هدى حسين تصفي حساباتها مع الماضي في “البيت الملعون”
تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT
متابعة بتجــرد: حادثة تغير مجرى حياة رزان، وتضطرها إلى الهرب مع ولديها إلى إحدى القرى النائية، حيث تجد الأسرة نفسها في مواجهة أحداث غريبة ومخيفة، لتتخذ حياتهم بعد ذلك منعطفاً خطراً، ضمن أحداث دراما الرعب “البيت الملعون” من بطولة النجمة هدى حسين وخالد أمين وجاسم النبهان، وإخراج محمد جمعة، وهو من عروض شاهد الأولى التي تُعرض على شاهد.
تمتد القصة عبر بلدین مختلفین، حيث تواجه أسرة مكونة من أم تدعى رزان، وولديها نادر ونادرة حیاة ملیئة بالتحدیات والصراعات. وبعدما عاشت المرأة مع زوج مضطرب نفسياً، تجبرها الظروف على أن ترحل عن بيئتها علّها تنقذ ولديها، لكن ما ينتظرها في منزل الطفولة الذي لجأت إليه سيكون أسوأ. هناك، ستلتقي رزان بجدها أبو غانم وابنه غانم، وأصدقائها القدامى سلمى وعامر وغيرهما.
تستمر القصة بظهور شخصیات جدیدة، مثل إبراھیم ونورا، ودخول الشرطة على الخط، وتتحول القریة إلى وكر للعصابات بسبب موقعھا النائي، ويتم تكليف المحقق عادل بمتابعة سلسلة من الجرائم التي وقعت في القریة، ما یدفعه للكشف عن الحقائق وراء الأحداث الغريبة التي تحصل والجرائم التي ترتكب.
هدى حسين
تؤكد هدى حسين حرصها على التنويع في أدوارها وأعمالها، “لأن الممثل سيكون مملاً إذا ما وضع نفسه في قالب واحد، لكن حينما تختلف الشخصيات والحكايات بتنوع القصص، يأتي الأدء مختلفاً، من دور المرأة القوية إلى الضعيفة ثم المجرمة والمنتقمة، والطبيبة إلى المحامية، كل هذا يعطي الممثل مساحته لأن يبدع في أدواره، والا يقولب نفسه في شخصية معينة”. وتردف بالقول “أحب أن أفاجئ الناس وأقدم لهم ما لا يتوقعونه مني، عبر تقديم شخصيات خارج الصندوق”.
تؤكد أن “المؤلفة نجاة حسين وهي شقيقتي، اقترحت أن تأخذنا إلى عالم من الرعب ضمن نص ثري وغني بالتشويق، وتدور أحداثه في لبنان خلال الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، أيام كان الخليجيين يتملكون في بعض المناطق اللبنانية”، لافتة إلى حماستها الكبيرة لتقديم عمل من نوع الرعب، لامرأة تعيش في الخليج وهي من أصول لبنانية، تقرر العودة إلى لبنان إثر حادث غير متوقع.
تعرب عن سعادتها بعودة التعاون مع كوكبة من الأسماء منهم جاسم النبهان، خالد أمين، وناصر عباس، إضافة إلى أحمد ايراج، ريم ارحمة، فرح الصراف، ومجموعة من الممثلين اللبنانيين ضمن توليفة مرسومة بعناية بإدارة المخرج محمد جمعة “الذي عمل مع فريقه بحرفية عالية وتميز”، مبدية سعادتها لعرض العمل على منصة شاهد.
تقول حسين أن “القرية التي تلجأ إليها رزان تعرفها منذ طفولتها، لها ذكرياتها فيها، لتبدأ فوراً الأحداث الغريبة لأن اللعنة كانت تنتقل من جيل إلى آخر، حتى وصلت إلى رزان وأولادها”.
