الإقليم يتخلّف عن الأنظمة الإلكترونية.. المعاملات لازالت بالنظام الورقي وصحة الصدر فعّالة- عاجل
تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT
بغداد اليوم - أربيل
انتقد عضو حزب العدل الكردستاني ريبوار محمد أمين، اليوم الخميس (25 تموز 2024)، تأخر إقليم كردستان بالتحول إلى الأنظمة الإلكترونية.
وقال محمد أمين في حديث لـ "بغداد اليوم" إن "مؤسسات الإقيم ماتزال متأخرة ولا تتبع النظام الإلكتروني وتعتمد على آليات قديمة والنظام الورقي".
وأضاف أنه "حتى الآن لا يوجد مخاطبات إلكترونية بين الوزارات والمؤسسات، كما أنه إلى الآن يستلم الموظف والمتقاعد راتبه عن طريق المصرف، وأيضا هنالك تأخر في النظام المالي، والمؤسسات بحاجة إلى تحديث".
وأشار أمين إلى أنه "حتى الآن المؤسسات ماتزال تعمل بطريقة صحة الصدور، في حين أن أغلب المؤسسات في العراق ودول المنطقة بدأت تعمل بطريقة "الباركود"، وهذا يدل على تأخر النظام في الإقليم".
وأعلن مستشار رئيس الوزراء فادي الشمري العام الماضي، توجيه جميع الوزارات بتسريع إجراءات عملية أتمتة عملها، فيما أكد أن الحكومة بدأت خطوات جدية نحو تطبيق الحوكمة الإلكترونية.
وقال الشمري، إن "الحكومة بدأت خطوات جدية نحو تطبيق الحوكمة الإلكترونية"، مستدركاً بالقول: "طلبنا الآن من جميع الوزارات تسريع إجراءات عملية أتمتة العمل الوزاري".
وأضاف، أن "عملية حوكمة الوزارات والهيئات والمؤسسات المالية والضريبية والجمارك والمنافذ والبنك المركزي وربطها مع المصارف الرقمية تدريجياً سيعطي طابعاً جديداً لعمل وطريقة إدارة الحكومة لمؤسساتها ومفاصلها".
وأشار إلى، أنه "تم وضع مجموعة من الخيارات الستراتيجية والأهداف الحيوية أمامنا كحكومة، وماضين عليها بقوة"، مشدداً بالقول: " ليس لنا إلا أن ننجح".
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
الكتاب الورقي.. حيٌّ يُرزق
د. ذياب بن سالم العبري
ليس غريبًا أن يتجدد الإقبال سنويًا على معرض مسقط الدولي للكتاب، وأن نرى القاعات تغُص بأطفال وشباب وكهول، يتحركون بين الأرفف كما لو أنهم يتنقلون بين أبواب مدينة قديمة، يعرفونها جيدًا، ويحنّون إلى تفاصيلها، رغم كل ما توفره التطبيقات والمنصات الإلكترونية من خيارات قراءة رقمية.
الكتاب الورقي لا يُختزل في محتوى يُقرأ، بل هو أثرٌ ملموس، ونسقٌ بصريٌّ ونفسيٌّ ووجداني، يشكل حضورًا داخل البيت، والمجلس، والذاكرة. وهو في عُمان ليس مجرد سلعة ثقافية، بل جزءٌ من منظومة تربوية مُتجذرة، بدأت من ألواح المساجد، ونسخ المصاحف بخط اليد، ووصلت إلى مكتبات المدارس والمجالس الأهلية ومبادرات النشر الفردية.
صحيحٌ أن العالم يشهد تحولًا رقميًا كبيرًا، وأن الأجهزة الذكية اختزلت آلاف الكتب في راحة اليد، لكن ذلك لم يُلغِ حضور الورق، بل أعاد تعريف دوره في الحياة المعاصرة. فقد أظهرت دراسة نرويجية أن الطلبة الذين يقرؤون من الكتب الورقية يتمتعون بفهمٍ أعمق وقدرةٍ أعلى على تذكّر التفاصيل، مقارنة بمن يقرؤون النصوص نفسها عبر الشاشات.
الكاتبة العالمية مارجريت أتوود قالت ذات مرة: "الكتاب الورقي لا يحتاج إلى بطارية، ولا يتعطل، ولا يُغلق بسبب تحديث"، وهذه المقارنة البسيطة تختصر جانبًا مهمًا من ثبات الورق أمام تقلّب التقنية. بل إن بعض الجامعات الكبرى في العالم، مثل أوكسفورد وهارفارد، ما تزال تُلزم طلاب الدراسات العليا بالرجوع إلى المراجع الورقية في أبحاثهم، باعتبارها أوثق مصادر التوثيق العلمي.
أما محليًا، فإن المتتبع لحركة النشر في عُمان خلال السنوات الأخيرة، يدرك أن هناك وعيًا متزايدًا لدى الكتّاب والباحثين بأهمية الطباعة الورقية، ليس فقط لأجل النشر، ولكن لحفظ الحقوق، وتأصيل الفكرة، وترسيخ الذاكرة الوطنية. مبادرات كثيرة، بعضها أهلية وأخرى برعاية مؤسسات، صدرت كتبًا توثق التاريخ المحلي، وتحفظ الأمثال الشعبية، وتدوّن التجارب الشخصية والمجتمعية بأسلوب علمي وتربوي.
إنَّ الحفاظ على الكتاب الورقي لا يعني الوقوف في وجه التطور؛ بل يعني بناء جسر متين بين المعلومة والتأمل، بين الفكرة والإنسان، بعيدًا عن ضجيج المحتوى السريع؛ فالكتاب الورقي يُعلِّم الصبر، ويُؤنس الوحدة، ويُربي عادة التدرج في الفهم، ويمنح القارئ إحساسًا حقيقيًا بالانتماء للمعرفة.
واليوم، في ظل عالمٍ يفيض بالمحتوى العابر، والتطبيقات التي تُسابق الزمن، هل ما زلنا نملك الشجاعة لتخصيص وقتٍ لكتابٍ يُفتح، وتُشمّ رائحته، وتُقلّب صفحاته ببطء، لنحيا داخله لا خارجه؟