‫بقلم‬ : د. سمير عبيد ..

1-نجح رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بإختراق المؤسسات العميقة في أمريكا، ونجح بكسب المؤسسة التشريعية في امريكا ” الكونغرس”.ونجح بالحصول لك دعم معنوي هائل له شخصيا والى إسرائيل.وأصبح هو مهندس لتحالف عسكري حربي قادم(هو اعلن عنه)يتألف من أمريكا وإسرائيل ودول اوربية وناتو عربي”دول الخليج والأردن ومصر”(اي هو إعلان للعلو الأخير الذي تكلم عنه القرآن الكريم)فكان نتنياهو بمثابة قائد امريكا والعالم عندما كان يتكلم
2-وبالمناسبة لقد اجتمع مع الدوائر المهمة في امريكا (الصهيونية واليهودية والإنجليزية ولوبي الشركات الكبرى)قبل ان يذهب إلى الكونغرس.

وبعدها عدّلَ بخطابه ليكون خطاب تحفيز وترهيب وتحذير وتهديد لاميركا نفسها وامام اعضاء الكونغرس(يعني ان الخطاب كان مطبوخاً)
3-هذا التحالف العسكري القادم الذي بشّرَ به نتنياهو سوف يرسم (سايكس_بيكو )جديدة في منطقة الشرق الأوسط ليولد(شرق اوسط جديد)ستتقلص بموجبه دول وتكبر اخرى وتتقسم غيرها
3-مصير العراق بهذه الحرب بيد(المجتمع الدولي وأمريكا وبريطانيا حصرا)وليس بيد الطبقة السياسية الحاكمة في بغداد لانها قيادة غير موثوق بها ،وهي أصلا موضوعه على طاولة التغيير اي تلك الطبقة السياسية ومن ثم تغيير المشهد السياسي في العراق تماما.ولن يكون لإسرائيل سطوة عليه برغبة المجتمع الدولي الذي يريد للعراق أن يكون بموقع النمسا ابان الحرب الباردة.وبالمناسبة هناك دول خليجية سوف تختفي وأخرى تعود لماضيها نتيجة ازمات سياسية وازمات مناخية ربما مصطنعه
4-‫مهم‬:-الدولة العميقة في الولايات المتحدة تبحث هي الأخرى عن هذه الحرب في منطقة الشرق الأوسط بهذا التوقيت.والهدف لكي(توحد الشعب الاميركي الذي بات يتدحرج نحو الحرب الاهلية والتفرقة)فوجدت دعوة نتنياهو تصب في مصلحة امريكا ايضاً (والقضية تشبه ماذهبت اليه ادارة بوش الابن عندما قررت الحرب بتنسيق مع بريطانيا فقال بوش الابن حينها :لقد ترهل الشعب الاميركي واصابه الخدر فبحاجة ماسة لحرب تعيده إلى اليقظة واخذ زمام المبادرة )والظروف في أمريكا باتت الآن تشبه ماقبل حروب بوش وبلير اللذان قررا الحرب ضد افغانستان والعراق!
5-هذا الكلام أعلاه في النقطة (4)يُثبت ان7 اكتوبر عام 2023 هو بمثابة 11سبتمبر (وعندما اكد نتناياهو وذكّرَ باحداث 11 سبتمبر وشبهها باحداث 7 أكتوبر)كان يعنيها يإتفاق مع مؤسسات الدولة العميقة في امريكا ليكون هناك محفز للدفع بتحالف دولي في منطقة الشرق الأوسط!
6-الرئيس الروسي بوتين مباشرة التقط الخيط وعرف ان هناك (شرق اوسط جديد قادم) وسوف تؤسّسه حرب وتحالف دولي ومباشرة اتصل بالرئيس السوري بشار الأسد فحضر الأخير إلى موسكو وقال له (الشرق الأوسط مقبل على كارثة)لانه يعتبر سوريا مكسب استراتيجي لروسيا ولن تتنازل عنه روسيا مهما حصل وحتى وان قررت استعمال السلاح النووي. بحيث ذهب بوتين ليُغري تركيا وأوردغان ب (عودة العلاقات بين دمشق وأنقرة ، وبين الاسد وأردوغان)لرسم فضاء استراتيجي تركيا جزء منه وأردوغان وافق مباشرة لأنه يعرف اي اردوغان هناك مخطط للتخلص منه وادخال تركيا في ربيع تركي من خلال تسخين الملف القبرصي وضرب الاقتصاد التركي(وان مخاوف الاسد من اردوغان ومن أنقره سوف يبددها بوتين هذا اليوم في موسكو ).ناهيك ان بوتين سوف يتعهد بحماية الاسد من رد الفعل الإيراني الذي لا يحبذ ذلك او يريد المصالحة السورية التركية من خلال طهران !
7- هناك معلومات تسربت هذين اليومين ان روسيا في طريقها لايصال(صواريخ بحرية غاية في الدقة إلى الحوثيين ) لفرض حالة توازن وباستراتيجية روسية ذكية وهي(سحب حلفاء إيران في المنطقة لصالح روسيا وتغيير عقائدهم).فروسيا تريد تقوية الحوثيين لمنع عسكرة البحر الأحمر لصالح امريكا وإسرائيل وبريطانيا (لان هناك خطة ومن ضمن التحالف الذي تكلم عنه نتنياهو أمام الكونغرس ان يتم نزول قوات دولية في البحر الأحمر وفي شواطىء اليمن وقبالته من جهة جيبوتي واريتريا الخ وبحجة حماية الملاحة الدولية ، وحماية الكابل الضوئي الذي تحت البحر)ولكن الهدف الاستراتيجي هو حصار بحري ضد الصين وروسيا وايران(اي قلب حصار الحوثي ضد اليمن والحوثيين!)
٨-ايران من جانبها اصبحت أمام خيارين لا ثالث لهما (اما تصر على عنادها وسوف تتحمل الضربات وحينها ستراهن على حزب الله وادواتها وضربات صاروخية وربما نووية تخفيها ايران) أو (التنازل عن حلفاءها في لبنان وسوريا والعراق واليمن مقابل تنازلات اخرى لكي تسلم من الحرب او الضربات القادمة)ونتوقع ان ايران سوف تسلك الاحتمال الثاني لانها دولة براغماتية ودولة تخاف من الحرب جدا ولن تدخل فيها.ولهذا دخلت بمفاوضات استباقية مع الاميركيين في مسقط ومع المجتمع الدولي في فيينا ونيويورك لرسم هذه التنازلات !
سمير عبيد
٢٥ تموز ٢٠٢٤ ..

