الجزيرة:
2024-12-22@03:57:54 GMT

رئيس أميركا.. من هو الأفضل بالنسبة لنا؟

تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT

رئيس أميركا.. من هو الأفضل بالنسبة لنا؟

"انتخاب ترامب لن يكون جيدًا لتركيا"، كان هذا رأي مسؤول حكومي رفيع المستوى في تركيا، عندما تحدثت معه، فقد هدد ترامب خلال فترة رئاسته عبر حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي بتدمير الاقتصاد التركي، مما تسبّب في تقلبات أسعار الصرف في البلاد.

وأعتقد أن المسؤول التركي لم يكن يرغب في عودة ترامب؛ بسبب هذه التصرفات الغريبة وسلوكه غير المتوقع؛ حيث لا يمكن القول إن العلاقات تحسنت بشكل كبير خلال فترة بايدن التي تلت ترامب.

والآن، وقبيل الانتخابات المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني، كل بلد يفكر ما إذا كان من الأفضل أن يعود ترامب أم أن تكون كامالا هاريس، التي تُعد أقوى مرشّح بعد انسحاب بايدن.

هل سيتغير الوضع بتغيير الرئيس؟

نعم، إذا أصبح ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، فقد تكون السياسة العالمية التي سيتبعها مختلفة. فأسلوبه الشخصي في الإدارة، ونظرته إلى السياسة، وموقفه الذي يركز على مصالح الولايات المتحدة؛ يمكن أن يؤثر ذلك على النظام العالمي.

على سبيل المثال؛ إذا لم يرَ روسيا كتهديد أول بل صنف الصين كتهديد وطني، فقد تتغير خطط آسيا وأوروبا، وقد تختلف مسارات الحرب الروسية الأوكرانية. ونظرته السلبية إلى الناتو يمكن أن تؤدي إلى تغييرات في العقائد الأمنية في أوروبا. وشعار "اجعل أميركا عظيمة مرة أخرى" قد يؤثر بشكل مباشر على شكل التجارة مع الدول الأخرى، وبالتالي على الاقتصاد العالمي.

ماذا سيتغير بالنسبة للعالم الإسلامي؟

ما تسبب في انسحاب بايدن من الرئاسة هو مناظرة تلفزيونية مع ترامب؛ حيث سحق ترامب بايدن الذي بدا ضعيفًا في تلك المناظرة. وفي ذلك البرنامج، اتهم ترامب بايدن بأنه "صديق فلسطين". هل يمكنكم تخيل ذلك؟ بايدن الذي دعم مقتل أكثر من 40 ألف فلسطيني اتُهم بعدم دعم إسرائيل بما فيه الكفاية، وأُعلن صديقًا لفلسطين.
في هذه الحالة، سأل الجميع: ماذا سيفعل ترامب إذا انتُخب رئيسًا مرة أخرى؟ وأجاب عن ذلك في حديث آخر، قائلًا: "سأقول لإسرائيل أسرعوا". بمعنى آخر، سيطلب من نتنياهو أن يقوم بالاحتلال والنفي والقتل بسرعة. هذا هو السبب الذي يجعل نتنياهو يطيل الحرب ويهرب من اتفاق السلام؛ لأنه يعتقد أنه سيكون قادرًا على ارتكاب مذابحه بشكل أسهل إذا عاد ترامب.
في هذه الحالة، يبدو أن الكثيرين يدعون لانتخاب أي شخص آخر غير ترامب، لكنني أفكر بشكل مختلف قليلًا. فإذا تم انتخاب كامالا هاريس، فلن تتصرف بشكل مختلف عن ترامب، وذلك نظرًا لشخصيتها، ولن تغير مواقفها الشخصية، لكن المسألة الأساسية ليست هذه.

المسألة الأساسية هي التغيير في آلية عمل الإدارة الأميركية

أعتقد أنه بغض النظر عن الشخص الذي سيتم انتخابه، لن يكون هناك تغيير في السياسة بشأن قضية فلسطين، أو سياسة الشرق الأوسط، أو نظرة الولايات المتحدة إلى العالم الإسلامي.

