هل يتراجع نتنياهو عن التصعيد مقابل الضمانات؟
تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT
تزايدت بشكل كبير في الساعات الماضية التسريبات الاعلامية والتصريحات السياسية التي توحي بأن الإيجابية باتت كبيرة جداً في المفاوضات الحاصلة بين حركة حماس من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، وهذا ما ربطه البعض بالزيارة التي يقوم بها رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو الى واشنطن اذ ان الاخير بحاجة ليظهر نفسه بأنه جاهز للوصول الى تسوية لكن حماس هي التي تعرقل كل هذه الامور والملفات، وعليه فإنه مضطر الى اضعافها اكثر والاستمرار في الحرب.
من الاكيد أن الضغط الفعلي على نتنياهو من اجل ايقاف الحرب هو من الجيش الاسرائيلي وقيادته التي تسعى بشكل حاسم الى الوصول الى تسوية لتبادل اسرى ووقف اطلاق نار نهائيا ولو عبر مراحل، خصوصاً ان هناك اعتقادا فعليا بأن التعب الذي أصاب الجيش واجهزته كافة يجب ترميمه بسرعة قياسية والا سيؤدي الى خسائر استراتيجية على تل ابيب.لكن في المقابل يعمل الجناح اليميني في اسرائيل على ضغط مضاد على رئيس الحكومة للاستمرار بالحرب والبدء بالتصعيد في الضفة الغربية.
وترى مصادر مطلعة أن الجبهة الشمالية (جنوب لبنان) باتت تضغط بشكل حقيقي على نتنياهو لان توسعها قد يؤدي الى حرب اقليمية وهذا ما لا يريده الاميركيون لانه يصيب مصالحهم بشكل مباشر، وعليه فإن الهامش الذي يتمتع به نتنياهو في فلسطين المحتلة غير موجود عندما يتعلق الامر بجبهة لبنان التي تهدد المنطقة برمتها، وهذا الواقع هو ضمن الاهتمام الاميركي وليس الاسرائيلي، وعليه فإن التصعيد الذي يقوم به "حزب الله" اليوم، وحتى المقطع المصور للهدهد والتفاصيل التي تضمنها يهدف إلى احراج نتنياهو.
وتشير المصادر إلى أن المبعوثين الدولين الذين وصلوا الى لبنان في المرحلة الأخيرة كانوا مهتمين بالحصول على ضمانات من "حزب الله" بشأن"اليوم التالي"، لذلك فإن الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله قال في خطابه الاخير أن لا حديث او تفاوض الا بعد وقف اطلاق النار، من هنا يصبح النقاش حول كيفية إقناع نتنياهو بالتسوية مرتبطا أيضاً بشكل التسوية مع لبنان لان ذلك سيحفظ له ماء الوجه ويمكنه من تسجيل انتصار ما امام الجمهور الاسرائيلي، لكن حتى اللحظة لم تستطع واشنطن تأمين هذا المكسب لاسرائيل.
لقد حظي نتنياهو امس خلال خطابه في الكونغرس بتأييد قياسي وهائل الامر الذي يمنحه هامشاً كبيرا من المناورة في لحظة الانتخابات الرئاسية، وعليه سيصبح نتيناهو هو من يضغط على الاميركيين وليس واشنطن هي التي تضغط على الحكومة الاسرائيلية، هذا ما يحول نتنياهو الى المقرر الفعلي وشبه الوحيد لمصير الصراع الدائر حاليا في المنطقة.
وتعتقد المصادر ان الرهان اليوم ينحصر على الخلاف الكبير بين الجيش والحكومة في تل ابيب لان القوى العسكرية هي الطرف الوحيد الان القادر على الضغط على نتنياهو او تحجيمه، وهذا ما تعلمه "حماس" و"حزب الله" مما قد يدفعهما وحلفاؤهم الى زيادة الضغط الميداني لتكريس الشرخ والصدام الاسرائيلي الداخلي. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
حزب الله يكشف عن المعادلة الوحيدة التي تحمي لبنان
أعلن "حزب الله" اللبناني، اليوم الأحد، أن السلاح الشرعي المشترك بين الجيش والمقاومة بدعم من الشعب "حتمي وضروري"، معتبر أن "هذه المعادلة الوحيدة التي تحمي لبنان".
وقال نائب رئيس المجلس السياسي في "حزب الله" محمود قماطي، الاحتفال التكريمي الذي أقامه “حزب الله” لمجموعة من شهداء المقاومة ، وقال قماطي: “إذا كنّا شركاء حقيقيون في الوطن، علينا أن نبني استراتيجية دفاعية تدافع عن هذا الوطن، فالجيش وحده لا يستطيع أن يواجه العدو، وكُلنا يعلم ذلك، وليته يستطيع، فنحن لسنا ضد أن يكون قادراً على المواجهة وحده، ولذلك هناك شراكة ضرورية حتمية وطنية لا بُد منها بين المقاومة والجيش لندافع عن وطننا، وما حصل وما يحصل اليوم في كل المحيط حولنا، دليل على ذلك، ونحن لا نقبل أن يصبح لبنان في مهب الرياح الإقليمية والدولية”.
«كاتس» يتوعد حزب الله إذا انتهك وقف إطلاق النارحزب الله : الاحتلال الإسرائيلي سرطان يهدّد الأمة بأسرهاسويسرا تقر حظر حزب الله اللبناني .. تفاصيل
وشدد على أن “الحلم والتمنيات الخبيثة من البعض بأن لبنان يجب أن يبقى بدون سلاح المقاومة وليس لديه ضرورة، لن يتحقق، ونحن نقول، إن السلاح الشرعي المشترك بين الجيش والمقاومة وبدعم من الشعب حتمي وضروري، فهذه المعادلة الوحيدة التي تحمي لبنان، ونحن لا نتخلّى عن وطننا وعن قوته وقوة الحماية الوطنية فيه لأجل عيون بعض المرتبطين بالخارج، أو من أجل ألسنة بعض سيئي الخطاب والفجور الإعلامي، فلن يحصل ذلك”.
وأكد قماطي على أن "حزب الله" سيكون "في أقصى درجات التعاون والانفتاح سياسيا"، مضيفا: "فنحن كنّا منفتحين، وما زلنا وسنبقى كذلك، لأننا نعتبر أن هذا الوطن بحاجة إلى التفاهم والحوار السياسي والتعاون بين كل الأطراف اللبنانيين للوصول إلى نتائج، ونحن نقول إن كل الأمور خاضعة للحوار، ونحن حاضرون لنتحاور حولها، لنبني هذا البلد لبنان ما بعد العدوان الإسرائيلي، ولذلك سوف نأتي إلى الاستحقاق الرئاسي بكل تفاهم، وسيكون الثنائي الوطني اللبناني على موقف واحد في الاستحقاق الرئاسي وفي كل الاستحقاقات الأخرى لإنعاش وبناء هذا البلد”.