الحر أخرجها من مخابئها: الأفاعي مُنتشرة في لبنان.. هل لدغتها قاتلة؟ (صور)
تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT
مع موجة الحر الشديدة التي تسيطر على لبنان وارتفاع درجات الحرارة يزيد الخوف من التعرّض للدغات الأفاعي مع خروجها من مخابئها في فصل الصيف.
ومن المعروف أن الثعابين تتفاعل مع تقلبات الطقس الموسمية، حيث تدخل في حالة تشبه السبات تعرف باسم الخمول brumation في الشتاء، كما أن درجات الحرارة العالية في الصيف قد تتسبب أيضا بخمولها.
ووفقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية، يبلغ إجمالي لدغات الأفاعي أكثر من 5 ملايين سنويا، وهي مسؤولة عما يصل إلى 138 ألف حالة وفاة كل عام. كما يمكن أن يتسبب سم الأفعى بالعديد من المشكلات الصحية وبتر الأطراف وإعاقات دائمة أخرى.
فما مدى انتشار الأفاعي في لبنان وكيف يُمكن تجنب لدغاتها؟
يؤكد خبير الزواحف والبرمائيات رامي خشاب عبر "لبنان 24" أن "معظم الأفاعي الموجودة في لبنان غير سامّة وغير مؤذية عكس ما يعتقد الناس"، وأشار إلى ان "الزواحف والأفاعي لا تُحبذ الحرارة المرتفعة وهي حيوانات ذات دم بارد أي ان جسدها لا يولد حرارة كجسم الانسان بل تعتمد حرارتها على الحرارة الخارجية لذا تختبئ في فصل الشتاء وتنام طوال هذه الفترة ثم تُعاود نشاطها مع بداية فصل الربيع، أي ابتداء من شهر آذار حيث تكون الحرارة معتدلة وتتزاوج في ما بينها، وفي الصيف عندما ترتفع درجات الحرارة يمكن رؤيتها في محيط المنازل لأنها تكره الحرارة المرتفعة فتُفتش عن أماكن للاختباء فيها هربا من الحر".
وأضاف: "قد تدخل الأفاعي إلى المنازل لأن الحرارة في داخلها تكون مُناسبة لها"، لافتا إلى ان "ما يجذب الأفاعي هو وجود الفئران والقوارض والحدائق الكبيرة وفي حال وجود أقفاص للدجاج أو علف أو أراض زراعية فتُشكل مخابئ للزواحف والأفاعي وغيرها من الحيوانات وقد تدخل المنازل إذا استطاعت ذلك".
أنواع الأفاعي في لبنان
يقول خشاب: "تم لغاية اليوم توثيق 25 نوعا من الأفاعي في لبنان 17 منها غير سامة و5 بسموم خفيفة وتُعتبر غير خطرة ولا تؤدي إلى الوفاة و3 أنواع بسم مرتفع وفي حال اللدغة تتطلب عناية طبية وقد تؤدي إلى الوفاة في حالات نادرة".
ويؤكد خشاب ان "لدغات الأفاعي نادرة جدا في لبنان ،لأن الأفعى تستخدم السم بشكل أساسي للصيد وفي حالات نادرة للدفاع عن النفس حيث تضطر لذلك وتقع المسؤولية في معظم الأحيان على الانسان الذي يتصرف بطريقة غير مسؤولة ما يؤدي إلى التسبب بلدغه كما ان حالات الوفاة من الأفاعي السامة نادرة جدا لأن العناية الطبية تكون كافية للعلاج ".
ويُشير خشاب إلى ان "الأفعى الأكثر انتشارا في محيط المنازل في لبنان هي أفعى غير سامة تُدعى عقد الجوز أو البقلاوية (Hemorrhois nummirer) ومع الأسف بسبب قلة الوعي يتم قتلها ويتم الخلط بينها وبين أفعى فلسطين السامة، ويُضيف: "هذا النوع من الأفاعي أي أفعى عقد الجوز فضولي ووقح ويقترب كثيرا من المنازل خاصة في حال وجود فئران، وهي تتعايش مع الناس وموجودة حتى في بيروت و70 بالمئة من الحالات التي تدخل فيها أفعى إلى المنازل يكون نوعها عقد الجوز أي البقلاوية وهي تنتشر في الساحل اللبناني وحتى ارتفاع 1500 متر" .
وتابع: "النوع الثاني المعروف في لبنان وهو أيضا غير سام هو الأفعى السوداء او الحنش الأسود وهي أطول أفعى في لبنان حيث يصل طولها إلى مترين ونصف المتر وقد يبلغ 3 أمتار كحد أقصى، وهي تُعرف من خلال لونها الأسود اللامع وهذا النوع غير سام ومُفيد للتحكم بأعداد الفئران والجرذان والقوارض خصوصا في الأراضي الزراعية وهي تُسمى بـ "صديقة المزارع" .