خالد امين
من جهته، يشير خالد أمين إلى “أننا أمام عمل من نوع الرعب من البداية حتى النهاية، وبالتالي نطرق منطقة جديدة في مسلسلاتنا”، مشدداً على أن “المكان الوحيد الذي سنحقق فيه تفوقاً هو المنصات، وهدفنا مواكبة الحركة العالمية”. ويلفت إلى أن “مشاهد الرعب تحتاج إلى وقت طويل لتصويرها، وقد احتاج العمل إلى اكثر من شهرين لانجازه”. يردف قائلاً أن “الجميل في تجربة المكان الذي صورنا فيه، أنه يعيدنا نحو مئة عام إلى الوراء، والأحداث تحصل في 15 يوماً فقط”.
ويشرح عن شخصية زيد، “الذي رسمتُ له خلفية وتاريخاً ليس مكتوباً على الورق، وضعت البداية لهذا الإنسان الذي ينهش الكل، حتى أقرب الناس إليه، شخصية سيئة ولها طابع خاص بالسوء”، مشيراً إلى أن “زيد لا علاقة له بظهور الاشباح، لكنه أحد العناصر السيئة، ومحرك لاحداث حقيقية، لتبدو الأشباح طيبة ومظلومة، مقارنة بأمثاله”.
ويختم بالقول “أنني تحمست لأن أكون جزء من عمل نجمته هدى حسين بعد سنوات، وفي لقاء يختلف عن كل لقاءاتنا السابقة، ثم لقائي مع مجموعة من الممثلين اللبنانيين”.
ريم ارحمة
أما ريم أرحمة، فتعرب عن حماستها “لخوض أول تجربة دراما رعب، بعدما شاركت في فيلم سينمائي عام 2018، شاركنا من خلاله في أحد المهرجانات السينمائية في هوليوود”، لافتة إلى “أننا هذه المرة انتقلنا إلى منصة شاهد، في عمل تحصل أحداثه في حقبة السبعينيات، من نوع الرعب ويتخلله مواقف خفيفية وأقدم فيه دور العمة لميا المتسلطة، شقيقة زيد (خالد أمين)، وهي امرأة لديها مشاكل وعقد نفسية، تحاول أن تمارس حياتها بشكل طبيعي، لكنها لا تتقبل الواقع، وتغار من رزان وتسعى لأن تضع يدها على كل ما تملكه الأخيرة”. تعبّر أرحمة عن إعجابها بأزياء السبعينيات وهي المرحلة التي تدور خلالها أحداث العمل، وبكوكبة النجوم الذين يجتمعون في الأحداث.
ناصر عباس
من جهته، يتوقف ناصر عباس عند اهتمام المخرج محمد جمعة بكل التفاصيل من أجل الخروج بمسلسل رعب على مستوى عال، وقد احتجنا أحياناً إلى 6 ساعات لتصوير مشهد واحد فقط، ولم أكن أعرف ما الذي يخطط المخرج من تصوير بعض المشاهد لكننا فهمنا بعدما جمعنا لمشاهدة الحلقة الأولى، لنكمل بعدها التصوير”. ويشير عباس إلى أن “شخصية نادر، مختلفة عن كل الأدوار التي قدمتها، لجهة طريقة الكلام والصوت ولغة الجسد، وطريقة تعامله مع والده، وتحوله إلى سند لوالدته حينما يلاحظ الظلم الذي تتعرض له من والده وعمته”.
فرح الصراف
من جانبها، تشير فرح الصراف إلى أن “تجربتي مع مسلسلات الرعب جديدة وفيها الكثير من التشويق ضمن مرحلة السبعينات، وقد تمنيت تصوير عمل يدور في تلك الحقبة الزمنية”، لافتة إلى أن “نادرة هي إحدى شخصيات البيت الرئيسي، تمثل الشابة التي تخاف على والدتها والبارة لها، خصوصاً أنها لا تتقبل ظلم والدها لوالدتها”. وتوضح الصراف أن “هذا ثالث أعمالي مع النجمة هدى حسين، التي قدمت معها دراما اجتماعية سابقاً، وألتقيها هنا في عمل من نوع الرعب”.