ما يغفل عنه الجميع هو أن وجهة النظر السياسية والدينية في المؤسسات الحكومية الأميركية وصناع السياسة، قد تغيرت منذ فترة طويلة. فالولايات المتحدة لم تعد دولة تتحرك وفقًا للحقائق الواقعية، بل دولة تتخذ قرارات بناءً على المشاعر الدينية. والسبب في ذلك هو أن الأشخاص ذوي الآراء الإنجيليّة والصهيونية قد استقروا في أهم مؤسسات الدولة وشكلوا شبكة واسعة.

إن مركز القيادة العسكرية الأميركية "CENTCOM"، ووزارة الخارجية، والبيت الأبيض، ووكالة الاستخبارات المركزية "CIA"، ومراكز الفكر والجامعات الأميركية التي تقدم الأفكار للحكومة، كلها تحت سيطرة هؤلاء الأشخاص.

وهؤلاء الناس ينفصلون عن واقع الحياة ويتخذون قرارات بناءً على معتقداتهم الدينية وأحلامهم وخرافاته، وهو ما يسمى باتخاذ القرارات الدينية السياسية.
على سبيل المثال؛ كان الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل قرارًا دينيًا سياسيًا، هناك العديد من النقاط التي تلتقي فيها النظرة الإنجيلية والصهيونية، وكلها ضد المسلمين. لهذا السبب، بغض النظر عمن سيكون الرئيس الأميركي، لن يتغير شيء بالنسبة للعالم الإسلامي.

من لم يكن قويًا سيصبح عبدًا

دعونا نواجه الحقيقة المرّة، مادام أننا لسنا أقوياء، فنحن مرشحون لأن نكون عبيدًا. ومادام أن الدول الإسلامية لا تتحد، وهي تتصارع فيما بينها، ولا تغير اقتصادها ونظامها القضائي وطريقة إدارتها لتصبح قوية، سنظلّ نتكيف مع موقف الرئيس الأميركي.

إنّ صورة الدول الإسلامية المنقسمة والمشغولة ببعضها البعض هي ما يرغب به كل رئيس أميركي. ففي هذه الحالة، ستتمكن الولايات المتحدة من التأثير علينا بسهولة أكبر، وسنتعرّض لمزيد من الأضرار. لهذا السبب، مادام أننا لم نصلح أنفسنا، لن يتغير شيء بالنسبة لنا بغض النظر عمن سيصبح الرئيس في الانتخابات الأميركية.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات رئیس ا

إقرأ أيضاً:

نائب أمريكي: بايدن وترامب فشلا في وقف سعي إيران نحو الأسلحة النووية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال النائب الأمريكي براد شيرمان، أحد أبرز الأصوات الديمقراطية في الكونغرس الأمريكي المعارضة لإيران، إن الرئيسين الأمريكيين جو بايدن ودونالد ترامب فشلا في إيقاف تقدم إيران نحو امتلاك الأسلحة النووية.

ويشغل شيرمان، الذي يمثل منطقة مالبو وبيل إير في لوس أنجلوس، منصب عضو في مجلس النواب الأمريكي منذ 28 عامًا، وكان جزءًا من لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب لسنوات عديدة. وقد اختلف شيرمان مع كل من الرئيسين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في سياستهما تجاه إيران.

ويعد شيرمان من المنتقدين البارزين لحكام إيران الإسلاميين، حيث يدعم التشريعات التي تنتقد معاملتهم للشعب الإيراني وتزيد من فرض العقوبات.

كان شيرمان من القلة القليلة من الديمقراطيين الذين صوتوا ضد خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) في عام 2015، وهي الاتفاقية التي تهدف إلى الحد من البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات.

وقال شيرمان: "كان يجب أن يكون هناك اتفاق أفضل". وأشار إلى أن "إدارة ترامب، رغم الضغط الكبير الذي مارسته على النظام، لم تقلل من البرنامج النووي، كما أن بايدن أيضًا لم ينجح في إبطاء هذا البرنامج".

