سودانايل:
2024-09-07@14:12:18 GMT

الثالوث الأخطر (٢)

تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT

عادل محجوب على

adelmhjoubali49@gmail.com

•ما حل ببلد الإستبداد والنفاق الا قالا للفساد خذنا معك ، وتقشعر الأبدان السوية من ما ينشر هذه الأيام من تسريبات عن الفساد بالسودان ،وما خفى كان أعظم .
• يقول ابن خلدون إن انتشار الفساد يدفع بعامة الشعب إلى مهاوى الفقر والعجز عن توفير الضروريات وبداية لشرخ يؤدى إلى انهيار الدولة.


• و بوسع المستقصى عن الفساد بالسودان منذ بداية العشرية الثانية من سنوات الإنقاذ حتى الآن ، خاصة فى مجال العطاءات الحكومية والبترول والذهب والصادرات الرئسية عبر الشركات الأمنية وممارسات الشركات الرمادية ، والاعفاءات والامتيازات الحكومية الأخرى ، وما تعج به بعض السفارات بالعواصم التجارية الكبرى ، .حيث يخجل النفاق نفسه ، والفساد يمارس ، و هى لله هى لله لا للسلطة و للجاه ، تشق عنان السماء . وستترى التفاصيل فى هذا الشأن حتما من كثير من الملمين الذين يتحسرون ألما من ما حاق بهذا الوطن من تدمير وما أصاب الدين القيم من تشويه .
• وكثير من المحللين ذكروا أن انقلاب البرهان على حكومة الفترة الانتقالية كان مدفوعا من تحالف الفساد والكيزان و المساندة المصرية والرضى الأماراتى، و إعتصام الموز ماهو ألا غطاء لنفاق مستخدم .
•رغم أن هذا التحالف يشبه لبن سمك تمر هندى ،فيبدو أنه صحيح ، لما حدث بعده من سوء هضم سارع بإلإنحدار لهاوية الحرب .
•وقد اتضح للكثيرين بعد تسربات المحادثات الصوتية الاردولية المحمد عثمانية الأخيرة وما تلاها، والتى لم يتم نفيها ، مدى إرتباط الفساد بالعملية السياسية والأمنية .
• و للفساد بالسودان طرق وأساليب عديدة ، لا أظن أن لها نظير فى العالم لذا خلقت البون الشاسع بين موارد الدولة الطبيعية المتوفرة وفقر بنية الوطن التحتية وحال مواطنيه .
• و قد أفرز هذا الوضع عن طبقة فائقة الثراء ،فى وطن مدقع الفقر غنى الموارد ، والنماذج فى هذا الشأن على قفا من يشيل .
• ودفع من لا يخشى الفقر الذى ظلت تقوم به الشخصيات التى يدفع بها المؤتمر الوطنى لرئاسة أندية القمة فى إطار إستراتيجيتها للهيمنة على مفاصل الدولة وقطاعات المجتمع ، ماهو الا قمة رأس جبل جليد ، إرتباط المصالح السياسية والفساد .
•ومن العجيب إن الحواريون الذين يمارسون الفساد الإدارى تتم مكافئتهم على ذلك بهذا الوطن المنكوب . و بوسع المستقصى أن يجد عشرات المجلدات التى يندى لها جبين الإنسانية خجلا بكل وحدات القطاع العام فى هذا الشأن الا من رحم ربى .
• أما الفساد المالى والذى انشأت لأجله مافيا الفساد السودانى مئات الشركات بدولة الإمارات (دويلة الشر كما يقول بعضهم الآن ) ودول أخرى ، لإستباحة المال العام عبر المشتريات الحكومية السودانية بالعملة الحرة خاصة البترول والأسمدة والسيارات و لتهريب الذهب ،إذا تم التقصى الحصيف حول أمر الشركات المفتوحة لسودانيين بدولة الإمارات العربية وغيرها و ملاكها الحقيقيين وطبيعة عملها سيتضح حينها حجم تداخل الثالوث الخطير ، وأثره على ما جرى ويجرى بمجالات الاقتصاد والسياسة والأمن بالسودان.
• والفساد الذى يحدث بالسودان فى زمن الحرب الحالية وصل مستويات خيالية ، فما تم من النهب الجنجويدى المسلح وما تبعه من شفشفة لكل شىء ابتدأ من الأموال والسيارات والذهب ومرورا بالاثاثات والملابس وليس انتهاء بالأواني المنزلية، لا أعتقد أن التاريخ شهد سطوا على حصاد عشرات السنين بأرض الوطن والإغتراب لملايين الناس ، وجل الممتلكات العامة ، مثله ، فما نهب أو دمر يمثل جل حصاد العمر من الأملاك الخاصة والعامة ،منذ ما قبل دولة ٥٦ المفترى عليها ، ( طيب ما شلتوها وشلتو ميتينها ذاتو الفضل شنو تانى ) .
• ويمتد الفساد بزمن الحرب الراهن ليشمل ما تقوم به الميلشيات المسلحة الأخرى ، والعصابات الإجرامية التى أخرجت من السجون ، وكوادر التنظيمات المنغمسة فى الحرب ، والمضاربين في سوق الصرف، وأصحاب التوكيلات التجارية، ومحتكري السلع الغذائية، و مستوردى ومهربي المشتقات النفطية والسلع الغذائية والأدوية المستوردة، الذين يقومون ببيعها بأسعار مضاعفة، بخلاف تجارة الأسلحة التى لها الرواج فى زمن الحرب و الإنفلات .
•قال ابن القيم: (اتباع الهوى يعمي عن الحق، وطول الأمل ينسي الآخرة وهما مادة كل فساد) والبشر يتبع هواه الا من رحم ربى لذا أمر محاربة الفساد يحتاج لرادع وكما قال عباس محمود العقاد (لأمة التي تُحسن أن تجهر بالحق وتجترئ على الباطل تمتنع فيها أسباب الفساد) • و يصعب الجهر بالحق فى ظل حكم الإستبداد ، لذا يسود النفاق والفساد .
• ولن يتم بتر هذا الثلاثى الخطر الا فى ظل نظام مدنى ديمقراطى ، وعلينا أن لا نخضع أنفسنا بمجرد إعتقاد أن الأنظمة الشمولية يمكن أن تكون إسلامية ، لأن ما يسود بها من إستبداد و نفاق وفساد يتعارض مع جوهر الدين القويم . يقول الله سبحانه وتعالى بالآية ٢٥ من سورة الرعد ( وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ )

   

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

بوابة العراق نحو العالم.. الانظار تترقب انطلاق الفاو والفساد أكبر "المخاطر"

الاقتصاد نيوز - بغداد

يستعد العراق للإعلان عن قرب انطلاق ميناء الفاو الكبير، أحد أكبر المشاريع الاستراتيجية في البلاد، رغم التحديات الكبيرة التي واجهت هذا المشروع منذ بداياته.

و يعد ميناء الفاو بوابة تجارية مهمة لربط العراق بالعالم الخارجي وتخفيف الاعتماد على موانئ الدول المجاورة.

وقد واجه المشروع عراقيل عديدة منها التمويل، والتوترات السياسية، والتحديات اللوجستية. ومع ذلك، تؤكد الجهات الرسمية أن المشروع قد تجاوز معظم هذه العقبات، وأن الانطلاق الرسمي للميناء بات وشيكًا، مما يعزز آمال تعزيز التجارة والاستثمار في العراق.

ويقول الخبير في ترسيم الحدود البحرية جمال الحلبوسي، أن "الأخبار القادمة من ميناء الفاو طيبة ومفرحة، خاصة وأن نسبة العمل في المشروع الآن تصل إلى 98 بالمئة بحسب شركة دايو المنفذة للميناء المجهز بخمسة أرصفة، إذ يجري العمل الآن على إكمال الرصيف الخامس بطول 1750 مترا".

ويضيف، أن "الأهم من هذه الأرصفة هي قناة الملاحة المؤدية إليها، إذ يجري العمل فيها بالسعة المتفق عليها حتى تستوعب البواخر الكبيرة وتكون الملاحة بمستوى اقتصادي عال جدا، أي أن لا يكون عمق مجرى الملاحة أقل من 19.8 مترا، وهو حتى الآن وصل إلى 12 مترا أو أكثر بقليل".

ويلفت إلى أن "العديد من الجوانب أنجزت، كالطرق التي اكتمل معظمها، وكذلك المجسرات والنفق المغمور وساحة الحاويات”، مشيراً إلى أن "هناك خمسة مشاريع أخرى مكملة للميناء وهذه يجب أن تنجر، وحسب وزارة النقل فإن نسبة الإنجاز فيها تفوق التوقيتات المحددة لها، ولكن حتى الآن نحتاج إلى تجربتها، فخلال 20 يوما يجب ضخ الماء في النفق المغمور للتجربة".

ويأمل الحلبوسي، بـ"نجاح مشروع ميناء الفاو، لأن من شأن ذلك غلق كل الأبواب على الموانئ المنافسة الموجودة في المنطقة، لذا يجب أن تكون الأرصفة الخمسة متناسقة ومتداخلة ويكون العمل بسلسلة واحدة، ويجب أن يكون هناك تدرج في الإنجاز، ووجود آلية مناسبة للعمل وفكرة نقل البضائع وتحويلها".

وعن العقبات، يؤكد أن "الفساد اكبر عقبة تواجه ميناء الفاو، لذا يجب أن تكون هناك إدارة كفوءة، وللأسف فالعراق يفتقر إليها حتى الآن، وإذا ما انعكس العمل الإداري نفسه في موانئ البصرة الأخرى كخور الزبير وغيره على ميناء الفاو فستكون نكبة للميناء الجديد، أما إذا تمت إدارته من قبل شركات خبيرة فالميناء فرصة تاريخية للعراق من أجل إنعاش الاقتصاد".