علي منيمنة
أما علي منيمنة فيقول “أنها المرة الأولى لي مع نجوم من الخليج، والمرة الأولى أيضاً في عمل من نوع الرعب، كما أنها المرة الأولى مع النجمة هدى حسين”. ويلفت إلى “أنني أقدم دور أبو جهاد، وهي شخصية معقدة وغير سوية، لديه زوجة وابنة، ويملك دكاناً صغيراً وقهوة يجتمع فيها أهل القرية، ويعيش على قدر إمكانياته، ومع وصول العائلة الكويتية إلى المكان نراه يدخل في أمور غير مفهومة، ويبدأ بتصفية الحسابات مع أشخاص كان قريباً منهم في الماضي”.
سعيد سرحان
من جانبه، يوضح سعيد سرحان أنه يجسد دور المحقق القادم من بيروت، “الذي يسعى لفهم أسباب الجرائم المرتكبة في القرية، حيث تبدأ القصة بمحاولته حل لغز سرقة وقعت في المنطقة، قبل أن تتصاعد الأحداث وتقع سلسلة من الجرائم مع عودة رزان إلى القرية”. يشير سعيد إلى أن “الشخصية تتعامل مع الجميع بطريقة موحدة، إذ لا يقوم المحقق بالتواصل البصري مع الآخرين بل يستمر بالمراقبة، وهو شخص هادئ وغامض في الوقت نفسه”.
سينتيا صامويل
من جابنها، توضح سينتيا صامويل أن “هذه أول مرة أقدم فيها عملاً من نوع الرعب، لافتة إلى “أنني أجسد دور نورا، وهي شابة واثقة من نفسها تعرف أنها جميلة وتستغل هذا الأمر لمصلحتها، وتعيش مع جدتها أم عبد الله (ختام اللحام)، ولا تعرف هوية أهلها لتكتشف لاحقاً سراً يبدل حياتها”. وتشير إلى أن “الأشخاص المقربين منها هم عامر (باسم مغنية) وهي معجبة به منذ زمن، وترى فيه صورة الأب الذي تفتقده، ووحيد (فادي أبي سمرا)”. وتضيف صامويل “أن نورا تلتقي برزان، وبعد أول لقاء بينهما، تحصل الكثير من المفاجآت والتحولات، وتتحول نورا إلى شابة ناقمة على واقعها وتبحث عن الانتقام”.
الجدير بالذكر أن مسلسل “البيت الملعون” هو من بطولة هدى حسين، خالد أمين، أحمد إيراج، ريم أرحمة، ناصر عباس، فرح الصراف، بمشاركة جاسم النبهان، قحطان القحطاني، باسم مغنية، علي منيمنة، سعيد سرحان، فادي أبي سمرا، ختام اللحام، ماري أبي جرجس، سينتيا صامويل، عماد فغالي، رولان فارس، أحمد رشيدي، كريس حداد، جهاد ياسين وآخرين، وهو من كتابة نجاة حسين، وإخراج محمد جمعة.
يُعرض مسلسل الرعب “البيت الملعون” من بطولة هدى حسين على شاهد.
2024-07-25 Elie Abou Najem مقالات مشابهة أحمد سعد يفاجئ محبيه في السعودية بهذا الخبر!يوم واحد مضت
محمد صبحي مُحرج بعد تكذيب تصريحاتهيوم واحد مضت
باميلا الكيك تلجأ الى القضاء المصري.. والسبب؟يوم واحد مضت
Privacy Policy | Copyright 2013-2021 Bitajarod All Rights Reserved © | Developed & Managed by XeyoX Interactive إلى الأعلى
المصدر: بتجرد
كلمات دلالية: البیت الملعون محمد جمعة خالد أمین لافتة إلى هدى حسین إلى أن
إقرأ أيضاً:
فضيحة “الدرونز” التي كشفت مشاركة فرنسا في إبادة غزة
#سواليف
في ليلة 17 يوليو/تموز 2014، كانت عائلة شحيبر التي تنحدر من #غزة على موعد مع حادث أليم ومُعتاد في #فلسطين المحتلة، حيث قصف #جيش_الاحتلال منزلهم. أما الهدف الإستراتيجي، فتمثل في قتل عدة أطفال: أفنان (8 سنوات)، ووسيم (9 سنوات)، وجهاد (10 سنوات)، الذين استُشهِدوا وهم يُطعِمون الحَمام على سطح المنزل، فيما تسبب القصف في استشهاد طفلين آخرين.
