شبكة اخبار العراق:
2024-09-07@13:13:14 GMT

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

آخر تحديث: 25 يوليوز 2024 - 9:35 صبقلم:رشيد الخيّون أقام ديوان الكوفة بلندن(1993) أسبوعاً عنوانه «التُّراث الحي في حضارة وادي الرّافدين»، ففاجأنا دكتور بعلم الأحياء، معترضاً على إحياء «الأصنام»، وبينها كَوديا. لم نأخذه على محمل الجد، حتى كسرت «طالبان» تمثالي بوذا(مارس2001)، فالخراب يبدأ فكرةً ثم فأساً.

لم يعصم قِدم الدهر التّمثالين، «نُقرا في الجبل من أسفله إلى أعلاه، يسمى أحدهما سرخبد والآخر خنكبد»(الحمويّ، معجم البلدان). بين دكتور الأحياء و«طالبان» اختلاف المذهب، ووحدة الرأي. أمَّا فضائح «داعش» مع الآثار والبشر فما زالت جراحها مفتوحةً. غير أنَّ اهتمام رجل دين بالآثار بدا لي مخففاً مِن الصدمة، عندما قدم محاضرة، عنوانها «القرآن وعِلم الآثار»(نوفمبر 2000)، وعلق على شخصية «كوديا» أنه كان يعتمر عمامة. انسحبتُ من المنصة – كنتُ أقدمه – إلى مكتبة الديوان، وعدتُ بصورة كوديا، فعرضتها أمام الحضور، إلى جانب المحاضر، وهو يعتمر العِمامة، فأثنى واستجاد، ورحتُ ناشراً مقالةً عنوانها «فلان: نسيج عِمامتي مِن عمامة كوديا»(جريدة المؤتمر)! لكنه غضب واستنكر، والسَّبب مِا أثير، في وسطه الإسلاميّ، ضده من التّشبه بصنمٍ. ذَكَّرتُ بما حدث، بمناسبة إزالة تمثال «كوديا» بمدينة «الدَّواية»، التابعة لمحافظة ذي قار، فقبل أربعة أعوام(2020) تزينت ساحتها بتمثال لحاكم «لكش»(2144-2124 قبل الميلاد)، حيث الدّواية اليوم. نحته شاب أخذ النَّحت عن جده، الذي تعلمه مِن عمله مع منقبي الآثار بأور. كان كوديا، في التمثال، يحمل إناء(اينكور) الفوار، رمز المياه الجوفيَّة عند القُدماء(رشيد، الأمير كوديا 1994). عندما أُسقط التمثال وسط بغداد صبيحة 9 أبريل 2003، أُشير إليه بالصّنم، كحدٍّ فاصل بين الإيمان والشُّرك. جاء ذلك توظيفاً خاطئاً لفتح مكة(10هجرية)، وانعكاساً لما تركته الحرب مع إيران مِن تبادل التُّهم، وعلى الرّغم مِن تصالح النّظامين، ظلت المعارضة محتفظة بأجوائها.لم تأت القوى القادمة مِن الغرب، والخارجة مِن فواجع الحصار والحملة الإيمانيّة، بجديد، أزالت نصباً وجداريات لتحل محلها بعددها وأكثر، منها لغير عراقيين. بعدها أُخذ يُلتفت إلى ما لا يُناسب الوضع الجديد، فثاروا ضد تمثال أبي جعفر المنصور(ت: 158هجرية)، على أنه قاتل جعفر الصَّادق(ت: 148هجرية)، تيمنا بـ «والله ما منا إلا مقتول شهيد»(القُميّ، مَن لا يحضره الفقيه).لكنَّ الشّيخ المفيد(ت: 413هجرية)، صحح لأستاذه القُمي(ت: 381هجرية)، قائلاً: «فالخبر بذلك يجري مجرى الإِرجاف»، والإِرجاف تعني الفتن، معتبراً الصّادق لم يُقتل(المفيد، تصحيح الاعتقاد)، فالمنصور هو الذي لقبه بالصّادق (الأصفهانيّ، مقاتل الطَّالبيين). قامت النَّائرة لرفع التِّمثال، مع أنَّ صاحبه أحقُّ ببغداد، فهو ممصرها عاصمةً(149هجرية)، وسع ظلها الآفاق. لا أقتبسُ خيال شَاعرٍ، بل رواية مؤرخٍ: «ويَكادُ يُجهلُ أنَّ بغداداً بها/ كانت يدُ الدُّنيا تطولُ وتُقصرُ»(الجواهريّ 1951)، تم هذا بفضل المنصور وأولاده، لذا، التذكار مِن حقّه. لم يقتل الصّادق لأنه لم يساند ابني عمّه محمَّد وإبراهيم ابني عبد الله بن الحسن بخروجهما عليه(145هجرية)، ولا عمه زيد بخروجه(المرتضى، المُنية والأمل)، لأنه رجل عِلم، قال عمه زيد(قُتل: 122هجرية): «مَن أراد السَّيف فإليَّ، ومَن أراد العِلم فإلى ابن أخي جعفر(ابن عباد، الزّيديَّة). عندما تقرأ لعالم مختص كفوزي رشيد(ت: 2011)، تقتبس باطمئنان، ويبدو لا المختص بالأحياء ولا المعمم المشغوف بالآثار، قرآ لرشيد، كي يعرفا مَن كوديا: انشغل بالإعمار، طرد المجرمين والمرابين(الفاسدين)» فنعمت مملكته بالاستقرار«، جعل للنساء إرثاً، أدخل الثّلج وجعله قرباناً، لم يخض حرباً إلا واحدة دفاعاً. معنى اسمه «الرَّسول أو المنادى مِن قِبل الآلهة»(رشيد، الأمير كوديا). أرى وجود تذكار للحاكميَن – كوديا والمنصور- فائدة للحاضرين، تتخذ إنجازات كوديا مثالاً، ويعاد بناء بغداد، مثلما تركها المنصور: «بَغْداد في البلاد كالأستاذ في العباد»(الثَّعالبي، يتيمة الدَّهر)، واتركوا «الإرجاف» لزمنها، بما شخصه المفيد، وكان بغداديَّاً، إنْ فعلتم ذلك ستخلدكم الأجيال بتماثيل وتواريخ.

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

انطلاق ملتقى مراسم رشيد الأول للرسم والتصوير غداً

 تطلق الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد ناصف، غدا الجمعة، فعاليات ملتقى مراسم رشيد الأول للرسم والتصوير، بمحافظة البحيرة، ويستمر حتى ١٧ سبتمبر الحالي.

القومسيير العام للملتقى الفنان د. عماد أبو زيد، ويشارك به الفنانون: صباح نعيم، عماد إبراهيم، هاني رزق، فرح عمرو سلامة، رشا سليمان، أماني زهران، يارا حاتم الشافعي، عمرو الفيومي، طارق الشيخ، محمد دسوقي، محمد غالب، سيف الإسلام صقر، سمت سامي، غادة النجار، فاطمة عادل.

ينظم الملتقى الإدارة العامة للفنون التشكيلية والحرف البيئية، برئاسة الفنانة ڤيڤيان البتانوني، بإشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية، برئاسة الفنان تامر عبد المنعم، وبالتعاون مع إقليم وسط غرب ووسط الدلتا الثقافي برئاسة أحمد درويش، وفرع ثقافة البحيرة برئاسة محمد البسيوني.

ويأتي ملتقى "مراسم رشيد الأول" في سياق خطة هيئة قصور الثقافة لتطوير الحراك الفني في مصر، من خلال تفعيل أماكن جديدة للمراسم بمحافظة البحيرة التي تزخر بالكثير من الكنوز الثقافية والتاريخية والطبيعة، وإطلاق العنان للفنانين المشاركين من خلال معايشة أهالي تلك البيئة والمناطق المحيطة بها وإنتاج أعمال تعكس ثراءها.

ومن المقرر تنظيم معرض فني بالقاهرة خلال الفترة المقبلة نتاج الملتقى يضم أعمال الفنانين المشاركين كافة.

 

التوعية بالمشروعات القومية وورش إبداعية للأطفال ضمن أنشطة ثقافة الفيوم

 

شهد فرع ثقافة الفيوم عددا من الفعاليات والورش الفنية ضمن برامج الهيئة العامة لقصور الثقافة، تحت إشراف الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، نائب رئيس الهيئة، المقدمة في إطار برامج وزارة الثقافة.

فى سياق ذاك، عقدت مكتبة الفيوم العامة محاضرة بعنوان "المشروعات القومية مسيرة بناء" تحدث بها د. محمد علي قطب- دكتوراه إدارة أعمال- موضحا أن الدولة المصرية تواصل تنفيذ المشروعات القومية العملاقة لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة للدولة وللشعب المصري، مما يساهم في توفير فرص عمل حقيقية للكثير من الشباب، ويقلل من نسبة البطالة والحد من الفقر، وتنتشر المشروعات الجديدة في مختلف محافظات الجمهورية من أجل توفير حياة كريمة ومستوى معيشة أفضل للمواطنين، كما تساعد تلك المشروعات في جذب الاستثمارات الأجنبية.

واحتفالا بالمولد النبوي الشريف، شهدت مكتبة الطفل والشباب بطامية احتفالية فنية، وسط حضور كبير من أهالي طامية، تضمنت الفعاليات عروض مواهب للأطفال، وفقرات إنشاد ديني للمنشد عبد الرحمن عبد الله.

واستمرارا لأنشطة إقليم القاهرة الكبرى الثقافي برئاسة لاميس الشرنوبي، لاكتشاف وتنمية الموهوبين، والمنفذة بفرع ثقافة الفيوم برئاسة سماح كامل، تواصل مكتبة حي جنوب ورش تعليم أساسيات الرسم للأطفال تدريب أحمد مهني، وأخرى للرسم الحر ببيت ثقافة إبشواي، تدريب أحمد السيد فهمي، إلى جانب ورشة أشغال يدوية لتعليم الرواد طريقة تنفيذ طوق وأساور، نفذتها أسماء العشري مشرفة نادي المرأة بإبشواي

وشهدت مكتبة الكعابي بالتعاون مع قسم التمكين الثقافي، ورشة تلوين مع الأطفال، فيما نظم قسم ثقافة الطفل بالفرع ورشة تعديل للسلوكيات والعادات الصحية الخاطئة التي تؤثر سلبا على الصحة، والتعريف بأهمية الغذاء الصحي، لتقوية الجهاز المناعي لجسم الانسان، تلاها ورشة تلوين لبعض الأمثلة على الأغذية الصحية، وذلك بدار الرعاية المتكاملة.

مقالات مشابهة

  • رشيد :قضائنا ” غير مرتشي”
  • الزمالك يهزم اية ودياً بمعسكر برج العرب
  • «الأبيض الأولمبي» يتغلب على البحرين ودياً
  • الإمارات تكرم المخترع المغربي رشيد اليزمي
  • شباب بلوزداد يفوز وديا أمام أولمبيك أقبو في تربص تونس
  • المقاولون 2010 يهزم الأهلي وديا برباعية
  • منتخب شباب العراق يفوز على الصين ودياً
  • جهة رقابية تحاول اقتحام منزل في شارع الاميرات بالمنصور وقوة اخرى تمنعها
  • انطلاق ملتقى مراسم رشيد الأول للرسم والتصوير غداً
  • الاتحادية الموريتانية تنهي مهام الجزائري رشيد مجيبة