أهلًا مرحبًا بدعاة الحرب في رحاب السلام

خالد فضل

يتم الاستدلال كثيرا بأبيات حكيمة من قصيدة الشاعر العربي القديم زهير بن أبي سلمى، الذي عاش ومات قبل أكثر من 1600 سنة, لفد وصف الحرب وويلاتها وأهوالها وانتهاكاتها وخطاب كراهيتها وتحالفاتها العدمية ونتائجها المأساوية بما لا يحتاج إلى مزيد, مثلما عزز وعضد من موقف دعاة السلم, الناهضين لتلافي وعلاج ما هو بالضرورة الثمرة المرة للحرب .

يمينا لنعم السيدان وجدتما على كل حال من سحيل ومبرم , الإشارة هنا للسيدين الزعيمين الهرم بن سنان والحارث بن عوف , من سراة القبائل العربية يومها ومن قادة الإدارة الأهلية الفذة حقا والمستحقة فعلا لا قولا !! بدون تنسيقية انتهازية, أو تتريس طرق وموانئ بحرية أو شبهات تواطؤ مع سدنة مؤسسة كارثية تحت زعم العسكرية , وقد قلما إن ندرك الأمر بمال ومعروف من القول نسلم . السيدان الممدوحان بحق , جبرا الضرر بدفع الديات , وناهضا خطاب الكراهية بقول معروف , فانجلت عن عبس وذبيان ثارات وفجائع (داحس والغبراء) فرسا الرهان الذي بسببه اشتعلت الحرب لأربعين سنة ؛ إنه التنافس على النفوذ والصيت بين القبائل آنذاك , مثلما هو الحال في التنافس على الحكم والسيطرة والتمكين في (داحس أيامنا هذه وغبرائها) والأبيات ضمن مقررات طلبة/ات الشهادة الثانوية السودانية القومية من حلفا لكاودا ومن أم دافوق لجبيت وما بينها من أنهار ووديان وجبال وسهول وزهور وحجار وأشجار وأعيان مدنية وثكنات عسكرية , يقرأون الأبيات ويحفظونها وهم يستعدون لاستظهارها يوم الامتحان الذي لم يحن بعد رغم مر ّالشهور وكر الأيام والنزوح واللجوء والتهجير والمجاعات والتشريد والقتل الملازم حتى في غابات أولالا الاثيوبية , وحميات تشاد الحدودية وفيافي وفظائع فلاي ايجبت المصرية وهواجس ولواعج مثلث الحدود والكفرة الليبية وتواتر الجري والشتات الأسري والضياع وسط الأراضي الطينية , ومقاتل الشباب ومصارع الجند في كتاتئب البراء الانتقامية وفيالق الدعامة الهمجية , شباب زمانهم الجهد الوافر في البناء والتعمير والتطوير والتنمية والرفاه , وليس الترصد والاغتيال ومقارعة الأهوال بلا عنوان , شباب غر ميامين وشابات كالورود مثل غزلان الدندر النافرات يتوهجن بالسماحة السمراء الأصلية , كسبائك أسورة الدهب في ليلة عرس فاخر بفنادق قاهرية , ومبروك عليك الليلة يا نعومة بحداء ترباس وتغريد هدى بت عربي (اللولية).

نعم إن ندخل السلم واسعا واسعا , بمال ومعروف من القول نسلم , أن يهاتف البرهان ود زايد السلطان , أيا ما قاله الطرفان في قدح الآخر , فسيأتي يوم يجلس فيه حميدتي مع البرهان ليوقعا إتفاق السلام , هذه ليست أول حرب في السودان , ونعشم أن تكون الأخيرة لو كان العشم والتمني وحده ينفع . عسى ولعل يكون الدرس بسلاسل الامتحان قد فهم , وما قيل ويقال في أتون هذه الحرب قيل وصك الآذان لعقود متطاولات من كوابيس عهد الاسلاميين الغابر ولو بعد حين إن شاء لله , فاما عادوا مثلهم مثل بقية خلق الله السودانيين/ات لهم ما لهم وعليهم ما عليهم أو فليختاروا دولا أخرى يعيشوا فيها لاجئين أو تتكرم عليهم بالجوازات بعد استيفاء الشروط المرعية في البلدان الديمقراطية العلمانية , لأن عهد الركوب فوق ظهور الناس قد ولى وإلى غير رجعة بحول الله , واستخدام البندقية وسيلة للإذعان , هذه سكة اكتشف كل من في رأسه ذرة عقل ولو قدر عقل النملة أنها سكة مسدودة وطريق لا يقود إلا للفجائع . والتباهي باشجع من مشى على الأرض دحضته عمليا هذه الحرب الضروس , فلا شجاعة أشجع من قرار السلام , لأن السلم فعل تعمير والحرب فعل تدمير وأهلنا بقولوا (الخراب ساهل صعب العمار) يمكنك هدم غرفة وإن كانت بنيان مسلح بالسيخ في ظرف يوم أو يومين بالأجنة والشاكوش فقط , بينما يلزمك تيم من الأسطوات والطلب والتخصصات المختلفة ولأكثر من اسبوعين لتشييد غرفة أخرى مشابهة ! الآن الحرب في ظرف 16شهر تقريبا هدمت ما يحتاج إلى نصف القرن حتى يشاد !! فمرحبا وأهلا بكل داعية حرب سابق ينضم إلى رحاب السلام , مرحى لكل من غادر درب التخلف واتجه صوب التقدم مرحى .