بعد القصف مباشرة، بدأت منظمتان حقوقيتان هما “الميزان” الفلسطينية و”بتسيليم” الإسرائيلية في البحث عن السبب الحقيقي وراء الاستهداف، لكنها خلصت إلى عدم وجود أي هدف عسكري في منزل شحيبر حسب ما أكدته الأمم المتحدة نفسها بعد ذلك في تقرير نشرته في يونيو/حزيران 2015.
هناك سؤال ثانٍ كان يؤرق المحققين المستقلين حيال #السلاح الذي استُخدِم في القصف، وما أثار الاهتمام في أثناء تنقيب المحققين هو أسطوانة سوداء حملت نقوشا مسحها الانفجار جزئيا وعليها كُتب “أوروفارد ـ باريس ـ فرنسا”.
مقالات ذات صلةبسبب هذا الاكتشاف رفعت أسرة شحيبر دعوى في فرنسا ضد شركة “إكسيليا”، بسبب تواطؤها المحتمل في جريمة حرب اقترفتها إسرائيل في عملية “الجرف الصامد”. تقول هذه الأسطوانة الكثير عن الدعم العسكري والتقني الفرنسي لصالح جيش الاحتلال، وأحدث فصل فيه ما كشف عنه موقع “ديسكلوز” في تحقيق يورط فرنسا في #جرائم_إسرائيل في حق أهل غزة أثناء #حرب_الإبادة الدائرة حاليا.
رمادية فرنسية
قبل انطلاق الحرب على غزة يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كانت فرنسا رسميا وإعلاميا أيضا تصرح بالدعم الكامل لجيش الاحتلال للرد على ما حدث في السابع من أكتوبر. لكن إسرائيل حولت هذا الزخم الغربي من التعاطف إلى الإقدام على #جرائم حرب يصعب إخفاؤها.
بدأ التوجس يجد طريقه إلى أروقة الداعمين الغربيين، خصوصا مع ارتفاع الأصوات الرافضة للإبادة في الرأي العام الغربي، ومحاولاته الضغط على صناع القرار لوقف تصدير السلاح إلى إسرائيل.
في فرنسا، سبق أن وجَّه 115 برلمانيا في أبريل/نيسان من عام 2024 رسالة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مطالبين إياه بإيقاف مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل، لأن أي تحرك عكس ذلك يعني ضلوع باريس في الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني.
قبل ذلك بأيام، كان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قد أصدر قراره بحظر تصدير الأسلحة إلى دولة الاحتلال، وصوَّتت 28 دولة لصالح هذا القرار، فيما اعترضت 6 دول على رأسها الولايات المتحدة وألمانيا، أما فرنسا فوجدت لنفسها مكانا مريحا في المنطقة الرمادية التي جلست فيها 13 دولة من الممتنعين عن التصويت.
يتسق موقف فرنسا من هذا القرار الأممي مع موقفها العام حيال حرب غزة، وملف تزويد إسرائيل بالأسلحة، أو ببعض القطع التي تستعملها تل أبيب في صناعة أسلحتها التي توجهها في الغالب نحو الفلسطينيين العُزّل.
منذ بداية الحرب على غزة، سلكت فرنسا مسلكا يرقص على جميع الحبال، فهي لم تعلن قطع أي تعامل عسكري مع دولة الاحتلال، لكنها في الوقت نفسه نزلت بهذا التعاون إلى أقل درجة ممكنة، بحيث تحافظ على خيط رفيع يربطها بتل أبيب، مع بذل كل الجهد المطلوب للمحافظة على هذا الخيط من الانقطاع.
موضوعيا، لا تُمثِّل تجارة الأسلحة بين فرنسا وإسرائيل إلا 0.2% فقط من 27 مليار يورو من صادرات باريس إلى دول العالم التي يمكنها استعمالها عسكريا أو في مجالات تقنية أخرى وتكون غالبا مجرد قطع غيار، حسب تصريح سيباستيان ليكورنو، وزير القوات المسلحة الفرنسي.
