شدد وزير الخارجية التركية هاكان فيدان، على أن  مساعي بلاده من خلال تطبيع العلاقات مع النظام السوري تهدف إلى تأمين أمن الحدود ومكافحة الإرهاب وعودة اللاجئين السوريين بشكل آمن إلى بلادهم، موضحا أن الجانبين أجريا العديد من المحادثات منذ عام 2017.

وقال فيدان في مقابلة مع قناة "سكاي نيوز عربية"، الأربعاء، "كما قمنا بتطبيع العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة في المنطقة، فإننا نريد أن نتخذ بعض الخطوات اللازمة في بعض النقاط مع سوريا أيضا".



وأضاف أن "هناك خطوات يجب أن نتخذها في تركيا بالتعاون مع الدولة السورية، تشمل أمن الحدود، ومكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى عودة اللاجئين بشكل آمن وحر".

وعادة ما يشير الجانب التركي بحديثه عن "الإرهاب"، إلى حزب "العمال الكردستاني" (بي كي كي) الذي يتخذ من جبال قنديل في العراق مقرا له، إضافة إلى وحدات الحماية الكردية شمال شرق سوريا، التي تراها أنقرة امتدادا للعمال الكردستاني، المدرج على قوائم الإرهاب في تركيا وعدد من الدول الأوروبية.


وأكد وزير الخارجية التركية على ضرورة "تطهير سوريا من الإرهاب، خاصة مناطق العرب المحتلة من قبل تنظيم بي كي كي، وهناك منشآت نفطية استولى عليها التنظيم، يعني أن هناك منظمة إرهابية اغتصبت موارد الشعب السوري"، حسب تعبيره.

وفي سياق متصل، أشار إلى إجراء الجانبين محادثات عبر قنوات مختلفة منذ عام 2017، معتبرا أن ذلك ساهم في وقت الاشتباك بين المعارضة والنظام في سوريا.

وقال إن "فترة الهدوء المستمرة من 6 - 7 سنوات أتاحت للنظام السوري، الفرصة لحل بعض مشكلاته السياسية وحل مشكلات البنية التحتية والاقتصاد"، مضيفا أن "الآن علينا تحويل هذه الحالة المؤقتة إلى حالة أكثر ديمومة".

ولفت إلى أن "أكثر من نصف السوريين يعيشون حاليا خارج البلاد، يجب أن يتمكن هؤلاء من العودة إلى بلادهم بأمان"، وتابع بالقول "نحن نتحدث عن دولة خرج منها ملايين الناس، ولا يمكن الحديث عن اقتصاد أو زراعة أو صناعة أو استثمار في بلد أكثر من نصف سكانه لاجئون".

وحول ما إذا كان هناك شروط مسبقة على طاولة المفاوضات بين الجانين، أوضح فيدان أنه "حتى الآن لا يوجد أي شرط مسبق تم التواصل بشأنه، أساسا، لدينا بعض القضايا في منظورنا، وهناك بعض القضايا في منظورهم".

وقال "إذا كنا سنضع شروطاً لبعضنا قبل أن نتحدث، فليس هناك معنى للحديث أصلا، فالمحادثات موجودة لحل المشكلات بطريقة حضارية، الناس يتحدثون لحل المشاكل"، حسب تعبيره.

يأتي ذلك على وقع مساع تركية برعاية روسية من أجل تطبيع العلاقات بين أنقرة والنظام السوري، بعد نحو 12 عاما من القطيعة بين الجانبين.

ومنذ أواخر شهر حزيران/ يونيو الماضي، وجه أردوغان، في أكثر من مناسبة، دعوة إلى الأسد للقاء في تركيا أو بلد ثالث، من أجل تدشين مرحلة جديدة من العلاقات بين الجانبين، متحدثا عن إمكانية رفع العلاقات إلى المستوى العائلي كما كان الحال عليه قبل الثورة السورية.


في المقابل، قال الأسد في تصريحات صحفية بالعاصمة السورية دمشق، حول مبادرة أردوغان: "نحن إيجابيون تجاه أي مبادرة، لكن هذا لا يعني أن نذهب دون مرجعية وقواعد عمل لكي ننجح، لأنه إن لم ننجح فستصبح العلاقات أسوأ".

وأضاف أن "اللقاء وسيلة، ونحن بحاجة لقواعد ومرجعيات عمل"، مشددا على أنه "في حال كان اللقاء أو العناق أو العتاب أو تبويس اللحى يحقق مصلحة البلد فسأقوم به"، بحسب تعبيره.

وتعاني سوريا من صراع داخلي منذ انطلاق الثورة السورية في 15 آذار/ مارس 2011، التي تحولت بفعل العنف والقمع الوحشي الذي قوبلت به من قبل النظام السوري إلى حرب دموية، أسفرت عن مقتل مئات الآلاف ودمار هائل في المباني والبنى التحتية، بالإضافة إلى كارثة إنسانية عميقة لا تزال البلاد ترزح تحت وطأتها.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد تركي منوعات تركية فيدان سوريا تركيا أردوغان سوريا تركيا أردوغان فيدان سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

تركيا تحدد شرطها الوحيد للانسحاب من شمال سوريا

قال وزير الخارجية التركي أمس السبت، إن بلاده ستعيد النظر في وجودها العسكري في شمال شرقي سوريا؛ إذا قام القادة الجدد في هذا البلد بالقضاء على جماعة مسلحة كردية صنفتها تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كمنظمة إرهابية.

وتحدث هاكان فيدان في مؤتمر ميونخ للأمن إلى جانب وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، الذي لم يعلق على التصريحات. وأعرب فيدان عن مثل هذه المشاعر من قبل.

Bakanımız @HakanFidan, 61. Münih Güvenlik Konferansı'nda "Şam İçin Yeni Bir Şafak: Suriye’nin Geçiş Sürecine Dair Olasılıklar" başlıklı panelde katılımcılara hitap etti. pic.twitter.com/GD1eWLpcXp

— T.C. Dışişleri Bakanlığı (@TC_Disisleri) February 15, 2025

وشن حزب العمال الكردستاني تمرداً ضد تركيا لعقود، مطالباً بمزيد من الحكم الذاتي للأكراد.
وقال فيدان: "لا يمكننا تحمل أي شكل من أشكال الميليشيات المسلحة". وأضاف أن هذه الجماعات يجب أن تندمج "تحت جيش وطني واحد" في سوريا، وأشار إلى أن القادة الجدد في سوريا قد استجابوا لهذه الفكرة.


مقالات مشابهة

  • فيدان يؤكد ضرورة ضمان وحدة أراضي سوريا وسيادتها
  • تركيا تناقش الملف السوري مع الإدارة الأمريكية.. «الشيباني»:الشعب يحتاج فرصة لإثبات نجاحه
  • تركيا تحدد شرطها الوحيد للانسحاب من شمال سوريا
  • هل هناك علاقة بين السد الإثيوبي وتسجيل 120 زلزالًا خلال شهرين؟.. عباس شراقي يوضح
  • لن نقبل بالميليشيات.. تركيا: لا بد من وجود قوة عسكرية واحدة وشرعية في سوريا
  • الكواكبي السوري ونهاية طبائع الاستبداد في سوريا
  • خبير يوضح .. حال انهيار سد النهضة سيكون هناك طوفان مائي كارثي على السودان
  • فيدان لنظيره الفرنسي: تركيا لن تتهاون في مواجهة الإرهاب
  • بماذا وصف وزير الخارجية السوري العلاقة مع دول الجوار؟ (شاهد)
  • تركيا تؤكد ضرورة تطهير سوريا من الإرهاب