قالت وكالة بلومبيرغ الأميركية للأنباء إن المسيّرات الانتحارية التي يستخدمها حزب الله اللبناني وجماعة أنصار الله (الحوثيون) في اليمن ضد إسرائيل أثبتت كفاءة أكبر في تفادي دفاعات إسرائيل عالية التقنية بكل أشكالها.

وأضافت بلومبيرغ أن تصعيد الجماعتين هجماتهما يمكن أن يقضي على المنظومات الدفاعية التي تتباهى إسرائيل بها وتزعم أنها تمتلك بعض أفضل الدفاعات الجوية في العالم.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الكونفيدينسيال: ماذا يعني انسحاب بايدن لأوكرانيا؟list 2 of 2إيكونوميست: لماذا يراكم الرئيس الصيني مخزونات سرية من السلع؟end of list

وأفادت مراسلة الوكالة في تل أبيب، ماريسا نيومان، في تقريرها أن هذه الأنظمة التي تبلغ تكلفتها مليار دولار، تتعرض الآن للاختبار من خلال تلك الهجمات.

ويخوض كل من حزب الله والحوثيون قتالا مع إسرائيل منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ما هي طبيعة القتال الآن؟

تتبادل إسرائيل وحزب الله إطلاق النار بشكل شبه يومي على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية. وتحاول الولايات المتحدة وفرنسا التوسط في حل دبلوماسي ينهي القتال. وإذا فشلت تلك المفاوضات، يتوقع المسؤولون الإسرائيليون اندلاع حرب شاملة بين الطرفين، وفق تقرير بلومبيرغ.

وبدورهم، يطلق الحوثيون صواريخ باليستية وطائرات مسيرة على إسرائيل وكذلك على السفن التجارية في البحر الأحمر، مما أربك حركة الشحن البحري عالميا. ففي 19 يوليو/تموز الجاري، ضربت طائرة مسيرة تابعة للحوثيين مبنى في وسط تل أبيب، مما أسفر عن مقتل رجل وإصابة عدة أشخاص آخرين، وهو أول هجوم مميت من نوعه ينفذونه على الأراضي الإسرائيلية.

وردت إسرائيل في اليوم التالي بقصف ميناء الحديدة الرئيسي في اليمن على بعد ألفي كيلومتر، مما أسفر عن مقتل العشرات في أول ضربة مباشرة لها على اليمن، بحسب وكالة بلومبيرغ.

كيف يمكن أن تبدو الحرب الجديدة؟

قد تواجه إسرائيل، في أي حرب مستقبلية، معارك كبرى مع حزب الله، الذي تصفه الوكالة الأميركية بأنه أقوى الجماعات المسلحة المتحالفة مع إيران في المنطقة. وقد تنضم جماعة الحوثي والميليشيات الأخرى المدعومة من إيران في سوريا والعراق للقتال دعما لحزب الله.

وتنقل نيومان في تقريرها عن بعض الخبراء أن التصعيد قد يشعل صراعا أوسع نطاقا يجتذب إليه إيران والولايات المتحدة.

وأعادت المراسلة إلى الأذهان كيف أن حملة جوية مكثفة شنتها إسرائيل، في عام 2006، أسفرت عن مقتل المئات من المدنيين، ونزوح أعداد كبيرة من السكان، وإلحاق أضرار جسيمة بالمنازل والبنية التحتية في لبنان. كما عانى المدنيون الإسرائيليون والبنية التحتية، وإن بدرجة أقل، جراء الصراع في ذلك العام.

وأشار التقرير إلى أن إسرائيل تمتلك الآن دفاعات جوية كبيرة، لكن الحرب الجديدة قد تعني إطلاق آلاف الصواريخ يوميا على إسرائيل، الأمر الذي من شأنه أن يرهقها، وربما يطغى عليها.

وبالمقابل، تقول بلومبيرغ إن الاعتقاد السائد هو أن حزب الله يمتلك اليوم ترسانة تضم أكثر من 150 ألف صاروخ، بما في ذلك صواريخ بعيدة المدى ودقيقة التوجيه يمكن أن تصل إلى عمق إسرائيل وتستهدف المدن الكبرى والأصول الإستراتيجية مثل القواعد العسكرية والمطارات وشبكات الكهرباء والمستشفيات، وفقا للتقييمات الإسرائيلية.

