في عمل المنظمة.
كما عبّر الجانبان عن ارتياحهما لما تحقق من تقدم في العلاقات الثنائية خلال الفترة الماضية، وأكدا على أهمية البناء على ما تم إنجازه، والدفع بالعلاقات إلى مستويات أرحب، في إطار من الاحترام المتبادل والرؤية المشتركة لمستقبل يسوده الأمن والاستقرار والازدهار.