الوسومامريكا انهاء الحرب جنيف حرب السودان منبر جدة

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: امريكا انهاء الحرب جنيف حرب السودان منبر جدة

إقرأ أيضاً:

زيلينسكي يلمح لأول مرة إلى إمكانية استقالته من رئاسة أوكرانيا.. بشرط

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأحد، استعداده لترك منصبه إذا كان تحقيق السلام في الحرب الروسية - الأوكرانية يتطلب ذلك.

وقال زيلينسكي، خلال مؤتمر صحفي: "إذا كان عليّ ترك منصبي من أجل السلام أو الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، فأنا مستعد لذلك".

وألمح الرئيس الأوكراني بذلك إلى استعداده للاستقالة من الرئاسة مقابل انضمام أوكرانيا إلى الناتو.
وشدد على ضرورة مشاركة الولايات المتحدة وروسيا والدول الأوروبية في محادثات السلام إلى جانب أوكرانيا لإنهاء الحرب.

وكشف أن كييف ستحتضن الاثنين "قمة هامة"، بحضور مباشر لـ13 من شركائها، ومشاركة عن بُعد لـ 24 دولة شريكة، دون ذكر تفاصيل أخرى حول أجندة القمة.



ونفى زيلينسكي أن تكون أوكرانيا مدينة للولايات المتحدة بالمبلغ الذي يذكره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأشار إلى أن أوكرانيا حصلت على 100 مليار دولار كمساعدات من الولايات المتحدة، وليس 350 مليار دولار كما تقول إدارة ترامب.

وقال: "أتفق مع وجهة نظر (الرئيس الأمريكي السابق جو) بايدن، بأن هذه (المساعدات الأمريكية) هي منحة. والمنحة ليست دينًا".


وأضاف: "نكن احتراما كبيرا لشركائنا، لكننا لا نقبل دينًا بقيمة 500 مليار دولار".

زيلينسكي، أكد ضرورة توقيع "اتفاق مربح" لكل من الولايات المتحدة وأوكرانيا وشعبها.

وشدد على أن الضمانات الأمنية (التي ستقدمها واشنطن لأوكرانيا ضد روسيا) يجب أن تكون واضحة في الاتفاق وليست مجرد وعود من الولايات المتحدة.

وأردف: "ترامب لن يبقى إلى الأبد، ونحن بحاجة إلى سلام لسنوات طويلة".

من جهة أخرى، قال زيلينسكي إنه لم يشعر بالانزعاج من وصفه بـ"الديكتاتور" من قبل ترامب، مؤكدا أنه ليس "ديكتاتورًا".

والسبت، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، إن ترامب وفريقه يركزون على مواصلة المفاوضات لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وأنه قد يتم التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب هذا الأسبوع.

وفي تصريحات بالبيت الأبيض، أوضحت ليفيت، أن الرئيس ترامب "واثق" من إمكانية إنهاء الحرب، وأن الاتفاق المحتمل يمكن أن "يعوض نفقات" الولايات المتحدة.

وذكرت أن الاتفاق المحتمل بين الولايات المتحدة وأوكرانيا مهم للعلاقات الاقتصادية بين البلدين وإعادة إعمار أوكرانيا.

وفي 3 شباط/فبراير الحالي، قال ترامب إن بلاده تريد الحصول على عناصر أرضية (أتربة) نادرة من أوكرانيا.

وأكد ترامب، أن الحرب في أوكرانيا يجب أن تنتهي، وشدد على أنه "إذا استمرت الولايات المتحدة في تقديم الدعم لأوكرانيا، فيجب أن يكون هناك مقابل لذلك".

ويسعى ترامب إلى دفع الرئيسين زيلينسكي والروسي فلاديمير بوتين، لإنهاء الحرب سريعا عبر المفاوضات.
وفي 12 فبراير/ شباط الجاري، أعلن ترامب توصله إلى اتفاق مع بوتين، لبدء مفاوضات من أجل إنهاء الحرب في أوكرانيا.
وفي هذا الإطار، استضافت العاصمة السعودية الرياض، الثلاثاء الماضي، محادثات روسية أمريكية تناولت العلاقات بين البلدين وسبل إنهاء الحرب في أوكرانيا، وسط تأكيد أوروبي أن "السلام في أوكرانيا لا يمكن تحقيقه دون أوروبا".
ومنذ 24 فبراير 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا تشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا" في شؤونها.

مقالات مشابهة

  • التنوع السوداني والميثاق التأسيسي يغلق أبواب التقسيم  
  • زيلينسكي يلمح لأول مرة إلى إمكانية استقالته من رئاسة أوكرانيا.. بشرط
  • تحوّل في الموقف الأوكراني.. زيلينسكي: مستعد للتخلي عن منصبي من أجل السلام في أوكرانيا
  • البابا فرنسيس.. رجل السلام والمحبة الذي يستحق التحية
  • الولايات المتحدة تقترح قرارًا خاصًا في الأمم المتحدة بذكرى الحرب في أوكرانيا
  • ترامب يزور موسكو للاحتفال بيوم النصر.. 9 مايو
  • ثلاثة مزاعم أطلقها ترامب حول زيلينسكي والحرب الروسية الأوكرانية.. ما الذي تكشفه الأرقام؟
  • النمسا: لا مفاوضات لإنهاء الحرب دون مشاركة أوكرانية
  • جملة تداولها جمهور مسلسل حكيم باشا بعد عرض البرومو.. «يا مرحب بيك»
  • برنامج الامم المتحده الانمائي : الاقتصاد السوري بحاجه الى 55عاما للعوده الى المستوى الذي كان عليه في 2010قبل الحرب