ما هي الدفاعات الجوية التي تمتلكها إسرائيل؟

تعد القبة الحديدية أنشط الدفاعات الجوية الإسرائيلية وأشهرها، والتي استطاعت منذ عام 2011 -وفقا للتقرير- اعتراض آلاف الصواريخ التي أطلقها حزب الله والمسلحون الفلسطينيون في قطاع غزة.

وقد طورت شركة رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة الإسرائيلية، القبة الحديدية، وتشارك في انتاجها منذ عام 2014، شركة رايثيون تكنولوجيز الأميركية، بغرض مواجهة المقذوفات والطائرات المسيرة قصيرة المدى (من 4 إلى 70 كيلومترا).

وفي عام 2017، نصبت إسرائيل صاروخا اعتراضيا متوسط إلى طويل المدى أطلقت عليه اسم "مقلاع داود"، والذي تعاونت في تطويره شركتا رافائيل ورايثيون. وهو مصمم لكشف وتدمير الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، وكذلك الطائرات المسيرة على مدى يصل إلى 200 كيلومتر. ويغطي هذا النطاق جنوب لبنان وكذلك غزة.

وهناك منظومة السهم الدفاعية الإسرائيلية "آرو"، المكون من آرو-2 وآرو-3، المصممة لاعتراض الصواريخ الباليستية خارج الغلاف الجوي للأرض، ومطورة بدعم من الولايات المتحدة من خلال شركة "بوينغ".

هذا بالإضافة إلى الشعاع الحديدي، وهو نظام دفاعي يستخدم أشعة الليزر لاعتراض المقذوفات التي تُطلق من مسافة قريبة بتكلفة أقل من القبة الحديدية. غير أن بلومبيرغ لا تتوقع أن يتم تشغيل هذا المشروع قبل منتصف عام 2025.

دخان متصاعد جراء سقوط صاروخ أطلق من جنوب لبنان على منطقة الجليل الأعلى في شمال إسرائيل (الفرنسية) هل يمكن التغلب على هذه الأنظمة؟

تجيب نيومان في تقريرها على هذا السؤال بالقول إن حزب الله تمكن بالفعل، عبر طائراته المسيرة الانتحارية، من إلحاق أضرار بتلك المنظومات، وأسفرت هجماته عن سقوط عشرات الضحايا في شمال إسرائيل منذ أكتوبر/تشرين الأول. وأوضحت مراسلة بلومبيرغ أن العديد من تلك الطائرات قادرة على الإفلات من الدفاعات الإسرائيلية، مضيفة أنه يُعتقد أن حزب الله يعمل على زيادة مخزونه منها.

وذكرت المراسلة أن هجوم الحوثيين بطائرة مسيرة على تل أبيب، الذي تم دون أن تطلق الدفاعات الإسرائيلية صفارات إنذار تحذيرية، كشف مدى هشاشة إسرائيل في مواجهة هجوم من هذا النوع. وقال الجيش الإسرائيلي إنه رصد الطائرة إلا أن دفاعاته لم تعترضها بسبب "خطأ بشري".

علاوة على ذلك، فقد اعترف الجيش الإسرائيلي بأن دفاعاته الجوية، بما في ذلك القبة الحديدية، يمكن التغلب عليها إذا تم إطلاق عدد كبير من القذائف في وقت واحد. وتتوقع إسرائيل -طبقا لبلومبيرغ- أن يتمكن حزب الله من إطلاق نحو 3 آلاف صاروخ وقذيفة يوميا خلال الحرب، وهو ما يتجاوز بكثير قدرة الأنظمة المصممة لاعتراضها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات القبة الحدیدیة حزب الله

إقرأ أيضاً:

بحضور الرئيس الفرنسي ورئيس الشاباك.. ماذا يحدث في مباراة إسرائيل وفرنسا؟

 

في ظل تصاعد التوترات السياسية والشعبية، شهدت العاصمة الفرنسية باريس إجراءات أمنية غير مسبوقة لتأمين مباراة منتخب فرنسا ضد نظيره الإسرائيلي في دوري الأمم الأوروبية. وقد فرضت الحكومة الفرنسية تعزيزات أمنية شملت نشر نحو أربعة آلاف شرطي في محيط استاد "دو فرانس" بضاحية سان دوني، حيث وصفت السلطات هذه التدابير بـ "الاستثنائية" لتجنب أعمال العنف أو أي أحداث معادية للسامية.