لا تمانع فرنسا من تبادل المساعدة مع الإسرائيليين فيما يخص بيع الأسلحة، لكن المساعدة تخضع لحسابات أخرى أفصحت عنها مصادر لصحيفة “لوموند” أثناء التحقيق الذي نشرته الجريدة الفرنسية عام 2021 حول برنامج “بيغاسوس” للتجسُّس، حيث يقول المصدر: “نحن قريبون من الإسرائيليين بمسافة تسمح لنا أن نعرف ماذا يفعلون، لكن في الوقت ذاته، لدى فرنسا رغبة واضحة في عدم مساعدة إسرائيل في أي عمليات تقوم بها في غزة، لذلك لا نريد أخذ أي مجازفة في إرسال بعض الأسلحة التي قد تُستعمل في ذلك”.
أسلحة فرنسا.. للدفاع فقط
في تقرير لها في 28 أبريل/نيسان الماضي، أفادت صحيفة “لوموند” أن فرنسا حتى قبيل الحرب الأخيرة على غزة كانت تزود إسرائيل بقطع ضرورية لصنع القذائف المدفعية، لكن في أكتوبر/تشرين الأول 2023، قررت باريس وقف العقود الخاصة بهذه القطع.
وتشير تقارير البرلمان الفرنسي الصادرة عام 2023 إلى أن فرنسا أرسلت إلى إسرائيل عددا من المعدات الخاصة بتدريع السيارات والمراقبة عبر الأقمار الصناعية.
بعيدا عن المعلومات التي جاءت في وسائل الإعلام الفرنسية، ثمَّة أخبار أخرى أكثر لفتًا للأنظار، منها التحقيق الاستقصائي الذي نشره موقع “ديسكلوز” الفرنسي في مارس/آذار 2024، وقال إن باريس سمحت في نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2023 بإرسال شحنة تضم ما لا يقل عن 100 ألف خرطوشة (ما يغلّف الطلقة)، انطلقت من مرسيليا عبر شركة “أورولينكس” الفرنسية المتخصصة في صناعة المُعدات العسكرية.
يشير التحقيق إلى أن حجم الشحنة وصل إلى 800 كيلوغرام من الذخائر أُرسِلَت إلى شركة “آي إم آي سيستمز” الإسرائيلية، المُزوِّد الحصري للجيش الإسرائيلي لهذا النوع من الذخائر، ويتعارض هذا التمويل المباشر مع تأكيد باريس عبر قياداتها السياسية أن الأسلحة والمعدات الدفاعية فقط هي ما تصل إلى تل أبيب.
فضيحة المُسيَّرات
مع جولة خفيفة في مواقع التواصل الاجتماعي للعالقين في غزة، نجد أن صوت الخلفية المشترك بين الفيديوهات يغلب عليه ضجيج الطائرات المُسيَّرة، أو ما ُسميه أهل غزة بـ “الزنّانات”.
شكَّلت حرب غزة فرصة لإسرائيل لتفعيل الكتيبة 166 التي تحمل اسم “سرب الطيور النارية”، بحسب ما نشر موقع “إسرائيل ديفِنس”، والهدف من هذه الطائرات هو مراقبة غزة، ثم تنفيذ الضربات. وضمن هذا السرب هناك الطائرة “هيرميس 900” التي يصل طولها إلى نحو 15 مترا، وهي قادرة على الطيران لمدة 30 ساعة متواصلة، وعلى ارتفاع 9000 متر.
لا يحتاج الضباط الذين يوجِّهون هذه الطائرات إلا إلى غرفة تحكم تبعد مئات الكيلومترات عن مسرح العمليات، ثم تنفيذ الضربات مستفيدين من الدقة الكبيرة التي توفرها هذه الطائرات الحديثة، حيث بإمكانها مثلا الإجهاز على سائق سيارة على بُعد 5 أو 10 أمتار دون إصابة أي راكب آخر في السيارة نفسها، رغم أن الاستعمال الإسرائيلي لهذه الأسلحة لا يهتم كثيرا بالقتلى المدنيين.
