شبكة اخبار العراق:
2025-03-15@06:03:28 GMT

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

آخر تحديث: 25 يوليوز 2024 - 9:35 صبقلم:رشيد الخيّون أقام ديوان الكوفة بلندن(1993) أسبوعاً عنوانه «التُّراث الحي في حضارة وادي الرّافدين»، ففاجأنا دكتور بعلم الأحياء، معترضاً على إحياء «الأصنام»، وبينها كَوديا. لم نأخذه على محمل الجد، حتى كسرت «طالبان» تمثالي بوذا(مارس2001)، فالخراب يبدأ فكرةً ثم فأساً.

لم يعصم قِدم الدهر التّمثالين، «نُقرا في الجبل من أسفله إلى أعلاه، يسمى أحدهما سرخبد والآخر خنكبد»(الحمويّ، معجم البلدان). بين دكتور الأحياء و«طالبان» اختلاف المذهب، ووحدة الرأي. أمَّا فضائح «داعش» مع الآثار والبشر فما زالت جراحها مفتوحةً. غير أنَّ اهتمام رجل دين بالآثار بدا لي مخففاً مِن الصدمة، عندما قدم محاضرة، عنوانها «القرآن وعِلم الآثار»(نوفمبر 2000)، وعلق على شخصية «كوديا» أنه كان يعتمر عمامة. انسحبتُ من المنصة – كنتُ أقدمه – إلى مكتبة الديوان، وعدتُ بصورة كوديا، فعرضتها أمام الحضور، إلى جانب المحاضر، وهو يعتمر العِمامة، فأثنى واستجاد، ورحتُ ناشراً مقالةً عنوانها «فلان: نسيج عِمامتي مِن عمامة كوديا»(جريدة المؤتمر)! لكنه غضب واستنكر، والسَّبب مِا أثير، في وسطه الإسلاميّ، ضده من التّشبه بصنمٍ. ذَكَّرتُ بما حدث، بمناسبة إزالة تمثال «كوديا» بمدينة «الدَّواية»، التابعة لمحافظة ذي قار، فقبل أربعة أعوام(2020) تزينت ساحتها بتمثال لحاكم «لكش»(2144-2124 قبل الميلاد)، حيث الدّواية اليوم. نحته شاب أخذ النَّحت عن جده، الذي تعلمه مِن عمله مع منقبي الآثار بأور. كان كوديا، في التمثال، يحمل إناء(اينكور) الفوار، رمز المياه الجوفيَّة عند القُدماء(رشيد، الأمير كوديا 1994). عندما أُسقط التمثال وسط بغداد صبيحة 9 أبريل 2003، أُشير إليه بالصّنم، كحدٍّ فاصل بين الإيمان والشُّرك. جاء ذلك توظيفاً خاطئاً لفتح مكة(10هجرية)، وانعكاساً لما تركته الحرب مع إيران مِن تبادل التُّهم، وعلى الرّغم مِن تصالح النّظامين، ظلت المعارضة محتفظة بأجوائها.لم تأت القوى القادمة مِن الغرب، والخارجة مِن فواجع الحصار والحملة الإيمانيّة، بجديد، أزالت نصباً وجداريات لتحل محلها بعددها وأكثر، منها لغير عراقيين. بعدها أُخذ يُلتفت إلى ما لا يُناسب الوضع الجديد، فثاروا ضد تمثال أبي جعفر المنصور(ت: 158هجرية)، على أنه قاتل جعفر الصَّادق(ت: 148هجرية)، تيمنا بـ «والله ما منا إلا مقتول شهيد»(القُميّ، مَن لا يحضره الفقيه).لكنَّ الشّيخ المفيد(ت: 413هجرية)، صحح لأستاذه القُمي(ت: 381هجرية)، قائلاً: «فالخبر بذلك يجري مجرى الإِرجاف»، والإِرجاف تعني الفتن، معتبراً الصّادق لم يُقتل(المفيد، تصحيح الاعتقاد)، فالمنصور هو الذي لقبه بالصّادق (الأصفهانيّ، مقاتل الطَّالبيين). قامت النَّائرة لرفع التِّمثال، مع أنَّ صاحبه أحقُّ ببغداد، فهو ممصرها عاصمةً(149هجرية)، وسع ظلها الآفاق. لا أقتبسُ خيال شَاعرٍ، بل رواية مؤرخٍ: «ويَكادُ يُجهلُ أنَّ بغداداً بها/ كانت يدُ الدُّنيا تطولُ وتُقصرُ»(الجواهريّ 1951)، تم هذا بفضل المنصور وأولاده، لذا، التذكار مِن حقّه. لم يقتل الصّادق لأنه لم يساند ابني عمّه محمَّد وإبراهيم ابني عبد الله بن الحسن بخروجهما عليه(145هجرية)، ولا عمه زيد بخروجه(المرتضى، المُنية والأمل)، لأنه رجل عِلم، قال عمه زيد(قُتل: 122هجرية): «مَن أراد السَّيف فإليَّ، ومَن أراد العِلم فإلى ابن أخي جعفر(ابن عباد، الزّيديَّة). عندما تقرأ لعالم مختص كفوزي رشيد(ت: 2011)، تقتبس باطمئنان، ويبدو لا المختص بالأحياء ولا المعمم المشغوف بالآثار، قرآ لرشيد، كي يعرفا مَن كوديا: انشغل بالإعمار، طرد المجرمين والمرابين(الفاسدين)» فنعمت مملكته بالاستقرار«، جعل للنساء إرثاً، أدخل الثّلج وجعله قرباناً، لم يخض حرباً إلا واحدة دفاعاً. معنى اسمه «الرَّسول أو المنادى مِن قِبل الآلهة»(رشيد، الأمير كوديا). أرى وجود تذكار للحاكميَن – كوديا والمنصور- فائدة للحاضرين، تتخذ إنجازات كوديا مثالاً، ويعاد بناء بغداد، مثلما تركها المنصور: «بَغْداد في البلاد كالأستاذ في العباد»(الثَّعالبي، يتيمة الدَّهر)، واتركوا «الإرجاف» لزمنها، بما شخصه المفيد، وكان بغداديَّاً، إنْ فعلتم ذلك ستخلدكم الأجيال بتماثيل وتواريخ.