ويتابع: "هناك أنواع أخرى من الأفاعي مُختصة بأكل الحشرات كأم 44 والعقارب وأكل السمك مثل أفعى المياه او ثعبان النرد وهي غير سامة وتتواجد في لبنان ولكن للأسف يتم قتلها لأن الناس تعتقد بأنها تشكل خطرا كبيرا".
ونصح خشاب في حال دخول أفعى إلى المنزل او عند رؤيتها في محيط البيوت بعدم قتلها والتواصل معه شخصيا أو مع أي شخص آخر لديه خبرة في التعامل مع الأفاعي حيث يتم إخراجها من المنزل ووضعها في أماكن بعيدة للمحافظة عليها لأنها جزء من النظام البيئي لأنها في حال انقرضت سنعاني من انتشار هائل للفئران والجرذان كما ستنتشر الأمراض أيضا بشكل كبير".
كيفية التعامل مع اللدغات
في حال التعرض للدغة أفعى، يُشير خشاب إلى ان "هذا الأمر لا يؤدي إلى الوفاة كما يعتقد الناس ويجب الانتقال إلى أقرب مستشفى للعلاج ومن يعاني من الحساسية أو لديه حالة صحية معينة سيكون عرضة أكثر للخطر من غيره، والأهم عدم تطبيق العلاجات الخاطئة والشائعة عند الناس وما نراه في الأفلام أي يجب عدم امتصاص سم الأفعى أو القيام بشق محيط اللدغة او وضع الماء الباردة أو الساخنة أو ربط اليد فإذا تم ربط اليد وكانت المستشفى بعيدة سيؤدي ذلك إلى قطع الدم عنها ما يؤدي إلى بترها أو بتر أي طرف تعرّض للدغة بسبب عدم وصول الدم إليه وليس لوجود السم فيجب التنبه جدا لهذا الأمر والذهاب فورا إلى المستشفى لتلقي العلاج".
الزواحف في لبنان
يؤكد خشاب وجود نقص كبير في الدراسات بشأن الزواحف في لبنان ، وقال: "نحن نقوم بتجميع الداتا والعمل ميدانيا واستكشاف مناطق غير معروفة لغاية الآن، وتبين لنا ان هناك 25 نوعا من الأفاعي في لبنان أكثر من 20 نوعا من السحالي منها السحلية عديمة الأرجل أي "أبو قرعة" او "البو حمار" وهي الأسماء المتداولة لها وهي مظلومة في لبنان لأن البعض يعتبرها سامة، كما لدينا أنواع من السلاحف منها أرضية ونهرية وبحرية وشواطئنا الرملية هي ملجأ تبيض عليه السلاحف المهددة بالانقراض ولكن بسبب المنتجعات واستغلال الشواطئ الرملية تتراجع أعشاش هذه السلاحف، ولدينا 8 أنواع برمائيات وهي حيوانات تتأثر بتلوث المياه والأنهر لأنها تتكاثر في الماء".
سموم الأفاعي
يلفت خشاب إلى ان "شعار مهنة الصيدلة هو الأفعى لأن سمومها تنقذ أيضا الأرواح ويتم منها استخراج الأدوية والعلاجات وهي تختلف من نوع لآخر. وثمة دراسات في المختبرات على هذه السموم وتم استغلالها لابتكار الأدوية فسموم أفعى الكوبرا يتم استخدامها في المُسكنات وبعضها أقوى من المورفين، وهناك أفاعي تبين ان سمومها تقوم بمهاجمة الخلايا السرطانية، ومع الأسف هذه الدراسات غير موجودة في لبنان.
ويؤكد خشاب ان "لبنان بلد مميز بالرغم من صغر حجمه سواء من ناحية المناخ او الموقع والتضاريس والجيولوجيا"، ويختم قائلا: "لدينا أنواع عديدة من النباتات المستوطنة وأنواع من الحشرات لا نعرف بوجودها ونوثق بشكل دائم أنواع جديدة من الزواحف منها ما هو معرّض للانقراض وموجود فقط في منطقتنا وهناك ثدييات تُقتل بسبب الخوف وقلة الوعي البيئي مثل الضبع الذي يتم قتله مع انه حيوان جبان ومسالم ويخاف من الناس وهذا الأمر ينطبق بمعظمه على الحياة البرية في لبنان".
