كيف يمكن لكامالا هاريس التغلب على دونالد ترامب؟
تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT
كشف استطلاع للرأي أحربته شبكة "CNN" بالتعاون مع شركة "SSRS" للأبحاث، عن تقدم واضح لكامالا هاريس، نائبة الرئيس الأميركي التي تطمح لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي على منافسها المحتمل، دونالد ترامب، خاصة بين الناخبين من الخلفيات العرقية المتنوعة والشباب.
ويكشفت الاستطلاع تفوق هاريس، الشخصية الأوفر حظا لنيل ترشيح الديمقراطيين في أوساط الناخبين السود، بنسبة 78 بالمئة مقابل 15 بالمئة لترامب، متجاوزة بذلك أداء الرئيس السابق جو بايدن، في استطلاعات سابقة.
ولدى الناخبين من أصل إسباني، تتفوق هاريس بنسبة 47 مقابل 45 بالمئة لترامب، بتحسن عن تأخر بايدن سابقا.
وفي صفوف الناخبين دون 35 عاما، تتقدم هاريس بنسبة 47% مقابل 43% لترامب، بعد أن كان ترامب متقدما على بايدن.
ولم تكن هذه التحولات في توجهات الناخبين مفاجئة تماما، وفقا لمقال تحليلي لشبكة "سي ان ان" بالنظر إلى السياق التاريخي لخارطة التفضيلات.
وبحسب المصدر ذاته، فقد جاء هذا التقدم بعد أن سجل أداء بايدن تراجعا ملحوظا بين الفئات التي تميل تقليديا للديمقراطيين، بشكل وصل إلى أدنى مستوياته في هذا القرن. بل إن دعمه بين الناخبين من أصول إسبانية والأميركيين السود كان الأضعف للحزب الديمقراطي منذ 5 عقود.
وفي ضوء هذا الأداء المتواضع لبايدن، كان من المتوقع أن تحقق هاريس تحسنا في صفوف هذه الشرائح الانتخابية. ومع ذلك، فإن النتائج الحالية، رغم إيجابيتها، لا تزال دون المستوى المأمول لحملة هاريس. فهي لا تزال متأخرة بما لا يقل عن 5 نقاط مئوية عن أداء بايدن في استطلاعات الرأي النهائية لعام 2020 بين نفس هذه المجموعات.
ورغم أن النتائج الحالية قد تبدو غير مواتية لحملة هاريس للتغلب على ترامب، يشير التحليل أنها تحمل في طياتها بعض المؤشرات الإيجابية. فبينما يتعين عليها تحسين أدائها بين مختلف الفئات الناخبة لضمان فرصة حقيقية للفوز على الرئيس السابق، فإن التقدم الذي أحرزته مقارنة بأداء بايدن في وقت سابق من العام يبقى مشجعا، بحسب المصدر ذاته.
ومع سعيها لترسيخ نفسها بعيدا عن ظل نائبة الرئيس، هناك فرصة حقيقية أمام هاريس لتنحت لنفسها هوية سياسية خاصة قد تجذب المزيد من الناخبين من مختلف الخلفيات العرقية والإثنية، إضافة إلى الشباب. ما سيتيح لها فرصة لفتح المزيد من المسارات في المجمع الانتخابي.
وللمقارنة، يذكر التحليل أن مسار بايدن نحو 270 صوتا انتخابيا محدودا نسبيا. كان عليه الفوز بالولايات الشمالية المتأرجحة (ميشيغان، بنسلفانيا، ويسكونسن) ونبراسكا، في ظل ضعف أدائه في ولايات الحزام الشمسي مثل أريزونا وجورجيا ونيفادا ونورث كارولاينا. هذه الولايات الأخيرة تشهد نسبة عالية من الناخبين السود ومن أصول إسبانية، وهي الفئات التي تظهر هاريس تحسنا في أدائها معها.
وهذا التحسن قد يمنح هاريس مرونة أكبر في استراتيجيتها الانتخابية. فبدلا من الاعتماد حصرا على الولايات الشمالية المتأرجحة، قد تتمكن من بناء تحالف انتخابي يجمع بين بعض هذه الولايات وولايات الحزام الشمسي، موسعة بذلك احتمالات وصولها إلى 270 صوتا انتخابيا.
