عربي21:
2024-09-07@14:17:53 GMT

كونغرس الباطل والحل الحمساوي

تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT

تقسم شاشاتك إلى شاشات كثيرة وتتابع العالم. على شاشاتك المتعددة دمار شامل للبشر والحجر في غزة تجاوره شاشة كونغرس العار يستقبل نتنياهو بالقبل والعناق والتقديس. شاشة لشوارع العالم تناصر غزة وشاشة لشوارع العرب تتزاحم على حفلات فنان بلا صوت يغطي عورة فنه بكشف شعر صدره للفتيات البائسات. شاشة لمحمود عباس يطارد خلايا المقاومة وشاشة لمقاتل حمساوي يفجر المركافا من المسافة صفر.

شاشة تنصرك وأخرى تحط من عزيمتك شاشة للأمل وشاشات للتثبيط. لكنك تنتهي إلى أن الأثر الباقي هو القوة وإن من لم يتخذ سبيل حماس سيعيش دهره تحت كونغرس العار ينظم انتخابات على الطريقة التونسية يعرف العالم نتيجتها قبل إنجازها.

كونغرس المظالم الأبدية

ذلك المجتمع الظالم يعرف قبل الجمهور المتفرج أنه بني واستمر على جثث الملايين من السكان الأصليين ومن العبيد المجلوبين من قارات الأرض لبناء ثروة الرجل الأبيض وقوته بلا سؤال يراجع أسس البناء. ذلك سؤال ممنوع بل تم ردمه خلف الشعارات السفيهة مثل تمثال الحرية هدية فرنسا الاستعمارية لأمريكا الإبادية. تاريخ كامل من الزيف لا يعتبر استقبال نتنياهو الجزار فيه إلا حلقة من مسلسل قهر لا تبدو له نهاية. استغراب الناس من وحشية الاستقبال وبذاءته هي التي تبدو لنا غريبة كأن المتفرج هنا يكتشف أمريكا بعد جهل بطبيعة بنيانها.

وحدها شاشة حماس كانت ترد على مشهد الكونغرس بالياسين 105. فتبدو غير مهتمة بالزيف بل تكتب قصة حريتها بدم كثير. وترسخ مقولة الحرية الأبلغ (القوة يرد عليها القوة ولو بثمن من الأرواح). وترسخ قناعة واضحة في بساطتها إن الأرواح التي لا تدفع في الحرية يمكن العبث بها بفنان بلا صوت. ويمكن تزييف إرادتها بصندوق انتخاب مضروب.

هل على العالم أن يحمل السلاح ضد كونغرس العار؟. هذه الجملة تخيف حتى من يكتبها فما بالك بمن يتخيلها تطبق على الأرض لكن منذ قرنين ترسخ في التاريخ أن الغرب الذي تجمع في كونغرس العار لا يفهم إلا لغة القوة وأن كل الحيل في التعايش معه ولو بالحد الأدنى كانت تنتهي بفرض نماذج عباس في الضفة والسيسي في مصر وما هما إلا مثالين.

وحدها شاشة حماس كانت ترد على مشهد الكونغرس بالياسين 105. فتبدو غير مهتمة بالزيف بل تكتب قصة حريتها بدم كثير. وترسخ مقولة الحرية الأبلغ (القوة يرد عليها القوة ولو بثمن من الأرواح). وترسخ قناعة واضحة في بساطتها إن الأرواح التي لا تدفع في الحرية يمكن العبث بها بفنان بلا صوت. ويمكن تزييف إرادتها بصندوق انتخاب مضروب.ذلك الكونغرس أجهز على المثال المزيف

هذه مكرمة من مكارم الشر إذ يكشف نفسه لكل ذي بصيرة. كثيرون هنا لا يتعلمون من ذلك المشهد البذيء درسا جديدا. لكن آخرين وطنوا النفس على رؤية غرب التزييف والسفه وأن مقولات العدالة وحقوق الإنسان ليست إلا ماعون احتلال وقهر لا تتجاوز أبدا الكراسات التي كتبت عليها. ولذلك فإن الاستقبال الوقح درس بليغ في فهم الغرب الإبادي لمن يريد أن يتعلم.