في تحقيق جديد حول صفقات السلاح بين فرنسا وإسرائيل، نشر موقع التحقيقات الفرنسي “ديسكلوز” وثائق تُثبت تورط شركة “تاليس” الفرنسية، التي تمتلك الدولة 26% من أسهمها، في تسليم إسرائيل مجموعة معدات إلكترونية تساعد في جمع قطع طائرة “هيرميس 900″، من بينها قطعة “TSC 4000 IFF”، وهي تساعد هذه المُسيَّرات على تجنُّب الصواريخ والمُسيَّرات “الصديقة” التي قد تعترض طريقها، حتى لا تسقط الصواريخ الموجهة نحو الفلسطينيين على الإسرائيليين أنفسهم.
يشير التحقيق إلى أن 8 قطع من هذه الأجهزة أُرسِلَت فعلا إلى إسرائيل بين ديسمبر/كانون الأول 2023 ومايو/أيار 2024، أي بعد أشهر من انطلاق العمليات الإسرائيلية في غزة.
ويسلط التحقيق الضوء على إشكالية مراقبة العقود السرية التي تعقدها الجهات العليا الفرنسية مع بعض الدول ومن بينها إسرائيل، وذلك رغم خروج وزير الدفاع الفرنسي يوم 20 فبراير/شباط 2024 أمام البرلمان مؤكدا أن جميع القطع التي تُرسَل إلى إسرائيل عبارة عن معدات يُتأكَّد من نوع الآليات التي تُستَعمل فيها.
يعود هذا التعاقد السري بين فرنسا وإسرائيل إلى 2 مارس/آذار 2023، حين اشترت شركة “إيلبيت سيستيمز” الإسرائيلية المصنعة لطائرات “هيرميس 900” ثماني قطع إلكترونية بمبلغ 55 ألف يورو للقطعة الواحدة من جهات فرنسية (440 ألف يورو إجمالا). وصل الطلب بعد أسابيع من انطلاق الرد الناري على هجمات 7 أكتوبر، في الوقت الذي كانت تحذر فيه الأمم المتحدة من أن النيران الإسرائيلية غالبا ما تطول النساء والأطفال الرضع.
ورغم ذلك، يقول موقع “ديسكلوز” إن وزارة الدفاع الفرنسية لم تحترم الاتفاقيات التي وقَّعت عليها بعدم بيع أسلحة لجهات تستهدف المدنيين، بل واصلت دعم تحركات حكومة نتنياهو في تدمير قطاع غزة.
كانت فرنسا قد واجهت في وقت سابق دعوة من 11 منظمة حقوقية تتزعمها منظمة العفو الدولية “أمنستي” بسبب إرسالها أسلحة إلى تل أبيب، مع العلم أن الأخيرة لا تجرب أسلحتها ولا الأسلحة التي تحصل عليها من حلفائها إلا في مواجهة الفلسطينيين.
سكوربيون
تجمع فرنسا وإسرائيل علاقة تسليح وتكنولوجيا وطيدة، ويكشف تحقيق مهم لموقع “أوريان 21” عن العلاقة بين جيش الاحتلال وجهاز الدفاع الفرنسي، وعن الغموض الكبير الذي يكتنف هذه العلاقة، التي تشهد تعاونا بين الفرنسيين والإسرائيليين على حروب المستقبل التي سيكون أبطالها الروبوتات والطائرات المُسيَّرة.
تمتاز العلاقات بين فرنسا وإسرائيل بنوع من الودية، وإن كانت قد تعكرت في الفترة الأخيرة، بيد أن الأمر ليس بذلك الوضوح أو الشفافية فيما يتعلق بالجانب العسكري، لأن العلاقة تتأرجح بين الود والمنافسة، بل تصل أحيانا إلى الاختراق. لا يحب الفرنسيون الطريقة التي يتعامل بها الإسرائيليون في مجال الصناعات العسكرية، فهم يكسرون الأثمان بهدف الاستيلاء على أسواق السلاح.
وليس هذا فحسب، بل أصبح جيش الاحتلال منذ سنوات يتوجه إلى أهم الأسواق التقليدية التي كانت فرنسا تتمتع بالأفضلية المطلقة فيها لينافسها هناك، وهي سوق أفريقيا.