سمير عبيد

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

روشتة إصلاحية

باسمك اللهم رب العالمين نستعين. ونصل على النبي الأواب صلاة تليق بنور وجهه الكريم. بدءاً نقف اليوم أمام تحديات كبيرة تواجه السودان، تحديات أرهقت النفوس جميعها وأثقلت القلوب. فصبر الشعب السوداني قد وصل إلى حد لا يُطاق وفاق الحد، بعد حرب الخامس عشر من أبريل 2023 . نجد أن المواطن السوداني والمتابع أياً كان حول العالم .. اليوم ناظرين إلى الأفق السياسي التي أصبحت تبدو له الحلول بعيدة المنال، كما أن التطورات نحو إنهاء الأزمة مجرد سراب في أفق سياسي معقد.
فالسودان تلك البلد الثري بتراثه وتاريخه الطويل عانى لعقود عبر الزمن من أزمات سياسية واقتصادية، يعيش اليوم في تفاقم يوماً بعد يوم وتتعقد في غياب الحوار البناء والنية الصادقة من الأطراف المتحاربين لتحقيق السلام والاستقرار. فشعب السودان الذي لطالما أظهر صبراً وإيماناً عميقاً بقدرة الله على تجاوز تلك المحن، بات يشعر بثقل الزمن ومرارة الانتظار ولكن دون فقدان الأمل. وننظر لتلك المرأة التي تجلت واندفعت أمام الفريق البرهان في إحدى الولايات الشمالية وهي تشكو قسوة الحال والتعب تمثل صوت أمة بأكملها من الرجال والأطفال والصغار والمسنين.
إن الأزمة السودانية ليست مجرد أزمة سياسية عابرة؛ إنها أزمة كل جوانب الحياة. فالاقتصاد ينهار، والخدمات تتدهور، والأمن يختفي من أحياء المدن والقرى. وفي ظل هذا الواقع المرير، تجد أصوات العقل والحكمة هي ما يحتاجه السودان اليوم للخروج من هذا النفق المظلم.و لكن! مع كل هذا الألم والمعاناة، وهنا يبقى الأمل في قلوب السودانيين قائماً، يبقى الإيمان بأن الله لن يخذل عباده، وسيأتي هذا اليوم الذي ستعود فيه البسمة إلى وجوه الأطفال وتعود فيه الحياة إلى طبيعتها من جديد في كل أنحاء السودان. فالنداء اليوم ليس فقط للساسة، بل نداء لكل فرد من أبناء هذا الوطن العزيز، نداء للعمل بصدق وإخلاص من أجل بناء سودان جديد، سودان يليق بتلك التضحيات التي بذلها شعبه ويزيدها صبره الطويل. ولننبذ تلك الحرب وذلك الجهل.
وتكمن الحلول الممكنة في ظل هذه الأزمة السودانية الراهنة هي البحث عن نهجًا شاملاً يراعي تعقيدات الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي. وهنا يمكن أن أستعرض هنا بعض تلك الحلول الممكنة الناجعة والمجربة في بلدان أخرى حول العالم التي يمكن أن تساعد في تخفيف حدة الأزمة وتحقيق نوعاً من الاستقرار النسبي. وأولاً يجب التفكير جدياً في خلق حوار وطني شامل يجتمع فيه جميع الفاعلين السياسيين، بما في ذلك الحكومة والمعارضة والمجتمع المدني، كل في طاولة حوار وطني شامل. وهو الأمر الذي تضطلع به تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) وقد قطعت شوطاً كبيراً في ذلك. وبالتأكيد هذا الحوار يستثنى حزب المؤتمر الوطني الذي لفظه الشعب السوداني جراء ثورة شعبية منهية حكمه لفترة تزيد عن ثلاثين عاماً. ويكمن الهدف السامي لتلك العملية هو الوصول إلى اتفاق يعالج هذه القضايا الجوهرية ويضع مصلحة هذا البلد فوق المصالح الشخصية والفئوية. كما يمكن الاستفادة من دعم المنظمات الإقليمية والدولية مثل الاتحاد الأفريقي أو الأمم المتحدة لتقديم وساطة محايدة تساهم في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتداخلة.
