الجزيرة:
2025-01-24@00:50:57 GMT

رئيس أميركا.. من هو الأفضل بالنسبة لنا؟

تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT

رئيس أميركا.. من هو الأفضل بالنسبة لنا؟

"انتخاب ترامب لن يكون جيدًا لتركيا"، كان هذا رأي مسؤول حكومي رفيع المستوى في تركيا، عندما تحدثت معه، فقد هدد ترامب خلال فترة رئاسته عبر حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي بتدمير الاقتصاد التركي، مما تسبّب في تقلبات أسعار الصرف في البلاد.

وأعتقد أن المسؤول التركي لم يكن يرغب في عودة ترامب؛ بسبب هذه التصرفات الغريبة وسلوكه غير المتوقع؛ حيث لا يمكن القول إن العلاقات تحسنت بشكل كبير خلال فترة بايدن التي تلت ترامب.

والآن، وقبيل الانتخابات المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني، كل بلد يفكر ما إذا كان من الأفضل أن يعود ترامب أم أن تكون كامالا هاريس، التي تُعد أقوى مرشّح بعد انسحاب بايدن.

هل سيتغير الوضع بتغيير الرئيس؟

نعم، إذا أصبح ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، فقد تكون السياسة العالمية التي سيتبعها مختلفة. فأسلوبه الشخصي في الإدارة، ونظرته إلى السياسة، وموقفه الذي يركز على مصالح الولايات المتحدة؛ يمكن أن يؤثر ذلك على النظام العالمي.

على سبيل المثال؛ إذا لم يرَ روسيا كتهديد أول بل صنف الصين كتهديد وطني، فقد تتغير خطط آسيا وأوروبا، وقد تختلف مسارات الحرب الروسية الأوكرانية. ونظرته السلبية إلى الناتو يمكن أن تؤدي إلى تغييرات في العقائد الأمنية في أوروبا. وشعار "اجعل أميركا عظيمة مرة أخرى" قد يؤثر بشكل مباشر على شكل التجارة مع الدول الأخرى، وبالتالي على الاقتصاد العالمي.

ماذا سيتغير بالنسبة للعالم الإسلامي؟

ما تسبب في انسحاب بايدن من الرئاسة هو مناظرة تلفزيونية مع ترامب؛ حيث سحق ترامب بايدن الذي بدا ضعيفًا في تلك المناظرة. وفي ذلك البرنامج، اتهم ترامب بايدن بأنه "صديق فلسطين". هل يمكنكم تخيل ذلك؟ بايدن الذي دعم مقتل أكثر من 40 ألف فلسطيني اتُهم بعدم دعم إسرائيل بما فيه الكفاية، وأُعلن صديقًا لفلسطين.
في هذه الحالة، سأل الجميع: ماذا سيفعل ترامب إذا انتُخب رئيسًا مرة أخرى؟ وأجاب عن ذلك في حديث آخر، قائلًا: "سأقول لإسرائيل أسرعوا". بمعنى آخر، سيطلب من نتنياهو أن يقوم بالاحتلال والنفي والقتل بسرعة. هذا هو السبب الذي يجعل نتنياهو يطيل الحرب ويهرب من اتفاق السلام؛ لأنه يعتقد أنه سيكون قادرًا على ارتكاب مذابحه بشكل أسهل إذا عاد ترامب.
في هذه الحالة، يبدو أن الكثيرين يدعون لانتخاب أي شخص آخر غير ترامب، لكنني أفكر بشكل مختلف قليلًا. فإذا تم انتخاب كامالا هاريس، فلن تتصرف بشكل مختلف عن ترامب، وذلك نظرًا لشخصيتها، ولن تغير مواقفها الشخصية، لكن المسألة الأساسية ليست هذه.

المسألة الأساسية هي التغيير في آلية عمل الإدارة الأميركية

أعتقد أنه بغض النظر عن الشخص الذي سيتم انتخابه، لن يكون هناك تغيير في السياسة بشأن قضية فلسطين، أو سياسة الشرق الأوسط، أو نظرة الولايات المتحدة إلى العالم الإسلامي.

ما يغفل عنه الجميع هو أن وجهة النظر السياسية والدينية في المؤسسات الحكومية الأميركية وصناع السياسة، قد تغيرت منذ فترة طويلة. فالولايات المتحدة لم تعد دولة تتحرك وفقًا للحقائق الواقعية، بل دولة تتخذ قرارات بناءً على المشاعر الدينية. والسبب في ذلك هو أن الأشخاص ذوي الآراء الإنجيليّة والصهيونية قد استقروا في أهم مؤسسات الدولة وشكلوا شبكة واسعة.