وأشار إلى أنه يفهم خيبة أمل بعض الديمقراطيين الأمريكيين من أصل إيراني الذين صوتوا لصالح ترامب في الانتخابات الماضية بسبب استراتيجيته "الضغط الأقصى" على إيران، لكنه قال إن خطاب الرئيس المنتخب لم يحقق نتائج ملموسة أيضًا. وأضاف: "أعرف أن معارضي النظام يعجبون بتصريحات ترامب الحازمة والعاطفية ضد النظام، وبالتأكيد يظهر ترامب عاطفة أكبر ضد النظام من بايدن، لكن لم يوقف أي منهما عمل أجهزة الطرد المركزي. ولم يوقف أي منهما قتل أي شخص يجرؤ على رفع صوته".

وفي وقت لاحق، أصدرت مجموعة E3، وهي ائتلاف دبلوماسي يضم ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، بيانًا الثلاثاء يعبر عن قلقها من زيادة تخصيب اليورانيوم في إيران، ودعت طهران إلى التراجع عن تقدمها النووي.

من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي المنتهية ولايته، أنتوني بلينكن، خلال حديثه في مجلس العلاقات الخارجية الأربعاء، إن النظام الإيراني قد يفكر في تطوير سلاح نووي بعد الانتكاسات التي تعرض لها في المنطقة، مشيرًا إلى قدرة إسرائيل على تدمير الوكلاء العسكريين لإيران في هجوم مباشر في أكتوبر.

وقال بلينكن: "أعتقد أن هناك فرصة للتفاوض"، مشيرًا إلى أن "السلاح النووي ليس أمرًا حتميًا".

لكن شيرمان اعتبر أن وجهة النظر التقليدية للحزب الديمقراطي، التي تعتمد على إظهار ضبط النفس في المفاوضات مع إيران، هي خطأ كبير. وقال: "هناك من في إدارة بايدن يعتقدون أنه من خلال القيام بالقليل، ومن خلال بعض التريث، سيتمكنون من التفاوض. لا، هذا نظام إذا كنت ستتفاوض معه، يجب أن تفعل ذلك من موقع قوة".

عقوبات أشد

وفيما يتعلق بالعقوبات، طالب شيرمان بفرض عقوبات أكثر صرامة على الصادرات الإيرانية. وقال: "لدينا الآن عقوبات أشد على الصادرات الروسية مقارنة بالعقوبات المفروضة على إيران".

وشدد شيرمان على ضرورة أن تضاعف أمريكا جهودها للحد من البرنامج النووي الإيراني، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة يجب أن تمول مجموعات الديمقراطية السرية التي تقاوم النظام الديني الإيراني، لكنه امتنع عن الخوض في التفاصيل.

وأضاف: "لقد دعمت بالتأكيد كل ما فعلناه لدعم القوى الديمقراطية، وبعض ذلك مصنف".

وبينما يدعم شيرمان نهج "التفاوض من موقع قوة" الذي يتبناه الرئيس المنتخب دونالد ترامب، فإنه يعتقد أن النظام الإيراني مصمم على بناء قنبلة نووية. وقال: "طالما أن هناك جمهورية إسلامية في إيران، فإنها ستكون دولة تسعى لامتلاك الأسلحة النووية".

 

 

مقالات مشابهة

  • بايدن يوقع على مشروع قانون التمويل ويجنب إغلاق الحكومة الأميركية
  • عادل حمودة: صفقة ترامب وبوتين دون معارضة بايدن أنهت حكم بشار الأسد
  • QNB: التضخم في الولايات المتحدة الأميركية يتباطأ في عام 2025
  • بايدن يصدر قانوناً لتجنب الإغلاق الحكومي
  • نائب أمريكي: بايدن وترامب فشلا في وقف سعي إيران نحو الأسلحة النووية
  • قبل شهر من نهاية ولايته..رئيس كوبا يتقدم مظاهرة ضد تشديد بايدن الحظر الأمريكي
  • هل بايدن حي؟.. إيلون ماسك يثير ضجة بسبب الرئيس الأمريكي
  • عاجل | مراسل الجزيرة: البعثة الأميركية إلى دمشق تلغي مؤتمرا صحفيا كان مقررا لأسباب أمنية
  • ما حجم النفط الذي يمكن أن يضخَّه ترامب؟
  • أميركا.. إغلاق حكومي وشيك بعد رفض مشروع إنفاق يدعمه ترامب