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

منتخبنا الوطني الأول يكتفي بالتعادل وديا أمام السودان

خرج منتخبنا الوطني بالتعادل السلبي أمام نظيره السوداني في المباراة الودية التي جمعتهما مساء أمس على أرضية مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر، ضمن استعدادات الأحمر العماني لمواجهته المرتقبة أمام كوريا الجنوبية يوم الخميس المقبل 20 مارس في مجمع جويانج الرياضي بكوريا الجنوبية عند الساعة الثالثة ظهرًا بتوقيت سلطنة عُمان، ولمواجهة المنتخب الكويتي يوم الثلاثاء 25 مارس الجاري على استاد جابر الدولي، وذلك ضمن التصفيات النهائية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026 بالولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك.

مجريات اللقاء

بدأ المنتخب السوداني المباراة بضغط هجومي مستغلًا الكرات الطويلة من الأطراف، وكاد أن يسجل مبكرًا عندما لم يحسن جون خميس استغلال فرصة في الدقيقة الأولى، ورغم استحواذ السودان في الدقائق الخمس الأولى، إلا أن منتخبنا استعاد توازنه تدريجيًا وسيطر على الكرة، لكن دون خطورة حقيقية، وفي الدقيقة 12، هدد اللاعب السوداني والي الدين سافور مرمى منتخبنا بتسديدة قوية علت العارضة، قبل أن يبدأ الأحمر في فرض أفضليته من الناحية الفنية.

وجاءت أخطر فرص الشوط الأول في الدقيقة 23 عندما أهدر أحمد الكعبي انفرادًا صريحًا بعد تبادل جميل للكرة مع محمد الغافري، لكنه سدد الكرة بجوار القائم الأيمن، ورغم الضغط المستمر، فشل لاعبو منتخبنا في ترجمة الفرص إلى أهداف، حيث لم يستغل ملهم السنيدي عرضية أحمد الكعبي في الدقيقة 22، كما أضاع عاهد المشيخي فرصة أخرى من ركلة حرة نفذها أحمد الكعبي في الدقيقة 32، وعلى الجانب الآخر، لم يحسن والي الدين سافور استغلال ركلة حرة للسودان في الدقيقة 35، لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي.