إن مركز القيادة العسكرية الأميركية "CENTCOM"، ووزارة الخارجية، والبيت الأبيض، ووكالة الاستخبارات المركزية "CIA"، ومراكز الفكر والجامعات الأميركية التي تقدم الأفكار للحكومة، كلها تحت سيطرة هؤلاء الأشخاص.

وهؤلاء الناس ينفصلون عن واقع الحياة ويتخذون قرارات بناءً على معتقداتهم الدينية وأحلامهم وخرافاته، وهو ما يسمى باتخاذ القرارات الدينية السياسية.
على سبيل المثال؛ كان الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل قرارًا دينيًا سياسيًا، هناك العديد من النقاط التي تلتقي فيها النظرة الإنجيلية والصهيونية، وكلها ضد المسلمين. لهذا السبب، بغض النظر عمن سيكون الرئيس الأميركي، لن يتغير شيء بالنسبة للعالم الإسلامي.

من لم يكن قويًا سيصبح عبدًا

دعونا نواجه الحقيقة المرّة، مادام أننا لسنا أقوياء، فنحن مرشحون لأن نكون عبيدًا. ومادام أن الدول الإسلامية لا تتحد، وهي تتصارع فيما بينها، ولا تغير اقتصادها ونظامها القضائي وطريقة إدارتها لتصبح قوية، سنظلّ نتكيف مع موقف الرئيس الأميركي.

إنّ صورة الدول الإسلامية المنقسمة والمشغولة ببعضها البعض هي ما يرغب به كل رئيس أميركي. ففي هذه الحالة، ستتمكن الولايات المتحدة من التأثير علينا بسهولة أكبر، وسنتعرّض لمزيد من الأضرار. لهذا السبب، مادام أننا لم نصلح أنفسنا، لن يتغير شيء بالنسبة لنا بغض النظر عمن سيصبح الرئيس في الانتخابات الأميركية.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات رئیس ا

إقرأ أيضاً:

السعودية تعتزم إستثمار 600 مليار دولار في أميركا

أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، رغبة المملكة في توسيع استثماراتها وعلاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة خلال الأعوام الأربعة المقبلة. بمبلغ 600 مليار دولار مرشحة للارتفاع حال أتيحت فرص إضافية.

وحسبما أفادت به وكالة الأنباء السعودية، فقد أجرى ولي العهد السعودي مكالمة هاتفية مساء أمس الأربعاء مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب. أشار من خلالها إلى أن الإصلاحات الاقتصادية المتوقعة من الإدارة الأميركية الجديدة من شأنها أن تخلق ازدهاراً اقتصادياً غير مسبوق، يمكن للمملكة الاستفادة منه عبر الشراكة الاستثمارية.

وجرى خلال الاتصال بحث سبل التعاون بين المملكة والولايات المتحدة الأميركية لإحلال السلام والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. إلى جانب تعزيز التعاون الثنائي لمحاربة الإرهاب.

في الوقت ذاته عبّر الرئيس الأميركي ترامب عن شكره وتقديره للقيادة السعودية، مشدداً على أهمية تطوير العلاقات الاقتصادية بما يعزز مصالح البلدين.

مقالات مشابهة

  • ترامب: سأطلب من السعودية استثمار ترليون دولار في أميركا
  • تحذيرات من أمر تنفيذي لترامب قد يعيد حظر سفر المسلمين إلى أميركا
  • السعودية تعتزم إستثمار 600 مليار دولار في أميركا
  • واشنطن بوست: العفو الذي أصدره بايدن وترامب تقويض لسيادة القانون
  • هشام الحسيني: قصة رجل دين مسلم في قلب السياسة الأميركية
  • ترامب: العفو الذي أصدره بايدن عن بعض الشخصيات كان سخيفًا
  • رئيس حكومة غرينلاند: سكان الجزيرة لا يريدون أن يصبحوا أمريكيين
  • استمرار غياب «تيك توك» عن متجري «آبل» و«جوجل» في أميركا
  • شولتس: أميركا أقرب الحلفاء لألمانيا
  • "تنصيب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة".. إرث بايدن ومراسم الانتقال