منذ اتفاق أوسلو، استثمرت إسرائيل كثيرا في القارة السمراء، خصوصا في مجال حماية الأنظمة القائمة. وفي السياق نفسه، حافظ الإسرائيليون رغم ذلك على نوع من التعاون مع الفرنسيين كما حدث في الكاميرون، حيث دعموا الجيش الكاميروني للقتال ضد جماعة “بوكو حرام”، وأقدم مرتزقة إسرائيليون على تأطير كتيبة التدخل السريع، التي تعمل تحت قيادة الرئاسة مباشرة، وجهز الإسرائيليون كتيبة التدخل السريع ببنادق كانت حتى الأمس القريب لا تأتي إلا من الصناعة الفرنسية.
تجاوز تأثير السلاح الإسرائيلي رعايا فرنسا السابقين من الأفارقة إلى فرنسا نفسها. وصحيح أن جيش الاحتلال منذ بدء عدوانه الغاشم على غزة قد استعان بكل مَن له إبرة يمكنها أن تغطي حاجتها العسكرية لإبادة غزة وسكانها، إلا أن الإسرائيليين في الظروف العادية يؤثّرون بالفعل في مجال التسليح والدفاع الفرنسي، مع أن العكس ليس صحيحا بالضرورة.
ففي خمسينيات وستينيات القرن الماضي، كانت فرنسا هي التي تبيع الأسلحة لجيش الاحتلال، أما اليوم، فأضحت تل أبيب تبيع لباريس، إذ استوردت فرنسا أنظمة المراقبة الإلكترونية والمُسيَّرات، وحتى الجنود الآليين. ولا يُخفي الفرنسيون انبهارهم بالتكنولوجيا الإسرائيلية، وبالقليل من البحث، يمكننا الوصول إلى بعض نتائج هذا التعاون الخفي، أما الفاكهة المسمومة الأكثر نضجا هي “برنامج سكوربيون”.
لا يعلم الفرنسيون الكثير عن برنامج خفي يسمى “تآزر الاتصال المعزز بتعدد الاستخدامات وتثمين المعلومات”، المعروف اختصارا بـ”سكوربيون”، وهو برنامج “ذكي” سيدخل في قلب إستراتيجية القوات البرية الفرنسية للعقدين المقبلين.
أهم نقطة في برنامج “سكوربيون” هي تطوير قيادة رقمية واحدة تعتمد على وصلة مشتركة، تسمح للجنود المختلفين والأدوات العسكرية المنتشرة، وبالخصوص المُسيَّرات والروبوتات، بالاتصال في وقت واحد لاستباق أي ردود فعل يقوم بها العدو المفترض.
لذا، سيتمكن الجندي الفرنسي من الحصول على جميع هذه المعلومات عبر مواقع “جي بي إس” خاصة بالبرنامج، الذي عملت عليه شركة “إلبيت” الإسرائيلية، من أجل حرب “بدون ضوضاء”، وبحيث يُتيح هذا النظام الاستباقي لفرنسا أن تتجنَّب مقتل العديد من جنودها عبر قراءة التحركات الاستباقية لعدوها.
عمل جيش الاحتلال على تطوير تقنياته عبر تجريبها في غزة وفوق جثث أهلها، ولذلك تمكن من التقدم في نقاط ثلاث: أولها محو أصوات محركات المُسيَّرات، وثانيها تصغير حجمها وتطويرها بحيث يماثل حجمها حجم الحشرات، وأخيرا القضاء على أي آثار رقمية لها مع تحديد إشارات العدو.
كل هذا وأكثر يوجد في برنامج “سكوربيون” الذي لا تقتصر أهميته في الصناعة الفرنسية على الاستخدام، بل تتجاوزه إلى التصدير، حيث أبدت بعض الدول، ومنها دول عربية، حماسها الشديد للحصول عليه، وهو برنامج وصل بالطبع، قبل كل هؤلاء المشترين، إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وبذلك يبدو الموقف “المحايد” الذي تحاول القيادة السياسية في فرنسا اتخاذه من حرب الإبادة الحالية، موقفا لا تعضده مواقف الجانب العسكري، الذي بات بصورة أو بأخرى جزءا من هذه الحرب، وجزءا من آلة القتل التي تحرق وتدمر يوميا كل ما تطاله دون رادع.