حضور سياسي بارز واحتجاجات شعبية

حضر المباراة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وعدد من المسؤولين الفرنسيين، في إشارة إلى دعم الاستقرار والوقوف ضد أي تصعيد. لكن الأجواء داخل الملعب كانت مشحونة، حيث قوبل عزف النشيد الإسرائيلي بصيحات استهجان من الجماهير الفرنسية، ما يعكس رفضًا واسعًا لوجود المنتخب الإسرائيلي على الأراضي الفرنسية في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة.

وخارج الملعب، شهدت باريس احتجاجات جماهيرية حادة، حيث اقتحم محتجون غاضبون فروع ستاربكس وماكدونالدز تنديدًا بمواقف تلك الشركات التي يعتبرونها داعمة لإسرائيل، فيما نُظمت مسيرات تضامنية مع القضية الفلسطينية على مقربة من موقع المباراة.

توترات في المدرجات والشوارع

تزامنت هذه الاحتجاجات مع اشتباكات محدودة داخل المدرجات بين مشجعي الفريقين وسط تشديدات أمنية مكثفة. وأكد المحلل السياسي الفلسطيني ثائر عيطوي أن الجماهير الفرنسية أبدت رفضها الواضح للتواجد الإسرائيلي، ما تسبب في حالة من التوتر داخل الاستاد.

أحداث عنف مشابهة في أمستردام

تأتي هذه الاحتجاجات بعد أحداث مشابهة وقعت الأسبوع الماضي في العاصمة الهولندية أمستردام، حيث تحولت مباراة بين مكابي تل أبيب وأياكس الهولندي إلى مواجهات بين مؤيدي القضية الفلسطينية ومشجعي الفريق الإسرائيلي. وقد أدت تلك الأحداث إلى حرق العلم الإسرائيلي وملاحقات للمشجعين الإسرائيليين، ما أثار استياء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي دعا السلطات الهولندية إلى التدخل لحماية مشجعي فريق مكابي.

خلفية سياسية تؤثر على الرياضة الأوروبية

تسلط هذه التوترات الضوء على تصاعد الأزمة السياسية بين إسرائيل وفلسطين، وتأثيرها على الفعاليات الرياضية الأوروبية، حيث تتزايد الاحتجاجات والمشاعر المناهضة لإسرائيل بين الجماهير الأوروبية، مما يجعل من الصعب فصل السياسة عن الرياضة في ظل التوترات المستمرة حتي الآن.

 

مقالات مشابهة

  • صور الأقمار تكشف: ماذا تخطط إسرائيل على حدود سوريا؟
  • هيئة دولية للإشراف على تطبيق القرار 1701.. ماذا نعرف عن مسودة التسوية الجديدة بين إسرائيل وحزب الله؟
  • بلومبيرغ: على الصين وإيران أن تشعرا بالقلق من تعيينات ترامب
  • بحضور الرئيس الفرنسي ورئيس الشاباك.. ماذا يحدث في مباراة إسرائيل وفرنسا؟
  • واشنطن تفرض عقوبات على 26 كياناً وفرداً يمولون قوة القدس الإيرانية والحوثيين في اليمن
  • سلامي: الرد قادم ولا يمكن إنهاء حزب الله
  • قائد الحرس الثوري الإيراني: الرد على الاعتداء الصهيوني قادم ولا يمكن إنهاء حزب الله
  • ألمانيا ترد على "تهم دعم إسرائيل" في لبنان.. ماذا حدث؟
  • ماذا نعرف عن قوات كوريا الشمالية التي تؤازر روسيا؟
  • ماذا يعني ضم الضفة وفرض السيادة الإسرائيلية عليها؟