كم انتظر الفلسطيني أن ينصفه القانون الدولي فيعيد له أرضه السليبة لعيش فوقها مثل باقي البشر؟ كم انتظرت شعوب الأرض لتنتصف من حكامها بوسائل السياسة فتحكم نفسها بالديمقراطية فتنتهي دوما إلى حكم بيادق وعملاء مصنوعين في مخابر ذلك الكونجرس؟ إنما ذلك المشهد تذكير فكيف السبيل للنجاة؟

نعم إنها تذكرة وتعيها عقول واعية وهي قليلة فذلك الكونغرس زيف أرواح العالم وخلق جمهورا لا يستحي من رؤية الموت أمام بيته فيتخطى الجثث إلى مهرجان ويرقص. توجد هنا معضلة لا حل لها في الظاهر كيف يمكن تجميع المظلومين خلف قضية عادلة فلا ينخدعون بلهو عابر عن تحصيل حق أزلي في الحرية؟ وهل من السهل على الناس أن يكونوا مثل حماس وحاضنتها الشعبية؟ ما أسهل طرح الأسئلة وما أعسر الوصول إلى إجابات. لكن رغم ذلك فإن الإجابة تظل مطلبا ملحا.

وضع المواطن العربي خارج غزة هو وضع بشر محتل من ذلك الكونغرس وإن لم تنزل المارينز على الأرض. لنتذكر مسرحية الانتخابات العربية منذ نصف قرن. إنها منة غربية وليست إنجازا شعبيا. يتابعون مشهدا مفبركا ويزعمون عدم التدخل في أمر الأوطان احتراما لشعوبها لكن النتيجة تكون دوما حاكم عربي يخدمهم ويقهر شعبه ولو سمحوا له باستعمال جملة كاذبة عن "التطبيع خيانة عظمى". بديل ذلك ليس دعوتهم للتدخل بل منعم من التدخل وتوجيه السياسات بواسطة عملاء محليين. الوعي بالحرية بصفتها حياة لا بصفتها متعة عابرة.

الحل الحمساوي

ليس بالضرورة بالياسين 105. فقد قتل رئيس عربي على منصة لكن وضع الشعب لم يتغير بل ازداد سوءا. الحل الحمساوي هو الإيمان بالحق في الحرية والصبر على تحقيقها ولذلك وسائل غير قتالية منها المقاطعة بوعي ومنها النضال بالصندوق الانتخابي ومنها تحريك الشوارع وهذه متاحة بقليل من وعي الحرية في مقابل بذاءة الكونغرس.

أيها الغرب المزيف لم نعد نؤمن بك ولا بقانونك ولا نراك مرجعا. هذه جملة صالحة كمقدمة وعي ثم تبنى عليها جمل كثيرة ليس منها ذلك النواح المتقن عن عصر ذهبي عربي يبدأ بكانت العرب ذات يوم وكان عندهم.من أين تبدأ هذه المعركة؟ توجد نخب تفهم هذا السؤال وتتفق مع مقدماته وتنصف كاتبه لكنها لا تتقدم للفعل لأنها لم تتخط حاجز خوفها من دفع الأثمان. وكثير من هذا الخوف مزروع من قبل ذلك الكونغرس وأمثاله.

أيها الغرب المزيف لم نعد نؤمن بك ولا بقانونك ولا نراك مرجعا. هذه جملة صالحة كمقدمة وعي ثم تبنى عليها جمل كثيرة ليس منها ذلك النواح المتقن عن عصر ذهبي عربي يبدأ بكانت العرب ذات يوم وكان عندهم.

هناك جمل بديلة "كانت جنوب إفريقيا تعيش أبارتايد ونجحت في التحرر". "كانت بلدان أمريكا اللاتينية يحكمها انقلابيون عملاء لكنها حررت شعوبها بالانتخابات بعد صبر طويل". "كانت غزة محتلة لكنها بذلت مائة ألف شهيد فلم يعد يجرؤ عليها عدو أو خائن". مثل هذه الجمل يمكن تحويلها إلى مفاتيح وعي ليجد كونغرس المظالم نفسه محاصرا في قبته. إذ لم يعد متاحا له أن يبيد شعوب الأرض مثلما أباد المحليين ذات غزو.