ختاماً بالتزامن مع موجة الحر من الأفضل الابتعاد عن الحيوانات البرّية والشاردة وعدم التجوّل في البراري والأحراج والحقول التي تضم أماكن غير مرئية تصلح لاختباء الأفاعي، وفي حال التعرّض للدغات التوجه فورا إلى المستشفى والاستعانة بإرشادات الطبيب.
المصدر: لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: من الأفاعی وفی حال إلى ان فی حال
إقرأ أيضاً:
احرص على تناولها| أفضل 4 أنواع شاي غنية بمضادات الأكسدة
مضادات الأكسدة هي أفضل العناصر الغذائية لصحتك، فهي تساعد على الوقاية من الأمراض الخطيرة والقاتلة من خلال الحفاظ على جهاز المناعة.
ووفقًا للخبراء، فإن أفضل طريقة للقيام بذلك هي احتساء بعض أنواع الشاي الصحية، مثل الشاي الأسود، وشاي الكركديه، والشاي الأبيض، والشاي الأخضر وجميعها غنية بمضادات الأكسدة.
الشاي عنصر أساسي، فهو لا يساعد الملايين على الشعور بالانتعاش والنشاط كل صباح فحسب، بل له أيضًا فوائد صحية هائلة، بدا من فقدان الوزن وصولا إلى تعزيز المناعة.
يُعدّ الشاي، وفقًا للخبراء، أحد المصادر الرئيسية لمضادات الأكسدة في الأنظمة الغذائية لمعظم الأشخاص.
-الشاي الأسود
يُعدّ الشاي الأسود أكثر أنواع الشاي استهلاكًا حول العالم، وهو قاعدة مثالية لمشروبات مثل شاي ماسالا، والشاي التايلاندي، وشاي بوبا المحبوب، يأتي الشاي الأسود، إلى جانب أنواع الشاي الأخضر والأبيض، من نفس النبات، وهو الكاميليا الصينية.
الشاي الأسود غنيٌّ بالبوليفينولات، بما في ذلك الفلافونويدات والكاتشينات والثيافلافينات، ويتأكسد تمامًا بفضل غناه بالثيافلافينات والثياروبيجينات، وهي نوع من الفلافونويدات، ووفقًا للخبراء، فإن شرب كوبين إلى ثلاثة أكواب من الشاي الأسود يوميًا يرتبط بانخفاض خطر الوفاة من جميع الأسباب، بما في ذلك أمراض القلب والسكتة الدماغية وداء السكري من النوع الثاني.
-شاي الكركديه
هذا الشاي الأحمر اللافت للنظر ذو المظهر الجذاب، يتميز أيضًا بنكهته اللذيذة وغني بالعناصر الغذائية، مما يساعدك على تحسين صحة قلبك، وإدارة مرض السكري، وحتى فقدان الوزن.
يساعد شاي الكركديه، الغني بالفلافونويدات مثل الأنثوسيانين والكيرسيتين، على خفض الكوليسترول الضار LDL والدهون الثلاثية.
ووفقًا للدراسات، يعمل الشاي أيضًا بشكل مشابه لأدوية ضغط الدم، مما قد يساعد في خفض ضغط الدم، ومن أهم مميزاته أنه خالٍ من الكافيين بشكل طبيعي، لذا يمكنك تناوله في أي وقت من اليوم دون القلق بشأن نومك.
-الشاي الأخضر
يُعد الشاي الأخضر من أفضل المشروبات في العالم، وله فوائد صحية عديدة، بدءًا من تحسين وظائف الدماغ وخفض مستويات السكر في الدم والتهاب الأمعاء.
يُصنع الشاي الأخضر من أوراق الشاي الطازجة غير المخمرة، وهو غني بالكاتشين، وهو نوع من مضادات الأكسدة والبوليفينول التي تساعد على تقليل الالتهابات وتقليل خطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب وحتى الاضطرابات العصبية التنكسية.
ووفقًا للدراسات، يُعد الشاي الأخضر أيضًا الأفضل لصحة البشرة، إذ يساعد على التخلص من علامات الشيخوخة المبكرة الناتجة عن أضرار أشعة الشمس.
-الشاي الأبيض
يُصنع الشاي الأبيض من أوراق غير ناضجة، تُقطف أو تُبخّر أو تُحرق ثم تُجفف، ولأنه قليل الأكسدة، يحتوي الشاي الأبيض على كمية عالية من الكاتيكين، إلى جانب الفلافونويدات والثيافلافينات، وأعلى تركيز لمضادات الأكسدة مقارنةً بأنواع الشاي الأخرى.
يُساعد الشاي الأبيض، قليل الكافيين، على تحسين مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية، وهو رائع لعلاج اضطرابات المناعة.
المصدر: timesnownews.