تُعد ملقحات النحل عاملا هاما للأمن الغذائي لأكثر سكان العالم -خاصة في آسيا- إلا أن عدد الدراسات التي أجريت على أنواعها وأعدادها وأفضل طرق حفظها لا تزال قليلة مقارنة بأهميتها.
ففي ورقة بحثية نشرتها دورية "بيولوجيكال كونزرفيشن" في 7 أغسطس/آب 2023، حذر 74 عالما يعملون في 13 دولة آسيوية ودول أخرى، بقيادة باحثين من جامعة فلندرز الأسترالية، من أن نحل المنطقة -التي تضم 15% من أنواع النحل المعروفة في العالم- يمكن أن تكون مهددة بسبب التحضر والملوثات وتغير المناخ والقوى البشرية الأخرى التي ساهمت في تناقص أماكن عيشها الطبيعية بشكل كبير.
ويقول عالم الحشرات بمتحف التاريخ الطبيعي في شتوتغارت الألمانية الدكتور مايكل أور في البيان الصحفي المنشور على موقع "فيز دوت أورغ" إن معظم الدراسات التي أجريت على النحل كانت في البلدان الغنية "وقد أثارت جميعًا مخاوف (من انقراض) ودعوات لمزيد من حلول الحفظ أو الإدارة للحد من انخفاض النحل والملقحات الأخرى أو إيقافه".
آسيا تضم 15% من أنواع النحل المعروفة في العالم (بيولوجيكال كونزرفيشن)ويؤكد الدكتور أور، وهو أيضا عضو في مجموعة اختصاصي النحل البري بالاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة "أكبر عائق هو الافتقار إلى المعرفة حول مكان وكيفية عيش أنواع النحل، ناهيك عن عدم القدرة على تحديد الأنواع المختلفة".
كما دعا الباحثون للاهتمام بالأنواع الاجتماعية الرئيسية مثل نحل العسل الأصلي والنحل غير اللاسع والنحل الطنان لبدء أعمال الحفظ المهمة، إذ من الممكن أن تكون الأنواع الرئيسية ضرورية لدعم جهود الحفاظ على لـ 85-90% من النحل غير الاجتماعي.
ولا يمكن تجاهل أهمية النحل غير الاجتماعي أيضاً، بما في ذلك النحلة الإندونيسية المعروفة باسم ميجاتشيل بلوتو، والتي تعد أكبر نحلة في العالم ويتم بيعها بشكل متكرر عبر الإنترنت للمشترين الغربيين مقابل مبالغ باهظة رغم إدراجها كـ "معرضة للخطر" من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.
شراكات عابرة للحدود والتخصصاتكما دعا الباحثون إلى شراكات عابرة للحدود للعمل على إدارة النحل وغيره من الملقحات، بالنظر إلى الديناميكيات السياسية المعقدة في المنطقة. كذلك، ينبغي إعطاء الأولوية للاستعادة النشطة لأماكن العيش الطبيعية لتكون أكثر سلامة، بالنظر إلى "التهديدات الخطيرة" المتمثلة على سبيل المثال في تجريف الأراضي لزراعة نخيل الزيت أو توسع الزراعة على نطاق واسع على حساب المناطق الطبيعية.
الباحثون يدعون إلى شراكات عابرة للحدود للعمل على إدارة النحل وغيره من الملقحات (غيتي)ويضيف الدكتور جيمس دوري المؤلف المشارك بجامعة فلندرز "يمكن أن يساعد التعاون العلمي والبحثي في إصلاح بعض هذه الأصناف، لكن سيكون المزيد من المشاركة المفتوحة للعينات والبيانات أمرًا أساسيًا. يجب إجراء دراسات بيئية على المستوى الوطني والإقليمي لفهم أفضل لكيفية الحفاظ على مجتمعات الملقحات وخدمات النظام البيئي التي تقدمها".