ومع بداية الشوط الثاني، أجرى مدرب منتخبنا الوطني رشيد جابر خمسة تبديلات دفعة واحدة، حيث دفع بالحارس عبدالملك البادري بدلًا من إبراهيم المخيني، كما أشرك عبدالله فواز وماجد السعدي ومحمد السبيعي ويوسف المالكي لتنشيط الخط الأمامي، وشهدت الدقيقة 46 أولى الفرص الخطيرة لمنتخبنا، عندما أرسل يوسف المالكي عرضية جميلة نحو محمد السبيعي الذي سددها بجوار القائم، ورغم السيطرة الواضحة والضغط العالي في نصف ملعب المنتخب السوداني، غابت الفاعلية الهجومية الحاسمة لمهاجمي منتخبنا، وأجرى المدرب الغاني جيمس كواسي أول تبديلاته للمنتخب السوداني في الدقيقة 62، حيث دفع بالمهاجم عمار عبدالله ولاعب الوسط جوزيف جلال، وهو ما منح السودان قوة إضافية في منتصف الملعب، وبدأ بالضغط على منتخبنا.

ورغم التبديلات الهجومية، لم ينجح منتخبنا في فك شفرة الدفاع السوداني، حيث أضاع منتخبنا فرصة محققة بعدما مرر حاتم الروشدي كرة بينية رائعة محققة في الدقيقة 80 نحو عيسى الناعبي الذي لم يحسن استغلالها في الشباك، وفي الدقيقة 86، كاد المنتخب السوداني أن يخطف الفوز عبر جوزيف جلال، لكن تسديدته مرت بجوار القائم الأيسر للحارس عبدالملك البادري، ورغم ضغط منتخبنا في الدقائق الأخيرة، إلا أن المباراة انتهت بالتعادل السلبي، في تجربة ودية كانت فرصة مهمة لاختبار جاهزية اللاعبين قبل مواجهة كوريا الجنوبية في الجولة السابعة من التصفيات النهائية المؤهلة إلى كأس العالم 2026.

أدار اللقاء الحكم الإماراتي محمد الهرمودي وساعده محمد حسين درويش وعامر عبدالله آل علي، والحكم الرابع العماني محمد المانعي، ومقيم الحكام عبدالله الجرداني.

تشكيلة المنتخبين

دخل منتخبنا الوطني اللقاء بتشكيلة أساسية قادها الحارس إبراهيم المخيني في حراسة المرمى، فيما تولى الدفاع كل من أحمد الكعبي وخالد البريكي وغانم الحبشي وثاني الرشيدي، وفي خط الوسط اعتمد منتخبنا على توازن هجومي ودفاعي بقيادة حارب السعدي وملهم السنيدي وناصر الرواحي وعاهد المشايخي، بينما تولى المهام الهجومية حسين الشحري ومحمد بن حميد الغافري.

أما منتخب السودان، فخاض المباراة بتشكيلة متماسكة قادها في حراسة المرمى الحارس أحمد الفتح أحمد، وأمامه في الدفاع الرباعي الطيب عبدالرزاق ومحمد أحمد سعيد وأحمد عبدالمنعم أحمد، ورمضان عجب شريف، وفي خط الوسط اعتمد على أمير كمال سليمان وولي الدين سافور في ضبط الإيقاع وربط الخطوط، فيما تركز الهجوم على عبدالرزاق عمر طه وجون أوتينال خميس وياسر مزمل محمد وموسى حسين موسى.