هل هذا ممكن؟ إنها حلول مثالية تكتب تحت التكييف. من كان يظن أن جماعة بشرية صغيرة عزلاء معزولة ومحاصرة وجائعة تصمد لأقوى آلة حربية في الكون والتاريخ لمدة شهور عشرة وتركعها للتفاوض، تلك الجماعة وذلك الوعي هو الحل. إذا تأملت ذلك يمكنك البدء في الدفاع عن نفسك ضد كونغرس التزييف.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة احتلال الفلسطيني حربية احتلال فلسطين غزة رأي حرب مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ذلک الکونغرس فی الحریة

إقرأ أيضاً:

الحرية أو الموت.. ناشط سعودي يتحدث عن ظروف احتجازه ببلغاريا

على أطراف أوروبا، تحتجز السلطات البلغارية الناشط السعودي، عبد الرحمن الخالدي، منذ ما يقرب من ثلاث سنوات باعتباره "تهديدا للأمن القومي".

الخالدي ورغم إصدار أعلى محكمة في البلاد حكما لا يقبل الاستئناف في يناير الماضي، يقضي بإنهاء احتجازه فورا خلال نظر السلطات في طلبه للجوء، إلا أن الوكالة الحكومية لشؤون اللاجئين أصدرت أمر احتجاز بحقه.

وفي يوليو الماضي بدأت المحكمة الإدارية في بلغاريا في النظر في أمر ترحيل صدر بحق الخالدي، الصادر عن وكالة الأمن الوطني، في فبراير الماضي، والتي قالت إن الخالدي "يشكل تهديدا للأمن القومي".

وأثار أمر الترحيل حفيظة منظمات دولية أدانته، وقالت إنه في حال ترحيل الخالدي سيكون عرضة لانتهاكات حقوق الإنسان الجسيمة.

ووفق تقرير نشرته مجلة "فورين بوليسي"، لدى الخالدي ثلاث قضايا أمام المحاكم في بلغاريا: واحدة تتضمن طلبا للجوء، والثانية لوقف ترحيله، والثالثة لإنهاء احتجازه خلال إجراءات اللجوء.

وتؤكد الوكالة الحكومية البلغارية لشؤون اللاجئين أن الخالدي "لا يستوفي المعايير المطلوبة لمنحه الحماية الدولية"، من دون تحديد أسباب واضحة لاعتباره تهديدا للأمن القومي.

رحلة اللجوء عبد الرحمن الخالدي . أرشيفية

الخالدي ناشط حقوقي كان يدافع عن حقوق السجناء في السعودية، بين عامي 2011 و2013، خلال إقامته في المملكة، وذلك في إطار "جمعية الحقوق المدنية والسياسية في السعودية"، المعروفة بـ "حسم"، قبل أن يفر من السعودية، في عام 2013، خوفا على سلامته.

فر الخالدي بداية إلى مصر، ثم قطر، وأخيرا تركيا. وفي المنفى، واصل نشاطه وعمل صحفيا معارضا لسبع سنوات، كتب فيها مقالات تنتقد الحكومة السعودية، وكان أيضا نشطا في حركة سعودية على الإنترنت أنشأها الصحفي الراحل، جمال خاشقجي، تسمى "جيش النحل"، سعت إلى مواجهة الحملات الدعائية الموالية للحكومة السعودية.

وقالت المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان إنه، في عام 2021، قرر الخالدي الانتقال إلى الاتحاد الأوروبي بهدف التقدم بطلب لجوء في دولة عضو بالاتحاد الأوروبي.

مخاوف من ترحيله.. من هو الناشط السعودي عبد الرحمن الخالدي؟ عبرت جمعات حقوقية في الآونة الأخيرة عن مخاوفها من ترحيل السلطات البلغارية للناشط الحقوقي السعودي، عبد الرحمن الخالدي، إلى السعودية، وقالت إن ترحيله يعرضه لخطر السجن والتعذيب، ويخالف القانون الدولي والمحلي في بلغاريا

وبعد وقت قصير من عبور الحدود التركية البلغارية، في 23 أكتوبر عام 2021، تم اعتقاله في بلغاريا لدخوله بشكل غير نظامي.

وفي 16 نوفمبر عام 2021، قدم الخالدي طلب لجوء في بلغاريا، مشيرا إلى أخطار انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان إذا عاد إلى السعودية، بما في ذلك الاعتقال التعسفي والتعذيب والمحاكمة غير العادلة.

وفي 7 فبراير عام 2024، أصدر "جهاز الأمن الوطني" البلغاري أمرا بترحيل الخالدي، وقام محاموه بتقديم استئناف القرار. في الوقت ذاته، وُضع الخالدي في الاحتجاز الإداري في مركز بوسمانتسي بالقرب من مطار صوفيا الدولي.