وللوصول إلى أقصى إمكاناتهم، يقول العلماء إن جهود الحفظ يجب أن تكون أيضا متعددة التخصصات والقطاعات، وأن تربط بين المجالات والأساليب، بالإضافة إلى الموظفين الحكوميين والمنظمات غير الحكومية والأبحاث، لترجمة الأبحاث بشكل أفضل إلى تطبيقات عملية وإدارة فعالة لحفظ النحل في جميع أنحاء آسيا.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: «اليونيفيل» باقية لحفظ السلام وأداء مهامها في جنوب لبنان
بيروت (الاتحاد)
أخبار ذات صلة ضربة إسرائيلية تغلق معبراً حدودياً بين لبنان وسوريا من أجل الإنسانيةقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، جان بيير لاكروا، أمس، إن القوات الأممية في جنوب لبنان «اليونيفيل»، باقية لحفظ السلام ومستمرة في مهامها، مؤكداً رفضها طلب الجيش الإسرائيلي بالانسحاب 5 كيلومترات من الحدود اللبنانية.
وأوضح لاكروا أن انسحاب قوات اليونيفيل من جنوب لبنان سيكون سيئاً للغاية لأسباب عديدة، من بينها مفهوم نزاهة الأمم المتحدة وحيادها، مؤكداً بقاء قوة الأمم المتحدة المؤقتة لحفظ السلام والاستمرار في القيام بما تم تكليفهم به.
ومع بداية الاجتياح البري الإسرائيلي لجنوب لبنان في مطلع أكتوبر، طلبت تل أبيب من «اليونيفيل» الانسحاب لمسافة 5 كيلومترات من الحدود اللبنانية حفاظاً على سلامتها، لكن قوات الأمم المتحدة لم تستجب لهذا الطلب.
وفي سياق متصل، أكدت «اليونيفيل» أمس أنها لم تسهل أي عملية اختطاف أو أي انتهاك للسيادة اللبنانية.
وكانت الوكالة الوطنية للإعلام قالت: إن ما يشتبه أنها قوة بحرية إسرائيلية نزلت في بلدة البترون الساحلية بشمال لبنان في ساعة مبكرة من صباح أمس، واعتقلت شخصاً في حين أكد مصدر آخر هذه الواقعة دون أن يحدد المسؤول عنها.
ونقل موقع النشرة اللبناني عن نائبة الناطق الرسمي باسم اليونيفيل قولها، في تعليق على حادثة البترون: إن «اليونيفيل ليس لها أي علاقة في تسهيل أي عملية اختطاف أو أي انتهاك آخر للسيادة اللبنانية»، معتبرة أن نشر المعلومات المضللة والشائعات الكاذبة أمر غير مسؤول ويعرض قوات حفظ السلام للخطر».
ميدانياً، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل 52 شخصاً أمس الأول في غارات إسرائيلية على شرق البلاد لم يصدر الجيش الإسرائيلي إنذارات إخلاء بشأنها.
وقالت الوزارة في بيان: إن عدد الضحايا بلغ «52 قتيلاً و 72 جريحاً في حصيلة محدثة لغارات العدو الإسرائيلي أمس على بعلبك الهرمل، وأوضحت أن 12 منهم قتلوا في قرية أمهز «البزالية» وقتل تسعة أشخاص في يونين وثمانية في بدنايل.
إلى ذلك، أفاد تقرير لبناني، أمس، بانسحاب القوة الإسرائيلية التي هاجمت الحي الشرقي لبلدة الخيام خلال اليومين الماضيين، بعد فشلها في دخول البلدة الواقعة عند الحدود جنوبي البلاد.
وذكر التقرير أن عملية الانسحاب بدأت منتصف الليلة قبل الماضية، عندما نفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة غارات جوية بالتزامن مع قصف مدفعي وفسفوري بنحو 40 قذيفة، مشيراً إلى أن القصف المدفعي تركز في شمالي المعتقل وشرق محيط البلدية التي كانت مسرحاً للمواجهات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة لمدة 15 ساعة.
في غضون ذلك، لجأ عشرات الإسرائيليين إلى الملاجئ في وقت مبكر من صباح أمس جراء تسلل أربع طائرات مسيرة من لبنان.
وأفاد موقع «واللا» الإسرائيلي بتضرر مبنى في الجليل الغربي، مشيراً إلى أنه تم تفعيل أجهزة الإنذار في خليج حيفا وجميع أنحاء الجليل.