 ويتابع، أن "الميناء سيبدأ العمل بخمسة أرصفة، ونجاحها في العمل سيمنح العراق فرصة لتطوير وزيادة الأرصفة لأن ميناء أم قصر يعمل بـ29 رصيفا، وما مخطط لميناء الفاو الكبير أن يحتوي على عدد أرصفة أكبر مما موجود في ميناء أم قصر".

من جانبه، يشرح الخبير الاقتصادي، زياد الهاشمي، أن "ميناء الفاو يحمل أهمية إستراتيجية كبيرة للاقتصاد العراقي المتنامي والذي ترتفع فيه معدل الواردات بشكل سنوي".

ويردف، أن "ميناء الفاو بأرصفته الخمسة سيتمكن من توفير خدمات وعمليات حديثة تسهل سرعة وانسيابية مناولة الحاويات الداخلة والخارجة من الميناء ما يعزز الحركة التجارية ووفرة البضائع المطلوبة داخل الأسواق العراقية".

ويؤكد الهاشمي، أن "المشروع قد يواجه بعض التحديات المتعلقة بعملية التعاقد مع شركات تشغيل الموانئ وإدارة الأرصفة وحركة وعمليات الميناء، إضافة إلى أن عدم إنجاز مسارات طريق التنمية قد يتسبب بمحدودية في ربط مرافق الميناء مع المسارات البرية باتجاه المحافظات العراقية ما يخلق عنق زجاجة يتسبب في تأخير تدفقات البضائع".

ويوضح، أن "وجود تحديات أمنية وسياسية محتملة لأطراف قد تريد استغلال الميناء للحصول على مكاسب وموارد مالية غير قانونية، كما أن الميناء قد يواجه انخفاضا في الطلب على خدماته للتجارة العابرة للحدود من والى تركيا وما جاورها من دول، بسبب الاستقرار الأمني والسياسي الهش، والذي قد يتسبب في رفع كلف العبور والتأمين للحاويات المارة عبر العراق من والى الميناء لصالح دول أخرى".

وكان يفترض أن يضم ميناء الفاو 99 رصيفا ليكون أكبر ميناء في غرب آسيا، متجاوزاً بذلك ميناء جبل علي في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويضفي الميناء أهمية إستراتيجية على العراق ويحقق عوائد مالية ضخمة من خلال عمليات نقل البضائع والمنتجات النفطية وبشكل أسرع من قبل.

ومر 14 عاما منذ وضع الحجر الأساس لإنشاء هذا الميناء، لكن الصراعات السياسية وتقاطع المصالح الداخلية والخارجية فضلاً عن عوامل الفساد حالت دون استكماله، وهو ما دفع "الحراك الشعبي من أجل الحزام والطريق"، في نيسان أبريل الماضي، إلى التظاهر في محيط المنطقة الخضراء، لكشف ملفات الفساد المالي والإداري في ميناء الفاو الكبير.

ويمثل مشروع الفاو الكبير هدفا اقتصاديا وسياسيا مهما، نظرا لكلفته المالية الكبيرة وأهميته السياسية والاجتماعية حيث يسعى العديد من الفاعلين السياسيين والجماعات المسلحة إلى السيطرة عليه أو تقويضه لتحقيق مكاسب شخصية وأهداف سياسية.

وكانت وزارة النقل أكدت، الأسبوع الحالي، أن مشروع الأرصفة الخمسة أحد مشاريع ميناء الفاو الكبير يشهد تقدما ملحوظا على أرض الواقع وأسرع من التوقيتات الزمنية له، لافتة إلى أن شركة دايو الكورية وصلت إلى نسب إنجاز في المشروع بلغت 98 بالمئة.

يذكر أن مشروع إنشاء محطة الحاويات لميناء الفاو الكبير وهو أحد المشاريع الخمسة للمشروع، يتضمن بناء خمسة أرصفة عملاقة لتفريغ السفن بطول 1750 مترا، وإنشاء ساحة الحاويات بطول 2000 متر.

مقالات مشابهة

  • كل يوم إنجاز جديد
  • تقرير حكومي عن اختناق “رئة العراق” وتحولها إلى باب للسرقة والفساد
  • "احفظ الوديعة ٣".. مؤتمر الشباب بأبو قرقاص
  • أصوات من القاع.. الفقر يضرب أطنابه في المجتمع العراقي والفساد المتهم الأول
  • التوأمة بين الديمقراطيّة والفساد والعصابات العنقوديّة!
  • دعوة أممية لنشر قوة محايدة بالسودان.. وتقرير بشأن جرائم الحرب
  • «الأمة القومي» يحذر: انعدام الوحدة الوطنية يسهم في توسع العنف وظهور جماعات متطرفة
  • سفير السعودية بالسودان يقول إن بلاده تسعى بكل طاقاتها لتنفيذ إعلان جدة
  • بوابة العراق نحو العالم.. الانظار تترقب انطلاق الفاو والفساد أكبر "المخاطر"
  • تقرير الإيكنومست المُرعِب عن حرب السودان.. «الأخطر عالمياً»!