أضرار كبيرة تلحق قرى وبلدات في جنوب لبنان جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي
تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT
تسببت الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على قرى وبلدات جنوب لبنان في دمار كبير بالمباني، فضلا عن نزوح ما يقرب من 90 ألف شخص من منازلهم جراء الاعتداءات الإسرائيلية، التي تأتي في ظل تصاعد حدة المواجهات بين الاحتلال وحزب الله.
وأظهر تحليل لصور الأقمار الصناعية وصور الرادار وسجلات النشاط العسكري، أجرته "بي بي سي"، نزوح مجتمعات بأكملها وتضرر آلاف المباني ومساحات واسعة من الأراضي على الحدود بين لبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة.
ووفقا لـ"بي بي سي"، فإن التحليل كشف أن أكثر من 60 بالمئة من المجتمعات الحدودية في لبنان قد عانت من نوع من الضرر نتيجة للغارات الجوية والمدفعية الإسرائيلية.
ولفت إلى أن أكثر من 3200 مبنى تعرض لأضرار منذ 10 تموز /يوليو. وكانت بلدات عيتا الشعب وكفركلا وبليدا من بين الأكثر تضررا.
ويعتمد التحليل على بيانات جُمعت بواسطة الباحث كوري شير من مركز الدراسات العليا بجامعة نيويورك، وتستند إلى مقارنات بين صورتين منفصلتين، الأمر الذي يكشف عن التغيرات في ارتفاع أو هيكل المباني ويشير إلى حدوث ضرر.
وتعرضت عيتا الشعب لقصف واسع النطاق، حيث وقع ما لا يقل عن 299 هجوماً منذ تشرين الأول /أكتوبر الماضي، في حين تعرضت المباني الواقعة على طول الطريق الرئيسي للمدينة.
ووصف عمدة عيتا الشعب، ماجد الطحيني، البلدة بأنها "كأنها تعرضت لزلزال"، مشيرا إلى استشهاد 17 شخصا من غيتا الشعب جراء الغارات الإسرائيلية.
وقال الطحيني في حديثه لـ"بي بي سي"، إن "منظر الدمار مروع"، وأضاف أن "بيوت العيتا أصبحت مجرد هياكل وتحولت إلى أنقاض".
وفي السياق ذاته، استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي بلدة كفركلا بأكثر من 200 هجمة، ما تسببفي تدمير العديد من المتاجر والأسواق ومحلات الخدمات في مركز البلدة.
كما تعرضت بليدا للقصف نحو 130 مرة على الأقل منذ أكتوبر/تشرين الأول، ما أدى إلى إتلاف العديد من المباني بالإضافة إلى صيدلية، بحسب موقع أكلد.
وكان تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية الأسبوع الماضي، وثق تحول أجزاء واسعة من قريتي العديسة وكفركلا وقرى أخرى جنوب لبنان إلى أنقاض نتيجة القصف الإسرائيلي.
وذكرت الصحيفة التي تمكنت من إجراء جولة ميدانية مع القوات الأممية، إن مساحات واسعة من العديسة وقرية كفركلا المجاورة تحولت إلى مساحات من الركام الخرساني، يتناثر فيها حديد التسليح والكابلات الكهربائية والأثاث المقلوب. ولم تكن هناك أي علامات على الحياة أيضا.
ولا تزال المباني القليلة الواقعة على طول الطريق الرئيسي في العديسة والتي نجت من الضربة المباشرة تحمل ندوب القصف المتكرر للقرية بالقنابل الثقيلة، حيث تحطمت نوافذها وتركت أبواب المرآب المعدنية تتلوى وملتوية، وفقا للتقرير.
أضرار لدى الاحتلال
وفي الجانب الفلسطيني المحتل، قدرت "بي بي سي" أن "إسرائيل" ومرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل كانت الأكثر تضررا، حيث تأثر حوالي 55 كيلومتراً مربعاً من الأراضي، مقارنة بـ 40 كيلومترا مربعا في لبنان.
وذكرت بعض التقديرات الأخيرة الصادرة عن هيئة الطبيعة والمتنزهات الإسرائيلية، أن هذا الرقم قد يصل إلى 87 كيلومترا مربعا.
وهناك تقارير عن تضرر 1,016 وحدة سكنية منذ بداية التصعيد، مع 75% من الأضرار الناجمة عن صواريخ وقذائف ومسيرات تابعة لحزب الله. والباقي بسبب أنشطة قوات الاحتلال العسكرية في المنطقة، حسب مديرية الأفق الشمالي التابعة لوزارة حرب الاحتلال.