"الحرية أو الموت" في بوسمانتسي

المحكمة الإدارية في بلغاريا أجلت، في يوليو، البت في قضية الخالدي إلى سبتمبر، ليعود إلى مركز احتجاز بوسمانتسي.

ومنذ ذلك الوقت بدأ الخالدي إضرابا عن الطعام، مستخدما شعار "الحرية أو الموت"، وهو الشعار الذي استخدمته بلغاريا من أجل نيل استقلالها عن الإمبراطورية العثمانية أواخر القرن التاسع عشر.

وقال الخالدي لفورين بوليسي، إن شعوره "بخيبة أمل كبيرة" بعد جلسة الاستماع في المحكمة الإدارية جعلته يفقد إحساسه بـ "التفاؤل"، ولهذا اتخذ قراره بالإضراب عن الطعام.

وأكد أنه يعيش، منذ الخامس من يوليو، على العصير والقهوة والماء، فيما شككت وكالة اللاجئين البلغارية فيما إذا كان الخالدي قد توقف بالفعل عن تناول الطعام.

ويحدد القانون البلغاري الحد الأقصى لمدة احتجاز طالب اللجوء بـ 18 شهرا، للأشخاص الذين لا يقدمون المستندات المطلوبة ليصبح محميا بموجب القانون الدولي.

وبلغ متوسط مدة احتجاز طالبي اللجوء، في عام 2023، بـ 64 يوما، فيما يحتجز الخالدي منذ عامين و10 أشهر، بحسب المسؤولة الصحفية للوكالة الحكومية لشؤون اللاجئين، إيرينا دانيفا.

والمحاكم البلغارية غير قادرة على منح اللجوء، بل هي مهمة تقتصر على الوكالة الحكومية لشؤون اللاجئين، فيما يمكن أن تتأرجح قرارات الوكالة في قضايا بالمحاكم وقرارات إدارية.

ويرجح الخالدي أن هناك تواطؤا بين الحكومة السعودية ونظيرتها البلغارية، لترحيله إلى الرياض.

وأرسل موقع "الحرة" استفسارات للسفارة البلغارية لدى العاصمة واشنطن، دون رد على الفور.

والحياة في بوسمانتسي ليست سهلة، فهي مركز احتجاز بجدران إسمنتية تقتصر فترة قضاء الوقت بالهواء الطلق فيها على نصف ساعة يوميا، وفي الليل تكون أبواب الغرف مقفلة، ولا يمكن فتحها إلى بواسطة حارس يسمح للمحتجزين باستخدام الحمام.

وفي عام 2022، تحدثت لجنة تابعة للأمم المتحدة عن الظروف السيئة للمحتجزين في بوسمانتسي، حيث تنعدم الرعاية الطبية، وتحدث اعتداءات جسدية من قبل الموظفين، وهي ظروف اختبرها الخالدي بنفسه بحسب ما ذكره للمجلة.

ورغم خشية الخالدي من النظام القانوني "غير العادل" في السعودية، لكنه "مرهق" بسبب النظام القانوني و"السجن" في بلغاريا، على حد تعبيره.

ورغم ما يعانيه الخالدي في بلغاريا، فهو يأمل أن يفك إضرابه خارج أسوار بوسمانتسي العالية.

مقالات مشابهة

  • بعد حجب إكس.. بولسونارو يقود مسيرة من أجل الحرية في البرازيل
  • مرغم: ثورة فبراير كانت من أجل الحرية لا من أجل السلطة ولا الثراء والثوار أثبتوا ذلك
  • تامر عاشور في حفل مميز "الليلة" على "MBC مصر" وبرنامج الحكاية يُعرض على "MBC مصر2"
  • الجهاد الإسلامي: اغتيال نجل زكريا الزبيدي بطل نفق الحرية تعبير عن قوة الصفعة
  • تقرير واتهام صادم من الكونغرس الأمريكي ورسالة إلى بايدن بشأن العراق
  • إعلاميون من أجل الحرية استنكرت مضايقة الاعلاميين
  • رسالة "انفجارية" من الكونغرس الأمريكي لبايدن: العراق يهرب النفط الإيراني والوزير قد يكون متهماً
  • انطلاق برنامج “جو السعودية” في موسمه الأول على شاشة السعودية
  • Acer تعلن عن أحدث شاشات Predator وNitro
  • الحرية أو الموت.. ناشط سعودي يتحدث عن ظروف احتجازه ببلغاريا