معركة مصيرية ضد المسلمين في الأندلس أبطالها 5 ملوك
تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT
الروايات التاريخية تقول إن قوات الكونت ألفونسو الأول تمكنت من هزيمة قوات للمرابطين في الأندلس بقيادة حاكم قرطبة، أبو محمد الزبير المعروف لدى المؤرخين المسيحيين باسم "الملك الأسمر".
هذا النصر يكرس في التاريخ البرتغالي باعتباره حدثا مفصليا أفضى إلى نيل البرتغال استقلالها الكامل وظهورها كمملكة مستقلة.
تلك المعركة التي جرت قرب بلدة "أوريك" هي واحدة من أشهر المعارك في تاريخ البرتغال بأسره، على الرغم من وجود شكوك كبيرة وشكوك حول تلك المواجهة، وتضاربت الروايات حتى حول المكان الذي حدثت فيه.
في الغالب يُذكر أن المعركة دارت في منطقة ألينتيخو السفلى، فيما تتحدث روايات أخرى عن منطقتي ريباتيجو وبيرا ليتورال.
لا تعرف تفاصيل عدد القوات التي شاركت في المعركة من الطرفين ولا ملابسات هذا الحدث التاريخي التي اكتسب مع الزمن أهمية كبرى، ونسجت حوله فيما بعد الأساطير، وخاصة معجزة تدخل القديس سانتياغو في المعركة وترجيحه كفة البرتغاليين. كان يوم المعركة مكرس من قبل للاحتفال بهذا القديس الشهير.
يصف عدد من المؤرخين البرتغاليين المصادر التاريخية التي تطرقت إلى معركة "أوريك" بأنها مقتضبة للغاية أو متأخرة، مشيرين إلى أن المتوفر من معلومات عن المعركة يأتي من مجموعة من السجلات البرتغالية في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، وهي مصادر تمجد أعمال ألفونسو هنريك الذي أصبح فيما بعد ألفونسو الأول.
في تلك الحقبة المتأخرة جدا، بحسب هؤلاء، ظهرت الأسطورة التي تتحدث عن خمسة ملوك مغاربة هزمهم البرتغاليون في معركة واحدة مشكوك فيها. يصف الكاتب البرتغالي جوس بيريرا، أسطورة تدخل القديس سانتياغو في تلك المعركة بالقول إنها سعي "لإضفاء الشرعية على الذاكرة التاريخية القائمة على واقع هائل من الفضائل، وتمجيد الماضي وتعظيمه".
الكاتب يرصد أيضا عدم معقولية أن تجري المعركة في منطقة وسط أراضي الخصوم بعيدة لمسافة خمسمئة كيلو متر عن مناطق سيطرة البرتغاليين في عام 1139، والمحددة بنهر مونديغو.
بيريرا يصل على استنتاج مفاده أن الملوك المغاربة الخمسة الذين هزموا في تلك المعركة الغامضة، ربما يكونون معادلين لخمس معارك أخرى أو كمائن أو مناوشات حدثت بشكل منفصل.
تضارب المعلومات في المصادر الشحيحة العربية والإسبانية عن تلك المعركة، طال حتى اسم قائد المسلمين فيها. الروايات تعددت بين أن يكون "الملك الأسمر"، أو إسماعيل أو أبو زكريا، فيما تذكر إحدى الروايات أن المعركة من جانب المسلمين المغاربة قادها دفعة واحدة خمسة أمراء. في تلك الحقبة، وبعد تفكك الاندلس أوائل القرن الحادي عشر، ظهر ما يعرف بدويلات الطوائف. دويلات كادت الدسائس لبعضها، وتحالفت مع الخصوم في هذا السبيل، وكان بعضها يدفع "الجزية".