وتتصاعد المخاوف من تحول المواجهات بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي إلى حرب شاملة، ما تسبب في تحذيرات دولية وأممية من مغبة تحول "لبنان إلى غزة ثانية"، في ظل مخاوف من اتساع رقعة الحرب المتواصلة على قطاع غزة.
وفي حزيران/ يونيو الماضي، شدد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على جاهزية جيشه لتنفيذ "عملية مكثفة في لبنان إذا لزم الأمر"، متعهدا بـ"إعادة الأمن إلى الحدود الشمالية لإسرائيل".
ومنذ الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تتواصل المواجهات على الحدود اللبنانية مع الأراضي المحتلة بين دولة الاحتلال من جهة وبين حزب الله وفصائل المقاومة الإسلامية الأخرى في لبنان.
ويشدد حزب الله على عزمه على وقف إطلاق النار جنوب لبنان في حال جرى إيقاف الحرب المستمرة على قطاع غزة، موضحا أن "جبهة الإسناد اللبنانية هدفها استنزاف العدو وتفويت الفرصة عليه لحسم المعركة في غزة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية لبنان الاحتلال الفلسطينية حزب الله لبنان فلسطين حزب الله الاحتلال المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی جنوب لبنان فی لبنان بی بی سی
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يشن غارة على جنوب لبنان
بيروت (وكالات)
أخبار ذات صلةشنت مسيرة إسرائيلية، أمس، غارة على بلدة في جنوب لبنان، على ما أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرسمية، قبل أيام من انتهاء مهلة تنفيذ وقف إطلاق النار في 18 فبراير.
وقالت الوكالة، إن «مسيرة إسرائيلية معادية نفذت غارة استهدفت حي العقبة في أطراف بلدة عيناتا في قضاء بنت جبيل»، مضيفة «هرعت سيارات الإسعاف للمكان، إلا أنه لم يصب أحد بأذى».
ويسري منذ 27 نوفمبر، اتفاق لوقف النار بهدف وضع حد لتبادل للقصف عبر الحدود امتد نحو عام بين إسرائيل وحزب الله، وتحول مواجهة مفتوحة اعتباراً من سبتمبر 2024 مع تكثيف إسرائيل غاراتها وبدء عمليات توغل برية في مناطق حدودية بجنوب لبنان.
ونص الاتفاق على مهلة ستين يوماً لانسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان في مقابل تعزيز الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة انتشارهما. في المقابل، على الحزب الانسحاب من منطقة جنوب نهر الليطاني وتفكيك أي بنى عسكرية متبقية له فيها.
وبعدما أكدت إسرائيل أنها لن تلتزم مهلة الانسحاب المحددة، مُدّد الاتفاق حتى 18 فبراير. وخلال الأسابيع الماضية، تبادل الجانبان الاتهامات بخرق الاتفاق. وأكدت إسرائيل أنها لن تسمح للحزب بإعادة بناء قدراته أو نقل أسلحة.
وأفاد مسؤول أمني إسرائيلي الخميس أن إسرائيل مستعدّة للانسحاب من الأراضي اللبنانية وتسليمها للجيش «ضمن المهلة الزمنية» المحددة في اتفاق وقف إطلاق النار.
من جهته، أبلغ لبنان الخميس الماضي الوسيط الأميركي رفضه المطلق لمطلب إسرائيل إبقاء قواتها في خمس نقاط في جنوب البلاد، بعد انتهاء مهلة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في 18 فبراير، وفق ما أعلن رئيس البرلمان نبيه بري.
وبعد استقباله الرئيس المشارك لآلية تنفيذ ومراقبة وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز والسفيرة الأميركية لدى بيروت ليزا جونسون، قال بري «الأميركيون أبلغوني أن الاحتلال الإسرائيلي سينسحب في 18 فبراير من القرى التي ما زال يحتلها، ولكنه سيبقى في خمس نقاط».
وأضاف، في حديث للصحفيين، وفق ما نقل مكتبه الإعلامي، «أبلغتهم باسمي وباسم رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة رفضنا المطلق لذلك»، مضيفاً «رفضت الحديث عن أي مهلة لتمديد فترة الانسحاب ومسؤولية الأميركيين أن يفرضوا الانسحاب».