استعداد جيد

أكد خالد بن سعيد الرواس، مدير منتخبنا الأول لكرة القدم أن المعسكر الذي جاءت خلاله تجربة السودان كان جيدًا، وكذلك من خلال المعسكر تمكن المدرب رشيد جابر من الوقوف على مستويات مجموعة كبيرة من اللاعبين، وأشار الرواس إلى الغياب المؤثر للاعب خط الوسط حارب السعدي في صفوف منتخبنا أمام كوريا الجنوبية بسبب تراكم البطاقات الصفراء، وتطرق الرواس إلى لاعبي نادي السيب الذين لم يشاركوا في المعسكر بسبب ارتباط اللاعبين مع النادي في استحقاقات دوري التحدي الآسيوي التي ودع خلالها السيب المنافسة بعد تعادله في إياب دور ربع النهائي أمام نادي العربي الكويتي الذي كسب السيب في الذهاب بنتيجة 1-صفر، وقال الرواس: الجهاز الفني والإداري على تواصل مستمر مع اللاعبين لمتابعة الأوضاع البدنية والجاهزية الذهنية والحمد لله أن النسبة الكبيرة منهم في أتم الجاهزية لمواجهة المنتخب الكوري.

استغلال الظهور الخليجي

وتطرق حارب السعدي، لاعب منتخبنا الوطني وأحد أبرز الغائبين عن مواجهة كوريا الجنوبية المقبلة إلى تأثير فترات التوقف بين البطولات على مستوى المنتخب، مشيرًا إلى أن الأداء القوي الذي قدمه المنتخب في "خليجي 26" يجب أن يكون دافعًا لمواصلة العمل وتحقيق نتائج إيجابية في التصفيات، وقال: ما قدمناه في خليجي 26 كان ظهورًا مشرفًا لكرة القدم العمانية، ولم يكن متوقعًا بسبب التراجع السابق في الأداء، لكننا أثبتنا قدرتنا على المنافسة، ويجب أن نستفيد من ذلك كحافز إيجابي في التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم، كما تحدث السعدي عن جاهزية المنتخب والتحديات التي تنتظره في التصفيات النهائية المؤهلة إلى كأس العالم 2026، وقال بعد مباراة السودان الودية: أشكر زملائي اللاعبين على الأداء والمجهود الكبير الذي قدموه خلال 90 دقيقة، والمباراة كانت تجربة جيدة، ونتمنى أن نكون جاهزين لتحقيق نتيجة إيجابية أمام كوريا الجنوبية.

وأكد السعدي صعوبة المواجهة المقبلة، مشددًا على أهمية التحضير الجيد لمواجهة منتخب قوي يلعب على أرضه وبين جماهيره، وقال: نعرف أن المباراة ستكون صعبة جدًا، لكن كل شيء يعتمد علينا، إذا سهلنا المهمة على أنفسنا، ستكون المباراة أقل تعقيدًا، وإذا صعبناها، فسيكون الأمر أكثر تحديًا، ونحن ندرك قوة المنافس وأهمية التحضير الجيد لمثل هذه المواجهات.

وأشار إلى أن التجمعات القصيرة قد تكون تحديًا، خاصة مع فترة الإعداد القصيرة قبل السفر إلى كوريا الجنوبية، موضحًا أن البطولات التجمعية تمنح المنتخب فرصة للبقاء معًا لفترة طويلة، وهو ما يساعد في الانسجام والتطور، لكن في تصفيات كأس العالم، الأمور مختلفة لأن فترة التجمع قصيرة، وعلينا التأقلم سريعًا، مشيرًا إلى أهمية الاستمرارية والعمل الجماعي، متمنيًا أن يحقق المنتخب نتائج إيجابية أمام كوريا الجنوبية والكويت، مشددًا على البناء على ما قدمه المنتخب في خليجي 26 والاستمرار بالنهج نفسه.

مقالات مشابهة

  • منتخب شباب اليد يواجه ألمانيا اليوم ودياً استعدادًا للمونديال
  • مصطفى رشيد: الدراما المحلية بلغت أعلى مستويات الاحترافية
  • منتخب السودان يتعادل مع نظيره العماني ودياً بمسقط
  • مسلسل المسار.. خطة محكمة من سوزان نجم الدين للتعرف على قاتل صقر
  • منتخبنا الوطني الأول يكتفي بالتعادل وديا أمام السودان
  • قوات حفظ القانون تنتشر في محيط السفارة السورية لتأمينها
  • الأردن يواجه كوريا الشمالية ودياً
  • كلباء يواجه دبا الحصن ودياً
  • "قضاء أبوظبي" تنهي 61% من النزاعات الأسرية ودياً في 2024
  • رشيد:نحن في خدمة إيران