مع ذلك، لا يجد أغلب المؤرخين المعاصرين ما يؤكد الروايات التاريخية الإسبانية التي تحدثت عن هذه المعركة في فترات متأخرة، ويعتقد هؤلاء أن معركة "أوريك" في أقل تقدير ضخمت وقد لا تكون حدثت بالفعل. واقع أم نسج خيال؟.. معركة مصيرية ضد المسلمين في الأندلس أبطالها 5 ملوك تصادف أن الكونت ألفونسو أصبح بعد عام من ذلك الحدث ملكا على البرتغال، ولم تعد هذه المنطقة مجرد اقطاعية تابعة لمملكة ليون. هذا الاستقلال ترسخ في عام 1143 باعتراف مملكة ليون، ومنها بدأ تاريخ هذا البلد، انطلاقا من معركة غامضة غُلفت بالأساطير
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: تلک المعرکة فی تلک
إقرأ أيضاً:
اشتعلت حرب الذكاء الاصطناعي بين الصين وأميركا: من يكسب المعركة؟
يعيش العالم حربًا عالمية باردة في فضاء تكنولوجيا المعلومات، قطباها الولايات المتحدة الأميركية والصين، وسلاحها الرئيسي التفوق في الهيمنة على العالم عبر الذكاء الاصطناعي.
ربما كان إحدى معاركها الكاشفة ما حدث قبل عدة أشهر عندما تمكنت الصين بتكلفة زهيدة لا تزيد عن 5.6 ملايين دولار أن تطلق تطبيق الذكاء الاصطناعي "ديب سيك"، ليضرب بقوة التطبيقات الأميركية التي كلفت المليارات مثل "شات جي بي تي".
هذا الحدث زلزل العالم، بل بات زلزالًا تكنولوجيًا هزّ عمالقة تكنولوجيا المعلومات في الولايات المتحدة، حيث إن الفرضية الأميركية تقوم على أن قوة حوسبة الذكاء الاصطناعي الأميركية لا منافس لها، وأن منع الوصول إلى الرقائق الرقمية المتقدمة ومقدمي الخدمات السحابية سيعطي أميركا القدرة على احتواء الصين والحد من قدراتها.
الحقيقة هي أن الصين تتبع المنهج العكسي؛ فهي تبني قدرات متنامية للذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر، بينما تتحرك الولايات المتحدة نحو أنظمة الذكاء الاصطناعي المغلقة التي يتمّ التحكم فيها بإحكامٍ شديد.
لا يدرك الأميركيون سوى جزء واحد من معادلة الذكاء الاصطناعي؛ فالبيانات لها نفس القدر من الأهمية، إذ أجبرت الولايات المتحدة على تصنيف الدول إلى ثلاثة مستويات:
إعلان موثوق بها وهي 18 دولة ليس من بينها بولندا، وإسرائيل، واليونان وهي من حلفائها. وموثوق بها بدرجة متوسطة. ودول غير موثوق بها كإيران.هذا التصنيف دفع العديد من الدول إلى الاعتماد على مزوّدي الخدمات السحابية الصينيين، وهي بهذا تخاطر بمنح الصين وصولًا لا مثيل له إلى بيانات هذه الدول، مما يتيح التدريب والتطور المستمر لقدرات الذكاء الاصطناعي الصيني.
في هذا السياق من المهم إدراك أن قوانين الأمن القومي والإنترنت في الصين تمنح حكومة الصين إشرافًا واسعًا على شركات مثل "علي بابا كلاود" و"هواوي كلاود"، مما يعني أن البيانات المخزنة على خوادمها لعملائها متاحة لها، مما يمنح الصين ميزة كبيرة في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي، فكلما زاد كمّ البيانات زادت قدراته، مما يؤدي إلى تكريس هيمنتها على الذكاء الاصطناعي في الأسواق الناشئة.
إنّ ارتكاب الولايات المتحدة خطأ فادحًا كلفها الكثير بانشغالها في بناء دفاعات صلبة تجاه الصين في ملعب الذكاء الاصطناعي، ولكنها تفعل العكس حينما تلعب في هذا الملعب دور الهجوم.
فواشنطن انشغلت ببناء جدران صلبة لتقييد وصول الصين إلى قوة الحوسبة (مصطلح يشير إلى الموارد الحسابية المستخدمة لتدريب وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي)، في حين أن الصين تتحايل على هذه الحواجز وتطوّر مزايا غير متماثلة إستراتيجيًا مع مثيلتها الأميركية.
أدركت الشركات الصينية أن الأمر سيستغرق بعض الوقت حتى تتساوى الصين مع الولايات المتحدة في الذكاء الاصطناعي عالي الأداء، فركزت على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي عالي الكفاءة وأقل كلفة.