أما عن الخطوة الثانية فهي تشكيل حكومة انتقالية محايدة بحيث يمكن تشكيل حكومة تكنوقراط انتقالية تتألف من خبراء محايدين غير متورطين في الصراعات السياسية، لتتولى قيادة البلاد في فترة انتقالية حتى يتم تهيئة الأجواء لإجراء انتخابات حرة ونزيهة. وتعمل هذه الحكومة مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية العاجلة بحيث تعمل على تحسين إدارة الموارد الوطنية وتعمل على إجراء وتنفيذ إصلاحات عاجلة في إدارة الموارد الطبيعية والمالية، بما يضمن التوزيع العادل للثروات ويقلل من الفساد المالي والإداري. ولا بأس من الحصول على مساعدات دولية تعزز التعاون مع المؤسسات المالية الدولية للحصول على دعم مالي وفني للمساعدة في تحقيق الاستقرار الاقتصادي. ثم تأتي الخطوة الأهم وهي تحقيق العدالة والمصالحة الوطنية وفي هذه المرحلة يتم محاسبة المتورطين في الجرائم التي أرتكبت خلال مدة الحرب وكما يجب تحقيق العدالة بمحاسبة المتورطين في جرائم حرب أو انتهاكات حقوق الإنسان، وذلك عبر محاكمات عادلة وشفافة. كما تشمل تحقيق العدالة على تقديم تعويضات للضحايا، وهذا يساعد في إعادة بناء الثقة بين مكونات المجتمع السوداني. ثم نذهب إلى مرحلة لا تقل أهمية من سوابقها من المراحل وهي إصلاح القطاع الأمني وإعادة هيكلة القوات المسلحة وأجهزة الأمن لضمان أن تكون تلك الأجهزة في خدمة الشعب وحماية الوطن، بعيدًا عن الولاءات السياسية الضيقة. مع إضافة نشر قوات حفظ السلام الوطنية والدولية في المناطق المضطربة لضمان وقف العنف وحماية المدنيين.
في نهاية المطاف يمكن العمل على تهيئة الظروف لإجراء انتخابات ديمقراطية تشمل جميع الأطراف السياسية، لضمان تمثيل حقيقي للشعب السوداني في اختيار قادته. وتوفير مراقبة دولية لضمان نزاهة العملية الانتخابية وشفافيتها. إن الحلول المطروحة تتطلب تعاونًا واسعًا وجهدًا مشتركًا من جميع الأطراف، مع دعم دولي وإقليمي يساهم في دفع عجلة السلام والتنمية في السودان. بالطبع أن الحل لن يكون سهلاً أو سريعًا، لكنه ممكن بالتزام حقيقي وإرادة قوية لتحقيق تغيير إيجابي. وفي الختام لا يسعنا إلا أن نرفع أيدينا بالدعاء إلى الله تعالى أن يرفع عن السودان وأهله هذا البلاء، وأن يهيئ لنا من أمرنا رشداً، ويجمع كلمتنا على الحق والعدل، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

د. سامر عوض حسين

samir.alawad@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • روشتة إصلاحية
  • اتفاق على عمل مشترك بين هيئة محامي دارفور والقوى المدنية لشرق السودان
  • قيادي بحركة فتح: ترامب يتمنى إقامة حرب عالمية ثالثة في الشرق الأوسط.. لهذا السبب
  • خبراء: نتنياهو يكذب ليعرقل اتفاق وقف النار وحماس تدرك حقيقة المشهد السياسي
  • النازحون في الجنوب تحت السيطرة والخوف من توسع الحرب
  • داود أوغلو يعلق على لقاء السيسي بأردوغان وتصريحات نتنياهو.. لهذا السبب شعرت بالخجل
  • النَّكف: سلاح القبيلة العُرفي الذي تتنازعه أطراف الحرب باليمن
  • التطعيم لا يكفي وحده لوقف المعاناة في غزة
  • نتنياهو: لهذا السبب لم نستطع العودة إلى لبنان
  • فريدمان: هذا ما ينتظر ترمب وهاريس وإسرائيل إذا انتصر نتنياهو