ويشير تحليل CNN إلى أن حملة هاريس، تمتلك فرصا حقيقية للمنافسة، موضحا أن هذا لا يعني أن ترامب غير مفضل للفوز أو أنها لا تواجه تحديا صعبا. بل على العكس، أصبح لدى هاريس الآن عدة مسارات محتملة نحو النصر، في حين بدا أن خيارات بايدن كانت تضيق بسرعة ملحوظة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الناخبین من
إقرأ أيضاً:
بايدن والماسونيون السود | حقيقة انضمام الرئيس الأمريكي السابق للجماعة الأخوية بريطانية الأصل
في خطوة مثيرة للجدل، انضم الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن إلى محفل ماسوني أمريكي من أصل أفريقي بصفته ماسونيًا رئيسيًا، رغم إعلانه انتماءه للكاثوليكية. وتمت مراسم التنصيب في محفل الأمير الكبير في ساوث كارولينا قبل يوم واحد فقط من مغادرته منصبه.
وفي بيان أصدرته المنظمة في نهاية الأسبوع الماضي، والذي بدأ تداوله يوم الجمعة، أكد المحفل أن بايدن حصل على "عضوية الماسونية مع مرتبة الشرف الكاملة". وقد ترأس حفل التنصيب رئيس المحفل، فيكتور سي ميجور، الذي منح بايدن هذا اللقب رسميًا.
وفي تعليق على الحدث، أوضح البيان أن "أن تكون ماسونيًا يعني أن تكون جزءًا من جماعة أخوية مكرسة للنمو الشخصي وخدمة الآخرين والسعي وراء المعرفة والحقيقة"، مضيفًا أن مسيرة بايدن تعكس القيم الأساسية التي تسعى الجماعة إلى تعزيزها.
أصول الماسونية وتأثيرها التاريخي
تُعَدُّ الماسونية واحدة من أقدم الجماعات الأخوية في التاريخ الحديث، حيث يعود أصلها إلى القرن الخامس عشر، لكنها تطورت بشكلها الحديث في بريطانيا أوائل القرن الثامن عشر. وسرعان ما توسعت لتشمل مفكرين بارزين ومعارضين دينيين وخبراء في السحر والتنجيم، إضافةً إلى نخبة رجال الأعمال والسياسة في أوروبا والولايات المتحدة.
ويُذكر أن نحو 14 رئيسًا أمريكيًا كانوا أعضاء في المحافل الماسونية، بمن فيهم جورج واشنطن، أول رئيس للولايات المتحدة، مما يعكس النفوذ القوي لهذه الجماعة في الأوساط السياسية الأمريكية.
تناقض عضوية بايدن مع العقيدة الكاثوليكية
رغم أن بايدن لم يعلن بشكل رسمي عن انضمامه إلى الماسونية في محفل برينس هول، إلا أن هذه الخطوة تثير تساؤلات حول تعارضها مع إيمانه الكاثوليكي.
ففي عام 1738، أصدر البابا كليمنت الثاني عشر مرسومًا يحظر على الكاثوليك الانضمام إلى الجماعات الماسونية، وظل هذا الحظر ساريًا لعدة قرون. حتى عام 1983، حينما أعاد الفاتيكان التأكيد على موقفه، مشددًا على تحريم الانضمام إلى "المنظمات التي تتآمر ضد الكنيسة"، دون الإشارة المباشرة إلى الماسونية.
وفي ذلك الوقت، صرّح الكاردينال جوزيف راتزينجر، الذي أصبح لاحقًا بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر، بأن "المؤمنين الذين ينضمون إلى الجمعيات الماسونية هم في حالة من الخطيئة الجسيمة ولا يجوز لهم تناول القربان المقدس".
تداعيات انضمام بايدن إلى الماسونية
انضمام بايدن إلى الماسونية يفتح الباب أمام نقاشات واسعة حول تأثير هذه العضوية على صورته السياسية والشخصية، خاصة لدى الناخبين الكاثوليك. ورغم أن الماسونية لا تعد منظمة سياسية بشكل مباشر، فإن ارتباطها بالتاريخ السياسي الأمريكي يجعل الأمر محط أنظار العديد من المراقبين.
يبقى السؤال المطروح: هل ستؤثر هذه الخطوة على إرث بايدن السياسي، أم أنها مجرد انتماء رمزي لا يحمل تداعيات حقيقية على مستقبله وشعبيته؟