وسعت الصين إلى بناء مواقع مهيمنة في الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر، وطوّرت البنية التحتية السحابية والنظم الإيكولوجية للبيانات العالمية.
مكّنت هذه الإستراتيجية الصين من توفير وصول أرخص وغير مقيد إلى خدمات الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي يمكّنها من الأسواق الناشئة بطرق سيكون من الصعب التخلص منها. هذه ليست مسابقة في الذكاء الاصطناعي، إنّها معركة من أجل السيطرة على البنية التحتية الرقمية العالمية اليوم وفي المستقبل.
إعلانإنّ قصور أوروبا والولايات المتحدة في قراءة الصين قادم من أن المدرسة الفكرية الغربية تعتقد أن الصين الشيوعية لا يمكنها الابتكار بفاعلية والتفوق على الغرب، في الوقت الذي طوّر فيه الحزب الشيوعي الصيني قدراته على استيعاب التنوع والاختلاف داخل الصين، وصارت الصين على نحو متزايد رائدة في كافة مجالات التكنولوجيا وأكثر استقلالية، لتصبح ندًا ومنافسًا في مجالات الروبوتات والذكاء الاصطناعي، والسيارات الكهربائية، وبطاريات الليثيوم… إلخ.
تعتمد الصين إستراتيجية التنمية طويلة الأمد، يساعدها على هذا سوقُها الضخم الذي يستطيع استيعاب أي منتج، وبالتالي يضمن له الاستمرارية والتطور، ومن ثم التصدير بسعر تنافسي، فضلًا عن أن الصين لا تضع قيودًا على منتجاتها.
إن طموح الصين يهدف إلى كسر الولايات المتحدة وإنزالها عن عرش الاقتصاد الدولي، وفي ظل غياب غربي تهيمن تدريجيًا على العالم، كما هو الحال في أفريقيا.
إن الفرق بين الولايات المتحدة والصين هو الفرق بين السلحفاة والأرنب؛ فالولايات المتحدة تمتلك تقنيات متطورة وابتكارات فريدة لكنها تنقلها للتطبيق في منتجات الأسواق ببطء كالسلحفاة، في حين أن الصين تقفز سريعًا كالأرنب للسوق عبر تطبيقات متعددة.
هذا ما يعطي الصين موقفًا يسمح لها بوضع المعايير الفنية لتكنولوجيا المستقبل، وتشكّل حوكمتها لهذا الفضاء، خاصة في ظل وجود سوق ضخم في الجنوب ودول "البريكس" المتعطشة للتكنولوجيا. هذا ما يجعل المنافسة الجيوسياسية طويلة الأمد بين الصين والولايات المتحدة محل تساؤلات؟
من المتوقع أن تهيمن الصين على 30% من إجمالي الناتج الصناعي العالمي، مع إدراك الصين أن الروبوتات والذكاء الاصطناعي سيعوضانها عن ارتفاع تكلفة اليد العاملة، وهو ما أدركته مع تراجع الكثافة السكانية لصالح الهند التي تعد كبرى دول العالم من حيث تعداد السكان ورخص اليد العاملة.
إعلانإنّ خطة ترامب "ستار غيت" والتي تقدر تكلفتها بـ500 مليار دولار تشكل محاولة لمواجهة الصعود الصيني، لكن افتقار الولايات المتحدة للقدرات التصنيعية يشكل عقبة كبرى، خاصة أن الصين تطوّر قدراتها التصنيعية مثل مجالات المفاعلات النووية والطاقة المتجددة، في الوقت الذي ركز فيه ترامب على الوقود الأحفوري، علمًا بأن الطاقة النووية والطاقة المتجددة يتزايد اعتمادهما على الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية. من هذا يمكننا أن ندرك وجود مساحات كبيرة تعزز سياسات الصين في استغلال وتنمية قدراتها.
إن ما كان يميز الغرب هو الشراكات البحثية الممتدة عبر دوله، والتي نتج عنها فوائد متبادلة، لكن في ظل شعار ترامب "أميركا أولًا" سيصبح على حلفائه الأوروبيين، واليابان، وكوريا الجنوبية، وكندا البحث عن مسار مستقل لضمان استمرار قدراتهم التنافسية والقدرة على التكيف مع المنافسات الشرسة على الصعيد الدولي. إنها حرب باردة على الفضاء الرقمي.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline