الجزيرة:
2025-04-22@17:09:11 GMT

دراسة: 15% من أنواع النحل في خطر

تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT

دراسة: 15% من أنواع النحل في خطر

تُعد ملقحات النحل عاملا هاما للأمن الغذائي لأكثر سكان العالم -خاصة في آسيا- إلا أن عدد الدراسات التي أجريت على أنواعها وأعدادها وأفضل طرق حفظها لا تزال قليلة مقارنة بأهميتها.

ففي ورقة بحثية نشرتها دورية "بيولوجيكال كونزرفيشن" في 7 أغسطس/آب 2023، حذر 74 عالما يعملون في 13 دولة آسيوية ودول أخرى، بقيادة باحثين من جامعة فلندرز الأسترالية، من أن نحل المنطقة -التي تضم 15% من أنواع النحل المعروفة في العالم- يمكن أن تكون مهددة بسبب التحضر والملوثات وتغير المناخ والقوى البشرية الأخرى التي ساهمت في تناقص أماكن عيشها الطبيعية بشكل كبير.

ويقول عالم الحشرات بمتحف التاريخ الطبيعي في شتوتغارت الألمانية الدكتور مايكل أور في البيان الصحفي المنشور على موقع "فيز دوت أورغ" إن معظم الدراسات التي أجريت على النحل كانت في البلدان الغنية "وقد أثارت جميعًا مخاوف (من انقراض) ودعوات لمزيد من حلول الحفظ أو الإدارة للحد من انخفاض النحل والملقحات الأخرى أو إيقافه".

آسيا تضم 15% من أنواع النحل المعروفة في العالم (بيولوجيكال كونزرفيشن)

ويؤكد الدكتور أور، وهو أيضا عضو في مجموعة اختصاصي النحل البري بالاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة "أكبر عائق هو الافتقار إلى المعرفة حول مكان وكيفية عيش أنواع النحل، ناهيك عن عدم القدرة على تحديد الأنواع المختلفة".

كما دعا الباحثون للاهتمام بالأنواع الاجتماعية الرئيسية مثل نحل العسل الأصلي والنحل غير اللاسع والنحل الطنان لبدء أعمال الحفظ المهمة، إذ من الممكن أن تكون الأنواع الرئيسية ضرورية لدعم جهود الحفاظ على لـ 85-90% من النحل غير الاجتماعي.

ولا يمكن تجاهل أهمية النحل غير الاجتماعي أيضاً، بما في ذلك النحلة الإندونيسية المعروفة باسم ميجاتشيل بلوتو، والتي تعد أكبر نحلة في العالم ويتم بيعها بشكل متكرر عبر الإنترنت للمشترين الغربيين مقابل مبالغ باهظة رغم إدراجها كـ "معرضة للخطر" من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.

شراكات عابرة للحدود والتخصصات

كما دعا الباحثون إلى شراكات عابرة للحدود للعمل على إدارة النحل وغيره من الملقحات، بالنظر إلى الديناميكيات السياسية المعقدة في المنطقة. كذلك، ينبغي إعطاء الأولوية للاستعادة النشطة لأماكن العيش الطبيعية لتكون أكثر سلامة، بالنظر إلى "التهديدات الخطيرة" المتمثلة على سبيل المثال في تجريف الأراضي لزراعة نخيل الزيت أو توسع الزراعة على نطاق واسع على حساب المناطق الطبيعية.

الباحثون يدعون إلى شراكات عابرة للحدود للعمل على إدارة النحل وغيره من الملقحات (غيتي)

ويضيف الدكتور جيمس دوري المؤلف المشارك بجامعة فلندرز "يمكن أن يساعد التعاون العلمي والبحثي في إصلاح بعض هذه الأصناف، لكن سيكون المزيد من المشاركة المفتوحة للعينات والبيانات أمرًا أساسيًا. يجب إجراء دراسات بيئية على المستوى الوطني والإقليمي لفهم أفضل لكيفية الحفاظ على مجتمعات الملقحات وخدمات النظام البيئي التي تقدمها".

وللوصول إلى أقصى إمكاناتهم، يقول العلماء إن جهود الحفظ يجب أن تكون أيضا متعددة التخصصات والقطاعات، وأن تربط بين المجالات والأساليب، بالإضافة إلى الموظفين الحكوميين والمنظمات غير الحكومية والأبحاث، لترجمة الأبحاث بشكل أفضل إلى تطبيقات عملية وإدارة فعالة لحفظ النحل في جميع أنحاء آسيا.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

لا ترفعوا من سقف السعادة

 

 

د. خالد بن علي الخوالدي

 

السعادة هي القيمة التي يبحث عنها كل إنسان، فليس هناك من لا يبحث عن السعادة، حتى أولئك الذين يطلق عليهم البعض "نكديين"؛ حيث إنهم رغم هذا النكد، يبحثون عن سعادة في داخلهم.

والسعادة نسبية بين البشر، فما يُسعدني قد لا يُسعد الكثيرين، لأنها ليست مجرد شعور عابر؛ بل حالة ذهنية وروحية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالرضا عن الحياة والشعور بالإنجاز.

ما دفعني للحديث عن هذا الموضوع، عبارة لفتت انتباهي استمعت إليها في أحد البرامج الحوارية؛ حيث قال الضيف "لقد رفعنا من قيمة السعادة"، وحقيقة أنني أتفق معه بشدة؛ حيث كُنَّا سابقًا نشعر بالسعادة الغامرة ونحن نتناول الشكولاتة بالحليب ذات رسمة البقرة الشهيرة، وجيل الثمانينات والتسعينات يعرفونها عز المعرفة، فيما اليوم أبناؤنا يقتنون أغلى أنواع الشكولاتة ولا يشعرون بالسعادة. بالأمس القريب كانت أي نزهة خارج حدود القرية وبالسيارة تجعلنا في قمة السعادة، واليوم ربما ندفع مئات الريالات في الملاهي والحدائق والمنتزهات والألعاب ويرجع الأطفال وكأن على رؤوسهم الطير، حزنًا وكآبةً، ويقولون "شو هالطلعة..."!

لكنه واقع الحال للأسف الشديد، جيل قمة السعادة أصبح يشتري القهوة الفاخرة من أجل تصويرها ثم يرمي؛ لأنه أصلًا لا يطيق شربها، إنه جيل رفع سقف السعادة لأبعد مدى، ولا يكاد يُسعده شيء بسيط "ولا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب" كما يقول المثل الشعبي!

ما أريد إيصاله في هذا المقال أن السعادة ليست في اقتناء الأشياء المادية وحسب، وإنما في الرضا بما قسمه الله لنا، والقناعة والاستمتاع بما رزقنا المولى سبحانه. وفي هذا الأمر أذكر أني تعرفت على شخصية متميزة واستثنائية ولا تكاد الابتسامة تفارقه، وعندما سألته عن السر، قالي لي: "السر في أنني راضٍ بما قسمه الله لي، ولا أنظر إلى ما في أيدي الناس، وإنما سعادتي بما أملك حتى لو القليل". علمًا بأن هذا الشخص لا يملك أكثر من بياض قلبه وصفاء ونقاء سريرته وراتبه 325 ريالًا، ودائمًا ما يؤكد لي أن "الرضا بما نملك يجعلنا نعيش في سعادة، وهذا الأمر أُعلِّمه لأولادي"، وهذا أوضح مثال على أن السعادة ليست بالأموال الطائلة. والسعادة المادية هي واقع ولا نستطيع تجاوزه بأي حال من الأحوال، لكنها نوع واحد من أنواع السعادة، فهناك السعادة اللحظية وهي السعادة التي نشعر بها في لحظات معينة، مثل الاحتفال بمناسبة خاصة أو قضاء وقت ممتع مع الأصدقاء. والسعادة الدائمة وهي حالة من الرضا المستمر التي تتواصل لفترات طويلة، وتكون مرتبطة بتحقيق الأهداف الكبرى في الحياة. وكذلك السعادة المعنوية وهي السعادة التي تأتي من القيم الروحية والمعنوية، مثل مساعدة الآخرين أو الانخراط في عمل تطوعي.

في هذه الأيام، يركز الكثير منا على أن السعادة تعني امتلاك المال، ويتناسون بأن السعادة الروحية هي العنصر الأهم والأساسي في تحقيق السعادة الكاملة. وترتبط هذه السعادة الروحية بالاتصال الصادق بالخالق سبحانه وتعالى وبتحقيق التعاليم الدينية، والارتباط الحقيقي بالذات وبالعالم الخارجي، وتأتي من التأمل والإيمان والتواصل مع الطبيعة، ويساعد البحث عن المعنى والقيم الروحية في تحقيق الرضا الداخلي، مما يسهم في تعزيز السعادة بشكل عام.

وأخيرًا أقول.. إنَّ السعادة قيمة جوهرية يسعى لبلوغها كل إنسان في حياته، لكن يتعين على كل فرد منا أن يفهم أنواع السعادة ومقاييسها، وأن يُدرك تأثير العوامل الاقتصادية والروحية على تحقيقها، وعلينا جميعًا أن نتخذ خطوات فعَّالة نحو تعزيز سعادتنا الشخصية والمجتمعية في عالم مليء بالتحديات، وينبغي أن نُعلي من قيمة السعادة، وليس من سقف السعادة، وأن نجعلها محور حياتنا على أسسٍ من الرضا والقناعة لا على البذخ والإسراف، لكي نعيش حياة مليئة بالرضا والفرح.

ودُمتم ودامت عُمان بخيرٍ.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • لا ترفعوا من سقف السعادة
  • ياسين رجائي: لدينا توافر واستقرار لجميع أنواع الأدوية التي يحتاجها المواطن المصري| فيديو
  • يشوه سمعة المهنة ويستخدم علاجات غير معتمدة.. «الأسبوع» تنتصر على طبيب «سم النحل»
  • ترتدي تاجا من نور يوم القيامة.. الفوز العظيم لمن علم أبناءه هذا الأمر
  • الكرة في ملعب موسكو.. وفي ميناء الدقم أيضا
  • الباحثون عن عمل والمُسرَّحون.. استثمار الطاقات من أجل الغد
  • غزة تجوع والمساعدات تتعفن خارج أسوارها، فهل تعفنت الإنسانية أيضاً ؟ّ!
  • البابا تواضروس الثاني يشيد بجهود السيسي لحفظ حقوق الشعب الفلسطيني: “مصر منارة السلام”
  • دراسة إنشاء بنك لحفظ القرنيات في سلطنة عمان
  • مصرع مربي نحل تركي بطريقة مروعة