رئيس أميركا.. من هو الأفضل بالنسبة لنا؟
تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT
"انتخاب ترامب لن يكون جيدًا لتركيا"، كان هذا رأي مسؤول حكومي رفيع المستوى في تركيا، عندما تحدثت معه، فقد هدد ترامب خلال فترة رئاسته عبر حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي بتدمير الاقتصاد التركي، مما تسبّب في تقلبات أسعار الصرف في البلاد.
وأعتقد أن المسؤول التركي لم يكن يرغب في عودة ترامب؛ بسبب هذه التصرفات الغريبة وسلوكه غير المتوقع؛ حيث لا يمكن القول إن العلاقات تحسنت بشكل كبير خلال فترة بايدن التي تلت ترامب.
نعم، إذا أصبح ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، فقد تكون السياسة العالمية التي سيتبعها مختلفة. فأسلوبه الشخصي في الإدارة، ونظرته إلى السياسة، وموقفه الذي يركز على مصالح الولايات المتحدة؛ يمكن أن يؤثر ذلك على النظام العالمي.
على سبيل المثال؛ إذا لم يرَ روسيا كتهديد أول بل صنف الصين كتهديد وطني، فقد تتغير خطط آسيا وأوروبا، وقد تختلف مسارات الحرب الروسية الأوكرانية. ونظرته السلبية إلى الناتو يمكن أن تؤدي إلى تغييرات في العقائد الأمنية في أوروبا. وشعار "اجعل أميركا عظيمة مرة أخرى" قد يؤثر بشكل مباشر على شكل التجارة مع الدول الأخرى، وبالتالي على الاقتصاد العالمي.
ماذا سيتغير بالنسبة للعالم الإسلامي؟ما تسبب في انسحاب بايدن من الرئاسة هو مناظرة تلفزيونية مع ترامب؛ حيث سحق ترامب بايدن الذي بدا ضعيفًا في تلك المناظرة. وفي ذلك البرنامج، اتهم ترامب بايدن بأنه "صديق فلسطين". هل يمكنكم تخيل ذلك؟ بايدن الذي دعم مقتل أكثر من 40 ألف فلسطيني اتُهم بعدم دعم إسرائيل بما فيه الكفاية، وأُعلن صديقًا لفلسطين.
في هذه الحالة، سأل الجميع: ماذا سيفعل ترامب إذا انتُخب رئيسًا مرة أخرى؟ وأجاب عن ذلك في حديث آخر، قائلًا: "سأقول لإسرائيل أسرعوا". بمعنى آخر، سيطلب من نتنياهو أن يقوم بالاحتلال والنفي والقتل بسرعة. هذا هو السبب الذي يجعل نتنياهو يطيل الحرب ويهرب من اتفاق السلام؛ لأنه يعتقد أنه سيكون قادرًا على ارتكاب مذابحه بشكل أسهل إذا عاد ترامب.
في هذه الحالة، يبدو أن الكثيرين يدعون لانتخاب أي شخص آخر غير ترامب، لكنني أفكر بشكل مختلف قليلًا. فإذا تم انتخاب كامالا هاريس، فلن تتصرف بشكل مختلف عن ترامب، وذلك نظرًا لشخصيتها، ولن تغير مواقفها الشخصية، لكن المسألة الأساسية ليست هذه.
أعتقد أنه بغض النظر عن الشخص الذي سيتم انتخابه، لن يكون هناك تغيير في السياسة بشأن قضية فلسطين، أو سياسة الشرق الأوسط، أو نظرة الولايات المتحدة إلى العالم الإسلامي.
ما يغفل عنه الجميع هو أن وجهة النظر السياسية والدينية في المؤسسات الحكومية الأميركية وصناع السياسة، قد تغيرت منذ فترة طويلة. فالولايات المتحدة لم تعد دولة تتحرك وفقًا للحقائق الواقعية، بل دولة تتخذ قرارات بناءً على المشاعر الدينية. والسبب في ذلك هو أن الأشخاص ذوي الآراء الإنجيليّة والصهيونية قد استقروا في أهم مؤسسات الدولة وشكلوا شبكة واسعة.
إن مركز القيادة العسكرية الأميركية "CENTCOM"، ووزارة الخارجية، والبيت الأبيض، ووكالة الاستخبارات المركزية "CIA"، ومراكز الفكر والجامعات الأميركية التي تقدم الأفكار للحكومة، كلها تحت سيطرة هؤلاء الأشخاص.
وهؤلاء الناس ينفصلون عن واقع الحياة ويتخذون قرارات بناءً على معتقداتهم الدينية وأحلامهم وخرافاته، وهو ما يسمى باتخاذ القرارات الدينية السياسية.
على سبيل المثال؛ كان الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل قرارًا دينيًا سياسيًا، هناك العديد من النقاط التي تلتقي فيها النظرة الإنجيلية والصهيونية، وكلها ضد المسلمين. لهذا السبب، بغض النظر عمن سيكون الرئيس الأميركي، لن يتغير شيء بالنسبة للعالم الإسلامي.
دعونا نواجه الحقيقة المرّة، مادام أننا لسنا أقوياء، فنحن مرشحون لأن نكون عبيدًا. ومادام أن الدول الإسلامية لا تتحد، وهي تتصارع فيما بينها، ولا تغير اقتصادها ونظامها القضائي وطريقة إدارتها لتصبح قوية، سنظلّ نتكيف مع موقف الرئيس الأميركي.
إنّ صورة الدول الإسلامية المنقسمة والمشغولة ببعضها البعض هي ما يرغب به كل رئيس أميركي. ففي هذه الحالة، ستتمكن الولايات المتحدة من التأثير علينا بسهولة أكبر، وسنتعرّض لمزيد من الأضرار. لهذا السبب، مادام أننا لم نصلح أنفسنا، لن يتغير شيء بالنسبة لنا بغض النظر عمن سيصبح الرئيس في الانتخابات الأميركية.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات رئیس ا
إقرأ أيضاً:
القيادة المركزية الأميركية تؤكد مقتل القيادي بالقاعدة “محمد يوسف زاي” بغارة في سوريا
السبت, 1 مارس 2025 6:51 م
بغداد/ المركز الخبري الوطني
أعلنت القيادة المركزية الأمريكية، اليوم السبت، قتل القيادي في القاعدة محمد يوسف زاي بغارة في سوريا.
وذكرت القيادة أن”قواتها نفذت في 23 فبراير غارة جوية دقيقة في شمال غرب سوريا، استهدفت وقتلت القائد العسكري الأعلى لمنظمة حرس الدين الإرهابي التابع للقاعدة محمد يوسف زاي”.
وأضافت، أن”الغارة الجوية تعد جزءًا من التزام المركز المستمر، جنبًا إلى جنب مع الشركاء في المنطقة، بعرقلة الجهود التي يبذلها الإرهابيين لتخطيط وتنظيم وشن هجمات ضد المدنيين والعسكريين من الولايات المتحدة وحلفائنا وشركائنا في جميع أنحاء المنطقة وخارجها”.
قال الجنرال مايكل إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية للولايات المتحدة: “كما قلنا في الماضي، سنواصل ملاحقة هؤلاء الإرهابيين بلا هوادة من أجل الدفاع عن وطننا، وعن الولايات المتحدة والحلفاء والأفراد الشركاء في المنطقة”.